سبتمبر 21. 2024

أخبار

#بانوراما_ أغسطس: قتل طفل.. 118 مُختطف.. عثمنة وتتريك للأوابد الأثرية وحرق المزارات المُقدسة.. قتل إيزيدي وخطف مسيحي وبناء مدارس إخوانية.. سرقة أعضاء بشرية والمسؤول التركي الأول عن عفرين يقتل أمه وأخيه

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.

وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال شهر أغسطس\آب، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).. وهي على الشكل التالي:

ملخص أغسطس:

  • قتل طفل وسرقة أعضائه في قرية فيركان بناحية شرا.
  • 118 مختطف، وحواجز المليشيات الإخوانية ترّهب عفرينيي الداخل وتمنعهم من التنقل بسلام.
  • المستوطنون يبتزون الكُرد للخروج من منازل يستولون عليها، واقتتال بين أدوات الاحتلال على أملاك أهالي عفرين الكُرد.
  • المسلحون يبتزون أهالي عفرين بصور سابقة لهم، أثناء فترة حكم “الإدارة الذاتية”.
  • توافق بعض مكاتب التحويل مع المسلحين لابتزاز الكُرد، ممن يتلقون حوالات من أقربائهم بالخارج.
  • سرقة موسم الجوز.
  • اقتتال بين مليشيات الاحتلال على عائدات معبر “غازيويه\الغزاوية”، الفاصل بين عفرين وإدلب.
  • مهجرو عفرين بين نار لوعة العيد بعيداً عن عفرين، ونار الخطر المتمثل بفيروس كورونا ومسلحي الاحتلال والإخوان المسلمين.
  • مهجرو عفرين يستذكرون شنكال في ذكرى هجوم داعش الإرهابي عليها، ويؤكدون أن مسلحي الإخوان يمثلون الوجه الثاني للتنظيم الإرهابي.
  • في شيه.. عثمنة وتتريك للمسجد الأثري الذي خرب مسلحو الإخوان مأذنته.
  • قطع 350 شجرة في بلبله، وتصدي مشترك للأهالي لمحاولة مشابهة في قرية “قره كوله”، وقطع 20 شجرة لوز في قرية “حبو” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”.
  • المستوطنون يحرقون مزار شيخموس الكائن في قرى الميدانيات التابعة لناحية راجو، بذريعة كونه من رموز الشرك بالله.
  • الروس وجيش النظام يقومان بتحضيرات عسكرية تمهيداً لبدء عملية عسكرية تفضي إلى السيطرة على كامل طريق عنتاب – حلب.
  • النظام السوري يدفن المتوفين بفيروس كورونا بحلب، في مناطق الشهباء.
  • العثور على جثامين امرأة وطفل بين أحراش قرية دير صوان التابعة لناحية شرّا/شران.
  • إقدام المدعو عبد القادر كل خللو ابن جميل من أهالي قرية جلمة التابعة لناحية جندريس على قتل زوجته “استرفان أنور باكير” (20 عاماً من قرية قدا/راجو).
  • ميليشيا “فيلق الشام” تقتل مسن كُردي إيزيدي من أهالي قرية شاديريه بسبب رفضه دفع إتاوة مالية.
  • المعلمون المستوطنون ينشرون أفكار متطرفة وعنصرية ضمن مدارس عفرين.
  • تواصل التفجيرات والسرقات المرافقة لها.
  • استمرار عمليات بيع أملاك أهالي عفرين المهجرين لتحقيق التغيير الديمغرافي وتثبيت الاستيطان.
  • اقتتال بين مسلحي إعزاز ومسلحي تل رفعت، وحل المليشيات التابعة لتل رفعت.
  • قطع أشجار معمرة في قرية “زعريه” التابعة لناحية “بلبله”.
  • إقدام نائب والي ولاية هاتاي التركية على قتل والدته وشقيقه.. وهو المسؤول المباشر عن إدارة إقليم عفرين.
  • وضع حجر الأساس لبناء مدرسة إخوانية في إقليم عفرين المحتل، في موقع مركز الاتحاد الأيزيدي سابقاً.
  • اختطاف مواطن كردي من منزله الكائن في قرية “جقماقي مزن/جقماق كبير بتهمة الردة.
  • سرقة أعضاء جسد مواطن كردي من “جندريسه\جنديرس” في مرسين التركية.
  • الاحتلال التركي يُسهّل طريق خروج الكُرد من إقليم عفرين ويجري عملية إحصاء سكاني
  • المستوطنون يواصلون بيع الشقق السكنية بإقليم عفرين
  • انشقاقات في صفوف المليشيات والاحتلال يعتقل ضابط منشقاً عن النظام مقيماً في إسطنبول
  • توسع تفشي فيروس كورونا في الشهباء، ومخاوف على حياة مهجري عفرين هناك
  • الاحتلال ينشر الفكر الديني المتشدد وفق توجهاته الإخوانية، عبر الجمعيات الدينية الممولة من قطر والكويت
  • النساء الكُرد في قرية “قره كول” يلقنون مستوطناً درساً في الأخلاق
  • دمشق تتهم النظام التركي بمواصلة ممارساته الإرهابية واحتلال أراضي سوريا.
  • 3 مسلحون يقرّون بقتل 14 كُردياً.
  • استقدام المزيد من العائلات المستوطنة واستملاك منازل مهجّري عفرين.
  • اختطاف فتاة كُردية قاصرة
  • تعيين موظفيّن من المستوطنين
  • وجهاء شمال حلب يطالبون بعملية عسكرية ضد المليشيات الإخوانية

جرائم القتل..

في الثالث من أغسطس\آب، قتلت جندرمة الاحتلال التركي الطفل الكُردي “خليل شيخو” من قرية “فيركان” التابعة لناحية “شرا/شران” في ريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، على الحدود ما بين عفرين وتركيا عبر إطلاق الرصاص عليه. وأفاد مراسل “عفرين بوست” من مركز ناحية شرا، إن الجندرمة التركية قتلت، الطفل “خليل شيخو” البالغ من العمر 15 عام عندما كان يحاول الأخير عبور الحدود. وأشار المراسل إن الجندرمة أوقفت سيارتهم وأطلقت الرصاص عليهم، وقتلت الطفل على الفور، دون أي سؤال، وأكد المراسل أيضاً إن الجندرمة لم تسلم جثة الطفل لذويه بعد.

في الخامس من أغسطس\آب، سرقت الجندرمة التركية أعضاءً من جسد الطفل الكردي “خليل شيخو” بعدما قتلته بدمٍ بارد، لتضاف هذه الجريمة إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بحق سكان إقليم عفرين الأصليين الكُرد شمال سوريا. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في المركز، إن الجندرمة التركية أعادت جثة الطفل “خليل شيخو\15 عام” إلى قرية “فيركان” التابعة لناحية “شرا/ شران” والتي ينحدر منها الطفل الكردي المغدور، إلى ذويه وهي خاويةً، بعد سرقة أعضاء جسده إبان قتله على الحدود قبل يومين. وتواصل مراسلنا مع احدى قريبات الطفل، والتي قالت إن الجندرمة و”بعدما قتلت الطفل نقلته إلى الجانب التركي، وسرقت أعضاء جسده، وأعادت الطفل إلى عائلته في اليوم الثاني عصراً، وهو خاوي الأعضاء الداخلية”. وأشارت القريبة التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لضرورات أمينة، إن الطفل “خليل شيخو” كان يريد الهرب من ابتزازات الميليشيات الإسلامية في عفرين، قائلةً: “إلا أنه اصطدم بما هو أكثر ضراوة – بالجندرمة التركية – التي قتلت المئات من المدنيين السوريين الهاربين من آتون الحرب”. وأشارت القريبة إن العائلة تلقت صدمتين: “الأولى عند مقتل الطفل، والثانية عندما أعيدت الجثة خاوية، وتظهر على الصدر علامات التخييط”.

في الثاني عشر من أغسطس\آب، استمر مسلسل ارتكاب الجرائم والانتهاكات في ظل الفوضى العارمة والفلتان الأمني نتيجة الحالة التي أوجدها الاحتلال التركي في الشمال السوري المحتل وخاصة في إقليم عفرين، الذي صٌدم يوم أمس الاثنين بالعثور على جثامين امرأة وطفل تم رميهما بين الأحراش المحيطة بقرية دير صوان التابعة لناحية شرّا/شران. وكشف نشطاء محليون هوية المرأة التي تم العثور عليها وهي “كولة خليل فرج” (٢٣ عاماً)، قيل إنها قُتلت على يد زوجها لأسباب غير معروفة، فيما كانت تحاول الفرار من عفرين إلى داخل الأراضي التركية، أما جثة الطفل فتعود لـ ” بكر فؤاد شيخ صالح (١٤ عاماً).  كما شهد حي الأشرفية بمركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، وخلال أسبوع واحد، جريمتي قتل طالت امرأتين على خلفية اتهامات أخلاقيّة، وذلك في ظل تدهور الأوضاع المعيشية والعلاقات الاجتماعية والانفلات الأمني وفوضى السلاح التي أوجدها الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني” والمرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين، وفي تفاصيل الحادثتين، علمت عفرين بوست أنه في الجريمة الأولى أقدم المدعو عبد القادر كل خللو ابن جميل /تركماني الأصل/ ومن أهالي قرية جلمة التابعة لناحية جندريس في الثامن من شهر آب الجاري، على قتل زوجته “استرفان أنور باكير” (20 عاماً) ولديها طفلين (من قرية قدا/راجو)، طعناً بالسكين وذلك أثناء زيارة إلى منزل والديها بحي الأشرفية (محيط شركة المياه)، يُقال إنها قُتلت على خلفية اتهامات أخلاقية. وفي الحالة الثانية أقدم مستوطن منحدر من إدلب على قتل زوجته بإطلاق الرصاص عليها، ثم لاذ بالفرار، وتم التداول على أن الجريمة وقعت أيضا على خلفية اتهامات أخلاقية، ولم تتوفر معلومات تفصيلية حولها. وفي الثالث من أغسطس/ آب الجاري، أقدم حرس الحدود التركي على إطلاق النار على الطفل خليل نهاد شيخو (15 عاماً) من قرية “فيركان” التابعة لناحية “شرا/شران” في ريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، على الحدود ما بين عفرين وتركيا، وذلك أثناء محاولته عبور الحدود إلى داخل الأراضي التركية، حيث أوقفت الجندرمة سيارتهم وأطلقت الرصاص عليهم، وقتلت الطفل بدم بارد دون أي سؤال، لتسلم جثته لذويه فيما بعد وهي خاوية من أعضاء داخلية. وتكرر مشهد الجسد الخاوي من الأعضاء الداخلية في حادثة المواطن نضال بركات (38 عاماً) من أهالي جنديرس، والذي ماطل المشفى التركي في تبيان وضعه الصحي على مدى عشرة أيام بعد عمل جراحي، ولتصدم عائلته بخبر وفاته، وتسلم جثته بدون أعضاء داخلية. هذا ويشهد إقليم عفرين ارتفاعاً في نسب وقوع جرائم القتل منذ ما يقارب العامين ونصف من عمر الاحتلال، بسبب البيئة التي فرضها الاحتلال التركي وميليشياته المنفلتة من كل عقال، وكذلك استقدام مجتمعات إسلامية متشددة تستعبد النساء ولا تتسم فيها العلاقات الاجتماعية فيها بالتوازن ولا تُحترم حقوق المرأة، خلافاً للثقافة التي كانت سائدة في الإقليم طيلة الفترات الماضية وخاصة في مرحلة الإدارة الذاتية السابقة.

في الثالث عشر من أغسطس\آب، أقدم مسلحون من ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، على قتل مسن كُردي إيزيدي من أهالي قرية شاديريه التابعة لناحية شيراوا بسبب رفضه دفع إتاوة مالية، وفقا لمراسل عفرين بوست في الناحية.  وأوضح المراسل أن مسلحي الميليشيا اقتحموا منزل المواطن الكردي نوري جمو عمر شرف /63عاما/ الكائن في قرية شاديريه/شيح الدير، وذلك حوالي الساعة التاسعة مساء، وأطلقوا الرصاص على رأسه بدم بارد، فارتقى شهيدا على الفور. وأضاف المراسل أن المسلحين (عددهم 3) جاءوا قبل فترة إلى منزل الشهيد “نوري” وطلبوا منه دفع اتاوة مالية بعد سماعهم نبأ قيامه ببيع قطعة أرض زراعية، ولكنه لم يلبي طلبهم، فخرجوا من المنزل، ليعاودوا بعد عدة أيام ارسال تهديدات له قائلين فيها: “إذا لم تدفع المال فحقك رصاصة واحدة”، وفي ليلة أمس نفذ المسلحون تهديدهم وقتلوه. وكان الشهيد نوري تعرض في وقت سابق لعملية اختطاف من قبل الميليشيا ذاتها، وتم الإفراج عنه بعد دفعه فدية مالية تُقدر بـ “ثمانية آلاف يورو”.

في الخامس عشر من أغسطس\آب، أقدم مسلحون من ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، على قتل مسن كُردي إيزيدي من أهالي قرية شاديريه التابعة لناحية شيراوا بسبب رفضه دفع إتاوة مالية، وفقا لمراسل عفرين بوست في الناحية.  وأوضح المراسل أن مسلحي الميليشيا اقتحموا منزل المواطن الكردي نوري جمو عمر شرف /63عاما/ الكائن في قرية شاديريه/شيح الدير، وذلك حوالي الساعة التاسعة مساء، وأطلقوا الرصاص على رأسه بدم بارد، فارتقى شهيدا على الفور. وأضاف المراسل أن المسلحين (عددهم 3) جاءوا قبل فترة إلى منزل الشهيد “نوري” وطلبوا منه دفع اتاوة مالية بعد سماعهم نبأ قيامه ببيع قطعة أرض زراعية، ولكنه لم يلبي طلبهم، فخرجوا من المنزل، ليعاودوا بعد عدة أيام ارسال تهديدات له قائلين فيها: “إذا لم تدفع المال فحقك رصاصة واحدة”، وفي ليلة أمس نفذ المسلحون تهديدهم وقتلوه. وكان الشهيد نوري تعرض في وقت سابق لعملية اختطاف من قبل الميليشيا ذاتها، وتم الإفراج عنه بعد دفعه فدية مالية تُقدر بـ “ثمانية آلاف يورو”.

في الثالث والعشرين من أغسطس\آب، اعتقلت ميليشيا “جيش النخبة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين مؤخرا، ثلاثة من مسلحيها بتهمة إقدامهم على قتل نجل متزعم الميليشيا المدعو “العقيد عمار” إلى جانب تهمة قتلهم لـ 14 مواطنا كُرديا من أهالي إقليم عفرين المحتل. ووقال مراسل عفرين بوست نقلا عن مصادره، أن المسلحين الثلاثة اعترفوا بقتل نجل متزعم الميليشيا الذي فُقد أثره منذ أكثر من عامين، كما اعترف المسلحون بتصفية 14 مواطنا كُرديا دون التمكن من معرفة هويتهم ولا تاريخ تنفيذ عملية القتل، مشيرا إلى أن التوتر يسود في صفوف مسلحي الميليشيا على خلفية هذه الاعتقالات حاليا. وأضاف المراسل أن المسلحين الثلاثة والذين يُدعون (حمو وخالد وأمين) أقدموا على قتل ابن متزعم الميليشيا لأسباب مجهولة حتى الآن، كما أنهم أقدموا على قتل 14 مواطنا كُرديا لأسباب غير معروفة أيضا.

في التاسع والعشرين من أغسطس\آب، سلمت ميليشيا “الشرطة العسكرية” الملف الأمني في قرية عمارا، لمجموعة من ميليشيا “جيش النخبة” في قرية شيخوتكا، وذلك بعد افتضاح أمر المجموعة السابقة في جرائم خطف والتصفية الجسدية. وعثرت ميليشيا” الشرطة العسكرية” على 14 جثة تم دفنها في أمكان متفرقة في قرية عمارا، وذلك بعد أن اعترف ثلاثة مسلحين من المجموعة بتنفيذ عمليات تصفية.  ففي منزل المواطن الكردي أمين مجيد الذي يحتله والد القيادي “خالد إسماعيل زهير” المنحدر من سهل الغاب، تم العثور على جثتين- وكذلك تم العثور في حديقة تقع في طلعة مفرق قرية عمارا على 3 جثث، بجانب العثور على جثتين في منزل المواطن الكردي منان آمكي المحتل من قبل المسلحين على (احداها عائدة لنجل العقيد عمار).  وكانت قد اعتقلت مليشيا “الشرطة العسكرية”، 13 مسلحا من ميليشيا “جيش النخبة” المحتلة لقرية “عمارا” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، بينهم 3 اعترفوا بارتكابهم جرائم تصفية بحق 14 شخصاً، فيما لم تعرف بعد هويات الضحايا. ومن المرجح أن معظم الجثث تعود لمسلحين من الميليشيا ذاتها، وتم قتلهم في إطار تصفيات داخلية، في حين لم تعلن ميليشيا “الشرطة العسكرية” بعد هويات الضحايا، رغم أن المتورطين قد تم اعتقالهم واعترفوا بجرائمهم. وجرى كشف تلك الشبكة بعد خطفها للفتاة الكُردية القاصر “سلوى شاشو\14 عام”، والمتورطون في جرائم الخطف والقتل هم كل من المدعو: “خالد” وهو قائد المجموعة في قرية عمارا، ويعمل محققاً أيضاً، إضافة للمدعوين بـ”أمين” و”حموي” (وهما من متزعمي الميليشيا في القرية).

الاختطاف وعمليات الابتزاز..

في الأول من أغسطس\آب، اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المواطن “شيرو علي” من مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، دون معرفة أسباب الاعتقال، وسط ازياد حالات الاعتقال والخطف بشكل يومي من قبل الميليشيات الإسلامية. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن ميليشيا “الشرطة العسكرية” اعتقلت الشاب “شيرو علي” من حي الأشرفية بالمركز، دون معرفة الأسباب، مشيراً إلى أن شيرو علي من أهالي قرية “كفر جنة”، ويسكن في حي الأشرفية، وإن المليشيا اعتقلته قبل أيام ولا يزال رهن الاعتقال.

كذلك، خطفت ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المواطن الكُردي “جوان علي” من مركز إقليم عفرين الكرد المحتل شمال سوريا، بعد فبركة تهمة له، ونهبت منه 6 آلاف دولار. وأشار مراسل “عفرين بوست” في المركز، إن مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” خطفت “علي” من محله في مدينة عفرين، بعد اتهامه إن المحل الذي يعمل به كان عائداَ لـ “الإدارة الذاتية”. وأفاد المراسل أن الميليشيا خطفت المواطن قبل ثلاثة أيام، وأفرجت عنه بعد أن استحوذت منه على فدية مالية قدرها 6 آلاف دولار لقاء الإفراج عنه.

في الثاني من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: لا يستطيع سكان قرى ناحية شيراوا التوجه إلى مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، خوفاً من حاجز مليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بسبب صيته السيء، حيث يتواجد بالقرب من قرية “ترنده\الظريفة”، في مدخل عفرين الجنوبي. وأشار مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن حاجز مليشيا “الشرطة العسكرية” يزعج السكان الكُرد القادمين من قرى ناحية شيراوا إلى عفرين. وأضاف أن سكان قرى ناحية شيراوا يخشون الذهاب إلى عفرين، كي لا يمروا من ذلك الحاجز الذي يطرح أسئلة، تهدف إلى إيقاع المدنيين في زلات لسان، أو أخطاء تبرر اعتقالهم. ونقل المراسل حديث مواطن من قرى ناحية شيراوا، قال إن الحاجز يطرح أسئلة مثل: “أنت كُردي”، “ماذا كنت تعمل مع الإدارة الذاتية”، “أنت في عمر الالتحاق بالخدمة الإلزامية أين خدمت”، “إذا كنت تعمل قل لنا ونحن سنساعدك”، وغيرها. وقال المراسل إن ذلك الحاجز، خطف واعتقل العديد من المدنيين بتلك الطريقة، وإنهم طلبوا فدى مالية من ذوي المختطفين لقاء الإفراج عن أبنائهم.

في التاسع من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: لا يزال مصير الشاب الكُردي “فراس حاج حماده جعفر\٢٠ عاماً”، من أهالي قرية “كورزيليه\قرزيحيل”، مجهولاً، منذ اختفائه في العشرين من شهر آذار عام 2018، ليضاف إلى المئات من قصص الاختفاء القسري والاختطاف التي انتهجها قوات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”. وحسب إفادة مصادر مقربة لـ “عفرين بوست” فإن “فراس” خرج مساء ذلك اليوم، من منزله الكائن في مركز إقليم عفرين بقصد شراء سجائر، إلا أنه لم يعد منذ ذلك التاريخ وفُقد أثره بشكل تام. وفي السياق، أقدمت ميليشيا الشرطة العسكرية بتاريخ الرابع عشر من مايو الماضي، على اختطاف الشاب “نوري أحمد مصطفى\١٧ عاماً”، من أهالي بلدة “باسوتيه\باسوطة”، التابعة لناحية شيراوا وهو من عشيرة العميرات، ووجهت له تهمة التعامل مع “الإدارة الذاتية” السابقة، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة، ولا يُعرف مصيره حتى الآن. كما أقدمت الاستخبارات التركية برفقة مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” الذين يتزعمهم المدعو “أبو سهيل” المتمركزين في بلدة “موباتا/معبطلي” بعد ظهر الأربعاء\الخامس من أغسطس الجاري، على اختطاف المواطن “محمد حسكو حسكو\40 عاماً”، من مشغله (ورشة خياطة) في مدينة عفرين شارع راجو، وهو من أهالي قرية “خليلاكا”التابعة لناحية “بلبله\بلبل”، فيما كان يقيم في قرية كمروك، دون أن تُعرف بعد أسباب اختطافه، واقتيد إلى جهة مجهولة. كذلك، أقدمت استخبارات الاحتلال التركي برفقة المسلحين التابعين لمليشيا “الجبهة الشامية” المحتلة لقرية معرسكة التابعة لناحية “شرا/شران”، في 28 تموز الماضي، على خطف المواطن “عبد الله محمد علي” الملقب “عبود” من أهالي قرية معرسكة دون أسباب تذكر، واقتادوه إلى جهة مجهولة دون معرفة مصيره حتى الآن.

كذلك، أقدمت ميليشيا “لواء الوقاص” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين” على اختطاف ثلاثة مواطنين كُرد من منازلهم في قرية هيكجيه التابعة لناحية جنديرس بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، واقتادتهم إلى جهة مجهولة. وأكد مراسل عفرين بوست في الناحية أن المختطفين هم كل من (محمد صبري البالغ من العمر ٥٨عاما، فوزي صبري البالغ من العمر ٥٦عاما، حسن صبري البالغ من العمر ٤٩ عاما) مشيرا إلى أن الميليشيا تطلب من ذويهم دفع فدية مالية لقاء الافراج عنهم.

في العاشر من أغسطس\آب، أفاد مراسل عفرين بوست بأن الاستخبارات التركية أقدمت يوم الخميس الموافق للسادس من أغسطس/ آب الجاري، على اعتقال الشاب الكُردي رياض حسن حمو من منزله الكائن في مركز ناحية راجو واقتادته إلى جهة مجهولة. الشاب رياض من مواليد 1978، ومن أهالي قرية كمرش التابعة لناحية راجو، وكان يعمل في مخبز البلدة.  من جهة أخرى تواصل ميليشيا “الشرطة المدنية” والاستخبارات التركية تواصل منذ نحو شهر، أرسال تبليغات إلى المواطنين الكٌرد ممن سبق أن تعرضوا للاعتقال وأُفرج عنهم، مطالبة إياهم بدفع غرامات مالية إضافية تتراوح بين 800 – 1000 ليرة تركية، علما أن البعض منهم دفع الغرامات للمحكمة لمرتين وثلاثة. وفي السياق أقدمت دورية عسكرية تابعة للاحتلال التركي يوم السبت الثامن من أغسطس/آب الجاري، على اعتقال ثلاثة مواطنين مسنين من أهالي قرية شاديريه /شيح الدير التابعة لناحية جنديرس وهم كل من: (محمد علو بريمو (٧٠ عاماً) وزوجته فكرت (٦٠ عاماً) والمواطن رشيد محمد سيدو (٦٥ عاماً)، تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.

في الحادي عشر من أغسطس\آب، اعتقلت مليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أمس الإثنين، 6 مواطنين من السكان الأصليين الكُرد في قرية “بريمجة” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، مطالبة بالفدية من ذويهم لإطلاق سراحهم. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “موباتا\معبطلي”، أن المعتقلين هم كل من “أسعد خليل مراد، نوري مصطفى بكر، شيخو خليل حسن، فايق صبري موسى، عبدو خليل عباس، محمد بشير”. وطالبت مليشيا “الشرطة العسكرية” من ذوي المخطوفين بفدية مالية قيمتها 250 ألف ل. س مقابل الافراج عن كل واحد منهم، فيما لايزال مصيرهم مجهولاً.

في الثاني عشر من أغسطس\آب، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، أن الاستخبارات التركية شنت حملة اعتقالات تعسفية واسعة في مركز مدينة عفرين المحتلة، بتهمة أنهم ينتمون لخلايا نائمة تتبع لـ”قوات سوريا الديمقراطية”. وأسفرت الحملة عن اعتقال 17 مواطناً كُردياً، بينهم 3 مواطنين في المنطقة الصناعية لوحدها، دون أن يتمكن المراسل من توثيق أسماء المعتقلين. وكانت قد أعلنت وزارة دفاع الاحتلال التركي، قبل يوم، إلقاء القبض على 19 شخصاً، مدعيةً إنهم أعضاء في “حزب العمال الكردستاني PKK”  و”وحدات حماية الشعب YPG”، منهم 17 في عفرين التي يشير إليها الاحتلال من خلال مصطلح “غصن الزيتون” وهو أسم الغزو العسكري للإقليم الكردي، والذي امتد من العشرين من يناير إلى الثامن عشر من مارس العام 2018، بالإضافة إلى 2 فيما تسمى بمنطقة “نبع السلام”، التي تشير للقطاع المحتل من شرق الفرات الممتد بين مدينتي “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”. وبررت الدفاع التركية الاعتقال بالاستناد إلى اتهامات مفبركة تفتقر إلى أدنى مقومات التوثيق، وذلك لأن الواقع الذي يعيشه إقليم عفرين والمناطق المحتلة بات معروفاً حيث ترتكب الانتهاكات والجرائم المختلفة من قبل ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين في هذه المناطق، دون حسيب أو رقيب، إذ يكفي اتهام أي فرد بأنه متعامل مع “قسد” لتبرير التنكيل به.

في الخامس عشر من أغسطس\آب، أقدمت ميليشيا “لواء الوقاص” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين” يوم الأحد الماضي الموافق لـ 9 آب 2020 على اختطاف ثلاثة مواطنين كُرد من منازلهم في قرية هيكجيه التابعة لناحية جنديرس بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، واقتادتهم إلى جهة مجهولة. وأكد مراسل عفرين بوست في الناحية أن المختطفين هم كل من (محمد صبري البالغ من العمر ٥٨عاما، فوزي صبري البالغ من العمر ٥٦عاما، حسن صبري البالغ من العمر ٤٩ عاما) مشيرا إلى أن الميليشيا تطلب من ذويهم دفع فدية مالية لقاء الافراج عنهم.

في السادس عشر من أغسطس\آب، أقدمت ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، قبل نحو أسبوعين/أوائل شهر آب الجاري، على اختطاف مواطن كُردي من قرية معرسكة التابعة لناحية شرا/شران بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل شمال سوريا، وتطلب فدية مالية للإفراج عنه، وفقا لمراسل عفرين بوست.  وأكد المراسل أن ميليشيا “الجبهة الشامية” تطلب من ذوي المختطف عبد الله إبراهيم محمد علي/ 51 عاما/ فدية مالية تبلغ 3 ملايين ليرة سورية لقاء الافراج عنه. وأضاف المراسل أن المختطف الكُردي قد يتعرض للتعذيب أو حتى القتل في حال لم يستطع ذويه دفع الفدية ومشيراً إلى أن الميليشيا تعتبر هذا المبلغ أقل فدية مالية قبضتها طيلة الفترة الماضية وأنها عادة ما تطلب الفدية المالية بالعملة الصعبة “الدولار”!

كذلك، أقدمت ميليشيا “الشرطة العسكرية”، على اعتقال ثلاثة مواطنين كُرد من أهالي قرية شيخوتكا التابعة لناحية موباتا/ المعبطلي، ووثّق مراسل عفرين بوست في الناحية أسماء المعتقلين وهم كل من: (محمد منان رشو ومحمد رشو وزكي حنان رشو) ولايزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن. كما أقدمت الاستخبارات التركية برفقة مسلحين من ميليشيا “الشرطة المدنية” على اعتقال عدد من الشبان في قرية مستكا التابعة لناحية شيه/شيخ الحديد، بذريعة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، وعُرف من المعتقلين “أسد علو، مالشين علو”، وقد أطلق سراح بعضهم بعد أن دفعوا فدية مالية وقدرها /١٣٠٠/ ليرة تركية، كما قامت ميليشيا “الشرطة العسكرية” باعتقال الشاب “مصطفى عكاش بن جلال (٣٠ عاماً) من أهالي قرية جقلي وسطاني التابعة لناحية شيه/شيخ الحديد، ولا يزال رهن الاعتقال، بحسب منظمة حقوق الانسان- عفرين.

في السابع عشر من أغسطس\آب، أقدمت قوات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية المرتبطة بتنظيم الاخوان المسلمين، في الـ 13 /8/2020 على اعتقال ثلاثة مواطنين كُرد من أهالي قرية ترميشيا التابعة لناحية شيه/شيخ الحديد بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، وقتادتهم إلى جهة مجهولة. وقال مراسل عفرين بوست في الناحية أن المعتقلين هم كل من (خليل منان سيدو البالغ من العمر ٤٥عاما  وكاميران خليل سيدو البالغ من العمر ٢٢عاما وفريد خليل سيدو البالغ من العمر ٤٠عاما) وتم اعتقالهم من قبل الاستخبارات التركية ولا يزال مصيرهم مجهولا حتى اليوم.  

كذلك، استكملت ميليشيا “لواء الوقاص” التابعة لاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين يوم الأحد الموافق للخامس عشر من أغسطس\آب، اختطاف المواطنين الكرد من قرية “هيكجة” التابعة لناحية “شيه/شيخ الحديد”. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز الناحية، أن المليشيا اختطفت المواطنين “حنان صبري طانا، ملاك صبحي حلبي، زهيدة خليل شيخ مصطفى، مقبولة عبدو طانا، فوزي محمد طانا”، ولايزال مصيرهم مجهولاً حتى الان.

كذلك، علمت عفرين بوست من مصادرها أن سلطات الاحتلال التركي أفرجت مؤخرا، عن عدد من المعتقلين الكُرد، بعضهم مرّ على بقائهم في السجن أكثر سبعة أشهر، وذلك بعد إجبارهم على دفع اتاوة مالية تحت مسمى “كفالات مالية” التي تتراوح بين 800 – 3000 آلاف ليرة تركية.  وتمكنت عفرين بوست من توثيق بعض أسماء المُفرج عنهم والمبالغ المالية التي دفعوها كإتاوة مالية “كفالة مالية” وعلى الشكل التالي: 1-رياض حمو من راجو – مقابل 1500 ليرة تركية، 2-جوان حمو من قرية “ديكي”- مقابل 1500 ليرة تركية، 3-رشيد بلال من قرية “ديكي”- مقابل 1500 ليرة تركية، 5-أصلان بكر من قرية “ديكي” – مقابل 3000 ليرة تركية، 6-علي حمو من قرية “ديكيه” مقابل 2100 ليرة تركية، 7-إدريس عمر من قري “ديكي” 1500 ليرة تركية، 8-فيدان بلال من قرية “مزن” مقابل 1500 ليرة تركية، 9-ريزان بلال – مقابل 800 ليرة تركية.

كذلك، أقدمت ميليشيا “لواء صقور الشمال” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين على شن حملة اختطاف واسعة في قرية كمروك التابعة لناحية شرّا/شرّان بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، طالت عددا من المواطنين الكُرد بذريعة الخروج في نوبات حراسة إبان الإدارة الذاتية السابقة، وفقا لمراسل عفرين بوست في الناحية. وطالت الحملة عددا من المواطنين الكُرد، هم كل من:(1- عدنان زكريا حسن ٣٥ عاما 2- أحمد زكريا حسن ٣٨ عاما ٣- عبد الرحمن عبدو أحمو ٧٥ عاما ٤- لقمان خليل أحمو ٣٥ عاما ٥- عبدو حسن رسول ٧٥ عاما ٦- زكي خوجة علي ٦٢ عاما ٧- كمال حسن احمد ٦٢ عاما 8-محمود رشو عبدو 9-وليد رشو عبدو)، وبحسب منظمة حقوق الانسان- عفرين، فإن الميليشيا أطلقت سراح المسن (عبد الرحمن عبدو أحمو ٧٥ عاما) بعد قيامه بدفع فدية مالية وقدرها ألف ليرة تركية، مشيرة إلى أن عدد المختطفين أكثر من عشرة أشخاص.

في العشرين من أغسطس\آب، قال مراسل “عفرين بوست في مركز الناحية، أن المعلومات الجديدة التي استحوذ عليها بينت وجود 16 معتقل من أهالي القرية، تمكن من استحصال أسماء ستة منهم. وقال المراسل أن الأسماء الستة التي تمكن من الحصول عليها تعود للمواطنين (محمد محمد، حسن محمد أيوب، جمال عبدو عبوش، علي عبدو عبوش، محمد عبدو عبوش، فؤاد عبد محمد). وأفاد المراسل أن الأهالي اعتقلوا بتهم وحجج واهية ومفبركة، تقوم على افتراض تعاملهم مع “الإدارة الذاتية”، وقد فرضت مليشيا “الشرطة العسكرية” عليهم، فدية مالية تتراوح ما بين ٣٠٠- ٥٠٠ ليرة تركية لإطلاق سراح كل واحد منهم، حيث أوضح المراسل أن الأهالي أجبروا على دفع الفدية ليطلقوا سراح أبنائهم فيما بعد. وأضاف المراسل إنه قد تم إطلاق سراح بعض المختطفين لقاء دفع مبلغ خمسمائة دولار أمريكي لكل منهم، فيما دفع أحدهم مبلغ خمسمائة ليرة تركية، ودفع المواطن محمد محمد ٣٠٠ دولار أمريكيّ، مشيراً إلى أن حملة الاعتقال مستمرة، حيث يتم تحويل من يمتنع عن دفع الفدى المالية إلى ميليشيا “الشرطة العسكرية” في مركز الإقليم.

كذلك، قال تقرير لـ عفرين بوست: لا يزال مصير المواطن الكُردي “علي بكر عادل /50عاماً”، مجهولاً منذ اختطافه بتاريخ الثالث من يوليو الماضي، على يد مسلحي ميليشيا “المنتصر بالله” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، من منزله الكائن في قرية “معملا/معمل أوشاغي” التابعة لناحية راجو، بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، وفقاً لمصادر “عفرين بوست”. وكانت مجموعة مسلحة من الميليشيا التي يتزعمها المدعو “أبو جراح”، قد داهمت منزل “علي” واقتادته حينها إلى مقرها في القرية، بحجة إجراء التحقيق معه على خلفية اتهامه بالانتماء لوحدات حماية الشعب خلال عهد الادارة الذاتية السابقة، إلا أن مصيره لا يزال مجهولاً حتى اليوم.

في الثاني والعشرين من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: اختطف مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في الثامن عشر من أغسطس، شقيقيّن إثنين من أهالي قرية “شيخوتكا” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي” في ريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية موباتا، أن المختطفيّن هما كل من “بشار محمد حنان” البالغ من العمر ٢٠عاماً، و”أسعد محمد حنان” البالغ من العمر٢٨عاماً، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الان. وأشار المراسل أن “بشار” اعتقل في مركز مدينة عفرين من قبل مليشيا “الامن السياسي”، وفيما بعد، جاء شقيقه الى عفرين سعياً للإفراج عن أخيه، الا انه اعتقل على حاجز مدخل عفرين الغربي، وهو حاجز مشترك بين مليشيا “الشرطة المدنية” وجنود الاحتلال الأتراك.

في الثالث والعشرين من أغسطس\آب، قالت منظمة حقوق الإنسان في عفرين إن الاستخبارات التركية برفقة مليشيا “الشرطة العسكرية” في ناحية “جندريسه\جنديرس”، أقدمت الخميس\العشرين من أغسطس، على اختطاف عدد من المواطنين الكُرد من أهالي قرية “جولاقا” التابعة للناحية، وتم اقتيادهم إلى مركز ناحية “موباتا\معبطلي”. وذكرت المنظمة أن المختطفين هم كل من: حسين عبد الرحمن عثمان ٦٨ عاماً (مختار القرية)، عزت محمد عثمان ٥٨ عاماً، خليل عزت عثمان ٢٣ عاماً، مصطفى علوش ٤٦ عاماً، عثمان محمد رشو ٦٥ عاماً، فريدة عبدو ٣٥ /عاماً، وقد أطلق سراحها فيما بعد، في حين لا يزال مصير المواطن الكردي “روجان عصمت حسين” البالغ من العمر ٢٨ مجهولاً بعد اعتقاله سابقاً. وأيضاً، قام مسلحو مليشيا “الشرطة العسكرية” باعتقال المواطن ابراهيم داوود من أهالي بلدة “ميدانكي” التابعة لناجية “شرا\شران”، وتم اقتياده الى جهة مجهولة. إضافة إلى اعتقال المواطن “حسني شيخ محمد” من “ميدانكي” كذلك، وهو زوج المعتقلة “فالنتينا” التي مازال مصيرها مجهولاً، بجانب اعتقال المواطن “ابراهيم داوود” من أهالي “ميدانكي”، حيث تم اقتياده الى جهة مجهولة.

كذلك، أفرجت ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، عن خمسة معتقلين كُرد كانوا اعتقلوا في (20/8/2020) في قرية جولاقا/جنديرس، وذلك بعد إجبارهم على دفع فدية مالية بلغت 850 ليرة تركية لكل معتقل، وفقا لمصادر عفرين بوست. وكانت ميليشيا “الشرطة العسكرية” اعتقلت كل من: حسين عبد الرحمن عثمان ٦٨ عاماً (مختار القرية)، عزت محمد عثمان ٥٨ عاماً، خليل عزت عثمان ٢٣ عاماً، مصطفى علوش ٤٦ عاماً، عثمان محمد رشو ٦٥ عاماً، فريدة عبدو ٣٥ /عاماً (قد أطلق سراحها في ذات اليوم)، ليتم الافراج عنهم بعد دفع الفدى المالية. 

في الرابع والعشرين من أغسطس\آب، فقد أثر المواطن الكردي “فؤاد علي كردانجي” المعروف بـ “فؤاد أبو علي روز”، من أهالي قرية “شرقيا” التابعة لناحية “بلبه\بلبل”، بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا. وقال مراسل “عفرين بوست” في المركز، أن “أبو علي روز” اختفى منذ قرابة أسبوع، حيث من المُرجح أن تكون الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، مسؤولة عن اختطافه، بغرض الابتزاز المالي، كونه يعمل في ورشة خياطة في المدخل الشرقي لمدينة عفرين. ووفق المراسل، يقيم “أبو علي روز” في حارة الفيل بحي الأشرفية، وكان قد اختطف سابقاً، من قبل مليشيا “فرقة السلطان مراد”، وقضى في السجن فترة 11 شهراً.

في الخامس والعشرين من أغسطس\آب، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، أن مسلحين تابعين للميليشيات الإخوانية، أقدموا قبل يومين على اختطاف الشاب الكُردي خليل إبراهيم نجار (21 عاماً) من أهالي قرية آغجليه التابعة لناحية جندريسه/جنديرس، واقتادوه إلى جهة مجهولة. وازدادت عمليات الاعتقال التعسفي والاختطاف بشكل ملحوظ خلال أغسطس، والغاية الأساسية منها الحصول على مبالغ ملية كبيرة كفدية لقاء إخلاء سبيل المواطنين.

في السادس والعشرين من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: أقدمت ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، الخميس الماضي الموافق لـ 20/8/2020 على اختطاف الدكتور زكريا محمد، وهو من المكون العربي من مكان إقامته في مدينة عفرين، لتفرج عنه بعد يومين وذلك بعد استحصال فدية مالية منه. وأوضح المراسل أن الاستخبارات التركية والميليشيات التابعة له أضافت تهمة جديدة على لائحة التهم الجاهزة التي توجه للمواطنين الأصلاء من أبناء عفرين، ألا وهي تهمة الانتماء لحزب “البعث” حيث تم اختطاف الطبيب زكريا بموجبها.

كذلك، اختطفت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المواطن “أحمد الحديدي\36 عاماً”، من أهالي قرية كوكبة، من منزله الكائن في حي عفرين القديمة بمحيط جامع الشيخ شواخ، يوم السبت الماضي الموافق للثاني والعشرين من أغسطس. وذكر مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن الاختطاف تم بذريعة خروج “أحمد” في نوبات حراس خلال عهد “الإدارة الذاتية” السابقة، وهو من عشيرة العميرات. وفي سياق متصل، أقدمت عناصر من الاستخبارات التابعة للاحتلال التركي برفقة مليشيا “الشرطة العسكرية” بتاريخ الثالث عشر من أغسطس، على اختطاف المواطن “محمد قره بن مامدي قره” الملقّب بـ (أبو ريناس)، 55 عاماً من أهالي قرية “خلنيرة” التابعة لمركز مدينة عفرين. ولفت مراسل “عفرين بوست” أن الاختطاف جرى من محله التجاري للمواد الغذائية، الكائن في سوق الهال القديم بمركز المدينة، حيث تم اقتياده إلى جهة مجهولة.

كذلك، قالت منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا، إن الاحتلال التركي ومليشيات الإخوان المسلمين، مستمرون في حملة الاختطاف في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، بغية ابتزازهم لدفع الفدى المالية واجبارهم على التهجير القسري. وذكرت المنظمة أنه بتاريخ الرابع والعشرين من أغسطس، المصادف ليوم الاثنين، وعند الساعة العاشرة صباحاً أقدم مسلحو مليشيا “الشرطة العسكرية” على مداهمة قرية “كورزيليه\ قرزيحل ” التابعة لناحية شيراوا، واعتقلت عدداً من مواطنيها بتهمة التعامل مع الادارة الذاتية السابقة وهم: ١- أحمد إيبش زكريا والدته خديجة ٤٢ عاماً. ٢- زوجة احمد ايبش ياسمين عبدو بنت إبراهيم وفهيمة ٣٥ عاماً. ٣- وليد جمعانة بن علي وخديجة ٥٥ عاماً. ٤- صبحي جمعانة بن علي وخديجة ٦٠ عاماً. ٥- زوجة وليد سهام سعيد جعفر والدتها حورية ٤٠ عاماً. ٦- احمد علو ايبش بن علي وغزة ٥٨ عاماً. حيث تعرضوا للضرب والتعذيب أثناء اعتقالهم من قبل مليشيا “الشرطة العسكرية”. كما أفادت مصادر محلية من داخل عفرين بأن مسلحي مليشيا “لواء الوقاص” المحتلة لقرية “سناره” التابعة لناحية “شيّه\شيخ الحديد”، قد داهموا منزل المواطن الكُردي “عبد الله حسين مصطفى آغا” بتاريخ الرابع والعشرين من أغسطس، ليلاً حيث اعتدوا عليه وتم ضربه بخراطيم التمديدات الصحية. وأضاف المصدر قائلاً إن مليشيا “الوقاص” وبعد ضربهم للمواطن عبد الله أقدموا على سرقة ما بحوزته من المال. كما وداهمت مليشيا “الشرطة العسكرية” منزلاً بمدينة عفرين كان بداخله ٦ نساء من تنظيم داعش كانوا يستعدون للهروب إلى تركيا بواسطة أحد المهربين، وهن ممن كانوا بمخيم الهول ودخلوا إلى مدينة عفرين منذ عدة ايام هاربين من اجل الذهاب إلى تركيا.

في السابع والعشرين من أغسطس\آب، أفاد مراسل عفرين بوست بأن دورية مشتركة من الاستخبارات التركية وميليشيا “الشرطة العسكرية” أقدمت على اعتقال ستة مواطنين كرد من منازلهم في قرية آفرازيه/معبطلي، بتهمة الانتماء لحزب الاتحاد الديمقراطي، وتم اقتيادهم إلى جهة غير معروفة. ووفق المراسل فإن المعتقلين هم كل من: 1ــ عصام محي الدين شيخ كيلو (أفرج عنه في أمنية القرية)، 2- نوري محي الدين شيخ كيلو، 3- فاروق محي الدين شيخ كيلو، 4- محي الدين جيجك شيخ كيلو، 5- مقداد جيجك شيخ كيلو، 6- شكيب نوري شيخ كيلو، 6- دلبرين شيخ كيلو (أفرج عنه في أمنية القرية).

في التاسع والعشرين من أغسطس\آب، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “موباتا\معبطلي” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إن مليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، اختطفت يوم الخميس، الشاب “آزاد احمد حبش” البالغ من العمر ٢٠ عاماً، من أهالي قرية “معملا\معمل أوشاغي” التابعة للناحية، بذريعة التعامل مع “الادارة الذاتية”، حيث لا يزال مصيره مجهولاً حتى الان. وعلى صعيد عمليات الإفراج، أطُلق سراح كل من “عكيد حمو” و”منذر حبش” من أهالي “كوندي ديكيه\ديكة”، بعد اعتقال دام أكثر من شهر لدى مليشيا “الشرطة العسكرية”. وفي سياق ذي صلة، دفع ذوو المخطوف “خليل إبراهيم نجار” من أهالي قرية “آغجليه” التابعة لناحية “جندريسه\جنديرس”، فدية مالية بقيمة ٥٠٠٠ دولار مقابل إطلاق سراح الشاب اليوم السبت.

في الواحد والثلاثين من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: شهد شهر آب رقماً قياسيّاً بعدد الأشخاص الذين تم اختطافهم أو اعتقالهم في إقليم عفرين المحتل، وبلغ عددهم 96 مواطناً، وفق ما رصده مراسلو “عفرين بوست” وباقي المراصد الحقوقية والاعلامية، وهو ليس رقماً نهائياً، إذ أن الكثير من الاعتقالات تحصل دون أن توثّق نظرا لأجواء الرعب وغياب القانون وما قد يحصل من انتقام من الضحايا في حال سرّبوا الأخبار لوسائل الإعلام، وتوزعت عمليات الاعتقال في مدينة عفرين وقراها، ونفذت من قبل عناصر الميليشيات المسلحة والشرطة العسكريّة، وطالت فئات عمرية مختلفة من الأطفال والشباب وشملت نساء وشيوخاً طاعنين بالسن. في السياق أفادت منظمة حقوق الإنسان في عفرين أن عناصر من الاستخبارات التركية بالتنسيق مع مسلحين من ميليشيا “الشرطة العسكرية” في ناحية جندريسه أقدموا صباح الأحد الثلاثين من أغسطس/ آب الجاري، على مداهمة قرية جولاقا التابعة لناحية جندريسه/جنديرس وخطف عدد من أهالي القرية بينهم ثلاثة طاعنين في السن، ووجهت إليه اتهامات مفبركة كما جرت العادة من قبيل التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة وأداء واجب الدفاع الذاتي، واقتادتهم إلى مركز ناحية موباتا/ معبطلي دون معرفة مصيرهم حتى الآن، بغرض الابتزاز المادي وتحصيل الفدية لقاء إطلاق سراحهم. والمواطنون المعتقلون هم كل من:(1ــ كمال شيخو بن محمد عمرو (80 عاماً). 2ــ عبد الرحمن سيدو بن خليل عمرو (80 عاماً). 3ــ عبد الرحمن رشو بن محمد عمرو (75 عاماً).4 ــ رستم ريحانة بن عزت عمرو (45 عاماً). 5 ــ حمزة رشو بن أحمد عمرو (45 عاماً). 6 ــ أحمد رشو بن نبي عمرو 40 عاماً).

الاستيطان في عفرين..

في العاشر من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: يلقن المعلمون التابعون للاحتلال التركي، الطلاب الكُرد أفكار متطرفة وعنصرية ضمن مدارس عفرين، في حين استولت مستوطنة من الغوطة على قسم من مدرسة الأصدقاء الخاصة، وطردت كافة المعلمين والمعلمات الكُرد منها. فبعدما احتل جيش الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، لإقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، وتوطين مستوطنين من أرياف دمشق ودرعا وحمص ودير الزور فيها، بات الطابع المتشدد يطغى على عفرين التي كانت رمزاً للتعايش السلمي طوال سنوات الحرب السورية، حيث يُلقن المعلمون المستوطنون، الطلاب في المدارس أفكاراً متطرقة وعنصرية. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، نقلاً عن إحدى المواطنات قولها: “كنت أمر من عند المدرسة المحدثة في حي الأشرفية، كانوا يوزعون الجلاء المدرس حينها”. وأضافت: “سمعت المعلم يقول للطلاب، يجب أن تصلوا يومياً خمس مرات، ويجب أن تذهبوا يوم الجمعة إلى الجامع، ويجب أن لا تصلوا وراء إمام جامع كردي، يجب أن يكون عربياً ومناصراً لـ جيش الإسلام، هذا سمعته بأذني”. وبدلاً من تعليم هؤلاء الأطفال على نبذ العنصرية، تزرع ميليشيات أردوغان بكل قوتها الفكر العنصري في رؤوسهم. ومن جهة أخرى، قال مراسل “عفرين بوست” إنه وبعد اعتقال “رياض ملا” صاحب مدرسة الأصدقاء الخاصة، استولت مستوطنة من الغوطة اسمها “سوسن الخولي” على قسم من المدرسة، في حين تم تحويل القسم الآخر إلى مشفى. وأشار المراسل إن سوسن الخولي طردت 7 مدرسين ومدرسات كُرد من المدرسة بعد استلامها الإدارة، وعينت مستوطنين من الغوطة لا يملكون شهادة الثانوية حتى، وأضاف أن هؤلاء المستوطنين والمستوطنات يستخدمون العنف ضد الاطفال في هذه المدرسة، وهذا ما منع الأهالي إرسال أطفالهم إليها وخصوصاً الكُرد.

في الثامن عشر من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: يُسهّل الاحتلال التركي طريق خروج الكُرد من إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، صوب تركيا، وذلك خدمةً للتغيير الديمغرافي التي تحدثه بأيدٍ مستوطنة مساهمة في التهجير القسري والتطهير العرقي الممنهج. وفي الصدد، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “بلبله\بلبل”، إن الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن تسمي نفسها بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، يسهّلون خروج الكُرد من عفرين، بل ويشجعونهم على ذلك، وأضاف إن ذلك حدث مع مواطنين كُرد. وأضاف المراسل إنه قبل أسبوع، تم إيقاف مجموعة تحاول تجاوز الحدود بالتهريب، وأردف: “كانوا اثنين كُرد وخمسة عرب، الضابط التركي في المخفر سمح للكُردييّن بالعبور، إلا أنه أعاد العرب إلى عفرين مرةً أخرى”. وأشار المراسل إن مستوطناً عرض على مواطنة كُردية إخراج ابنها مقابل 250 دولار وإيصاله إلى إسطنبول، إلا إنها رفضت ذلك وقالت له إنهم سيبقون في عفرين. وأضاف المراسل نقلاً عن المواطنة: “قال المستوطن لنا إن عفرين بات لتركيا وتركيا ستظلم الكُرد لذلك اخرجوا إلى أوروبا واريحوا أنفسكم”.

في التاسع عشر من أغسطس\آب، أطلقت مجالس الاحتلال التركي (المجالس المحلية)، عملية إحصاء سكاني في كافة أرجاء إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، وذلك بتوجيه من الاستخبارات التركية، وفقاً لمصادر “عفرين بوست”. وأوضحت المصادر أن اللجان المشكلة من نصاب العاملين في سلك التربية والتعليم في مؤسسات الاحتلال، بدأوا عملية إحصاء سكاني تتركز على الفئة العمرية من (6 – 18 سنة)، مشيرة إلى أن الإحصاء يشمل السكان الأصليين والمستوطنين على حد سواء. وأضافت المصادر أنه توجد في كل قرية أو بلدة أو حي لجنة خاصة مشكلة من المعلمين والمعلمات، وتزور كافة العائلات وتسجل الاسم الثلاثي للفئة العمرية المحددة، مرجحة أن الاستخبارات التركية تسعى من خلال هذا الإحصاء لمعرفة نسبة السكان الأصليين من هذه الفئة العمرية تحديداً، والتأكد من مدى ودرجة نجاح خطط التغيير الديموغرافي.

