عفرين بوست ــ خاص
في سياق تغيير ثقافة إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، تسعى سلطات الاحتلال إلى إقامة مزيدٍ من مشاريع المؤسسات الدينية والمساجد على حساب المؤسسات الخدمية.
وفي السياق، أفاد مراسل “عفرين بوست”، أنه علم من مصدر موثوق، نقلاً عن موظفة تعمل في مديرية الأوقاف التابعة للاحتلال التركيّ، “أنّ الاستخبارات التركية أعلمت المستوطن الذي يستثمر مخبز “جودي” أن يقوم بإخلائه، تمهيداً لإنشاء مشروع ديني، وهو الأغلب “معهد لتحفيظ القرآن”.
وكانت سلطات الاحتلال قد طالبت المستوطن في وقتٍ سابقٍ، بدفع مبلغ يعادل خمسة ملايين ليرة سورية شهرياً، أو يُطرد من المخبز في حال الرفض.
وذكر المراسل أن وجود محضرٍ شاغرٍ بجوار المخبز يُغني عن الاستيلاء على المخبز، وأضاف أن التوجهات الحالية لسلطات الاحتلال تميل إلى زيادة الاعتماد على الشيوخ والأئمة من حملة الفكر المتطرف والمتشدد، وبخاصة التابعين لما يسمى هيئة تحرير الشام، فرع القاعدة في سوريا.
والجدير ذكره أن مخبز جودي الواقع بجانب سوق الأربعاء (البازار)، تعود ملكيته إلى مواطن كُردي من أهالي عفرين، وهو من المهجرين قسراً، وفي موقع مجاور لمخبز جودي جرى الاحتفال في 25/7/2020 بوضع حجر الأساس لمشروع بناء مسجد الذاكرين، الذي تبنت إنشاءه جمعية الإغاثية الإنسانية التركية IHH المعروفة بنشاطها المتطرف وضلوعها بنقل الأسلحة إلى سوريا.
ويذكر أن إقليم عفرين المحتل يشهد نشاطاً في بناء المساجد وجرى فصل أئمة المساجد الكرد بذريعة العمل لدى الإدارة الذاتية السابقة وتعيين آخرين من المستوطنين ومن أنصار تنظيم “جبهة النصرة/هيئة تحرير الشام”، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
ومن الجلي أن الغاية التي يسعى الاحتلال لتحقيقها، تتمثل في تغيير ثقافة المنطقة بالتوازي مع التغيير الديمغرافي، حيث يعوّل الاحتلال التركي على الشعارات الدينية لإمحاء الخصوصية الكُردية للإقليم.