عفرين بوست ــ خاص
في إطار سياسة التغيير الديمغرافي، تشجّع سلطات خروج المواطنين الكُرد عبر تضييق سبل المعيشة أمامهم وتدفعهم للهجرة، وبالمقابل تحتج على المواطنين العرب ممن لا يحملون البطاقة الشخصية التركية (الكيملك التركي) وتدخلهم إلى إقليم عفرين الكردي الذي تحتله، للعام الثالث.
وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، أنه عَلِم عبر مصادر خاصة، أن أنقرة أعادت 50 شاباً (من المكون العربي) إلى عفرين، وهم من الذين استوطنوا في عفرين سابقاً، وضاقت بهم السبل فتوجهوا إلى الأراضي التركية، ولم تنظم لهم بطاقات شخصية تركية، وذلك ضمن إطار التغيير الديمغرافي الكامل في عفرين وقراها.
وأشار المراسل إلى أن عملية إعادة المستوطنين جرت قبل ما يقرب من الأسبوعين، وأنه علم أن من بين العائدين شاب يدعى “عبد الستار منعم”، وفي تواصل لمراسل “عفرين بوست” مع مهرّب من المستوطنين، قال المهرب: “لقد أخرجت 72 مواطناً كردياً من عفرين خلال مدة أقل من شهر”.
وسبق لـ”عفرين بوست” أن نشرت خبراً حول تشجيع سلطات الاحتلال لخروج المواطنين الكرد الأصليين، إذ تُمارسُ بحقهم أسوأ معاملة وترتكب الانتهاكات، لتكون الهجرة خياراً إجبارياً، فيما يُرفض الاحتلال خروج المستوطنين من المنطقة.
ومع تهجير أكثر من 350 ألف مواطن كردي خلال العدوان التركي على عفرين آذار 2018، وهجرة أعدادٍ كبيرةٍ عقب إطباق الاحتلال العسكري فراراً من التهديد وسوء المعاملة وانتشار التطرف والعنصرية، لم تعد تتجاوز الكرد في عفرين بعد الاحتلال التركي الـ20%.
وفي سياق تشجيع الاستيطان تقدم الجمعيات الخيرية ذات التوجه الإخواني مساعدات إغاثية وسلات غذائية للمستوطنين، ومنها منح جمعية “عطاء بلا حدود القطرية” مساعدات حصرية للمستوطنين القادمين من الغوطة وحمص ودير الزور، لمبلغ خمسين دولار، لكل عائلة مستوطنة لتشجيعهم على الاستيطان، كما وتقدم للمستوطنين دورياً سلات غذائية، مقابل منع أي نوع من المساعدات عن المواطنين الكُرد بحجة أنهم “مقيمون” وأن المستوطنين “مهجرون”.