في الثاني والعشرين من أغسطس\آب، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، أن عدداً من مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، يقدمون على استقدام عائلاتهم من المناطق المجاورة إلى عفرين، في ظل تفشي أجواء اللصوصية وسيادة قانون الغاب وفوضى السلاح التي تتيح لهم كامل الحرية، للقيام بأعمال السلب والنهب وسرقة أرزاق ومواسم المواطنين الكُرد. وأوضح المراسل أن كل من المسلحين (أبو عدي وأبو عدي الديري وأبو حمزة) التابعين لميليشيا “فرقة السلطان مراد” جلبوا عائلاتهم المقيمة في مدينة جرابلس إلى عفرين، بهدف الاستقرار فيها، واستغلال دورهم في إدارة قطاعات أمنية في المدينة، حيث تتيح لهم فرصة كسب أموال طائلة عبر فرض الإتاوات والانتفاع من تجارة الشقق والعقارات التي لا تكلفهم إلا عمليات وضع اليد والاستيلاء بالقوة. وتشكّل عمليات السرقة والنهب العنوان الأوسع لاحتلال إقليم عفرين، والتي بدأت مع احتلال مركز مدينة عفرين المعروف بـ “يوم الجراد”، حين اجتاحت المدينة طوابير المسلحين، ونهبت المؤسسات والمحال التجارية، وطالت السرقة كل شيء، كما تندرج كل أعمال الخطف والتعذيب تحت طائلة الفديات وكذلك اقتحام البيوت ليلاً، في سياق أعمال السرقة، وقد أسفرت بعض أعمال السرقة عن قتل أصحاب البيوت، وتمت التلاعب بمجريات التحقيق والضغط على الأهالي لإسقاط حقوقهم الشخصية. وبذلك شكّل الانفلات الأمني وغياب الرادع القانوني عامل تشجيع إضافي لاستمرار أعمال السرقة واللصوصية، ما جعل إقليم عفرين بيئة استقطاب لمزيد من اللصوص. وقد أفادت مصادر محلية أن أعداداً كبيرة من عوائل المسلحين من مدينة إعزاز وقرية منغ وسواهما من ريف حلب الشمالي، تستوطن في قرى عفرين، حيث يسعى هؤلاء إلى الاستحواذ على أراضي وعقارات المهجرين الكُرد في حال استمرار الاحتلال لفترة طويلة، أو تكرار سيناريو لواء الأسكندرون.

في الرابع والعشرين من أغسطس\آب، يقوم مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، باستملاك منازل أهالي عفرين المهجرين، وبيعها لمستوطنين قادمين من أرياف دمشق وحماة وإدلب، لقاء مبالغ تتراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف دولار أمريكي يقبضها زعماء ومسلحو المليشيات الإخوانية لجيوبهم الخاصة. وفي تقرير لموقع “نورث برس”، قالت أم فوزي، وهو اسم مستعار لامرأة مسنّة في مدينة عفرين، إن مليشيا “جيش الشرقية” اتهمت “أخاها بفرار أولاده من المدينة عند اجتياحها من قبل القوات التركية والفصائل التابعة لها”، وذكرت: “قالوا إن أولاده فرّوا بسبب انتسابهم للحزب، وإن هذا يجعل من منزله في حي الأشرفية غنيمة لجيش الشرقية، وعند انكاره دعوى الفصيل بالانتساب للحزب قاموا بزجّه في سجونهم”. وأضافت: “بعد اعتقال أخي مباشرة، قاموا بالسيطرة على منزله المليء بالأثاث وجعلوه مقراً لهم، ومن ثم منزلاً لأحد قيادات الفصيل”. ولفتت “أم فوزي” إلى أن أخاها بقي في السجن قرابة شهرين، ليتم إخراجه وتخييره بين البقاء في المدينة عند أحد أقاربه أو الانتقال لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث “اختار الرحيل كي لا يرى بيته منهوباً أمام عينيه دون تمكّنه من تغيير شيء من ذلك الواقع الأليم”. ويعيش من تبقى من أهالي مدينة عفرين منعزلين دونما اختلاط كبير بالمستوطنين الذين باتوا يشكّلون أكثر من نصف سكان المنطقة، تحت حكم وهيمنة المليشيات الإخوانية، حيث يتعرض السكان الأصليون الكُرد لكل الانتهاكات من ابتزاز ونهب وسلب وتهديد وخطف وقتل، بحسب “أم فوزي” ومُهَجَّرين فرّوا بسبب انتهاكات تلك المليشيات. وقالت رشا دلو، اسم مستعار لشابة من عفرين، إن مسلحين تابعين لمليشيا “جيش الشرقية”، “استولوا على منازل أخوتها وأقاربها بعد أن هجَّروا قسماً وقتلوا واعتقلوا قسماً آخر دون شفقة أو رحمة”. وأضافت: “وبسبب خروج أخواني خوفاً من اعتقالهم إلى منبج وبقائي وحيدة في المنزل، مكثت فترة عند اقربائي الذين فضّلوا البقاء في منازلهم رغم اضطهاد أحرار الشرقية لهم واضطرارهم إلى دفع الأتاوات عن محاصيلهم، إذ اعتبروا ترك المنازل والهروب مذلّة لا يستطيعون تحمّلها”. وبعد إلحاح من عائلتها في منبج وتحذيرها من خطورة الاعتقال أو “أشياء لا تُحمَد عقباها”، على حدِّ وصفها، قررت انتظار تأمين طريق الوصول إلى منبج، لتحمل بعض أغراضها الشخصية وتترك ذكرياتها في مدينتها “التي بقيت فيها عمراً”. وقال عامر الحموي، وهو من اللطامنة بريف حماة الشمالي، إنه قَدِم بعد خروجه إلى مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، لكن ومع تصعيد المعارك بجبل الزاوية قرر الابتعاد عن منطقة الاشتباكات إلى ريف حلب والإقامة في مدينة عفرين. وأضاف: “اتفقت مع امرأة مسنّة في مدينة عفرين على الأجرة، لكن حاجزاً لجيش الشرقية أوقفني وطلب بطاقتي الشخصية وسأل عن سبب مجيئي إلى عفرين، وعندما أخبرته بقصتي انتفض غاضباً وقال إنني لا أستطيع أصلاً السكن في أي منزل في عفرين قبل أخذ الإذن منه، لأنه المسؤول عن هذا القطاع وليس بإمكاني أن أستأجر بغير تصريحٍ وإذن رسمي منه”. وغادر “الحموي” خوفاً من التعرض لأذى من قبل مسلحي الفصائل في عفرين، وآثر المكوث في أي منطقة في إدلب “على أن أجلس بين هؤلاء الثلّة الفاسدة”، على حدِّ قوله. ويقول مستوطنون مدنيون يقيمون في منازل في منطقة عفرين إنهم يدركون أن عمليات البيع والشراء هذه غير قانونية، وأن مجرّد دفع تلك المبالغ لقادة مليشيات الجيش الوطني لا يجعلهم مالكين لمنازل المُهَجَّرين ومالكي المنازل الأصليين، إلا أنهم يضمنون بقاءهم في تلك المساكن طيلة احتلال المليشيات الإخوانية التابعة لتركيا للإقليم. من جانبه، قال أحد المسلّحين المنشقين عن جيش الشرقية، والذي رفض التصريح عن اسمه لدواع أمنية: “بسبب عدم وجود فرص عمل كفيلة لسدّ حاجة منزلي، اضطررت للعمل مع فصيل جيش الشرقية لمدة خمسة أشهر تقريباً، وبسبب المعاملات السيئة لأهالي مدينة عفرين خلال مدة بقائي في الفصيل، قررت ترك العمل معهم حتى لا أكون أداة للنصب والاحتيال على السكان”، على حدِّ قوله. وأضاف، لـ”نورث برس”، أن “كل أمير وقائد في فصائل الجيش الوطني له سطوته في قواطع قسّموها فيما بينهم ونهبوا وسلبوا ممتلكات بيوتها، حتى البيوت غير المُجهَّزة قام كل قائد بجلب أبواب حديد ووضعها في مدخل البناية أو الشقة ثم الكتابة عليها أنها ملك فلان (من قادة الفصائل)، ليتواصل من يودُّ الاستئجار أو الشراء مع ذلك القائد مباشرةً”.

النساء في عفرين..

في الثاني والعشرين من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: أقدم مسلحون من ميليشيا “جيش النخبة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، يوم الأربعاء الموافق لـ 19/8/2020، على اختطاف الفتاة الكردية قاصرة من منزلها سلوى أحمد شاشو/14 عاما/ من أمام منزلها الكائن في سارع الفيلات وسط مدينة عفرين واقتادوها إلى مقرها في قرية عمارا/معبطلي. وتنحدر سلوى أحمد شاشو من قرية داركريه/دار الكبير في ناحية موباتا/معبطلي بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا. وأوضح مراسل “عفرين بوست” إن المسلحين فصلوا عمدا الكهرباء عن منزل العائلة الكُردية، وعندما نزلت الفتاة لرفع القاطع المثبّت في مدخل البناء السكني، قاموا بخطفها، إلا أن الجيران أحسوا بهم وقاموا بإبلاغ ميليشيا “الشرطة العسكرية”، ما يشير إلى أن العملية كانت مخططة من قبل المسلحين وتمت بالتنسيق مع ميليشيا “أحرار الشرقية” التي تحتل ذلك القطاع من مركز المدينة أو أنها تغاضت عنها.  وأضاف المراسل أن عملية الخطف تمت بسيارة “بيك آب” ومن ثم تم نقلها بواسطة سيارة “سانتافيه” إلى قرية عمارا، علما أنه يتواجد ستة حواجز بين عفرين وقرية عمارا/ معبطلي، بينها حاجزين تابعين للمخابرات التركية، ورغم ذلك نفت تلك الحواجز علمها بمرور الخاطفين عبرها. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “عفرين بوست” أن ذوي الفتاة تقدموا بشكوى لدى ميليشيا “الشرطة العسكرية” وزودوها بالمعلومات وعليها تحركت الميليشيا إلى قرية عمارا وتمكنت من ضبط موقع اختطاف الفتاة، حيث كان المسلحون يخبئونها في مقر أحد المنازل بالقرية، وتم الافراج عنها خلال مدة 24 ساعة، وتم إعادتها لأهلها، كما اعتقلت الميليشيا أكثر من 10 مسلحين متورطين في عملية الاختطاف. وفي اليوم ذاته، داهمت ميليشيا “الشرطة العسكرية” مقراً لميليشيا “جيش النخبة” في قرية ميدانكي /شران، وتم الكشف عن وجود مختطفة أخرى (من المستوطِنات) في مقر الميليشيا، ولكن غير معروف إن كانت قد خُطفت في ذات اليوم أم بتوقيت آخر. في غضون ذلك، كشف مصدر مقرّب من الفتاة الكُردية المُختطفة لمراسل عفرين بوست أنه بعد عودة “سلوى ” إلى منزلها في المدنية كانت في حالة نفسية سيئة جدا وكانت تهلوس قائلة “لا أريد الذهاب إلى ليبيا”، مشيرا إلى أن الخاطفون كانوا يخططون لسوق الفتاة الكردية إلى ليبيا لصالح تجار قطريين لاستخدامهن في “الاستعباد الجنسي” كما كان يفعل تنظيم داعش بالمُختطفات الكُرديات الإيزيديات في العراق وسوريا. في حين لا يزال مصير 9 من النساء الكُرديات اللواتي تم الكشف عن مكان اختطافهن داخل مقر لميليشيا “فرقة الحمزة” إثر اندلاع اشتباكات بينها وبين مستوطني الغوطة نهاية شهر أيار 2020، مجهولا، فيما تواردت أنباء عن قيام الاستخبارات التركية بوضع يدها على ملف المختطفات التسعة ونقلهنّ إلى داخل الأراضي التركية.

التفجيرات في عفرين..

في الثامن من أغسطس\آب، أفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيات الاحتلال التركي المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” المرتبطة بتنظيم الاخوان المسلمين، أقدمت على مداهمة منازل المدنيين في محيط دوار معراته/ماراتيه بمركز إقليم عفرين المحتل بذريعة التفتيش، وقاموا بسرقة أغراض منها مستغلاً الانفجار الذي شهد دوار ماراتيه مساء ذلك اليوم، عبر إلقاء قنبلة صوتية من قبل شخص مجهول كان يستقل دراجة نارية ما أدى إلى إصابة طفل، وأوضح المراسل أن مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية” و”الجبهة الشامية” اجتمعوا في مكان التفجير ونفذوا بحملة مداهمة لمنازل المدنيين بمحيط الدوار، مشيرا إلى أنهم قاموا بسرقة أموال من احدى المنازل بالإضافة إلى أغراض أخرى من أثاث المنازل وأغراض خاصة بالعيد أيضاً.

الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين

في الرابع من أغسطس\آب، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، أن مستوطناً منحدراً من مدينة “حرستا” بريف دمشق، رفض إخلاء منزل المواطن الكردي “محي الدين شكري” الكائن في حي الأشرفية، واشترط عليه دفع مبلغ 700 دولار أمريكي لإخلائه، رغم أنه يحتل المنزل منذ أكثر من عامين. وينحدر المواطن الكردي “شكري” من قرية “حابو” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، ويقيم في عفرين، إلا أن المستوطن الذي يحتل منزله يرفض تسليمه منزله.

كذلك، أبلغت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن مسلحين من مليشيا “أحرار الشرقية” اعتدوا على عائلة من مستوطني الغوطة الشرقية في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا. وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن خلافاً على منزل سكني (في الغالب يعود لمُهجر كُردي من سكان عفرين الأصليين) تطور لحدوث عراك بالأيدي بين مسلحين من المليشيا وأفراد من العائلة المستوطنة. حيث قام مسلحون من المليشيا بضرب الشبان وشتمهم، ليحاول مسلح من مليشيا “الشرطة المدنية” التدخل لحل الخلاف، ولكن سرعان ما قام مسلحو “أحرار الشرقية” بإطلاق النار لترهيبهم، ومن ثم لاذوا بالفرار.

كذلك، أصيب ثلاثة مسلحين جراء اندلاع اشتباكات عنيفة بين ميليشيا “جيش النخبة/السلطان مراد” وميليشيا “فيلق الشام” في بلدة ميدانكي التابعة لناحية شرّا/شران، وذلك على خلفية خلاف نشب بين الطرفين على أحقية أي من الميليشيتين في الاستيلاء على محل تجاري عائد لمواطن كُردي، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في مركز الناحية. وأوضح المراسل الاشتباكات حصلت بين مجموعة من ميليشيا “فيلق الشام” التي تزعمها المدعو “عيسى حسو” ومسلحين من ميليشيا “جيش النخبة” المنحدرين من حمص، واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأدت الاشتباكات لإصابة ثلاثة مسلحين من الطرفين، بينهم المسؤول الأمني لميليشيا “فيلق الشام” المدعو “عيسى حسو”. وأضاف المراسل أن الاشتباكات خلّفت أضرار مادية في المنازل، وتضررت مجموعة من خزانات المياه على الأسطح نتيجة كثافة إطلاق الرصاص. من جهة أخرى، يقوم المستوطنون في بلدة ميدانكي بسرقة الرخام وشواهد القبور في مقبرة البلدة، ويستخدمونها في بناء قبور المسلحين ممن يٌقتلون في ليبيا، حيث عم دفن 8 مسلحين على الأقل بالقرب من مقبرة عائلة “بنك”. وفي ناحية “شرا\شران” أيضاً، أقدمت استخبارات الاحتلال التركي برفقة مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” بتاريخ الثامن والعشرين من يوليو الماضي، على اعتقال المواطن “عبد الله محمد علي” من منزله الكائن في قرية معرسكة واقتادته لجهة مجهولة.

في الثاني عشر من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: تستمر عمليات بيع أملاك أهالي عفرين المهجرين لتحقيق عدة أهداف، أولها التغيير الديمغرافي وتثبيت الاستيطان، عبر تمليك المستوطنين عقاراتٍ وأراضٍ والحصول على مكاسب مالية من خلال البيع. وفي الصدد، أفاد مراسل “عفرين بوست” من مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، أن مسلحين من ميليشيا “لواء المعتصم” أقدموا على بيع أرض زراعية مساحتها دونم واحد، تعود ملكيتها لعائلة المرحوم “محمود كلش” من أهالي قيبار، لمستوطن من إدلب من جماعة أبو الوليد (المعتصم) وذلك بمبلغ 4 مليون ليرة سورية. وتقع الأرض في محيط القوس (المدخل الشرقي لمدينة عفرين)، كما سبق للمجموعة نفسها أن باعت منزلين عائدين للمواطن المهجر “محمد شيخ حمزة” (أحدهما بيع بمبلغ 700 دولار والآخر بـ 400 دولار)، وتمت عملية البيع إلى مستوطنين من حمص. ويذكر أن المواطن الكردي المهجر “محمد شيخ حمزة” كان مقيماً في مناطق الشهباء، وقد توفي بعدما تلقى خبر بيع المنزلين يوم الإثنين 10/8/2020. وفي السياق نفسه، أقدم مسلح من ميليشيا “جيش الإسلام” على بيع منزل عائد للمواطن الكردي المهجر “صلاح محمود حبيب” لمستوطن من حماه – ويقع المنزل في قرية “ترنده/الظريفة”، خلف شركة الكهرباء، وذلك بمبلغ 400 دولار أمريكي. كما أقدم مسلحون من ميليشيا “لواء الشمال” (المنحدرون من بلدة حيان) على بيع منزل حوش عربي يعود ملكيته للمواطن “ظافر”، ويقع بالقرب من مخبز الكعك – مفرق الكومجي كارو، وتم بيعه بمبلغ 800 دولار لمستوطن إدلبي.

في الثامن عشر من أغسطس\آب، أقدم مستوطنون منحدرون من بلدة “بيانون” بريف حلب مؤخرا، على بيع أربع شقق سكنية بحي الأشرفية بمركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، رغم أن المالك موجود في مدينة عفرين. وأوضح مراسل عفرين بوست أن المستوطنين “4 عوائل” أقدموا على بيع أربع شقق سكنية كانوا يستولون عليها وهي عائدة للمواطن الكُردي “أحمد علي بن كمال”، من أهالي قرية ممالا/راجو، وذلك بمبلغ ألف دولار أمريكي لكل شقة. وتقع الشقق الأربعة في بناء سكني واحد يقع في طلعة دوار قبّان بالقرب من مقلع ترمانيني في حي الأشرفية. وأكد المراسل أن المواطن الكُردي تقدم بشكاوى لدى ميليشيا “الشرطة العسكرية ” محكمة الاحتلال في المدينة وقدّم لهما الثبوتيات اللازمة، إلا المستوطنين رفضوا إخلاء الشقق وتسليمها لصاحبها، كونهم محسوبون على المتزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” المدعو ” أحمد عادل”.

في الثالث والعشرين من أغسطس\آب، قال نشطاء إن مسلحي مليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح”، قد عمدوا إلى إجبار المواطن “حسن عارف عثمان” من أهالي قرية “كوركان الفوقاني” على إخلاء منزله، وذلك بحجة أن زوجته “المازة جعفر” كانت تعمل في كومين القرية سابقاً وهي الأن موجودة في مدينة حلب. وعمدوا مسلحو المليشيا إلى إبلاغه بضرورة تسليم زوجته، الأمر الذي رفضه، فتم طرده من المنزل وإمهاله مهلة زمنية لتسليم زوجته وإلا سيقوم المسلحون بطرده من القرية لذات التهمة. وفي سياق متصل، أقدم مسلحو ذات المليشيا على اختطاف المواطن “فوزي نشأت حسن” من أهالي قرية “كوركان فوقاني” وتم اقتياده إلى جهة مجهولة.

في السادس والعشرين من أغسطس\آب، قام مستوطن من الغوطة الشرقية على بيع شقق سكنية لبناية على الهيكل، أكمل بنائها المتعهد “رشيد محمد”، بمبلغ ٧٠٠ دولار لكل شقة في الطابق الأول، و١١٠٠ دولار للطابق الثاني. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم الكردي المحتل شمال سوريا، أن البناء يفع في حي الأشرفية – على طريق السرفيس، أسفل صيدلية “العلي” حالياً.

في التاسع والعشرين من أغسطس\آب، أفاد مراسل عفرين بوست أن سلطات الاحتلال رفضت أن تدفع لأهالي عفرين تعويضات مادية عوضاً عن أراضيهم الزراعية التي تم الاستيلاء عليها في عدة قرى، حيث أقامت عليها قواعد ومقرات عسكرية، مشيرا إلى أن البعض من أصحاب تلك القرى والعقارات والمنشآت تقدموا مؤخرا، بطلب إلى الاحتلال التركي لتعويضهم عن ممتلكاتهم، وحاولوا الوصول لأنقرة أيضا للنظر في دعاويهم.  ففي قرية قره تبه التابعة لمركز إقليم عفرين، استولى الاحتلال التركي على أراضٍ تعود ملكيتها للمواطن الكردي “حنان مختار” وهو مختار القرية، حيث تم اقتلاع أكثر من 120 شجرة زيتون فيها، وفي وقتٍ لاحقٍ استكمل اقتلاع بقية أشجار الزيتون بغاية توسيع القاعدة العسكرية في الموقع ذاته في محيط برج الاتصالات، ليصل بذلك مجموع الأشجار المقتلعة لـ/300/ شجرة مثمرة. فلا تم تعويض الأشجار ولا الأرض. عمليات الاستيلاء على الأراضي الزراعية بدأت مع إعلان احتلال إقليم عفرين وشملت عدداً كبيراً من القرى، ففي قرية تللف بناحية جندريسه تم الاستيلاء على نحو نصف القرية، وتحديداً البيوت الواقعة على تلة القرية وتم تحويلها إلى قاعدة عسكرية. واستولت قوات الاحتلال في كانون الثاني 2018 على كامل قرية درويشي جيا التابعة لناحية راجو، وتضم القرية قُرابة /50/ منزلاً، وتقع على مرتفع جبلي، حيث منع الاحتلال التركي أهلها من العودة إليها، رغم مراجعة حوالي /25/ عائلة بشكل متكرر للسلطات وتقديمهم شكاوى عديدة، حيث اُتخذ الاحتلال القرية قاعدة عسكرية، تحتوي على دبابات ومدرعات وغيرها، وتم تجريف وتسوية حوالي /15/ هكتار من الأراضي المحيطة، وقلع حوالي /2/ ألف شُجيرة عنب و /400/ شجرة زيتون، ومُنع قطاف حوالي /1000/ شجرة زيتون، إضافةً إلى قطع أشجار حراجية. وفي ناحية شرا/شران استولت قوات الاحتلال على أراضٍ زراعية في قرى مريمين، وعلى أراضٍ زراعية تعود ملكيتها لمواطنين من قرية قطمة واقتلعت 370 شجرة زيتون في منطقة “بحوار”. الأمر نفسه ينطبق على مدرسة أزهار عفرين في مدينة عفرين والتي تم الاستيلاء عليها بالكامل، والتي تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لها تظهر قيام الاحتلال التركي بإنشاء جدار إسمنتي عال حول المدرسة ليحوّلها إلى مقر عسكري. وأنشأت قوات الاحتلال التركي من جيش واستخبارات الكثير من المواقع والمقرات العسكرية في طول الإقليم الكردي وعرضه ويرفع أعلامه على كافة المقرات والمؤسسات المدنية ولكنها لا تعترف بكونها قوات محتلة للتنصل من التزاماتها القانونية أمام المجتمع الدولي، حيث تدعي أنقرة أنها ساعدت السوريين في تحرير أراضيهم! علما أن احتلالها لتلك المناطق تسبب في تهجير مئات الآلاف من أهاليها سواء في عفرين أو في سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض.

في الواحد والثلاثين من أغسطس\آب، علمت عفرين بوست من مصادرها أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين تعتزم الاستيلاء على المزيد من المنازل في مركز بلدة شيه/شيخ الحديد بريف إقليم عفرين المحتل عبر طرد العائلات الكردية من منازلهم للاستيلاء عليها تمهيدا لإسكان المستوطنين بدلا عنهم. وأوضحت المصادر أن الميليشيا طلبت من العائلات التي لديها عدد قليل من الأفراد(شخصين) وخاصة كبار السن منهم، لتسليم منازلهم والانضمام إلى عائلات أخرى، ليتسنى للميليشيا السيطرة على المزيد من المنازل وإسكان المستوطنين بدلا عنهم. وكان يبلغ التعداد السكاني في ناحية شيه 13871 نسمة وذلك وفق إحصاء التعداد السكاني لعام 2004، وتحتلها حاليا ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه/العمشات” بشكل رئيسي إضافة إلى تواجد لميليشيا” لواء الوقاص” في بعض القرى المحيطة بمركز الناحية. وبحسب منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” فإن “نسبة السكان الكرد المتبقين في الناحية إبان عملية “غصن الزيتون” لا تتجاوز 20 بالمئة، حيث تم نقل مئات العوائل من محافظات أخرى إلى الناحية بعد السيطرة عليها في آذار/مارس 2018، ويشار أن معظم العائلات المستوطنة تم استقدامها من محافظات ريف دمشق وحمص وحماة وإدلب، وتم إسكانها في الناحية، كما أن أبناء جزء كبير من هذه العائلات هم مسلحون في صفوف ميليشيا “الجيش الوطني السوري” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين. 

السرقات والأتاوات في عفرين

في الأول من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: مع حلول عيد الأضحى المبارك، جرى توثيق ثلاث محاولات سرقة في يوم واحد بمركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، من قبل مستوطنين باتوا يبحثون عن كل ما بإمكانه أن ينهبوه، بعد قطع الاحتلال التركي المرتبات عنهم وإجبارهم على الالتحاق بأقرانهم من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا واليمن. وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” إن المستوطنون رفعوا في الآونة الأخيرة، من وتيرة السرقة في عفرين المدينة، حيث جرت الخميس الماضي، ثلاث حالات سرقة. وأشار المراسل إن امرأتين مستوطنتيّن دخلتا محل “برنسس” للألبسة على طريق راجو، وتوجهتا بقطعتين إلى غرفة تغيير الملابس وأضاف: “ثم خرجتنا وأعطوا صاحبة المحل قطعة واحدة محاولين اخفاء قطعة، وبعدما كشفهن، اتهمن صاحبة المحل بأنها تضع كاميرات المراقبة في غرفة تغيير الملابس وتراقبهم”. ونوه المراسل أن صاحبة المحل لم تخشى منهن وطلبت القطعة، وثم جلست امرأة من الاثنين على الرصيف وبكت وقالت إن لديها يتامى، ثم قالت صاحبة المحل “لو قلتي ذلك من البداية لأعطيتك قطعة هدية، لكن لا عتب أنتم متعودون على السرقة، خذي القطعة وأخرجي من محلي”. وفي حادثة أخرى، قال المراسل إن مستوطناً دخل إلى محل ضيافة على طريق راجو وأخذ بـ 10000 بضائع، وخرج ولم يدفع المال وتابع: “لكن، وفي نفس اليوم، عاد الشخص ومعه البضائع ليعيدها، لكن صاحب المحل أعادها له، وقال “عيد السرقة والنهب والنصب”، وثم أغلق محله وذهب إلى المنزل. وأكد المراسل أيضاً إن فتاتين مستوطنتين دخلتا إلى محل اكسسوارات على طريق راجو، وحاولتا سرقة مواد تجميل، إلا صاحب المحل أحس بذلك، وبعد منعهم من ذلك، قالت الفتاتان “حاولنا أن نلفت نظرك”.

كذلك، أقدمت ميليشيا “لواء الوقاص” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، قبيل حلول عيد الأضحى على نهب محتويات جامع قرية “هيكجيه” التابعة لناحية “شيه/شيخ الحديد”، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضحت المصادر أن الميليشيا نهبت مكبرات وأجهزة الصوت والبطاريات الكهربائية وعدة غسيل الموتى والمحتويات الأخرى من جامع القرية. كما عمدت الميليشيا ذاتها إلى الاستيلاء على مدجنة واقعة غربي القرية ونهبت كافة محتوياته، علما أن المدجنة تعود للمواطن الكُردي المُهجّر”أشرف محمود” بذريعة ولاء صاحبها لحزب الاتحاد الديمقراطي.

