ديسمبر 23. 2024

كيف انتقم مسلحو الإخوان المسلمين من الفلكلور في عفرين.. بكسر “الطنبور”؟

عفرين بوست-خاص

في حادثةٍ لم يجري توقعها يوم اجتياح الجراد لمركز عفرين في الثامن عشر من آذار مارس من العام 2018، تعمّد مسلحو الميليشيات التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، كسر كل آلة “بزق\”طمبور” صادفوها في منازل المدنيين الكُرد، باعتبار إنها تمثل التراث والفلكلور الكردي، في حين كان الكُرد ينظرون إلى الجراد من نوافذ منازلهم مرتعبين.

فقد كان يوم الـ 18 من آذار عام 2018، من أفظع الأيام على مر التاريخ في عفرين، حين احتلت أنقرة المدينة الكُردية المحبوبة، وأطلقوا يد مسلحي الميليشيات الإسلامية فيها ليسرقوا كل شيء حتى “الماشية والأغنام”، مما دفع الناشطين والسياسيين لتسميته بـ”يوم الجراد” لتمثل عفرين علامة فارقة في تاريخ التمرد الإخواني المسلح والذي بدأ قبل قرابة تسع سنوات تمت مسمى “ثورة”، لكنها لم تحمل بطبيعة الحال أياً من القيم الإنسانية، فكانت رجعية وفاشية.

وخلال ذلك اليوم “18 آذار”، وبالإضافة إلى تدمير تمثال “كاوا الحداد” الذي يعتبر أسطورة كُرديةً وموقد شعلة نوروز تاريخياً، وتدمير تلة عيندارا الأثرية بضربات جوية، حدث ما لم يلفت بال العالم، حيث كسر مسلحو الميليشيا الإسلامية كل “بزق\طنبور” صادفوه في منازل الكُرد التي كانت خاوية حينها.

وبحسب مصدر من “عفرين”، فقد ذكر لمراسل “عفرين بوست” إن المسلحين كانوا يتعمدون كسر “البزق\الطنبور” أمام الكُرد لإذلالهم، والإظهار إنهم يطمسون تراثهم فولكلورهم.

وبحسب المصدر، فإن المسلحين دخلوا إلى محل لتصفيف شعر عائد لاخته، كان فيه آلة بزق لأبنتها، إذ أخرجوا الآلة وكسروها في الشارع، ويضيف المصدر بأن المسلحين فعلوا ذلك في قرية “قودا” في راجو، وقرية “كوتانا” في بلبله، وقرية “يالانقوزيه” في جنديرس، بحسب شهادات المسنين في تلك القرى.

وتمثل آلة “البزق” أو “الطنبور” كما يسميها الكُرد، إحدى الآلات الموسيقية الهامة في التراث والفلكلور الكُردي، وكان هناك معاهد موسيقية عديدة في عفرين أهمها معهد آريا ومعهد أديك ومعاهد أخرى أغلقت بعد احتلال تركيا لعفرين.

وقال المصدر إن الميليشيات تضايق كل شخص تعلم إنه يُحاول التعلم على العزف على البزق، وأضاف: “لكننا هنا مجموعة من النسوة والفتيات نجتمع في منزل في مكان ما، وفيه آلات البزق، معنا معلمة، نتعلم البزق ولن نترك تراثنا”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons