عفرين بوست – خاص
رصد مراسل عفرين بوست أعمال الحفر وتجريف التربة وتسوية الأرض، في التلة الواقعة قرب قرية جلمة، وأشار إلى أنها تجري باستخدام آليات ثقيلة في أسفل التلة وقمتها، تمهيداً لتحويلها لقاعدةٍ عسكرية، دون أي اعتبارٍ للقيمة التاريخية والأثرية للموقع.
وتقوم سلطات الاحتلال التركي، بأعمال حفر وتجريف في تلة أثرية تقع قرب قرية جلمة تمهيداً لتحويلها لموقع عسكري لجيش الاحتلال التركي. وتجري هذه العمليات بموازاة استراتيجية التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي، وذلك في مسعاها لامحاء الهوية التاريخية والخصوصية الثقافية لإقليم عفرين،
ولا يعد هذا الانتهاك بحق آثار الإقليم الأول من نوعه، فقد تعرضت معظم التلال الأثرية للحفر والتجريف، ففي ناحية جندريسه/ جنديرس قامت سلطات الاحتلال التركي بتجريف تلة البلدة الأثرية ليحولها إلى مهبط للحوامات، وشقَّ طريقاً إلى أعلى التلة، واستقدم إليها الجرافات والمداحل لجرف وتسوية سطح التلة لتكون أرضية صالحة لمهبط الطيران المروحي.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2019 عرضت وكالة “نورث برس”، صوراً جديدة توثِّق تحويل تل جنديرس الأثري إلى قاعدة عسكرية. وتظهر الصور جداراناً إسمنتية عالية وضعت كسورٍ حول التل، الذي يقع جنوب مدينة جنديرس، وتصل مساحته لـ/2/ هكتار، وأكدت الوكالة أن التلة التي تعلوها القاعدة العسكرية، تشهد عمليات تنقيب وحفر بحثاً عن الآثار، فيما تمنع القوات التركية أهالي المنطقة من الاقتراب من القاعدة العسكرية، وسط حراسة مشددة. وأشارت إلى أن القاعدة العسكرية تحيطها كاميرات مراقبة، ويوجد فيها عناصر من القوات التركية، والمليشيات الإسلامية المسماة بـ (الجيش الوطني، الجيش الحر) التي تتبع لتنظيم الإخوان المسلمين.
ويذكر أن جميع المنازل الواقعة حول التلة الأثرية دمرتها قوات العدوان التركي أثناء غزوها العسكري للإقليم الكردي منذ الـ20 من كانون الثاني / يناير العام الماضي.
ومن التلال الأثرية التي تم التعدي عليها بأعمال التجريف: تلة زرافكي الأثرية/علي عاشي/ الواقعة على أطراف نهر زرافكي الذي يبعد مسافة 1 كم شمال قرية أومو. وتلة ترنده الأثري، التي عملت فيها ثلاث جرافات، للحفر في أعلى التلة الأثرية بحثاً عن الأثار، وتلين أثريين في قرية كمروك، وتلة أرندة ومنذ إعلان الاحتلال العسكري التركي، بدأت أعمال التنقيب عن الآثار باستخدام أجهزة متطورة للكشف عن الآثار والمعادن، وأكد أهالي أن جيش الاحتلال أخرج كميات من الذهب المدفون في قرية بعرافا على الأقل، كما جرت أعمال مشابهة في أوقات متفاوتة، طالت محيط قلعة “النبي هوري” التاريخية، حيث استخدمت الميليشيات الإسلامية الجرافات في محيط القلعة للبحث عن الكنوز الأثريّة.
ويؤكد خبراء الآثار أن بينة التربة في عفرين تتألف من طبقات عدة، وتحتوي آثاراً من حقب مختلفة تعود لحضارات تعاقبت على المنطقة.
ويستغل الاحتلال التركي صمت المؤسسات الدولية لمواصلة العبث بآثار عفرين بهدف تدميرها ومحوها، والقيام بأعمال تجريف وحفر تحويل المواقع الأثرية في المنطقة إلى قواعد عسكرية تابعة لها.