في الثاني من أغسطس\آب، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبله\بلبل” أن ميليشيا “فيلق الشام” ابتزت عدداً من المواطنين الكٌرد في قرى الناحية، مالياً بذريعة ظهورهم في صورة التقطت قبل 3 أعوام أثناء حضورهم لاحتفالية بمناسبة افتتاح مكتب حزب كُردي. وأكد المراسل أن الميليشيا خيّرت المواطنين الظاهرين في الصورة بين دفع مبلغ 500 ليرة تركية، أو تسليم ملفاتهم لميليشيا “الشرطة العسكرية”، مشيراً إلى أن المواطنين رضخوا للابتزاز ودفعوا المبلغ المطلوب.

في الثالث من أغسطس\آب، نهب مسلحون ملثمون، سيارة مُحملة بلحوم الأغنام التي كان من المفترض أن توزع على المستوطنين في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، في ظل هيمنة شريعة الغاب عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي المُرافق بمسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”. وفي الصدد، أفاد مراسل “عفرين بوست” في المركز، بأن مسلحين ملثمين نهبوا سيارة محملة بتلك اللحوم التي كان من المفترض أن يتم توزيعها على المستوطنين بمناسبة عيد الأضحى. وأكد المراسل أن السيارة نهبت يوم السبت، بعدما خرجت من المسلخ المتواجد بالقرب من المدينة، حيث أوقفها أربعة ملثمون مسلحون وطردوا صاحب السيارة وسرقوا اللحوم. وأشار المراسل إن تلك اللحوم كانت مرسلة من قبل منظمات خارج عفرين، وإن الاحتلال التركي وضع يده عليها، وإنه كان يمنح اللحم للمستوطنين دون السكان الكُرد، حيث يجري تمييز السكان الكرد عن المستوطنين بذريعة أنهم مقيمون، وأن المستوطنين “مهجرون”!

كذلك، لا يدخر مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، جهداً في سبيل سرقة ونهب المواطنين الكُرد سكان إقليم عفرين الأصليين، وآخر ما ابتدعوه هو التواصل مع مكاتب الحوالات في عفرين المحتلة، للحصول على معلومات عن المبالغ المُحولة عن طريقهم، واستهداف المواطنين الذين تصلهم الحوالات. وفي السياق، أقدم مسلحون يوم الجمعة\الحادي والثلاثين من يوليو\تموز، الذي صادف أول أيام عيد الأضحى، على اختطاف المواطنة الكُردية “هديات طاهر عمر” من أهالي ناحية “بلبله/ بلبل”، على خلفية تحويل مبلغ مالي إليها من أحد أقاربها خارج مدينة عفرين. وقام المسلحون بنهب المبلغ المُحول، وإطلاق سراحها بعد يومين من الاختطاف، ليتضح أن ثمة علاقة بين مكتب الحوالات والمسلحين المحتلين لناحية بلبله. وتتبع سلطات الاحتلال التركي سياسة إفقار بحق المواطنين الأصليين في إقليم عفرين المحتل، بهدف التضييق عليهم ودفعهم إلى الخروج القسري وترك بيوتهم، مع العلم أن الحوالات المالية رغم محدوديتها تعتبر وسيلة لتأمين ضرورات الحياة والعيش. من جهة أخرى، وفي أسلوب آخر لفرض الإتاوات، فرضت سلطات الاحتلال التركي على أصحاب الآليات في إقليم عفرين المحتل، تركيب لوحات جديدة على كافة السيارات والآليات، وإلزام مالكيها بالتسجيل ودفع الرسوم والضرائب بالعملة التركية بدلاً عن العملة الوطنية السورية. وقد قامت سلطات الاحتلال منذ بداية احتلال عفرين بتبليغ أهالي عفرين الذين يملكون آليات بضرورة تسجيلها لدى دائرة المواصلات التي تشكلت في ظل الاحتلال، كما صودرت أعداد من الآليات بحجة أن مالكيها أتراك، وأنها سُرقت في أوقات سابقة حسب زعمهم، رغم وجود وثائق تثبت أن مالكيها كانوا قد قاموا بشرائها بموجب عقود نظامية وشهادات المنشأ المرفقة مع الآلية. وتم الاستيلاء على نحو 200 سيارة وتم إرسالها إلى تركيا.

في الخامس من أغسطس\آب، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل شمال سوريا، أن مسلحين تابعين لميليشيا “فرقة السلطان مراد” أقدموا على سرقة موسم الجوز في سهل قرية “تل طويل” و”جومكي” التابعتين لناحية المركز. وذات السرقة، نفذها مسلحون تابعون لميليشيا “أحرار الشرقية”، حيث عمدوا لسرقة موسم الجوز للمواطنين في قرية “قجوما\قوجمان\Qujûma” التابعة لناحية “جندريسه\جندريس”، وفي قرية “ماراتيه/معراتة” التابعة لناحية المركز، وعلى طول طريق قرية “برج عبدالو” حيث قام مسلحو مليشيا “فرقة الحمزة” بسرقة موسم الجوز بنفس الطريقة.

في الثامن من أغسطس\آب، لفت مراسل “عفرين بوست” في المركز، إن حاجز “أحرار الشرقية” ذاك، القريب من قرية “عين حجر” في المدخل الغربي للمدينة، يبتز المدنيين، وذكر حادثتين حصلتا مع كُرديين من سكان عفرين الأصليين. وأشار المراسل إلى هذه الحاجز يسأل الكُرد أسئلة مثل: “هل كنت تعمل مع الإدارة الذاتية، وهل خدمت لديهم الخدمة الإلزامية، أعطينا هويتك” ثم يقولون “أنت مطلوب وأعطينا 500 دولار سنعطيك ورقة براءة الذمة”. وأضاف المراسل إن ذلك حصل مع المواطن الكردي “محمد خليالاكو”، حيث ذهب إلى عفرين وعاد فأخذوا منه دراجته النارية، ثم ذهب مرة أخرى فطلبوا منه دفع 700 ليرة تركية، بعدها اضطر محمد للهروب إلى مدينة غازي عنتاب التركية، بعدما دفع لمهرب 1500 دولار. كما حصل ذلك مع المواطن الكردي “إبراهيم محمد” من “موباتا/معبطلي”، حيث أخذ منه الحاجز 200 ليرة تركية، بحجة إنه نسي أوراق دراجته النارية في المنزل، وأشار المراسل إن الحادثتين حصلتا في أيام العيد، وأضاف: “المدنيون ضاقوا ذرعاً من انتهاكات هؤلاء المسلحين الذين نهبوا كل شيء”.

في الثاني عشر من أغسطس\آب، علمت عفرين بوست من مصادرها أن متزعم ميليشيا “الحمزات” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المدعو “معتز” استلم مؤخرا، الملف الأمني في قرية كفر دليه فوقاني التابعة لناحية جنديرس بعد قيام حلّ ميليشيا “لواء صقور الكرد” نفسها بتاريخ (19/10/2019) وبضغط من متزعمي “الحمزات” والتي كان يتزعمها المدعو “نبيه موسى الطه”، وذلك بعد تجرؤ الأخير على تشكيل كتيبة من أبناء عفرين. وأضافت المصادر أن المدعو “معتز” ومسلحيه وبعد استلامهم الملف الأمني في القرية، بدأوا بعملية نهب واسعة لشبكات الكهرباء والهاتف في القرية وسط اعتراض الأهالي الذين قالوا له ” بدل أن تجلب الكهرباء للقرية تقوم بقطع ونهب الأسلاك؟” فرد الأخير بأنه عليهم العودة إلى زمن الفانوس كما كان يفعل أجدادهم!  وينحدر المدعو “معتز” من بلدة الهبيط بريف إدلب، ويتمركز منذ ثلاثة أشهر في منزل المواطن “رحيم” الكائن في “قرية مزن”، بعد أن جلب عائلته من إدلب، حيث قام بتزويد المنزل بتحصينات أمنية قوية من حراسة وتركيب كاميرات المراقبة، ولديه قطعان من الأغنام تقدر بـ 400 رأس، إلى جانب غزالين إثنين، وطيور الطاووس في المزرعة المحيطة بالمنزل، والتي يرعاها متخصصون في رعاية المواشي، كما يشارك صاحب المعصرة الفنية في القرية بالأرباح دون أن يكون له أي رأسمال. 

في الثامن عشر من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: بات الجلوس تحت الأشجار في قرية من قرى إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، مقابل المال أيضاً، بعدما استباحت ميليشيا إسلامية أراضي القرية لنفسها، لتنشر فيها حالة من الذعر بين السكان الأصليين الكُرد. وفي السياق، أفاد مراسل “عفرين بوست” في المركز، إن الاحتلال التركي وميليشياته استباحوا كل شيء في عفرين حتى ظلال الأشجار، ليمنعوا الأهالي الجلوس تحت ظلال الأشجار إلا بعد دفع مبلع مالي. وأشار المراسل إن ميليشيا “أحرار الشرقية” التي استباحت لنفسها ممتلكات المدنيين في قرية “استير” بالقرب من مركز مدينة عفرين، تطلب من الأهالي المال مقابل جلوسهم تحت ظل شجرة!. ونوه المراسل إن الميليشيا إذا رأت مواطناً جالساً تحت الشجرة أو عائلة خرجت في سيران، يأتون ويطالبون بـ 3000 ل.س سورية! وإن لم يتم الدفع يتم طردهم، وقال المراسل إن الأمر حدث مع عائلتين دون أن يذكر أسمائهم حفاظاً على سلامتهم. وقال مواطن كُردي من عفرين لمراسل “عفرين بوست”: “نهبوا كل شيء والآن حتى ظلال أشجارنا بات بالمال، يؤجروننا طبيعتنا تخيلوا ضراوة المشهد، هؤلاء المسلحون حولوا عفرين إلى ملك خاص لنفسهم”.

كذلك، أشار مراسل “عفرين بوست” إلى وقوع حوادث سرقة في حي الأشرفية، حيث تعرضت ورشة أحذية تعود ملكيتها للمواطن محمد أبو دلو من قرية كاريه، للسرقة، وتمت سرقة بضاعة تُقدّر قيمتها بحدود ألف دولار، كما طالت أعمال السرقة منازل مواطنين كُرد في حي الأشرفية في المحلة الكائنة فوق ساحة البازار، وسُرقت أكبال كهربائية.

في التاسع عشر من أغسطس\آب، فرضت ميليشيا “الجبهة الشامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، إتاوة مالية على السكان الأصليين الكرد في قرية بريمجه التابعة لناحية موباتا/معبطلي في ريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، مقابل السماح لهم بجني موسم الجوز والمواسم الزراعية الأخرى، وفقا لمراسل الموقع في الناحية.  وأوضح المراسل أن الميليشيا التي يتزعمها المدعو “أبو تراب” طلبت من كل مزارع كُردي في القرية دفع مبلغ 1000 ليرة تركية لقاء السماح لهم بقطاف مواسمهم من الجوز واللوز وغيرها.

جرائم الاعتداء البدني..

في الرابع والعشرين من أغسطس\آب، أقدم مسلحون من ميليشيا “لواء الوقاص” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، على اقتحام منزل مسن كُردي في قرية سناريه التابعة لناحية شيه/شيخ الحديد، وقاموا بالاعتداء عليه بشكل وحشي ومن ثم قاموا بسلب ما يملكه من مال وأثاث منزلي، وفقا لمراسل عفرين بوست في الناحية. وأوضح المراسل أن المسلحين اعتدوا بالضرب على المواطن الكُردي المسن عبد الله حسين مصطفى آغا، ما تسبب بوقوع كسور في أطرافه ولا يزال طريح الفراش، مشيرا إلى أن المسلحين قاموا بعدها بسلب مبالغ مالية وأثاث منزلي من داره.

اقتتال المليشيات التركية والإخوانية

في الأول من أغسطس\آب، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الثلاثين من يوليو الماضي، بأن مجهولين اوقفوا سيارة تتبع لمليشيا “فيلق الشآم” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قرب قرية المحمدية التي تتصل مع معبر دير بلوط، وسرقوا كتلة الرواتب والمصاريف الشهرية التي تزيد عن 20 مليون ليرة تركية، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة. ويبدو أن المتهم الرئيس في عملية السرقة تلك، هي مليشيا “الفرقة 23” التي تنتشر في القرية، إضافة إلى تواجد حواجز أمنية لمليشيا “فيلق الشام” قرب المعبر.

في السادس من أغسطس\آب، انشق العشرات من مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المتمركزين في حي عفرين القديمة، بمركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، وذلك قبل نحو أسبوع، وانضموا إلى صفوف ميليشيا “السلطان سليمان شاه”. وأوضح مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن المجموعة المنشقة عن “السلطان مراد” يتزعمها المدعو “أبو رحمو”، تتألف من 130 مسلحاً، وكانوا يتمركزون في محيط مدرسة العروبة بحي عفرين القديمة. وفي سياق ذي صلة، شهد معبر “غازيويه\الغزاوية” في الريف الجنوبي لإقليم عفرين المحتل اليوم الخميس، توتراً شديداً بين ميليشيتي “فيلق الشام” و”الجبهة الشامية”، بسبب قيام الأخيرة بنصب حاجز لها في المعبر، واستحصال ضرائب من السيارات والبضائع الداخلة والخارجة من عفرين وإلى ريف حلب الغربي وإدلب، وهو ما ترفضه ميليشيا “فيلق الشام” كونها تعتبر المنطقة ضمن قطاعها الأمني. وأوضح مراسل “عفرين بوست في جنوب عفرين، أن مجموعة المدعو “نضال البيانوني” أرسلت أسلحة ثقيلة إلى منطقة المعبر، تحسباً لأي تصعيد عسكري مع ميليشيا “فيلق الشام”، التي نصبت حاجزاً أمنياً لها على مفرق قرية بعية بالقرب من المعبر. وتقوم ميليشيا “فيلق الشام” بفرض الاتاوات على البضائع والمحروقات والأفراد، حيث تقبض على كل رأس غنم 3 دولارات، وعلى كل برميل من المازوت 5 دولارات، وعلى كل كرتونة دخان 5 دولارات، أما بالنسبة لسيارات المدنيين، فتقبض 500 ليرة سورية عن كل سيارة تعبر حاجزها الجديد.

في التاسع من أغسطس\آب، أفاد مراسل “عفرين بوست” أن ميليشيا “الجبهة الشامية”، أقدمت بدعم من الاستخبارات التركية، على السيطرة على موقع جريدة روناهي سابقاً/ التي كانت تتخذه مليشيا “الفرقة 23” مقراً. وأفادت الأنباء باعتقال متزعم المليشيا المدعو “سمير الكل”، وأنه جرى تسلميه للقوات التركية، فيما ينحدر أغلب مسلحي ميليشيا “الفرقة 23” من مدينة تل رفعت، بينما ينحدر غالبية مسلحي “الجبهة الشامية من مدينة إعزاز. وبدأ أن العملية تنطوي على إجراء عقابي، إذ أنه أتى بالتزامن مع قيام مسلحين من ميليشيا “الفرقة 23” بإطلاق الرصاص على العربات التركية في بلدة سجو. وفي مركز عفرين أيضاً، قامت ميليشيات “الشرطة المدنية والعسكرية” بإغلاق الشارع الرئيسي الواصل بين “دوار كاوا” و”دوار نوروز”، بما في ذلك الشوارع الفرعية في حي عفرين القديمة أمام حركة السيارات. وشهدت الحواجز المقامة تدقيقاً شديداً على المارة الكُرد تحديداً، وتفتح تحقيقات معهم، والجديد في هذه المرة مشاركة النساء من مسلحات مليشيا “الشرطة” في تفتيش النساء وحقائبهن. أما في ريف إقليم عفرين المحتل، فقد انفجر لغم أرضي استهدف حاجزاً لميليشيا “الشرطة المدنية” في مفرق جبل الأحلام في بلدة “باسوتيه\الباسوطة”، ما أدى لمقتل مسلح من ميليشيا “الشرطة المدنية” يدعى أبو أيهم الرفاعي، وهو مستوطن ينحدر من حي جوبر الدمشقي، إضافة لإصابة 3 آخرين. وفي سياق آخر استمرت حالة التوتر على معبر “غازيويه\الغزاوية”، بين ميليشيا “الجبهة الشامية” وميليشيا “فيلق الشام”، بعدما أقامت ميليشيا الأولى بنصب حاجز جديد لها قرب المعبر.

في الثالث عشر من أغسطس\آب، أفاد مراسل عفرين بوست في مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، أن العديد من المسلحين انشقوا مؤخرا عن صفوف ميليشيات “السلطان مراد وأحرار الشرقية والفرقة 23” وانضموا إلى ميليشيا “جيش الإسلام” المطرودة من ريف دمشق. وأوضح المراسل أن 8 مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد” انشقوا وانضموا إلى ميليشيا جيش الإسلام وعُرف منهم “عبد الرحمن ومصطفى وأبو قصي” مضيفا أن مسلحين آخرين تركوا صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” والتحقوا بصفوف “جيش الإسلام”. وأضاف المراسل أن مسلحي ميليشيا “الفرقة 23” ينضمون أيضا لصفوف “جيش الإسلام” بعد أن شنت ميليشيا “الجبهة الشامية” هجوما على مقراتها في مدنية عفرين وإعزاز والسيطرة عليها وكذلك اعتقال متزعمها” أبو سمير الكل” حيث تم حلها بشكل نهائي. وتعود أسباب انشقاق المسلحين عن صفوف ميليشياتهم الأصلية والالتحاق بـ “جيش الإسلام” إلى أن الأخيرة لا تجبر المنضوين في صفوفها على التوجه إلى ليبيا كما يشاع، كما إن الرواتب التي يتقاضاها مسلحيها أعلى من الميليشيات الأخرى، بحسب المراسل.

في الخامس عشر من أغسطس\آب، أفاد مراسل عفرين بوست في مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، أن العديد من المسلحين انشقوا مؤخرا عن صفوف ميليشيات “السلطان مراد وأحرار الشرقية والفرقة 23” وانضموا إلى ميليشيا “جيش الإسلام” المطرودة من ريف دمشق. وأوضح المراسل أن 8 مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد” انشقوا وانضموا إلى ميليشيا جيش الإسلام وعُرف منهم “عبد الرحمن ومصطفى وأبو قصي” مضيفا أن مسلحين آخرين تركوا صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” والتحقوا بصفوف “جيش الإسلام”. وأضاف المراسل أن مسلحي ميليشيا “الفرقة 23” ينضمون أيضا لصفوف “جيش الإسلام” بعد أن شنت ميليشيا “الجبهة الشامية” هجوما على مقراتها في مدنية عفرين وإعزاز والسيطرة عليها وكذلك اعتقال متزعمها” أبو سمير الكل” حيث تم حلها بشكل نهائي. وتعود أسباب انشقاق المسلحين عن صفوف ميليشياتهم الأصلية والالتحاق بـ “جيش الإسلام” إلى أن الأخيرة لا تجبر المنضوين في صفوفها على التوجه إلى ليبيا كما يشاع، كما إن الرواتب التي يتقاضاها مسلحيها أعلى من الميليشيات الأخرى، بحسب المراسل. وكان العشرات من مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، انشقوا أوائل شهر آب الجاري، وانضموا إلى صفوف ميليشيا “السلطان سليمان شاه”.، حيث بلغ تعداد المجموعة المنشقة عن “السلطان مراد” والتي يتزعمها المدعو “أبو رحمو”، نحو 130 مسلحاً، وكانوا يتمركزون في محيط مدرسة العروبة بحي عفرين القديمة. وكذلك قالت مواقع إعلامية موالية للمعارضة السورية أوائل شهر تموز/يوليو الماضي، إنه قد انشقت 4 ألوية ضمن مليشيا “فرقة السلطان مراد”. وقال المصدر ر إن المجاميع الأربعة التي أنشقت هي مليشيات “اللواء 101 مركزية مدينة الباب يتزعمها حسن أبو مرعي، “المكتب الأمني وقوته المركزية يتزعمها المدعو أبو الموت”، “سرايا حلب قطاع عفرين يتزعمها المدعو أبو رحمو”، و”تجمع ألوية الحسكة” التي يتزعمها المدعو أبو معاوية”. موضحا أن أسباب الانشقاق تعود لسياسة قائد مليشيا “فرقة السلطان مراد” المدعو “فهيم عيسى”. وأشار المصدر، إلى أنّ عدد المجاميع المنشقة عن مليشيا “السلطان مراد بلغت” 10 ألوية، وتضمّ ما يقارب 3000 مسلح، أي أكثر من نصف تعداد مسلحي المليشيا المُقدر عددهم الكلي بـ 6000 ألاف مسلح.

في السادس عشر من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: كشفت قضية اعتقال العميد البحري أحمد رحال عن جملة من القضايا، في مقدمها الدور التركي وإحكامها قبضته على كل مفاصل ما يسمى المعارضة السورية السياسية والعسكرية، وكذلك التنافس بين الضباط المنشقين الذين تم تهميش دورهم بالاعتماد على متزعمي الميليشيات والذي يبدون أكثر ولاءً لأنقرة. وكانت السلطات التركية قد اعتقلت الخميس الثالث عشر من أغسطس/آب، العميد السوري المنشق أحمد الرحال من مكان إقامته في مدينة إسطنبول وذلك على خلفية ظهوره مؤخراً على عدد من وسائل الإعلام منتقداً الدور التركي في سوريا، وكشفه لملفات تدين متزعمي المليشيات الإخوانية المسلحة التابعة لأنقرة في إقليم عفرين الكردي المحتل، ومدن أخرى محتلة شمال سوريا. وجاء في التفاصيل أنّ مفرزة أمنية اعتقلت العميد الرحال من منزله في إسطنبول عند الساعة الرابعة من بعد الظهر، مع شقيقه يوسف، ليطلق سراح شقيقه في ساعة متأخرة من المساء، بينما بقي العميد رحال قيد الاعتقال. وقال يوسف رحال شقيق العميد أحمد رحال، على حسابه في فيسبوك في الخامس عشر من أغسطس/آب، إن السلطات التركية قد أعلمتهم بأنها من اعتقلت شقيقه، دون كشف المزيد من المعطيات. وقال يوسف رحال، على حسابه إن التأكيد حصل من خلال مصدر في الائتلاف الوطني السوري، الذي أخبرهم أيضاً أن ملف العميد الرحال في أنقرة، ما يعني أنه تم ترحيله إلى هناك، وأضاف يوسف رحال بان الائتلاف وعدهم بمتابعة موضوع العميد ومعرفة الأسباب القانونية التي أدت لاعتقاله، والسعي لإطلاق سراحه. وكان يوسف رحال قد كتب على صفحته أيضاً: “أؤكد قاطعاً.. لا صحة لكل الروايات التي رافقت اعتقال العميد أحمد… ولم أصرح لأي أحد بأي تعليق أو أن سبب الاعتقال تهجمه على الجيش الوطني، أو رفضه إرسال قوات إلى ليبيا.. أو غير ذلك، ونحن كعائلة العميد على ثقة تامة بالأجهزة الأمنية التركية، وبأنها ستعطينا كل التفاصيل اللازمة سواء كان العميد عندهم.. وأما إن لم يكن عندهم، فنحن على ثقة بأجهزة البحث والتحري التركية، وقبل قليل تأكدنا بأنه لدى السلطات التركية”. وكان العميد الركن أحمد رحال ضابطاً بالقوى البحرية، ومدرساً بالأكاديمية العليا للعلوم العسكرية السورية، وأعلن انشقاقه في مقطع مصور في 7/10/2012، على أن ينضم إلى العمل العسكري عند انشقاقه، ولكنه ما لبث أن تحول للعمل الإعلامي ليكون أحد أهم ضيوف البرامج السياسية وأبرز المحللين العسكريين السوريين، فيما تم تهميش دور الضباط المنشقين واُستبعد معظمهم عن العمل العسكري المباشر. وعُرف العميد رحال، بمواقفه المناهضة لاتفاق أستانة الذي تشارك فيه تركيا، ومواقفه الحادة من سلوكيات متزعمي المليشيات الإخوانية مما تُعرف بـ”الجيش الوطني السوري”، وانتقدهم، وبخاصة المدعو محمد جاسم “أبو عمشة”، متزعم ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه”. في 17/3/2020 قال أحمد رحال في تغريدة “موكب سيارات أبو عمشة… الذي يقارن بموكب الرؤساء والذي تحدثنا عنه بالأمس كيلا يٌقال إننا نختلق الأحداث والروايات ورداً على التهديدات… من أين لك هذا؟؟؟  ونشر رحّال مقطعاً مصوراً متداولاً عما قيل إنه زيارة معايدة للمدعو أبو عمشة للعناصر في النقاط… ووردت التراتبية كما يلي: الجيش الوطني ــ الفيلق الأول ــ الفرقة ١٤ ــ اللواء١٤٢ ــ لواء السلطان سليمان شاه. وفي 20/3/2020، رد المدعو محمد جاسم (أبو عمشة) في تغريدة بالقول: “مدلل دولة العاهرات أحمد رحال، (الدنيا عرض وطلب)، أنت افتريت علينا بأني أملك سيارة مصفحة بـ 8 مليون دولار وأنا أعرضها عليك للبيع بــ 8 الآف دولار، كما توعد أبو عمشة القائد بمحاسبة رحال، من خلال القضاء التركي، حيث يعيش رحال في تركيا”. وفي 30 أبريل/ نيسان رفض العميد رحال، لجوء تركيا والمليشيات الإخوانية اتهام “قوات سوريا الديمقراطية” بالوقوف وراء “التفجير الإرهابي” الذي استهدف مدينة عفرين يوم 28 أبريل/ نيسان 2020، وأدى لمقتل وإصابة قرابة 100 شخص، معتبراً أنّ توجيه مثل هذا الاتهام بدون أيّة تحقيقات أو أدلة، اتهاماً سياسياً لا يستند لأيّة حقائق، تتهرب عبره تلك الجهات من مسؤولياتها، وطالب الرحال بإجراء تحقيقات شفافة، تستند لأدلة وشهادات قبل إطلاق أي اتهام، معتبرا أنّه كذلك قادر على اتهام أيّة جهة أو دولة دون دليل.. وأشار الرحال أنّ عشرات التفجيرات السابقة، سجلت ضد مجهول، حتى في العمليات التي يتم اعتقال مشتبه بهم، ومتورطين يتم طي ملفها بدون الكشف عن أيّة معلومات. وانتقد الرحال أداء الأجهزة الأمنية والعسكرية والتي قال إنّ عدد عناصرها وحواجزها يفوق عدد من يعيش في المنطقة، وإنّها لم تقدم لتاريخه أي دليل حقيقي في العشرات من التفجيرات السابقة، معتبراً أنّهم يلجؤون لاعتقال مشتبه ككبش فداء ويعتدون عليه في الشارع، في إعزاز قبل مدة قتل مشتبه به ضرباً في الشارع وتبين لاحقاً إنّه بريء. وتحدث الرحال بالشواهد والأمثلة إنّ الفوضى منتشرة في كل المناطق المحتلة تركياً عبر المليشيات الإخوانية، في ظل الفصائلية وغياب القضاء وغياب التنظيم الأمني والعسكري، وأنّ كل متزعم مليشيا يسيطر على منطقة تضم قرى وأحياء، قام بتحويلها لما يشبه مزرعة خاصة ونصب فيها قضاة تابعين له، وأنشأ فيها السجون، ووضع حواجز ويحكم فيها بقوانينه الخاصة، بمعزل عن بقية المناطق… وتحدث الرحال كذلك عن انتشار الفساد، والإتاوات والسرقات ونهب المحاصيل ونبش القبور والمزارات، وسرقة ما فوق وما تحت الأرض والأثار، مذكرا إنّ الوضع في هذه المنطقة هو الأكثر سوءاً على الإطلاق، وأعطى أمثلة عن قيام عناصر من مليشيا العمشات (سليمان شاه) باعتقال كل عناصر الشرطة بسبب مشكلة، كما ذكر بأنّ المدعو محمد الجاسم أبو عمشة اغتصب زوجة أحد عناصره، وخرجت المرأة على الإعلام وطالبت بحمايتها، وحكت تفاصيل قصتها، فتم اختطافها مع زوجها والتهديد بتصفيته، ثم نُشر مقطع مصوّر لنفي القصة. وأشار رحال إلى التسيب وعبور سيارة محملة بالمتفجرات دون تفتيش، ولو كانت السيارة محملة بالغنم أو الزيتون أو الخشب لتم تفتيشها ومصادرتها حتى دفع إتاوة، وذكر بحادثة لمعتقل أعلنت المحكمة براءته من التهم المنسوبة له، ورغم ذلك رفضت المليشيا التي تحتجزه إطلاق سراحه، ونقله لسجن يديره مسلحو ميليشيا “فرقة الحمزة” بمدينة الباب، حتى دفع أهله مبلغ 10 آلاف دولار للإفراج عنه، وقال هناك عشرات الحالات المشابهة. ورفض الرحال إطلاق اسم “الجيش الحر” على المسلحين، وقال إنهم فصائل السرقة والنهب والفساد، وغير مدربين أو مختصين في مهامهم وجهلاء، وأنّ هذه البيئة الفاسدة تدفع الناس للنزوح باتجاه مناطق النظام أو قسد، وتخلق أرضاً خصبة للتفجيرات. وحمّل الرحال كذلك المخابرات التركيّة مسؤولية وصول الأوضاع لما هي عليه الآن، وأنّ المسؤولين في هذا الجهاز المسؤول عن الملف السوري متورطين كذلك في عمليات فساد كبيرة، وطالب رحال أنقرة بإجراءات فورية لعزل المسؤولين الحاليين في عفرين عن الملف الأمني والعسكري وكذلك المسؤولين الأتراك على أرفع مستوى. في 30 أبريل/نيسان غرد المدعو أبو عمشة عشر مرات، ليردَّ على اتهامات العميد رحال ويكيل له اتهامات مقابلة، فقال: “إلى الدعي ابن الدعي أحمد رحال روبن هود إسطنبول الأوربية، إذا كان الجيش الوطني حرامية حواجز؟ فمن الذي وقف بوجه طغيان روسيا وإيران والنظام المجرم وحزب الله والفاطميين الأفغان والزينبيون الباكستانيين و٧٠ مليشيا عراقية شيعية لمدة ٩ سنوات؟”. وأضاف: “٢- إلى الدعي ابن الدعي أحمد رحال زير النساء في مقاصف إسطنبول إذا كان الجيش الوطني يعيش على السرقات، فأنت من أين تعيش بإسطنبول وآجار بيتك ٣٠٠٠ دولار بالشهر واشتريت قهوة ب ١٥٠ ألف دولار، من أين لك هذا يا سبع الليل؟”. وتابع: “٣- إلى الدعي ابن الدعي أحمد رحال الذي يريد أن يلبس على الناس البسطاء بكلام أريد به وجه محمد دحلان، اكشف ذمتك المالية للشعب المسكين بالمحرر إذا كنت صادقاً، سيارتك ثمنها ٥٢ ألف دولار، ومصروف شهري ٥٠٠٠ دولار بإسطنبول من أين لك هذا يا شريف مكة؟”. وأكمل: “٤- إلى الدعي ابن الدعي أحمد رحال الذي أصبح كالعاهرة التي تحاضر بالعفة والشرف، اتهاماتك الباطلة ضد الجيش الحر، يستشهد بها الآن إعلام النظام وإعلام ال ب ك ك وأصبحت مادة دسمة لهما، فأنت لصالح من تعمل يا فهلوي زمانك؟”. وأستطرد: “٥- إلى حرامي المجلس العسكري بالساحل أحمد رحال إذا كنت فعلاً تدافع عن عرض تلك المدعية وتراها مظلومة وقد انتهك عرضها ظلما؟  فنطلب منك أن تدعو الله علناً أمام شعبنا وفي شهر رمضان أن يحشرك معها يوم القيامة ومعكم أمك واختك وزوجتك، تفضل غرّد يا مصلح زمانك”. وقال كذلك: “٦- إلى الدعي ابن الدعي أحمد رحال: لا تنه عن خلق وتأتى بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم؟ إذا أردت الإصلاح فأبدا بنفسك، وأعيد الأموال التي سرقتها من الثورة للثوار بالساحل بدلاً من أن تهدرها على ملذاتك الشخصية بإسطنبول”، و”٧- إلى الدعي ابن الدعي أحمد رحال بطل شاشات سكاي نيوز والعربية وروناهي وروج افا، ماذا قدمت أنت للثورة منذ أن شقك الثوار بالطابونة حتى الآن؟  لم تقدم للثورة إلا الطعن بالظهر وسرقت أموال الثوار بالساحل وهربت بها إلى إسطنبول حيث اشتريت طقم وكرافيت وعملك دحلان محلل استراتيجي”. وكتب أوب عمشة أيضاً: “٨- إلى الكذاب الأشر مسليمة المدعو أحمد رحال إذا كنت صادقاً فتفضل إلى ساحات القتال بالداخل، فالذي يقود الجيش الحر الوطني الآن آلاف من الضباط المنشقين الذين رفضوا أن يتركوا الساحة ويجلسون مع النساء بالمخيمات أو يتنعمون على شواطئ إسطنبول مثلك”، و”٩- إلى المنافق الدجال أحمد رحال بطل الشاشات والقهاوي والاراكيل، نحن في حالات حرب وتحصل التفجيرات في كل دول العالم المتحضر حصلت في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإسطنبول ودمشق وبغداد لكن أنت تريد التشويه والتحريض بكلمات حق أريد بها باطل”. وختم المدعو “أبو عمشة” بالقول: “10- آخر رسالة إلى الحرامي أحمد رحال العميل أتحداك أن تثبت بالزمان والمكان أن لواء سليمان شاه قد أعتدى على مؤسسات الجيش الوطني أقول لك لن تثبت ذلك لأنك كذاب، ولا تتطاول على اللواء سليم إدريس فشسع نعله يساوي شاربك وراسك المليء بالتبن”. وفي الرابع من يوليو/ تموز 2020 فجّر العقيد محمد مخباط فضيحة من العيار الثقيل عن العميد المنشق عن أحمد الرحال، وكشف مخباط، خلال مقطع مصور، أنّ الرحال أقدم على شراء مطعمٍ في إسطنبول بتكلفة 750 ألف دولار، منوهاً إلى أنّه سرق مبالغ مالية تقدر بـ 210 ألف دولار من العقيد رياض الأسعد. وأشار إلى أن الرحال سرق مبلغ يقدر بـ 360 ألف دولار من العميد مصطفى الشيخ بحجة تشكيل جبهة الساحل، منوهاً إلى أن شقيقه يعمل زعيماً لقطيع من شبيحة نظام الأسد، ولفت إلى أنه حوّل مبالغ مالية ضحمة بعملة الدولار لنظام الأسد بحجة أخوته ودعم اقتصاده المنهار، وجدير بالذكر أن المسألة لا تخلو من فضيحة عائلية، فالعقيد مخباط هو زوج سابق لشقيقة العميد رحال. ولا ينفصل اعتقال العميد أحمد رحال عن حالة التنافس العام بين كل أطياف المعارضة الإخوانية وتسابقها لتقديم الولاء لأنقرة، كما أنها تعكس حالة الحساسية العامة وغياب التنسيق ما يكشف قصص الانتهازية والفساد والسرقات، وكذلك أسلوب تعامل أنقرة معها على أنها مجرد أدوات، وهو ما يعيد للأذهان قصة المقدم حسين هرموش الذي أعلن انشقاقه في 9/6/2011 وأسس لواء الضباط الأحرار في عينتاب، ثم اختفى في ظروف غامضة على خلفية دعوة لحضور اجتماع مع مسؤولين أمنيين أتراك على الحدود في 29/8/2011. ومن المؤكد أنّ أمثال المدعو أبو عمشة هم أكثر أهمية لأنقرة، فهو يزود أنقرة بالعناصر المرتزقة للقتال في ليبيا وسواها، فيما أمثال العميد أحمد رحال شخصيات للتسويق الإعلامي

في الثاني والعشرين من أغسطس\آب، أقدمت ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين على طرد عائلة مستوطنة تنحدر من مدينة معرة النعمان، من منزل تحتله العائلة في بلدة بلبل بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، والاعتداء عليها بالضرب والسحل رجالا ونساء. ونشرت قنوات إعلامية مقطعا مصورا للحادثة، حيث يظهر فيه رجل خمسيني هو يصرخ: “إسرائيل لا تفعل هذا” بعد أن اعتداء الميليشيا عليه وعائلته، ومزقوا ثيابه وكشفوا على النساء واعتدوا عليهن بالضرب، في إشارة إلى الوحشية والهمجية التي أبدتها الميليشيا إزاءهم، في ذات المقطع يُسمعُ بوضوح صوتُ امرأة تشكو عدوان مسلحي الميليشيا، فيما لا تزال العناصر المسلحة في المكان ولم تغادره بعد. الحادث ليس عابراً، بل يكشف بعمق عن طبيعة سلوك ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين ”الجيش الوطني” التابعة لأنقرة المعادي لكل أطياف الشعب السوري، كما يكشف أيضاً عن طبيعة التغييرات التي طرأت على مجتمع عفرين بعد التغيير الديمغرافي، وكذب الإعلام التركي. فالمجتمع الحالي الذي أوجدته أنقرة بتواطؤ دولي في إقليم عفرين المحتل، بعد تهجير سكانه الأصليين الكرد منه، غير منسجم ولا استقرار فيه، وتبرز فيه بوضوح الاختلافات المناطقية بل يستند إلى استخدام القوة والتنمر على الناس. ثمّة بُعدٌ آخر أعمق تكشف عنه أمثال هذه الحادثة، ويتعلق بطبيعة الخطة الروسية التي اقتضت تجميع كل عناصر التناقض في الشمال السوري عبر الترحيل القسري، واعتماد سياسة ضرب الخصم بالخصم، وتجميع كل عناصر الأزمة في جغرافيا محددة وتوكيل أنقرة بالمهمة. والبعض اضطر للخروج من بيته على سبيل النجاة بعدما مناطقهم إلى ساحات معارك وتعرضت للقصف. وفق الخطة الروسية، اجتمعت في إقليم عفرين المحتل عناصر غير منسجمة على أكثر من مستوى اعتباراً من الميليشيات أنفسها التي تتقاتل من وقت لآخر في إطار صراع النفوذ واقتسام ما يسمونه الغنائم، وكذلك التناقضات الكبيرة بين المستوطنين إذ تم استقدامهم من مناطق مختلفة، وكان المراد تحقيق عدة غايات دفعة واحدة، أولها ضمان أمن مناطق محددة على حساب أخرى، والثاني إنجاز التغيير الديمغرافي، فيما النصيب الأكبر من الانتهاكات يقع على أهالي عفرين الكُرد، عبر أعمال الاختطاف وطلب الفديات والاستيلاء على الأملاك. حوادث كثيرة وقعت في عفرين استهدف فيها عناصر الميليشيات المسلحة مستوطنين قادمين من المناطق الأخرى، ففي أبريل/نيسان الماضي اعتدى أبو حمزة وهو متزعم في ميليشيا “فرقة الحمزة”، بالضرب على مستوطن يدعى “عبدو القط” بعدما طالبه بأجرة طلبية طعام، كانت الميليشيا أخذتها في وقت سابق. ورفض أبو حمزة دفع ما ترتب عليه ثمناً لطلبية “لحم بعجين”، البالغة 1.8 مليون ليرة سورية، كان أعدها لتقديمها في مراسم عزاء مرتزق قُتل في ليبيا. وفي 6/4/2020 أقدمت ميليشيا “جيش الإسلام” على سرقة عشر رؤوس أغنام عائدة لرعاة مستوطنين، يعيشون في مخيمات عشوائية بحي الأشرفية بمدينة عفرين، ورغم انكشاف هوية المسلحين الذين قاموا بالسرقة، إلا أنهم رفضوا إعادتها لأصحابها المنحدرين من مدينة حماه. وفي 10/3/2020 أقدمت جماعة “أبو محمد” التابعة لميليشيا “أحرار الشرقية” على سلب 4 رؤوس أغنام من أهالي إدلب، الذين يخيمون في محيط حي الأشرفية، فضلاً عن التزود باللبن والحليب منهم دون دفع ثمنها، بحجة أنها أمّنت لهم المأوى ولا يحق لهم المطالبة بثمن منتوجاتهم الغذائية من ألبان وأجبان! واعتدى مسلحون من ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، على رُعاة غنم فارين من إدلب، ويقيمون في مخيمات في ناحية “شرا/ شران” بسبب تجرؤهم على المطالبة بأثمان الأجبان والألبان التي يأخذها المسلحون من هؤلاء الرُعاة.

في الثالث والعشرين من أغسطس\آب، أقدمت الاستخبارات التركية، على شن حملة اعتقالات في صفوف ميليشيا “تجمع شهداء الشرقية” التي يتزعمها القيادي المعتقل المدعو “أبو خولة مو حسن”، وأسفرت الحملة عن اعتقال 4 قيادات، وسط سماع أصوات طلقات نارية بشكل متقطع، وفقا لمراسل عفرين بوست. وأوضح المراسل أن الاستخبارات التركية تمارس ضغوطا على مسلحي الميليشيا للالتحاق بالمعارك الدائرة في ليبيا، إلا أن أنصار المدعو “أبو خولة مو حسن” يرفضون الذهاب إلى ليبيا حتى يتم الإفراج عن متزعمهم، والذي يقبع في سجون ميليشيا “الشرطة العسكرية” منذ شهور عديدة على خلفية فتحه جبهة قتال مع جيش النظام في مدينة تادف دون العودة للجانب التركي، مرجحا أن يكون أنصار “أبو خولة” هم الذين يقفون خلف عملية تمزيق صورة الرئيس التركي المعلقة على الجسر القديم وسط مدينة عفرين، وأتت الاعتقالات في صفوفها لهذا السبب. وكان مجهولون أقدموا على تمزيق صورة الرئيس التركي” أردوغان” المُعلقة على الجسر الرئيسي وسط مركز إقليم عفرين المحتل، وهي من تقدمة مسلحين منحدرين من مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي. وتركزت الحملة الأمنية على مقرات يتمركز فيها أنصار “أبو خولة مو حسن” في الأوتوستراد الغربي” أوتوستراد المازوت” بمدينة عفرين. وأضاف المراسل أن أنصار “أبو خولة” حاولوا، ظهيرة اليوم السابق، الخروج في تظاهرة أمام مبنى السرايا الذي يتمركز فيه الوالي التركي المعين حديثا، للمطالبة بالإفراج عن متزعمهم، إلا أن مسلحون من جماعة “أبو زيد شرقية” التابعة لميليشيا “أحرار الشرقية” تصدوا لهم وقاموا بقمعهم وتفريقهم.

في الرابع والعشرين من أغسطس\آب، حكمت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على ناشط مستوطن في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، بالسجن لمدة /15/ يوماً وغرامة قدرها /400/ ليرة تركية بتهمة تحقير مليشيات “الجيش الوطني السوري”. وكان الناشط محمود دمشقي، المستوطن في جنديرس، قد أعلن في الـ20 من تموز/يوليو الماضي إنه سيمثل أمام القضاء العسكري بناحية جنديرس، بتهمة التحريض ضد الأتراك، وإضعاف الشعور القومي. ونشر الناشط المستوطن، على صفحته في موقع “فيسبوك” قرار المحكمة، فيما شهد القرار انتقادات واسعة من جانب معلقين. وقالت المحكمة في قرارها بأنّه “من الممكن تخفيض عقوبته من ثلاثة أشهر إلى/15/ يوماً …واستبدال المتبقي من العقوبة بالغرامة المالية 300 ليرة تركية”. ويضيف القرار أنه “في حال عدم الدفع يحبس يوماً واحداً عن كل ثلاثون ليرة تركية، يضاف إلى ذلك تضمين الناشط المستوطن رسم القرار مبلغ 100 مائة ليرة تركية”، وختم “دمشقي” منشوره بأنه سيقوم بحذف أي تعليق قد يتسبب بالأذى له، في إشارة إلى أن صفحته مراقبة. وعبر دمشقي عن موقفه من القرار بمنشور جديد أمس الثلاثاء، جاء فيه إنْ كنت عُقبتُ من أجل منشور، فما بالكم بالذي رمى قنبلة في دكان وقتل امرأة وطفلاً؟ في إشارة إلى حادثة أدت إلى اقتحام مقر فرقة الحمزة في عفرين أواخر أيار/مايو الماضي”. وأضاف متسائلاً: “ما بالكم بمن يأكل حقوق الإخوة الأكراد لأنه يمتلك القوة والسلاح؟ ما بالكم بالمجرمين الحقيقيين؟ لا بد أنّ هذا القضاء الذي حكمني أن يحكم يوماً على المجرمين الحقيقيين”، حسب تعبيره. وكان “دمشقي” قد اعتقل قبل ذلك في منتصف أيار/مايو الماضي، على خلفية انتقاده لعناصر الشرطة العسكرية، ووضعهم للعلم التركي على ملابسهم الرسمية. وكتب حينها على صفحته الشخصيّة: “لا شك أن تركيا لا يشرفها وضع علمها على صدور المنافقين، لو كنتم كالأتراك تعتزون ببلدكم وثورتكم، لأصبحتم نداً لهم وليس مجرد عبيد عندهم”. وأكد الناشط المستوطن حينها أنه استدرج من قبل مليشيا “الشرطة العسكرية” بدعوى استلام مبلغ مالي لصالح أيتام، كما كشف عن تعرضه لتهديد بالقتل من قبل عناصر الشرطة العسكرية وتعرضه للضرب والتعذيب. في الخامس والعشرين من أغسطس\آب، قالت مواقع إعلامية موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إن عشرات الأشخاص، احتشدوا صباح أمس الاثنين، في معبر “غازيويه\الغزاوية” الواصل بين منطقة “إدلب” وعفرين، ضد ممارسات “هيئة تحرير الشام\جبهة النصرة” التي تعتبر الفرع السوري من القاعدة. وذكرت تلك الوسائل إن سبب المظاهرات هو مصادرة عناصر من “هيئة تحرير الشام” لكميات صغيرة من المازوت تعود لهؤلاء الأشخاص، أثناء نقلها من مناطق عفرين إلى إدلب عبر الأراضي الزراعية، حيث خرج العشرات منهم في مظاهرة وأشعلوا الإطارات احتجاجاً على هذا العمل، لترد هيئة “تحرير الشام” باعتقال المتظاهرين. وفي السياق، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجمع عدد من الأشخاص ممن يعملون في تهريب المحروقات بين مناطق نفوذ القوات التركية والمليشيات الإخوانية التابعة لها، ومناطق نفوذ “تحرير الشام”، وذلك عند معبر “غازيويه\الغزاوية” في ريف عفرين الجنوبي، وعمدوا إلى قطع الطريق الواصل إلى المعبر من جهة مناطق “تحرير الشام” بعد قيامهم بإشعال الإطارات رداً على قيام قوة أمنية باعتقال مجموعة من المهربين.

مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..

في الأول من أغسطس\آب، أوقد مهجرو عفرين مع أهالي الشهباء، الشموع على مزار شهداء مقاومة عفرين في ناحية “أحرزيه\أحرص”، ومزار شهداء مجزرتي تل رفعت وآقيبة في بلدة فافين. حيث توجّه المهرجون والأهالي ومع قدوم عيد الأضحى إلى مزار الشهداء لاستذكارهم وإيقاد الشموع على مزارهم. كما وأصدر أطفال الشهداء بياناً إلى الرأي العام في مزار شهداء مقاومة عفرين في ناحية “أحرزيه\أحرص”، وقد قُرء نص البيان من قبل “عفاف مصطفى”، باللغة الكُردية و”دارا سلمان” باللغة الكردية، وقد جاء في نص البيان: “إن شهداؤنا ينتظرون هذا اليوم وهذه اللحظة بالذات كي يشاركوننا هذه المناسبة ولكن العدو المتعطش للدماء قد جعل أمهاتنا تزرف الدموع على مدى ستة أعياد وهم بانتظار الذهاب لزيارة مقابر أبناءهم في عفرين، ولكن لم يكفيهم هذا فإنهم يمارسون وحشيتهم يومياً على أهلنا في عفرين من قتل ونهب وسرقة وتجاوزات لا إنسانية وتدمير الأماكن المقدسة مثل مقابر الشهداء” “أيها المحتل افعل ما تشاء ولكنك لا تستطيع كسر إرادتنا والعزة المزروعة داخلنا لأننا لا ندفن شهدائنا في القبور بل ندفنهم في قلوبنا، نحن كأبناء الشهداء نجدد عهدنا لدماء الشهداء ونعاهد القائد آبو بأن نسير على فكر وفلسفته وعلى فكر أخوة الشعوب ونعاهد أن نرفع من وتيرة مقاومتنا ونرفع راية النصر والحرية والمقاومة”. وفي النهاية تم إيقاد الشموع على مزار الشهداء. ويعيش المهجرون قسراً عن عفرين، مع افتقادهم الفرح وهوسهم باللقاء مع أقربائهم وممارسة طقوسٍ كما كانوا يستعدون لها عادة بشوقٍ واهتمامٍ، ورغماً عن قسوة الحياة، يتحدّون الظروف بتجديد أمل تحرير أرضهم، وهي حالهم مع ثالث أضحى يستقبلونه في هاجس الحرب والتهجير القسري. فقبل ثلاثة أعوام، وفي مثل هذه الأيام كان إقليم عفرين الكردي شمال سوريا، يعيش أماناً وسلاماً يجعلانه مميزاً ومثالاً للأمان والسلام، مختلفٍ عن الكثير من المناطق السورية، كما أن الأسواق والشوارع كانت مكتظة بالأهالي تحضيراً لاستقبال عيد الأضحى بأجمل وأفضل حالٍ ممكن. لكن، لم يدم ذلك الاستقرار والفرح عقب ما عاشه أهالي عفرين من تهجير قسري بعيداً عن ديارهم، بفعل جرائم جيش الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، ليحط مهجرو عفرين رحالهم منذ ما يقارب عامين ونصف في الشهباء القريبة جغرافياً من عفرين، ويقاوموا فيها لتحرير وطنهم. فيما لم تقتصر الحرب التي دارت رحاها فوق رؤوس أهالي عفرين، على تهجيرهم قسراً فحسب، إنما سلبت منهم كل ما يملكونه من أرواح، أموال، أحلام، وغيرها الكثير من الممتلكات، وهذا ما يجعل الأضحى منذ قرابة ثلاثة أعوام، يمر بقهر وحسرة على سكان عفرين الأصليين الكُرد، على ما كانوا عليه وما باتت عليه حالهم اليوم. وفي ثالث أضحى من مهاجرهم القسرية، باتت الحياة أصعب وأكثر معاناة على أهالي عفرين المهجرين، فإضافة لما يعيشونه من التهجير عن تراب الوطن، يعانون مثل باقي السوريين من سلبيات فرض قانون قيصر وارتفاع الأسعار، بالإضافة لانتشار وباء كورونا وغيرها الكثير من العوامل التي تفاقم من معاناة أهالي عفرين.

كذلك، استذكر مهجرو عفرين المحتلة شهداء “مقاومة عفرين” وشهداء مجزرتي تل رفعت وآقيبة وذلك مع قدوم عيد الأضحى، حيث توجه المئات من أهالي عفرين إلى مزار الشهداء في ناحية أحرص وبلدة فافين استذكروا خلال ذلك الشهداء وباركوهم بقدوم عيد الأضحى. ففي فافين، وقف الحضور دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ومن ثم ألقى عضو “مجلس تحرير عفرين” محمود رشيد، كلمة أشار فيها بأن تاريخ الدول التي تعادي الشعب الكردي مليء بالدماء والقتل “لأن الشعب الكردي لم يقبل الرضوخ والاستسلام للعدو على مر التاريخ نرى بأن ذلك العدو استمر في نهج القتل وارتكاب المجازر بحق أبناء الشعب الكردي”. ومن جهتها أكدت عضوة مؤتمر ستار في عفرين، “حسناء حسن” بأن للنساء دور كبير في تحرير أرضهم، فقالت: “نحن الشعب الكردي وخاصة النساء نستطيع أن نلعب دوراً ريادياً في تحرير أرضنا من رجس الإرهاب، فلأننا طالبنا بحقنا الطبيعي نرى ما يحدث لنا وآخر ما حدث مجزرتي تل رفعت وآقيبة التي راح جل ضحيتها أطفال، وعلى هذا الأساس يجب أن نستمر في نضالنا ونزيد من وتيرة مقاومتنا”. وفي ناحية “أحرزيه\أحرص”، وقف الحضور كذلك دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ومن ألقى الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء في مقاطعة الشهباء “محمد ولو” كلمة تحدث فيها ضرورات الوصول إلى حل سلمي، وقال “إن هذه الأزمات التي نشاهدها في الشرق الأوسط حلها هي الأمة الديمقراطية، فما يحمله هذا الفكر من التعايش المشترك وتقبل المكونات لبعضها هو ثمرة الوصول إلى السلام والأمن”.

في الثالث من أغسطس\آب، افتتح اتحاد الإيزيديين واتحاد المرأة الإيزيدية في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، معرضاً لصور المجزرة التي ارتكبت بحق إيزيديي “شنكال\سنجار” على يد إرهابيي داعش في 3 آب العام 2014. وحضر المعرض العشرات من أعضاء المؤسسات والمجالس المحلية في الشهباء، بالإضافة لحضور أهالي عفرين المُهجرين قسراً إلى المنطقة، لمُشاهدة صور المجزرة التي وقعت بحق الإيزيديين. وبعد افتتاح المعرض، تم مشاهدة سينافزيون تطرق للمجزرة التي وقعت بحق الإيزيديين، والتي استعرضت قيام إرهابيي داعش بتدريب الأطفال الإيزيديين على تبني نهجهم، وكيفية سبي النساء، بالإضافة إلى استعراض المُقاومة التي أبداها الأيزيديون في وجه إرهابيي داعش. وتعاني القرى الأيزيدية في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، من اضطهاد مضاعف، حيث يحارب مسلحو الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، سكانها لانتمائهم القومي أولاً والديني ثانياً. وضمن واقع مُغاير لما حظي به الكُرد الأيزيديون خلال عهد “الإدارة الذاتية” التي شكلها أبناء عفرين بمختلف أطيافهم الدينية والطائفية، حرم الكُرد من أتباع الديانة الأيزيدية من أداء طقوسهم وأعيادهم والإعلان عن انتمائهم الديني، كونه سبب كافي للتنكيل والاضطهاد والخطف والتعذيب من قبل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وفي السياق، لم يعد الكُرد الأيزيديون يتمكنون من الاحتفاء بأعيادهم كعيد الأربعاء الأحمر الذي يتمتع بقدسية خاصة لدى أتباع الديانة، تتلخص في اعتبار ذلك اليوم، التوقيت الذي دبت فيه الحياة في الأرض، وفق المعتقدات الأيزيدية. وخلال عهد “الإدارة الذاتية”، كان يجري تعطيل الدوائر الرسمية والمدارس احتفاءً بالعيد، كسائر الأعياد الدينية المرتبطة بالدين الإسلامي أو المسيحي، إلى جانب تنظيم “الإدارة” لـ احتفال مركزي. حيث سعت إلى حماية المكون الكُردي الأيزيدي وتقديم كل الإمكانات المتوفرة لديها في سبيل إحياء الديانة الكُردية القديمة لدى أبنائها ومنع اندثارها، عقب محاولة الإرهاب العالمي القضاء عليها في مركزها بشنكال، عبر هجوم تنظيم داعش عليها في العام 2014. وعقب أربعة سنوات، تكررت هجمات داعش لكن هذه المرة في عفرين، وبلبوس آخر يسمى “الجيش الوطني السوري” التابع لتنظيم الإخوان المسلمين، بغية القضاء على التنوع الديني والطائفي والنموذج المتسامح في عفرين، والذي كان مثالاً على تآخي الأديان والطوائف والأثنيات بعيداً عن ثقافة القتل التي ينشرها المتطرفون كـ داعش والإخوان المسلمين برعاية الاحتلال التركي. وفي الصدد، أشارت نائبة رئيس اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية أنوريما بارجافا، والمفوضة في اللجنة، نادين ماينزا، في تقرير لهما نشرته مجلة «نيوزويك» الأميركية نهاية يوليو الماضي، إلى خطورة التحركات التركية الحالية والتعاون الذي تقوم به أنقرة مع تنظيم «داعش» الإرهابي للقضاء على الأكراد. وقالتا أنه “يعاني الايزيديون في سوريا الذين واجهوا حملة إبادة مدمرة على أيدي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) ، مرة أخرى – ولكن هذه المرة على يد حليف الناتو. وذكرتا أنهم قد تحملوا هم والأقليات الضعيفة الأخرى العبء الأكبر من العنف ضد المدنيين مع قيام الجيش التركي و”الجيش السوري الحر”، بغزو واحتلال مساحة كبيرة من شمال سوريا، بدءًا من عفرين في أوائل عام 2018 واستمر حتى يومنا هذا.

في الخامس من أغسطس\آب، صرّحت الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة في إقليم عفرين هيفين حسين من مناطق الشهباء، لوسائل الإعلام بأنهم اكتشفوا وجود حالة إصابة بفيروس كورونا وتم وضع الشخص المصاب في حجر منزلي بالإضافة إلى وفاة شخص آخر بالمرض. وخلال تصريح باسم هيئة الصحة في إقليم عفرين دعت هيفين حسين الأهالي إلى الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، للحد من انتشار فيروس كورونا ضمن مناطق الشهباء، شمال سوريا. وتطرقت الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة إلى محاولات “الإدارة الذاتية” لمنع حدوث إصابة بالفيروس خلال الفترة المنصرمة، فقالت: “لقد أصبح فيروس كورونا جائحة عالمية، وقد انتشر في الكثير من دول العالم، وبالرغم من المحاولات التي قامت بها الإدارة الذاتية في إقليم عفرين في سبيل منع انتشار فيروس كورونا في الشهباء، إلا أن قدوم المواطنين إلى مقاطعة الشهباء، من محافظات السورية، أدى إلى إصابة شخص يدعى “محمد رضا رجب علو” من أهالي ناحية أحرص في مقاطعة الشهباء البالغ من العمر 45 عاماً، وقد توفي هذا الشخص صباح اليوم نتيجة الإصابة”. وأضافت هيفين “وقد أصيب شخص آخر يدعى عمر أحمد عمر يبلغ من العمر 55 عاماً من أهالي قرية كفر ناصح في مقاطعة الشهباء، وقد تبين إصابة هذين الشخصين بعد عمل تحليل PCR لهم”. وأشارت هيفين بأنه تم وضع الشخص المصاب ضمن الحجر، فقالت: “وقد وضعنا المواطن عمر في حجر منزلي بعدما تبين إصابته بفيروس كورونا”. ودعت هيفين الأهالي بالالتزام بالقواعد الطبية، فقالت: “ندعو كافة الأهالي للتقيد بالتدابير اللازمة للوقاية من المرض، واتّباع النصائح الطبية لكي نحتوي الفيروس ضمن المنطقة، وندعو الشعوب في كافة أرجاء العالم للتقيد بالبقاء ضمن المنزل للتخلص من هذا الفيروس”.

في السادس من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: يواجه أهالي عفرين المهجرين قسراً لمناطق الشهباء شمال سوريا، وخاصةٍ القاطنين منهم في المخيمات، خطورة واحتمالية انتشار وباء كورونا لقرب المسافات بين الخيم، وذلك بعد ظهور العديد من الحالات المصابة ووفاة واحدة منهم في المنطقة، فيما فرض حجر صحي لمدة 15 يوم على ناحية “أحرزيه\أحرص”، واتخذت “الإدارة الذاتية” هناك عدة تدابير وقائية في المنطقة. وارتفع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا في شمال شرق سوريا لـ 50 حالة، بعدما سجلت هيئة الصحة في الخمس من أغسطس الجاري، 20 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ووفاة إحدى الحالات في مقاطعة الشهباء، وتعافي حالة بمدينة قامشلو. وحرصاً على أمن وسلامة أهالي عفرين المهجرين قسراً في الشهباء وسلامة سكان المنطقة الأصليين، اتخذت “الإدارة الذاتية” في الشهباء، العديد من الإجراءات والتدابير الوقائية منعاً من انتشار وباء كورونا بين الأهالي. وتعتبر معاناة الشهباء أكبر، واحتمالية انتشار الفيروس فيها أوسع، كون المنطقة عانت من قبل الحرب الدائرة في سوريا من الإهمال، وما تزال من الهجمات مستمرة عليها من قبل الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، بين الحين والأخرى على المقاطعة، بجانب أن “الإدارة الذاتية” لا تتحكم بجميع معابرها، حيث يتمتع النظام السوري بالمقدرة الأكبر على ذلك، نتيجة حصارها بين مناطق نفوذه، ومناطق نفوذ الاحتلال التركي. ويعيش مهجرو عفرين في الشهباء في خمسة مخيمات متواجدة في قرى الشهباء وناحية شيراوا، وترتفع نسبة الخطورة هناك لأن الخيم قريبة من بعضها، وفي حال انتشار الوباء بين أهالي المخيمات، ستكون الخطورة اسوء وسيصعب السيطرة عليها، على عكس الأهالي المتواجدين في المنازل المنتشرة في كل بلدات وقرى الشهباء. واتخذت “الإدارة الذاتية” في المنطقة العديد من التدابير الوقائية اللازمة لمنع تفاشي المرض بشكلٍ أكبر، والحرص على سلامة الأهالي، ومنها توزيع منشورات توعوية حول ضرورة وكيفية الوقاية من انتشار الفيروس والتعامل معه ومع المصابين بالمرض. كما فرض حظر كلي على ناحية “أحرزيه\أحرص” بعد وفاة مصاب بالكورونا من أهالي المنطقة، كما لن يسمح لأحد من خارج المخيمات بالدخول إليها، بجانب رش المبيدات وتوزيع الأدوية الوقائية في القرى والنواحي. وكان المريض المتوفى بفيروس كورونا من سكان ناحية “أحرزيه\أحرص” قادماً من مدينة حلب قبل عدة أيام، وقد اختلط مع اقرانه قبل وفاته، قبل اكتشاف إصابته بفيروس كورونا، فيما سيستمر الحجر الصحي على ناحية “أحرزيه\أحرص” لمدة 15 يوم مُتواصلة. وفي ظل هذه الظروف الصعبة وانتشار فيروس كورونا في المنطقة، يزيد الحصار الخانق مستمر على يد النظام السوري على الشهباء من معاناة الأهالي، حيث تفتقر الصيدليات والمراكز الطبية ومشفى المنطقة للأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة. وفي هذا السياق، وسعياً من النظام السوري لانتشار وباء كورونا بشكلٍ أكبر بين أهالي عفرين المهجرين قسراً للشهباء، فأنه عمد قبل عدة أيام لدفن إحدى الجثث المتوفية بفيروس كورونا في قرية دير جمال بمناطق الشهباء، وهو ما رفضه الأهالي، حيث يستوجب دفن موتى الكورونا في أماكن بعيدة عن التجمعات السكنية.

في الثامن من أغسطس\آب، توفي المواطن “عمر أحمد عمر” البالغ من العمر ٥٥ عاماً، من أهالي قرية “كفر ناصح” في مناطق الشهباء، وذلك بالتزامن مع انتشار الفيروس يوماً بعد يوم، حيث ظهرت في الايام الاخيرة حالات عديدة ضمن الشهباء، وصلت إلى ٦ حالات، توفي منها اثنان. وقد توفي المواطن “عمر أحمد عمر” بعد اكتشاف اصابته بالفيروس منذ يومين، ووضعه ضمن حجر منزلي. وكانت قد عمدت سلطات النظام السوري الطبية، منذ بداية أغسطس الجاري، إلى دفن المتوفين بفيروس كورونا، في مناطق الشهباء الآهلة بالسكان من أبناء المنطقة ذاتها، والمهجرين من إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا. وفي الوقت الذي ينتشر فيه فيروس كورونا في أغلب المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، بدأ الوباء بالانتشار مؤخراً في محافظة حلب بشكل كثيف، وأكدت معلومات خاصة لـ “عفرين بوست”، أنه توجد مئات حالات الإصابة بالفيروس في مشافي النظام الحكومية، وسط تستر وإخفاء المعلومات عن التداول. وبحسب مراسل “عفرين بوست” في حلب، فإن إحدى الحالات المُصابة بكورونا، توفي في مشفى الرازي بمدينة حلب، وتعمد النظام دفن جثمان المتوفي في الشهباء، والمتوفي هو المواطن “عقل محمد” ذو الـ٤٥ عاماً، وقد دفن صباح الأحد\الثاني من أغسطس، في قرية دير جمال بمناطق الشهباء، وذلك بأوامر من النظام السوري. وتأتي هذه الحالة، في وقت يتحضر فيه النظام لدفن الحالات المتوفية بفيروس كورونا، في مناطق بعيدة عن التجمعات السكنية، في حين أن قرى الشهباء مكتظة بأهالي عفرين والشهباء. ويواجه أهالي عفرين المهجرين قسراً لمناطق الشهباء شمال سوريا، وخاصةٍ القاطنين منهم في المخيمات، خطورة واحتمالية انتشار وباء كورونا لقرب المسافات بين الخيم، وذلك بعد ظهور العديد من الحالات المصابة ووفاة واحدة منهم في المنطقة، فيما فرض حجر صحي لمدة 15 يوم على ناحية “أحرزيه\أحرص” في الخامس من أغسطس. وتعتبر معاناة الشهباء أكبر، واحتمالية انتشار الفيروس فيها أوسع، كون المنطقة عانت من قبل الحرب الدائرة في سوريا من الإهمال، وما تزال من الهجمات مستمرة عليها من قبل الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، بين الحين والأخرى على المقاطعة، بجانب أن “الإدارة الذاتية” لا تتحكم بجميع معابرها، حيث يتمتع النظام السوري بالمقدرة الأكبر على ذلك، نتيجة حصارها بين مناطق نفوذه، ومناطق نفوذ الاحتلال التركي. ويعيش الآلاف من مهجري عفرين في الشهباء في خمسة مخيمات متواجدة في قرى الشهباء وناحية شيراوا، وترتفع نسبة الخطورة هناك لأن الخيم قريبة من بعضها، وفي حال انتشار الوباء بين أهالي المخيمات، ستكون الخطورة اسوء وسيصعب السيطرة عليها.

في التاسع من أغسطس\آب، اجتمعت “خلية الأزمة” الخاصة بجائحة كورونا في مناطق الشهباء، وناقشت أوضاع المنطقة بعد ارتفاع عدد الاصابات بالوباء إلى ثماني حالات، توفي شخصين من بينها، وقررت اتخاذ المزيد من الإجراءات الإضافية للحد من تفشي الوباء بين السكان. وفقا لمراسل عفرين بوست في المنطقة. وأوضح المراسل أن “خلية الأزمة” قررت إخضاع المنطقة لحجر جزئي لمدة عشرة أيام اعتباراً من الأحد 9/8/2020، ومنع التنقل بين النواحي، والتركيز على المعابر وضبط حركة المواطنين ودعم الطواقم الطبية الخاصة بها، إضافة لإيقاف بازارات المواشي، وتزويد الآليات التي تعمل بموجب مهمة للمحروقات.

في العاشر من أغسطس\آب، أصدرت منظمتا حقوق الإنسان عفرين-سوريا ومنظمة الهلال الأحمر الكردي بيانا مشتركا، ناشدتا فيه كافة دول العالم ومنظماتها الحقوقية والإنسانية على رأسها منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف والصليب الأحمر الدولي وكل من يتبعها من مؤسسات صحية ذات الصلة بأن تقوم بدورها الإنساني والأخلاقي تجاه الشعب السوري عامة وتجاه مهجري عفرين خاصة في مناطق الشهباء.  وطالبت المنظمتين تلك الجهات تقديم المساعدات الطبية والإغاثية العاجلة من اجل الحد من انتشار هذا الفيروس قدر المستطاع وتخفيض حجم الكارثة الإنسانية التي يمكن أن تحل بالمنطقة عامة.

في الثاني عشر من أغسطس\آب، أعلنت هيئة الصحة في إقليم عفرين، عن وصول عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في مقاطعة الشهباء إلى 19 حالة. ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال التركي قصف تلك المناطق بالأسلحة الثقيلة، دون أي اعتبار لإمكانية أن يزيد القصف من تفشي الوباء بين مهجري عفرين القسريين، حيث استهدفت تلك القوات ذلك اليوم ناحية تل رفعت بأكثر من 10 قذائف الهاون، إلا أن الخسائر اقتصرت على أضرار مادية فقط.

في الثالث عشر من أغسطس\آب، أعلنت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، عن إصابة أربعة أشخاص آخرين بفيروس كوفيد 19 في مناطق الشهباء ليصل إجمالي عدد الإصابات إلى 29 حالة بينها حالتي وفاة. وأوضح الرئيس المشترك للهيئة الدكتور جوان مصطفى، أنه تم تسجيل 27 حالة إصابة جديدة في عموم مناطق الإدارة الذاتية، بينها 23 في إقليم الجزيرة و4 حالات في مناطق الشهباء، مشيرا إلى أن هناك حالة وفاة لسبعيني في إقليم الجزيرة. هذا وبلغ إجمالي عدد الإصابات في مناطق الإدارة الذاتية 171 حالة بينها 8 حالة وفاة وعشر أشخاص تماثلوا للشفاء. 

في الخامس عشر من أغسطس\آب، قررت خلية الأزمة في إقليم عفرين رفع حالة الحظر الكلي الذي كان مفروضاً على ناحية “أحرزيه\أحرص” في مُقاطعة الشهباء شمال سوريا، بعدما تأكدت من خلوها من إصابات جديدة بفيروس كورونا. وكان “محمد رضا علو” البالغ من العمر 45 قد توفي نتيجة إصابته بفيروس كورونا، ويقيم في ناحية “أحرزيه\أحرص”، وعلى إثره أعلنت خلية الأزمة في إقليم عفرين فرض حظر كامل على الناحية، لمدة 14 يوماً، والذي انتهى وتم رفع الحظر.

كذلك، وصل عدد الوفيات بفيروس كورونا في مقاطعة الشهباء شمال سوريا، إلى 3 حالات، بعدما ازدادت اليوم بوفاة شخص جديد، وذلك بحسب هيئة الصحة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. وقد بدأ انتشار فيروس كورونا في مقاطعة الشهباء منذ حوالي 10 أيام، ووصل عدد المصابين بفيروس كورونا إلى 31 حالة منها 3 حالات وفاة. هذا وتشهد مقاطعة الشهباء فرض حظر جزئي من قبل خلية الأزمة في إقليم عفرين على خلفية انتشار الفيروس في عدد من قرى ونواحي المقاطعة. بدورها، أعلنت هيئة الصحة في “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” اليوم السبت، عن حالتي وفاة لمصابين بكوفيد ١٩ أحدهما في قامشلو والآخر في الشهباء. وأضاف الدكتور جوان مصطفى الرئيس المشترك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن هناك أحد عشرة حالة إصابة جديدة بكوفيد ١٩ تتوزع على الشكل التالي: ٦ حالات في الجزيرة، 3 حالات في كوباني، 2 حالة في الشهباء. وأوضح مصطفى أن الحالات هي ثمانية ذكور وثلاث إناث، فيما ذكر مصطفى أن هناك سبع حالات شفاء جديدة، ليصل إجمالي عدد حالات الشفاء إلى ١٧ حالة، فيما يبلغ عدد حالات الإصابة مع إعلان هذه الحالات الجديدة ١٨٢ حالة إصابة وعشر وفيات.

في السابع عشر من أغسطس\آب، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية شيراوا إن الاحتلال التركي يقوم منذ يوم أمس الأحد، بعملية زرع الألغام واسعة النطاق في مناطق التماس الواقعة في الريف الشرقي لإقليم عفرين، إمعانا في تطويق عفرين لمنع المهجرين من العودة لديارهم. وأوضح المراسل أنه يتم زرع الألغام في المنطقة الممتدة بين قريتي جلبريه/جلبل وقرية مريمين المحتلتين واللتان تقعان على الحد الفاصل بين عفرين – الشهباء، مشيرا إلى أن الاحتلال التركي كان قد حوّل المنطقة الممتدة بين قريتي كباشين – براد – كيمار لحقل ألغام. وشهدت المناطق الفاصلة بين عفرين المحتلة ومناطق سيطرة جيش النظام بريف حلب وتحديدا في المنطقة الممتدة بين قري براد/شيراوا وبلدة نبل وقوع العشرات من متزعمي ومسلحي الميليشيات الإسلامية “الجيش الحر” الفارين من درعا بين قتيل وجريح وأسير، وذلك أثناء محاولتهم مغادرة مناطق سيطرة النظام السوري باتجاه إقليم عفرين المحتل، وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال “تجمع أحرار حوران”، الخميس الماضي 13/8/2020، إن عدداً من أبناء محافظة درعا، بينهم المتزعم في فصائل المعارضة المدعو “رمزي محمود أبازيد”، قضوا نتيجة وقوعهم بحقل ألغام في الشمال السوري، فجر الأربعاء الماضي، خلال محاولتهم عبور مناطق النظام. وبحسب المرصد السوري فإن 8 أشخاص تمكنوا من الوصول إلى عفرين المحتلة، بينما عاد الباقون إلى مناطق سيطرة النظام التي وضعتهم قيد الاعتقال. وفي أبريل 2019، عزز الاحتلال التركي مناطق التماس وضع جدران عازلة بين القرى المحتلة في شيراوا والقرى الخاضعة لقوات النظام السوري، وهو ما اعتبره أهالي عفرين دليلاً دامغاً على الرغبة التركية في ضم الإقليم الكردي.

كذلك، قال تقرير لـ عفرين بوست: قبل نحو عامين ونصف وصل العم “محمد رشيد إيبو” البالغ من العمر 72عاماً، إلى قرية “الأحداث” شمال حلب بعد تهجيره القسري من قريته دراقليا بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، لينتهي به المطاف في منزل مدمر بفعل المعارك التي شهدتها القرية قبل تحريرها من تنظيم داعش. ورغم أنه لم يرق له السكن في تلك الخرابة، بيد أن للضرورة أحكام فقرر وزوجته إعادة ترميمه. وفي السياق، قال لـ “عفرين بوست” حول تجربته: “حينما وصلنا إلى هذا المنزل فقد كان خراباً وشبه مدمراً والأحجار المُهدّمة كانت متناثرة على كافة أرضية المنزل، وبالرغم أن بقاءنا هنا مؤقتاً فقد قمت برفقة زوجتي بإعادة بناء هذا المنزل بعد تنظيفه وجمع الأحجار من الأراضي والمنازل المهدمة بواسطة الجرار، وقد بقيت على هذا المنوال مدة أسبوعين لحين أن جمعت ما يكفي من الأحجار، فأنا أعتبر عملي هذا كتراث أحمله معي في كل مكان، فإن مت لتبقى هذه التصميمات ذكرى للأجيال القادمة”. كما جعل العم محمد من فناء المنزل المدمر حديقة مصغّرة مستفيداً من خبرته الزراعية، بجانب أنه استفاد من مخلفات الحرب والأحجار المميّزة المتوفرة في الأنحاء لتزيين المنزل، حتى بات كتحفة فنية يرتادها الشبان والشابات، وكذلك العرسان لالتقاط الصور التذكارية فيه، لتعكس صورة متخيلة عن منزله الحقيقة في قريته قبل تهجيره منه. وحوّل منزله الأصلي في قريته، يقول المسن الكردي: “كنت قد صممت منزلي في دراقليا كما يحب قلبي، وقد أسميته “قلعة هارون الرشيد”، فقد كنت أجمع الأحجار الكريمة والنادرة من الجبال وعند البحيرات لأزيّن بها المنزل، كان في منزلي مرآب صغير ولكن تعرض لغارة طائرةٍ إبان هجمات جيش الاحتلال التركي على عفرين، أرسل لي أحدهم صورة فعرفت أن مرآب منزلي قد تدمر وقد سرق الجيش الحر جميع ممتلكاتي وسرقوا البوابة الرئيسية للمنزل التي يبلغ سعرها الآن حوالي مليوني ليرة سورية، عدا ما سرقوا من أشياء أخرى”. ويختم العم محمد إنه مُذ كان شاباً، كانت تستهويه التحف الفنية والمنحوتات، وعمل في ذلك المجال، واليوم يتمنى أن يعم السلام ليعود كلٌّ إلى دياره، وأن يعود هو إلى قلعته في قرية دراقليا بـ عفرين.

كذلك، أطلقت هيئة الثقافة في إقليم عفرين، ورشة عمل فني في مناطق الشهباء، بهدف إعداد عمل فني شامل يجمع بين منحوتات ولوحات تشكيلية وفيلم وثائقي من إنتاج وجهود أبناء مقاطعة عفرين، وفقا لمراسل عفرين بوست في المنطقة. والورشة الفنية التي تُقام بالتنسيق مع مجلس سوريا الديمقراطية، ستكون بعنوان “عفرين تنادينا.. صرخة سوريا” وذلك بمشارك 40 فنان/ة تشكيلي من أبناء عفرين. حيث سيقوم الفنانون والنحاتون المشاركون في هذا العمل برسم وتشكيل ما بين 40 و60 لوحة فنية ومنحوتات وذلك خلال عمل متواصل يستمر على مدار شهر ونصف، علما أن الرسوم ستحاكي الواقع المعاش والانتهاكات والجرائم التي ارتكبها ويرتكبها الاحتلال التركي في إقليم عفرين المحتل. هذا وبعد انتهاء العمل سيفتتح معرض لعرض هذه الرسومات في مناطق الشهباء وعموم مناطق شمال وشرق سوريا.

في الثاني والعشرين من أغسطس\آب، قصفت قوات الاحتلال التركي بأربع قذائف بعد ظهر، على محيط بلدة تل رفعت في مقاطعة الشهباء، دون أن يسفر عن وقوع خسائر بشريّة أو إصابات واقتصرت نتائج القصف على أضرار ماديّة بممتلكات الأهالي. في التفاصيل قصفت قوات الاحتلال التركيّ بلدة تل رفعت بأربع قذائف مدفعية، ووقعت ثلاث قذائف على طريق حربل انفجرت اثنتان منها، فيما وقعت الرابع في محيط تلة البلدة، ولم يسفر القصف عن أيّة إصابات. ويأتي قصف الاحتلال التركيّ في ظروف عصيبة على المنطقة جراء انتشار وباء كورونا، ووفق آخر إحصائيّة فقد بلغ عدد الإصابات في مناطق الشهباء 37 إصابة، تماثل 9 أشخاص منهم للشفاء وتحسنت حالتهم الصحية، وتوفي ثلاثة أشخاص. ويخضع المصابون الموزعون على نحو 10 قرى لإجراءات العزل الصحي سواء لدى هيئة الصحة أو في منازلهم وتُقدم لهم الرعاية الطبية اللازمة، فيما تُبذل مساعٍ حثيثة لمنع انتشار العدوى واُتخذت إجراءاتٌ احترازيّة في هذا الصدد، وتمّ الحد من انتشار الوباء بفضل الاستجابة اللافتة من الأهالي والتقيد بالتعليمات الوقائية. وتعود مخاوف الأهالي من انتشار العدوى إلى جملة عوامل موضوعيّة منها: الاستهداف المتكرر بالقصف المدفعي من قبل قوات الاحتلال التركيّ وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين، وضعف البنى التحتية ومحدودية الإمكانات والاعتماد على الذات في تقديم الدعم الطبي، نتيجة حالة الحصار المفروضة على المنطقة، مع ورود حالات إصابة من مناطق سيطرة النظام. كما أنّ قرى المنطقة نفسها شهدت في سنوات سابقة معارك أحالت عدداً كبيراً من البيوت إلى أنقاض. ومن العوامل السلبية التي يجب أخذها بالاعتبار وجود نحو 15 ألف شخص من مرضى الضغط والقلب والسكري بين الأهالي المهجرين قسراً من عفرين وهؤلاء يحتاجون رعاية صحية خاصة، فيما تفرض الأوضاع المادية المتدنية على آخرين ضرورة الخروج من المنازل لكسب قوتهم اليومية، وبذلك فإن فرض الحظر الكلي يرهق الأهالي ويزيد في أعباء المعيشة عليهم. وتؤكد حالات الشفاء نجاعة الإجراءات المتخذة وترفع سقف الآمال بإمكانية الشفاء مع الالتزام بالإجراءات اللازمة اعتباراً من الكشف المبكر عن الإصابة، والتعاون بين الأهالي والمؤسسات ذات العلاقة. ويذكر أنه هيئة الصحة تستمر في مراقبة أوضاع المتعافين بزيارتهم دورياً لتقييم تحسن أوضاعهم الصحية. وفي هذا الإطار جاءت المبادرة إلى القيام بحملة توعية شاملة عبر توزيع منشورات ورقية في الشوارع وجولات بسيارات الإذاعة المتنقلة، للتوعية حول آلية انتقال العدوى والتأكيد على السلوكيات المطلوبة الالتزام لمنع الإصابة بالامتناع عن النشاطات الاجتماعية التي تتطلب التجمع والالتزام بإجراءات النظافة والتعقيم وعدم المصافحة والمخالطة.

في الثالث والعشرين من أغسطس\آب، توفي مصاب أخر بفيروس كورونا في مناطق الشهباء ليرتفع عدد الوفيات بالجائحة إلى ٤ أشخاص، فيما تم تسجيل ١٢ إصابة جديد وكذلك وشفاء ٣ حالات من بين المصابين بفايروس كوفيد-19. وبدأ انتشار الفايروس قبل أكثر من أسبوعين في مناطق الشهباء التي يقطنها عشرات الآلاف من سكانها الأصليين ومهجّري عفرين المحتلة. وبحسب مراسل عفرين بوست في المنطقة فأن عدد المتوفين ارتفع إلى 4 بعد وفاة أحد المصابين، فيما أصيب بلغ عدد المصابين ٤٣ بعد تسجيل 12 حالة إصابة جديدة، وكذلك شهدت المنطقة تماثل ثلاثة مصابين للشفاء بشكل تام. 

في الرابع والعشرين من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: يجهز “كومين سينما آفرين” في مقاطعة الشهباء، مهرجاناً سينمائياً بعنوان “مهرجان ليلون السينمائي الدولي”، وذلك بموسمه الأوّل في “روج آفا”، مستقبلاً أكثر من ألفين و٧٣ فلماً من أنحاء العالم، إذ سيجري اختيار 58 منها، بعدد أيام المقاومة في عفرين. ويهدف المهرجان الذي سيبدأ في الواحد والعشرين من سبتمبر\أيلول، بالتزامن مع يوم السلام العالمي، وفق القائمين عليه إلى تبادل الثقافات بين شعوب العالم عبر عرض الأفلام المتنوعة. وفي الصدد، تحدّث “محي الدين أرسلان” الإداري في مهرجان ليلون السينمائي الدولي في الشهباء، لـ”عفرين بوست” حول أسباب المهرجان وأهدافه، وقال: “في وقتٍ يعيش فيه الشعب حالة التهجير القسري وسلبت منه أرضه بالغصب يتطلب من الأهالي السير في خط المقاومة لأجل العودة إلى دياره، وللمرة الأولى في تاريخ الإنسانية فأن شعبٍ يتعرض للهجمات بالأسلحة والقذائف فيرد عليه بالثقافة والفن”. مضيفاً: “حيث أن الشعب على علم أن هذه الهجمات تستهدف إرادته وثقافته العريقة باستهداف تركيا لقرية عندارة في أولى هجماته على عفرين، وفي ظل صمت المجتمع الدولي عن قضية احتلال عفرين وهجمات الاحتلال التركي وتهجير الشعب القسري رأينا أنه من الضروري لفت انتباه الرأي العام الدولي”. مردفاً: “من هذا المنطلق بدأنا بمشروع مهرجان ليلون السينمائي الدولي في الشهباء، واختارنا اسم ليلون نسبةٍ لجبل ليلون المتواجد في عفرين الذي من خلال دراسات وبحوث، تبين أنه كان شاهداً على الكثير من الحضارات والثقافات القديمة، عدى عن أنه يظهر الثقافة والوجود الكردي”. ويتابع أرسلان: “يدير وينظم هذا المهرجان كومين سينما آفرين الذي تأسس في عام 2017 في عفرين، ينطلق المهرجان في 21 أيلول العام الجاري تزامناً مع اليوم العالمي للسلام بكوننا مطالبين للسلام والأمان ومن خلال هذا المهرجان الدولي ندعو العالم للسلام وتعرف على ثقافات وحضارات بعضنا البعض”. ويشير أن “التحضير للمهرجان بدأ قبل 6 أشهر من الآن، وبعده الإعلان عنه اعلامياً، وفي الأول من يوليو، بدأ المهرجان باستقبال الأفلام السينمائية من العالم عبر صفحة أنشأت على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت أبوابه مفتوحة حتى الـ 15 من الشهر الجاري”. ولفت أرسلان أنه “حينما أغلقت أبواب الاستقبال، وصل عدد الأفلام التي أرسلت للمهرجان لما يقارب ألفان و300 فلم على مستوى العالم، وهي مرسلة من أكثر 150 دولة وهذا ما زاد من قوتنا وإرادتنا، وشكل كومين سينما لجان لتقييم واختيار 58 فلمٍ من الأفلام المرسلة للمهرجان وذلك نسبةٍ لعدد أيام مقاومة العصر في مرحلتها الأولى”. وأكمل أرسلان: “الأفلام التي أرسلت للكومين كانت متنوعة ومختلفة عن بعضها البعض، وشكلت لجنة العلاقات والإعلام للكومين حيث يتواجد أعضائها في الوقت الراهن في باشور كردستان، فرنسا وعدة دول بأوروبا وهذا ما جعل للمهرجان صدىٍ واسع وتبين ذلك من خلال عدد الأفلام التي أرسلت للكومين”. وأشار أرسلان أنه “بعد انتهاء مرحلة استقبال واختيار الأفلام التي ستعرض في المهرجان، نعمل في تحضيرات كيفية تنظيم وعرض المهرجان في المقاطعة، وسيتخلل المهرجان مسابقات لأفضل فلم سينمائي على مستوى العالم إلى جانب فعاليات ونشاطات أخرى ستنظم خلال عرض المهرجان”. وأكد أرسلان أنه “ستكون أجواء المهرجان مراعية للظروف ومتخذةً للإجراءات الصحية، لما تشهده المنطقة من انتشار لفيروس كورونا بالتعاون مع الهلال الأحمر الكردي، وسيعرض المهرجان وسط المخيمات التي يقاوم فيها أهالي عفرين وهي رسالة رسالتنا الأساسية في المهرجان”. وختم أرسلان بالقول: “شُكلت لجنة تحكيم للأفلام، والتي يتخذ فيها 7 أشخاص من السينمائيين مكانهم فيها من باشور، روجهلات وروج آفا كُردستان، ومشاركة من إيطاليا، مكسيك، مصر، ومن بينهم كرد، عرب وأجانب، وعليه فأن الأفلام التي ستعرض في المهرجان سيتم ترجمتها للغتين الكردية والعربية”.

كذلك، شهدت مناطق الشهباء وفاة مسنة كُردية مهجّرة في مناطق الشهباء جراء إصابتها بمرض كوفيد 19، ليرتفع عدد الوفيات بالمرض إلى خمس حالات، بحسب مراسل عفرين بوست في المنطقة. وتوفيت المسنة الكردية زكية حسن/75عاما/ جراء إصابتها بمرض كورونا، وهي من أهالي قرية حسن التابعة لناحية راجو، وكانت تعيش في مناطق الشهباء بعد تهجيرها منذ نحو عامين ونصف. فيما تشهد مناطق شمال وشرق سوريا ازديادا في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، حيث بلغ عدد الإصابات في الشهباء لوحدها 37 حالة، شفي بينهم 21 شخصا مصابا، وفقا لما نشرته هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

اثار عفرين..

في السادس من أغسطس\آب، تُداولت خلال في الأيام الأخيرة، صور جديدة لأعمال ترميم مئذنة مسجد ناحية “شيه/ شيخ الحديد”، وقد رُفع عليه العلم التركي، بعد حادث إسقاط المئذنة في الثامن من مارس الماضي، عندما انهارت مئذنة المسجد القديم في بلدة “شيه\شيخ الحديد” في ريف إقليم عفرين الكردي المحتل. ويُعرف المسجد باسم «الجامع التحتاني»، والمئذنة التي سقطت عمرها أكثر من مئة سنة، فقد بُنيت عام 1912، وكان سقوطها نتيجة أعمال الحفر التي قام بها مسلحون تابعون لمليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” المعروف بـ”العمشات” المحتلة للناحية، بحثاً عن قطع ولُقى أثرية محتملة. وقد مرّ خبر سقوط المئذنة دون أن يستدعي الانتباه الكافي (رغم تسليط “عفرين بوست” الضوء عليه حينها)، حيث جاء سقوط المئذنة التاريخيّة في سياق الانتهاكات المرتكبة بالجملة وأهمها أعمال الخطف والقتل وطلب الفديات وفرض الإتاوات. وكانت قد قالت “إيرينا بوكوفا”، مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، في السادس عشر من سبتمبر العام 2015 “إن المواقع الأثريّة في سوريا تنهب “على نطاق مذهل”، وإن عوائد بيع هذه الآثار المنهوبة تمول متطرفي تنظيم “الدولة الإسلامية، وهذا الواقع لم يتغير في عفرين، فالآثار تنهب عبر مهربين إلى تركيا ويتاجر بها وبتاريخ الإقليم. فيما يؤكد مراقبون من عفرين أن إسقاط المئذنة التاريخية لمسجد “شيه”، كان يهدف لإنهاء تاريخ وإمحاء ثقافة المنطقة، وهو الهدف الأهم من كلّ أعمال التنقيب والنبش عن الآثار وكذلك الترميم التي تجري على بعض المساجد مثل مسجد النبي هوري ومسجد عمر بن الخطاب. ويوضح مراقبون أن ما يجب الوقوف عليه في موضوع سقوط المئذنة هو أن أعمال الحفر والنبش كانت تتم علناً على مدى شهرين وفي موقع مهم من البلدة قريب من الساحة، دون اعتراض أو تدخل رسمي مما يسمى بـ “جهاز الشرطة” أو “المجلس المحلي” الذي أنشأه الاحتلال، لمنع التلاعب بالمسجد أو في الحد الأدنى، منع التعدي على الأملاك الخاصة، قد سبقه الاستيلاء على المحلات التجارية القريبة منه وهدمها، ثم انتقلت أعمال الحفر إلى صحن المسجد نفسه. ولم تبادر ميليشيا “العمشات” ولا الاحتلال التركي لتبرير الحادث أو حتى نفي المسؤولية كما هي العادة، ما يدل أنهم يتعاملون مع آثار المنطقة على أنها ملكهم، ولا يستدعي الأمر الاعتذار من أي طرف ولا حتى من أهالي الناحية الكُرد الأصليين. وفي بعد آخر، يكشف إسقاط المئذنة التاريخية لمسجد “شيه”، أن الشعارات الدينية التي يسوقها الاحتلال ومسلحو الميليشيات التابعة تنظيم الإخوان المسلمين، شكلية ودعائية فقط، حيث من المعروف أن المساجد في العرف الديني، تعتبر بيوت الله ولها حرمتها وموقعها من القداسة، والأمر نفسه جرى عبر التعديات على المزارات الدينية والقبور. ومنذ أيام، تداول ناشطون صوراً لمشروع بناء مئذنة جديدة لمسجد “شيه”، وقد رُفع العلم التركي عليها، وهو المشهد ذاته في مسجد النبي هوري، الذي يتم ترميمه مع إضفاء ملامح عثمانية عليه، وبالتالي إمحاء الذاكرة الثقافية والاجتماعية، وهو الهدف الأعمق لعملية التتريك والتي من شأنها أن تبقى لمراحل طويلة، ما يمكن قوله إن عملية سطو ممنهجة على ثقافة عفرين وتاريخها لصالح التتريك، في ظل صمت عالمي مريب.

اشجار عفرين ومحاصيلها..

في الثالث من أغسطس\آب، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبله\بلبل” بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، أنّ مسلحين تابعين لميليشيا “فرقة السلطان مراد” المحتلة للناحية، أقدموا قبل نحو أسبوعين على قطع نحو 250 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن الكُردي “محمد أحمد جمو” ونحو 100 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن الكُردي “رشيد محمد سيدو”، ويقع حقلا الزيتون في موقع يُعرف باسم “تكنيه” تابع لمركز الناحية.

في الخامس من أغسطس\آب، انتفض شبان وأهالي قرية في عفرين ضد ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بعد محاولة الأخيرة قطع أشجار عائدة للمدنيين في القرية، في حين تتحضر الميليشيا لقطع الاشجار وتحطيبها وبيعها. وأكد مراسل “عفرين بوست” في ناحية بلبله\بلبل”، إن ميليشيا “فرقة الحمزة” أرادت قطع أشجار الزيتون العائدة لمدنيين في قرية “قره كوله” في ناحية “بلبله/بلبل” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إلا إن شبان وأهالي القرية انتفضوا ضدهم ومنعوهم. وأشار المراسل إن أهالي القرية هاجموا مسلحي الميليشيا بالعصي واستطاعوا ردهم، وأضاف أن جيش الاحتلال التركي تدخل فيما بعد، وفضَّ العراك بين المسلحين والأهالي. وقال المراسل إن المواطنين الكُرد، استطاعوا إصابة عدد من المسلحين بعد ضربهم بالعصي، فيما ذكرت مصادر أخرى للمراسل أن المليشيا تنوي الانتقام من الأهالي الكُرد، حيث يقولون إنهم سيبدؤون بقطع الأشجار في عفرين لتحطيبها وبيعها.

في السادس من أغسطس\آب، أقدمت ميليشيا “المنتصر بالله” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، على قطع 20 شجرة لوز عائدة لعائلة “عتنة” في قرية “حبو” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي” بهدف بيعها كأحطاب تدفئة. وبالتزامن تقوم ذات الميلشيا بأعمال حفر في كهف أثري يقع بالقرب من منطقة البئر الروماني في القرية، حيث أكد شهود لمراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “موباتا\معبطلي”، أن الميليشيا عثرت داخل الكهب الأثري على توابيت فخارية، وقامت بتحمليها في سيارات وتوجهت بها إلى جهة مجهولة.

في الثالث عشر من أغسطس\آب، قطعت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أربعة أشجار معمّرة في قرية “زعريه\زعرة” التابعة لناحية “بلبله/بلبل” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، في حين هاجم صاحب الأشجار مقر المليشيا. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز بلبله، إن ميليشيا “فرقة السلطان مراد” قطعت أربعة أشجار معمّرة تعود للمواطن “آزاد زعريه”. وأضاف المراسل بأن آزاد ذهب إلى أرضه ووجد الأشجار الأربعة والتي يعود عمرها إلى 110 سنوات مقطوعة، فبدأ يبكي على الأشجار، ومن قهره وجه السباب للاحتلال التركي وميليشياته. كما هاجم آزاد مقر مليشيا “السلطان مراد”، وسألهم “لماذا قطعتم هذه الأشجار” فرد عليه المسلحون وقالوا: “لأن هذه الأشجار لنا”.

تغيير معالم عفرين وريفها

في السادس والعشرين من أغسطس\آب، أفاد مراسل “عفرين بوست” أن المجلس المحلي التابع للاحتلال، عمد إلى تعيين موظفيّن إثنين من المستوطنين في شركة المياه، وتعيين ثلاثة مستوطنين آخرين في البلدية، وموظف في قسم الري، ومحاسب في شركة المياه، بالرغم من وجود محاسب في الشركة. ومنذ إعلان احتلال إقليم عفرين سعت السلطات التركيّة إلى ترسيخ الاحتلال، فتجاوز ذلك القضايا العسكرية والأمنية ليشمل مختلف القطاعات والمؤسسات الإداريّة العامة والتعليميّة والدينيّة، وأقدم على فصل المدرسين الكُرد واستبدل خطباء المساجد الكُرد واستبدلهم بآخرين من المستوطنين.

خلاص عفرين..

في الثاني عشر من أغسطس\آب، أفادت وسائل إعلام تركية، بإقدام نائب والي ولاية هاتاي التركية، تولغا بولات، على قتل والدته وشقيقه، بسبب خلاف بينهما على الميراث، وذكرت وكالة “الأناضول” التابعة للاحتلال التركي، أن بولات قام بإطلاق النار من مسدس تجاه والدته إقبال بولات وشقيقه ألتوغ بولات مما أسفر عن مصرعهما على الفور. وأضافت أن الجهات الأمنية تلقت بلاغاً من سكان يفيد بقيام شخص بإطلاق النار في منزل إقبال بولات في ناحية كورتولوش بمنطقة سيهان بوسط أضنة، وأشارت إلى أن والد تولغا كان في المنزل وقت تنفيذ الجريمة، وهو بصحة جيدة، مشيرة إلى أن الشرطة استجوبته للإدلاء بشهادته. وأجرى قائد شرطة أضنة، دوغان إنجي، معاينة حية لمسرح الجريمة، ونُقلت الجثتان إلى معهد الطب العدلي في أضنة لتشريحها بعد الفحص، في حين جرى القبض على مطلق النار لاتخاذ الإجراء القانوني بحقه. ويعتبر نائب والي هاتاي مسؤولاً مباشراً عن إدارة إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، وهو ما فسره الكثير من أبناء عفرين المهجرين، وممن هم في الداخل، بأن دعوات الأمهات العفرينيات الثكالى قد أتت أكلها مع ذلك المسؤول التركي. ويشير أبناء عفرين المهجرون والصامدون على أرض أجدادهم في داخل عفرين، أن كمية القهر والعذاب التي حملها الاحتلال التركي ومسلحو تنظيم الإخوان المسلمين لكل أهالي عفرين، نتيجة عدم التكافؤ العسكري بين عفرين كـ (إقليم كان يتمتع بإدارة ذاتية من أبنائها، وشكّل قوات مسلحة من شبابها لحماية أمنها من الهجمات الغادرة التي اتسمت المليشيات الإخوانية خلال الحرب الأهلية السورية)، لا بد وأن ترتد على الظالمين من قوات الاحتلال التركي ومسلحي الإخوان الذين يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”. ويلفت هؤلاء أن تحول مسلحي الإخوان إلى “قتلة مأجورين\مرتزقة” عابرين للحدود من سوريا إلى ليبيا، وتناثر جثثهم وجيفهم هنا وهناك، لهو أكبر دليل على العقاب السماوي الذي يُلاحق هؤلاء أينما حلوا، بعد أن ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مجرد متسولين للمال على جثامين الشهداء من أهالي عفرين و”سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض” شمال سوريا. وعلى الصعيد التركي، ونتيجة العنجهية والجبروت المتحكم بقادة أنقرة، لا يُستبعد أن تدخل أنقرة قريباً في حرب شاملة مع دول في حوض شرق المتوسط، كـ مصر أو قبرص واليونان، وهو ما سيجعل الأتراك يدفعون لقاء أطماعهم ثمناً باهظاً، قد يكون عاملاً مساعداً في إعادة تحرير عفرين وكل المناطق السورية المحتلة شمال البلاد.

نشر التطرف..

في الأول من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: أقدم مستوطنون ليل يوم الثلاثاء\الثامن والعشرين من يوليو، على إحراق مزار شيخموس الكائن في قرى الميدانيات التابعة لناحية راجو، بذريعة كونه من رموز الشرك بالله، وذلك بعد أيام من ترميمه على يد الاحتلال التركي، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” ي الناحية. وأكد المراسل أن المستوطنين أقدموا على حرق مبنى المزار الديني عبر إشعال إطار للسيارات داخله، ما أدى لتدميره ثانية، حيث كانت ميليشيات الاحتلال التركي أقدمت في وقت سابق على نبش “قبر الشهيد”، بحثاً عن اللقى الأثرية المزعومة، كما أقدموا على قطع أشجار السنديان المحيطة بالمزار. وكان الاحتلال التركي قد قام خلال يوليو الماضي، على ترميم مبنى المزار وطلائه من الداخل والخارج، إلا أن مستوطنين متطرفين اعتبروا الخطوة تشجيعاً على الشرك بالله وعبادة الأوثان!  وتواصلت “عفرين بوست” مع أحد أبناء القرية الذي أبدى استغرابه من قيام الاحتلال التركي بترميم المزار الديني الأثري، كونه التزم الصمت طيلة الفترات الماضية عن تعرض الأغلبية العظمى من المزارات الدينية وخاصة الأيزيدية والعلوية للتدمير والنبش والتدنيس. ورجّح المصدر أن يكون هدف الاحتلال من ترميم المزار، تصويره وتقديمه للمنظمات الدولية لتكذيب التقارير الصادرة على وسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية العاملة على توثيق الانتهاكات في إقليم عفرين الكردي المحتل، والتشويش عليها وضرب مصداقيتها.

في الثامن من أغسطس\آب، توجه 200 “قاتل مأجور\مرتزق” من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، من إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إلى ليبيا في ثالث أيام عيد الأضحى، لتستمر أنقرة في زج المسلحين السوريين في دول أخرى خدمةً لمصالحها. وأكد مراسل “عفرين بوست” في المركز، إن 200 “مسلح\قاتل مأجور” من ميليشيا “فرقة الحمزة” ومليشيا “أحرار الشرقية” ومليشيا “فرقة السلطان مراد”، تجمعوا عند دوار الصناعة في عفرين، وتوجهوا إلى ليبيا بأمر تركي. وأشار المراسل إلى أن قيادي من مليشيا “فرقة الحمزة” كان يقود هؤلاء، وأضاف: “توجهوا ظهراً من عفرين إلى تركيا وبعدها سيتوجهون إلى ليبيا”.

في التاسع من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: ليس من قبيل المصادفة أن يتم اختيار يوم فاجعة شنكال لوضع حجر الأساس لبناء مدرسة إخوانية في إقليم عفرين المحتل، وأن يكون الموقع هو مركز الاتحاد الإيزيدي سابقاً، فمع الاحتلال التركي لإقليم عفرين الكردي، استنفرت أدوات التنظيم الإخواني الموالية لأنقرة من جمعيات وهيئات لتدخل الإقليم بأسمائها المتعددة وتنشط في مجالات البناء لتقوم بتثبيت ركائز الاحتلال عبر بناء منشآت تعليمية ودينية لتغيير الثقافة الأصلية للسكان. وفي هذا السياق أفاد مراسل عفرين بوست بأن احتفالية جرت في السادس من أغسطس/ آب الجاري لبدء العمل على بناء مدرسة “عفرين” بتمويل من جمعية الشيخ عبد الله النوري الكويتية، وإشراف جمعية “الأيادي البيضاء”. وتم اختيار موقع مركز اتحاد الإيزيديين السابق في عفرين. فخصوصية اختيار الموقع واليوم المصادف لذكرى الإبادة الجماعية للإيزيديين في شنكال عام ٢٠١٤ من قبل إرهابيي داعش، تأكيدٌ على توافق نهج الاحتلال التركي مع تنظيم داعش، عدا أن عدداً من عناصر داعش تمت إعادة تدويرهم وضمهم إلى صفوف ما يسمى “الجيش الوطني السوري” ويعملون بإشراف الاستخبارات التركية في عفرين وغيرها من المناطق المحتلة. ويذكر أن مركز الاتحاد الإيزيدي في عفرين تم نهبه وسرقة محتوياته بعد الاحتلال مباشرةً، وتم تدميره عبر تفجيره في الخامس من حزيران 2018، كما تم تدمير تمثال زرادشت في المركز، وطال التدمير الكثير من المزارات الدينية الإيزيدية في الإقليم المحتل وفُرضت الأسلمة على أتباع الديانة الإيزيدية، في سياق محو الديانة الإيزيدية ونشر الفكر التكفيري المتشدد. ودمر الاحتلال التركي أكثر من 15 مزارا للايزيديين في عفرين وقاموا بعمليات الحفر والتنقيب والبحث داخلها بالإضافة لقطع وحرق الأشجار المقدسة لدى الايزيديين، بينها مزار باريسه خاتون، وعبد الرحمن، وشيخ حميد، وشيخ بركات، وملك آدي، وجل جانه، وشيخ غريب، ومزار حنان”، بالإضافة الى حرق شجرة مباركة في قرية كفرجنة في مزار “قره جورنه” ومزار “هوكر” في ناحية شرا/ شران وتدمير مزار شيخ جنيد في قرية فقيرا التابعة لناحية جنديرس. وتحول إقليم عفرين في ظل الاحتلال إلى مركز استقطاب للجمعيات الإخوانية، وهناك عدد من المشاريع التي يتم العمل عليها بتمويل جمعية عبد الله نوري وإشراف جمعيات الأيادي البيضاء، منها مشروع ترميم مدرسة قطمة، وبناء مدرسة الإمام الخطيب ومدرسة كويت الخير في جندريس، وفي 31/12/2019 تم عرض مقطع مصور عن مشروع بناء مدرسة “كويت الخير” والتي تقوم على مساحة إجمالية 2500م2 ومساحة طابقية 1400م2. ومن الجدير ذكره أن جمعية (الأيادي البيضاء) حصلت على الترخيص للعمل في تركيا وأنشأت مكتباً لها في مدينة إسطنبول في 27/02/2013، باسم BEYAZ ELLER YARDIMLAŞMA DERNEĞI، وفي 24/09/2014 حصلت على ترخيص لمكتب أنطاكيا، المعني بتنفيذ المشاريع ومتابعة الوضع لقربه من الحدود السورية التركية. أما جمعية عبد الله النوري فهي تندرج في لائحة الجمعيات الإخوانية الكويتية، التي نشطت كمراكز تحويل للأموال القادمة من قطر وإرسالها إلى فروع التنظيم بالاقليم، وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير نشرته عام 2014 إن مئات الملايين من الدولارات تنفق، سواء من أفراد أو من جمعيات خيرية في الكويت، على جبهة النصرة، وفقاً لمصادر في الخزانة الأمريكية. فيما الترويج بأن التمويلات القادمة لتمويل المشاريع في عفرين كويتية، توصيف فضفاض، للإيحاء بأن التمويل حكومي رسمي أو شعبي، والحقيقة أن التمويلات محددة بالجمعيات المرتبطة بالإخوان المسلمين فقط ولا تمثل دولة الكويت حكومة وشعباً. فإلى جانب المدارس ينشط بناء المساجد بنفس الغاية، فقد أعلنت “جمعية العيش بكرامة الخاصة بفلسطينيي 48” الإخوانية مباشرتها مشروع إقامة مسجد في قرية تل طويل التابعة لمركز عفرين على أرض زراعية تم الاستيلاء وتعود ملكية الأرض لمواطن كُردي من قرية عشونة التابعة لناحية بلبله/بلبل. وفي 25/7/2020 أقام الاحتلال التركي احتفالاً لوضع حجر الأساس لمشروع بناء مسجد الذاكرين، الذي تبنت إنشاءه جمعية الإغاثية الإنسانية التركية IHH المعروفة بنشاطها الإرهابي وضلوعها بنقل الأسلحة إلى سوريا وانفجرت فضيحتها بداية عام 2014. ومع احتلال الجيش التركي والفصائل الاسلامية الموالية له لمقاطعة عفرين مارست العديد من الانتهاكات بحق الحجر، البشر والشجر وأخرها إمحاء تركيا مزارات الديانة الأيزيدية في عفرين وبناء الجوامع بدلآ منها لتطهير الأيزيديين في المنطقة.

في الحادي عشر من أغسطس\آب، توجّه 30 “مُسلح\قاتل مأجور” من ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه\العمشات”، التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، من ريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، نحو ليبيا، لتزيد أنقرة إقحام هؤلاء في النزاع الليبي بغية دعم حكومة الوفاق الإخوانية، ضد الجيش الوطني الليبي. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “شيه\شيخ الحديد”، إن 30 مسلحاً من ميليشيا “العمشات” توجهوا من قرية “كوركا” التابعة للناحية، إلى ليبيا، حيث تقاتل تلك الميليشيات لتحقيق مصالح أنقرة في سوريا، وأضحت تمارس ذات الفعل المشين لتحقيق مصالح أنقرة في ليبيا أيضاً. وذكر المراسل إن بعض المسلحين رفضوا الذهاب إلى إن الجنود الأتراك ومتزعمي الميليشيا ذهبوا وأخذوهم بالقوة.

في الثالث عشر من أغسطس\آب، أقدمت ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، على اختطاف المواطن الكردي “رضوان محمد محمد/٤٠ عاماً”، من منزله الكائن في قرية “جقماقي مزن/جقماق كبير” التابعة لناحية راجو، بتهمة الردة، وذلك في الثلاثين من يوليو الماضي. وبحسب منظمة حقوق الانسان – عفرين، فإن مسلحي الميليشيا أقدموا على اختطافه بعد وفاة زوجته “جنات” وهي من أهالي قرية “حسن كلكاوي التابعة لـ راجو، حيث منع المسلحون غسل جثمانها وتكفينها في جامع القرية وفقاً للأعراف والتقاليد المتبعة في الإقليم المحتل، كونها اعتنقت المسيحية ما أثار غضب زوجها، فقاموا باختطافه واقتياده إلى مقر المليشيا في مركز مدينة عفرين بتهمة الردة عن الإسلام. وأبدت المنظمة مخاوفها من أن تقدم الميليشيا على تطبيق حكم الردة عليه، بذريعة اعتناقه للمسيحية، فيما كان يعمل المواطن “رضوان” مدرساً للغة الانكليزية في قريته وفي القرى المجاورة قبل احتلال عفرين.

في السادس عشر من أغسطس\آب، عبّرت اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية (USCIRF) عن قلقها على سلامة رضوان محمد الذي اعتقلته ميليشيا “فيلق الشام” بتهمة الردّة، بسبب اعتراضه على تدخل مسلحيها في طريقة دفن زوجته المتوفاة، ودعت إلى إطلاق سراحه. ونقل موقع أحوال نيوز عن منظمة التضامن المسيحي العالمي، إن رضوان محمد، وهو مدرس لغة إنجليزية ومدير مدرسة قرية جقماق كبير/راجو، دخل في صراع مع الميليشيا المذكورة مرتين، الأولى عندما لم يتم دفن زوجته الراحلة، والتي تحوّلت عن الإسلام وفقًا للتقاليد المسيحية المحلية، والمرة الثانية عندما طالبت الميليشيا بإخلاء مبنى مدرسته لاستخدامها لأغراض التدريب الإسلامي. وقال رضوان للمسلحين بحسب الموقع “سوف أسلمكم المبنى في حالة واحدة فقط: إذا نزل السيد المسيح إلى الأرض مرة أخرى”. ونقلت منظمة التضامن المسيحي العالمي عن نهاد حسن، وهو راعي كنيسة كردية في بيروت، قوله إن الرجل المذكور محتجز على الأرجح في مقر مليشيا “فيلق الشام” في عفرين، ويواجه خطر الإعدام. وقال حسن: “نحن قلقون للغاية على حياة رضوان”، مؤكداً أنّ “هذه الجماعات الإسلامية وأسيادها الأتراك يسيرون على خطى (تنظيم الدولة الإسلامية). وفي الواقع، العديد من مقاتليهم أعضاء سابقون في داعش والقاعدة”، حسب ما نقله موقع “أحوال تركية”. من جهته قال ميرفين توماس الرئيس التنفيذي لمنظمة التضامن المسيحي العالمي “نحن قلقون للغاية بشأن وضع السيد رضوان ونحث خاطفيه على إطلاق سراحه على الفور ودون شروط”، متابعاً: “كما نحث السلطات التركية على التدخل”. وأكد توماس أنّ على تركيا كبح جماح المليشيات الإسلامية الخاضعة لسيطرتها، و”إنهاء جميع أشكال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان على الفور في المناطق التي يسيطرون عليها”، ودعت منظمة التضامن المسيحي العالمي إلى وضع حدّ لاضطهاد غير المسلمين في المنطقة. كما أعربت اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية (USCIRF) عن قلقها على سلامة رضوان أيضاً، ودعت إلى إطلاق سراحه. وقالت مفوضة اللجنة نادين ماينزا في تغريدة على تويتر “دليل إضافي على أن ظروف الحرية الدينية تغيرت بشكل جذري في المناطق التي احتلتها تركيا، مقارنة بما كانت عليه في ظل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”. والإدارة الذاتية، وفقاً للجنة، مشروع متعدد الأعراق والأديان أنشأته أغلبية من السكان الأكراد والعرب في مناطق شمال سوريا، مع ضمان التمثيل العرقي للآخر.

في السابع عشر من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: يولي الاحتلال التركي اهتماماً استثنائياً بنشر الفكر الديني المتشدد وفق توجهاته الإخوانية عن طريق وكلائه من الجمعيات الدينية المتطرفة والممولة من الجهات الخارجية مثل قطر والكويت. وفي السياق قام وقف الديانة التركي بالتنسيق مع ما يسمى ب (تجمع شباب تركمان سوريا) في ناحية بلبله/بلبل، بإجراء الاختبارات التأهيلية الدينية باسم مسابقة “بلبل القرآنية” في معاهد مركز ناحية بلبل وقراها على مدى يومين 15-16/8 /2020، ووفق زعمهم تقدم للاختبارات أكثر من 120 طالب وطالبة في مساجد الناحية، وما زالت نشاطاتهم مستمرة حتى تاريخه، وتدار كل النشاطات الدينية من قبل مستوطنين متشددين تحت مسميات دَعوية وجمعيات خيرية وإغاثية تموّلها مؤسسات ذات توجهات إخوانية، والهدف تغيير ثقافة الإقليم المحتل وإحلال الفكر المتشدد محلها. والمعروف أن “تجمع شباب تركمان سوريا” كان من أوائل المؤسسات التي انخرطت في النشاط الدعوي والتعليمي في عفرين بعد الاحتلال وتوجهت إلى الناشئة والأطفال، فافتتحت معهد “الفتح المبين” في قرية “كورزيليه\قرزيحيل”، كما افتتح في عفرين في السياق نفسه مدرسة الإمام الخطيب “باشا كاراجا”، وفي سياق متصل بدأ وقف الديانة التركي عن طريق منسقه المدعو “محمد الأنطكلي” وهو تركي الجنسية بمشروع بناء مسجد في قرية قسطل مقداد التابعة لناحية بلبله/بلبل وذلك بالتنسيق مع المجلس المحلي لناحية بلبله/بلبل المشكل من قبل الاحتلال التركي، بعد أن قام الأخير بتأمين قطعة أرض لبناء المسجد عليها. والمفارقة أن قرية قسطل مقداد فيها مسجد منذ أكثر ٣٠ عاماً، إلا أن الاحتلال التركي قام بقصفه أثناء عدوانه على الإقليم الكُردي السوري في 20يناير/كانون الثاني 2018 وانهار إثر ذلك المسجد وكافة المنازل والمحلات التجارية الكائنة على طريق عام بلبل –عفرين، وفيما بعد تمت إزالة الأنقاض من المكان. وفي قرية بيلان في ناحية بلبله أيضاً بُدئ العمل ببناء مسجد آخر في القرية للمستوطنين، باسم “مسجد النور” وذلك بتمويل من منظمة تُعرف باسم “البنيان المرصوص” وهي جمعية إخوانية مقرها إسطنبول، وقد تم تأمين قطعة الأرض عبر الاستيلاء على أراضي المواطنين الكرد المهجرين قسراً للبناء عليها أيضاً، فيما يقوم وقف الديانة التركي بدعم عمليات البناء. يذكر أن عدة مشاريع لبناء مساجد توالت في إقليم عفرين المحتل فتم في 25/7/2020 وضع حجر الأساس لبناء “مسجد الذاكرين” في عفرين، وقد تبنت إنشاءه جمعية الإغاثة الإنسانية التركية IHH المعروفة بنشاطها الإرهابي وضلوعها بنقل الأسلحة إلى سوريا وانفجرت فضيحتها بداية عام 2014، وفي قرية تل طويل بدأت جمعية فلسطينيي 48 العمل لبناء مسجد على أرض مستولى عليها بدعم مالي قطري، وفي السادس من آب الذي يصادف فاجعة شنكال عام 2014 تم الاحتفال بوضع حجر الأساس لبناء مدرسة “عفرين” بتمويل من جمعية الشيخ عبد الله النوري الكويتية الإخوانية التوجهات، وإشراف جمعية “الأيادي البيضاء”، وتم اختيار موقع مركز اتحاد الأيزيديين السابق في عفرين لبناء المدرسة، تأكيداً لاستهداف ثقافة الاقليم الأصيلة، ويتم بناء المساجد على عقارات مُستولاة عليها تحت يافطة “غنائم”وتعود ملكيتها لمهجري الإقليم، وهو مشروع يجسد استثمار أنقرة للقوة الناعمة واحتلال العقول ونشر الفكر الديني المتشدد، علماً أن أهالي إقليم عفرين جسدوا على مدى عقودٍ طويلة نموذجاً فريداً لتعايش الأديان والمذاهب والتسامح الديني، وتجاوزت مفاهيم الأغلبية والأقلية الدينية، ولم تُعرف مصطلحات التكفير والردة إلا بعد احتلال المنطقة من قبل الجيش التركي وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين، حيث بدأ نشر الفكر المتشدد والتكفيري.

في الثاني والعشرين من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: بعد توجه الكثير من المسلحين التابعين للميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، من إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إلى المناطق المحتلة تركياُ في ليبيا والتي يقودها هناك ما تعرف بحكومة الوفاق الإخوانية، ازدادت أعداد بيوت الدعارة في عفرين وخصوصاً في حي المحمودية. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، إنه في ظل التوجه الكثير من المسلحين من عفرين إلى ليبيا، وبقاء نسائهم لوحدهم، ازدادت أعداد بيوت الدعارة في عفرين. وأشار المراسل إن مستوطنة حلبية مدعومة من زعامات كبيرة ضمن الميليشيات، افتتحت بيت دعارة في حي المحمودية من عفرين، وإن 200 مستوطنة ممن ذهب أزواجهن إلى ليبيا أو قتلوا هناك، يرتادون ذلك البيت، ولفت المراسل إن مسلحي الميليشيات أنفسهم يتوجهون إلى ذلك البيت بشكل يومي. وانتشرت بيوت الدعارة بشكل كبير في إقليم عفرين الكردي عقب احتلاله عسكرياً من قبل تركيا وميليشياتها الإسلامية في الثامن عشر من مارس العام 2018، حيث تدار جميعها من قبل متزعمين مدعومين من قبل الاحتلال التركي.

في الرابع والعشرين من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: تداولت مواقع التواصل مؤخراً قيام مؤسسة “تآخ بلا حدود” ذات الخلفية الإخوانية بتنظيم دورات وندوات ومحاضرات دينيّة في بلدة المعبطلي. ففي 24/7/2020 أعلنت عن دورة (أساسيات في العلوم الشرعية) لمدة 4 أشهر على مستويين كل منها 6 مقررات والدورة خاصة بالنساء لصناعة الداعيات وهن من المستوطنين القادمين من مناطق سورية أخرى، وتضمن منهاج الدورة: (عقيدة، تفسير، حديث، فقه، سيرة وتاريخ، نحو وصرف). وذلك بعدما أنهت في 2/7/2020 دورة “المعاملات الماليّة” بالتعاون مع فريق “لتعارفوا”، في بلدة معبطلي استمرت لمدة 6 أشهر. وسبق للمؤسسة أن أقامت دورة في “الأحوال الشخصية” ودورة سابقة بعنوان “دورُ المرأةِ في المجتمعاتِ المعاصرةِ”، بمشاركةِ عددٍ من النساءِ النازحاتِ من الغوطةِ الشرقية واختتمت في 15/12/2018،  وفي إطار مشروع بعنوان “إلا صلاتي” خصصت دورة خاصة للأطفال من الفئة العمرية (9-15) وقال ياسر أبو كشة مدير مؤسسة “تآخٍ بلا حدود” إن المشروع يهدف إلى ربط الأطفال بالمساجد وكذلك ربطهم بآبائهم من خلال مرافقتهم لصلاتي الفجر والعشاء”. وهو يمتد الآن لمرحلته السابعة بما يقارب 2500 طفل من قرى مختلفة بحساب كل 40 يوم منطقة جديدة ضمن منطقتي (درع الفرات وغصن الزيتون)، وفي المرحلة السابعة فقط شارك 450 طفل من خمس جوامع متفرقة. وأضاف المشروع يقدم مشاريع لغير الأطفال، تستهدف المرأة الكردية والعربية وسُبل الدمج بينهما وإقامة تواصل بين الطرفين واستمرارها. الاحتلال العسكري هو الشكل الظاهري، وهو الإطار الخارجي للبيئة والحياة، ورغم أنه مرهق خانق جداً، إلا أن البعد الأعمق للاحتلال، وذلك لأنه يستهدف الحالة الثقافية والاجتماعية وله آثار مديدة، وهو ما ترمي إليه سلطات أنقرة عبر نشر الفكر الدينيّ المتشدد في منطقة عفرين المحتلة، وتلك مهمة أوكلت إلى مؤسسات تركية رسمية وكذلك منظمات تموّلها جمعيات تنظيم الإخوان المسلمين في قطر والكويت ومقراتها في إسطنبول وغازي عينتاب وتضم عشرات الجمعيات والمؤسسات، التي تعرّف عن نفسها بالنشاط الإغاثي والخيري، إلا أنها تقوم بعدد المهمات اعتباراً من الاختراق الفكري وربط السكان وتحديداً المستوطنين عبر المساعدات، وإنجاز البيانات الإحصائية لصالح الاستخبارات التركية. من جملة المؤسسات التركيّة العاملة في عفرين: ــ الوقف التركي التابع لهيئة الشؤون الدينية التركي “ديانت”، وقد باشر مؤخراً عن طريق منسقه التركي الجنسية المدعو “محمد الأنطكلي” بمشروع بناء مسجد في قرية قسطل مقداد بناحية بلبله/بلبل وذلك بالتنسيق مع المجلس المحلي لناحية بلبله/بلبل، الذي قام بتأمين قطعة أرض لبناء المسجد عليها. وقد أجرى الوقف التركي بتغيير أئمة المساجد في قرى عفرين وبلداتها فعزل الأئمة الكرد وعيّن أئمة بدلاً عنهم من المستوطنين ويشرف الوقف مباشرة على الخطاب الديني. ــ هيئة الإغاثة التركية İHH وكان من أول المؤسسات التي دخلت إلى عفرين بعد احتلالها، وهي الجهة الممولة لإنشاء مسجد الذاكرين في عفرين. ــ وكالة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) الحكومية، وكانت من أولى المؤسسات التركية التي دخلت إلى عفرين ومثلت الجانب التجميلي للاحتلال عبر توزيع الوجبات الجاهزة. وعملت بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي. صدقة طاشي: جمعية تركية وقد أدخلت مخبزاً متنقلاً إلى عفرين فور احتلالها. حركة يسوي التركية الخيرية التي افتتحت مدرسة في قرية مريمين في 24/9/2018، وافتتحت دارا للأيتام في قرية كوتانا /كوتانلي، بالتعاون مع “الفرات التضامنية”، وهناك مؤسسات أخرى مثل منبر الإغاثة الإنسانية في شانلي أورفة، و”دنيز فنري”. ومن أبرز الجمعيات الإخوانية: ــ جمعية عطاء بلا حدود القطرية: قامت بتوزيع مساعدات حصرية للمستوطنين القادمين من الغوطة وحمص ودير الزور، وقدمت لكل عائلة مبلغ خمسين دولار، لتشجيعهم على الاستيطان. وتقدم دورياً سلات غذائية للمستوطنين، ــ منظومة قطر لإعادة الأمل للأرامل: ونشرت عفرين بوست في 7/2/2019 أنّها تعمل على برنامج لتشجيع الزواج من الأرامل، عبر التوجه للمخيمات ونشر مناشير، وإعداد قوائم للراغبين بالتقدم للزواج من الأرامل. ويحصل بموجبها المتقدم للزواج بأرملة على مبلغ 3000 دولار أمريكي، ومن المحتمل تخصيص مرتبات شهرية للمتزوج بأرملة، (200 دولار أمريكي). ــ العيش بكرامة الخاصة بفلسطينيي 48: جمعية ذات توجهات إخوانية، نشطت في عفرين، وقد استولت على أراضٍ زراعيّة في قرية تل طويل التابعة لمركز عفرين من أجل بناء جامع عليها. ــ الأيادي البيضاء: جمعية حصلت على الترخيص للعمل في تركيا وأنشأت مكتبها في مدينة إسطنبول في 27/02/2013 وحصلت على ترخيص مكتب أنطاكيا في 24/09/2014 معنية بتنفيذ المشاريع ومتابعة الوضع لقربه من الحدود السورية التركية. ــ جمعية عبد الله النوري: جمعية كويتية إخوانية، نشطت كمركز تحويل للأموال القادمة من قطر وإرسالها إلى فروع التنظيم بالمنطقة، وهي الممولة لبناء مدرسة “عفرين”. كما موّلت الجمعية إنشاء مركز “سيما” للتعليم الصحي المهني. تموّل جمعية عبد الله نوري عدد من المشاريع في منطقة عفرين فيما تتولى جمعية الأيادي البيضاء الإشراف على التنفيذ منها: مشروع ترميم مدرسة قطمة، وبناء مدرسة الإمام الخطيب ومدرسة كويت الخير في جندريس، مسجد الذاكرين في مدينة عفرين ومدرسة عفرين في موقع اتحاد الإيزيديين سابقاً. ــ تجمع شباب التركمان: افتتحت في 3/2/2019 بالتعاون مع جمعية يسوي، مدرسة ابتدائية في قرية بيباكا بناحية بلبلة/بلبل لاستقطاب أطفال المستوطنين وتدريسهم فيها. بعد نحو أسبوع من افتتاح معهد ديني “الفتح المبين” بقرية كورزيليه/قرزيحل. وافتتح في عفرين مدرسة الإمام الخطيب “باشا كاراجا”، كما أجرى اختبارات تأهيلية دينية باسم مسابقة “بلبل القرآنية” في معاهد مركز ناحية بلبل وقراها على مدى يومين 15-16/8 /2020، ووفق زعمهم تقدم للاختبارات أكثر من 120 طالب وطالبة في مساجد الناحية، وما زالت نشاطاتهم مستمرة حتى تاريخه. ــ البنيان المرصوص: جمعية إخوانية مقرها إسطنبول، باشرت مؤخراً مشروع بناء مسجد “النور” في قرية بيلان في ناحية بلبله بدعم من الوقف التركيّ. وتم تأمين قطعة الأرض عبر الاستيلاء على أراضي المواطنين الكرد المهجرين قسراً. ــ جمعية “شباب الهدى” السورية الأهلية، وتعمل في مجال الأنشطة والدورات الدينية وتستهدف اليافعين والأطفال. وتعمدت أنقرة بعد احتلالها لمناطق في شمال سوريا الترويج لشعار “ليس للتآخي حدود” وكانت تهدف إلى تعزيز الولاء الديني على حساب الانتماء الوطني، واستغلت النصوص الدينية لتحقيق أهدافها الاحتلالية، وصنعت طوابير من الموالين لها، مستعدين للقتال من أجلها، والترويج لسياسة أنقرة والتغني بأمجاد العثمانية على أنها دولة الخلافة الإسلامية، وتدريجياً حولت هؤلاء إلى مرتزقة وفرق قتل متنقلة زجّت بهم في معاركها في سوريا وليبيا.

في الخامس والعشرين من أغسطس\آب، كشف موقع بريطاني متخصص في الصحافة الاستقصائية، عن أن معظم “المرتزقة\القتلة المأجورين” التابعين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لبيبا، بدون رواتب منذ 5 أشهر. وشكك موقع إنفستيجيتف جورنال ومقره لندن، في إمكانية صمود وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين حكومة الوفاق غير الدستورية التي يقودها فايز السراج الإخواني، والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، حيث أثار حالة تذمر بين المرتزقة، الذين قالوا إن أنقرة لم تف بوعدها لهم، واعترفوا بارتكاب جرائم نهب لمنازل الليبيين. وانضم آلاف “المرتزقة\القتلة المأجورين” التابعين لتنظيم الإخوان المسلمين في سوريا، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، إلى المليشيات الإخوانية المتطرفة التابعة لحكومة الوفاق غير الدستورية في طرابلس. وقال المدعو “طه حمود” وهو أحد مسلحي مليشيا “فيلق المجد”: “لدينا حرية حركة في مصراتة، يمكننا الخروج بمفردنا، وجدنا الكثير من المنازل المهجورة بداخلها ذهب”. ولم يتورع حمود خلال المقابلة عن الاعتراف بقيامه ومن معه بنهب منازل الليبيين في مصراتة، قائلاً: “كلنا نشارك في النهب منذ الهجوم التركي على مدينة عفرين السورية واحتلالها، هنا لم يدفعوا لنا ما وعدوا به، لذلك فهي طريقة جيدة لكسب المزيد من المال”. وذكر “المرتزقة\القتلة المأجورون” أنهم تلقوا وعوداً بالحصول على راتب شهري يبلغ نحو ألفي دولار مقابل القتال في ليبيا، لكن عددا كبيراً منهم قال إنهم يتقاضون مبالغ أقل بكثير، فيما أوضح البعض أنهم ظلوا في ليبيا لأكثر من 5 أشهر ولم يتلقوا سوى راتب شهر واحد. وكانت تقارير صحفية أشارت إلى أن اللقاء الذي جرى قبل أيام في ليبيا بين وزيري الدفاع القطري خالد العطية والتركي خلوصي أكار والسراج، تم خلاله الاتفاق على زيادة رواتب المرتزقة السوريين بنسبة 30%، لكن عمر ياغي، وهو أحد مسلحي مليشيا “فرقة حمزة” المتمركزة في منطق عين زارة القريبة من طرابلس، يرى أن هذا “مجرد كلام”. وأضاف: “دائماً ما يخبرنا قادتنا أننا سنتقاضى الرواتب قريباً لكن هذا لا يحدث، ربما قالوا إنهم سيدفعون أكثر لأنهم اعتقدوا أنهم سيحتاجوننا لمهاجمة سرت، لكن لماذا يحتاجون إلينا الآن؟”. ويقول عمر إنه يتلقى معلومات من أصدقائه في سوريا أكثر مما يحصل عليه من أي شخص في ليبيا: “إنهم لا يخبروننا بأي شيء هنا، نسمع أخباراً من سوريا ونسمع شائعات أيضاً، لا نعرف أي شيء على وجه اليقين حتى يحدث”.ورغم بيان وقف القتال، لا تزال تركيا مستمرة في تدريب المرتزقة بهدف إرسالهم إلى ليبيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وكان قد كشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي، يوم الأحد\الثالث والعشرين من أغسطس، أنه تم رصد سفن عسكرية تركية تتقدم نحو سرت خلال الساعات الماضية، مما يعكس عدم جدية أنقرة في التعامل مع اتفاق وقف إطلاق النار.

في السابع والعشرين من أغسطس\آب، توجه 7 مسلحين من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، من إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إلى ليبيا، للقتال هناك إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانية التي تعتبر ذراع أنقرة كما هو الحال مع المليشيات الإخوانية في سوريا، وفي دليل على عدم جدية الاحتلال التركي بالتهدئة بليبيا. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن 7 “مسلحين\قتلة مأجورين” من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التي تحتل عفرين، توجهوا إلى ليبيا في إشارة إلى النية التركية للتصعيد أكثر هناك ضد الجيش الوطني الليبي، (وهو عدد محدود بمن تمكن المراسل من معرفتهم، مع الإشارة إلى احتمالات أن يكون أكبر من ذلك بكثير). وذكر مصدر لمراسلنا أن المسلحين قالوا لعائلاتهم إنهم سيعودون بعد 6 أشهر في إجازة في حال بقوا أحياء.

تآمر الاحتلال التركي ومخططاته..

في الأول من أغسطس\آب، علمت “عفرين بوست” من مصادر ميدانية أن الروس وجيش النظام يقومان بتحضيرات عسكرية وتجهيز حشودات في قرى ناحية شيراوا المحاذية لبلدتي نبل والزهراء، تمهيداً لبدء عملية عسكرية تفضي إلى السيطرة على كامل طريق عنتاب – حلب، وصولاً لمعبر باب السلامة الحدودي. وقالت المصادر أنه من المزمع تأمين الطريق الدولي من قبل الروس وبرضى تركي، على أن تشمل العملية إخلاء المسلحين من جانبي الطرق وبمسافة تصل لـ 5 كم من كل طرف، فيما لا يُعرف بعد توقيت بدء العملية. في السياق، أبلغ سكان محليون “عفرين بوست”، أن التوتر والقلق بدأ يدب في أوساط المسلحين بسبب ارتيابهم من احتمال إقدام أنقرة على التخلي عنهم، وخاصة بعد استمرار تحليق الطيران الروسي في أجواء عفرين وإعزاز والباب وجرابلس منذ شهر. وأكدت المصادر أن قيادييّن أثنين في ميليشيا “جيش الأحفاد” في ناحية “بلبله\بلبل”، يسعيان لاستخراج بطاقات إقامة تركية، ليتمكنا من الفرار إلى داخل الأراضي التركية، كما أن العديد من المستوطنين يتملكهم الشعور ذاته، حيث يتجه بعضهم لعدم تخزين المونة للشتاء القادم، خشية حصول طارئ. من جانبها نشرت وكالة “نورث برس” تقريراً قالت فيه أن الأمور التي تجري خلف الكواليس بين روسيا وتركيا بخصوص منطقة إدلب والشمال السوري عموماً من تزيد من تعقيدات المشهد، إذ تتسرب بين الفترة والأخرى تفاصيل موثقة عن الاتفاق وما يسعى له الطرفان إليه لخدمة مصالحهم.  وأكدت مصادر عسكرية خاصة، لـ “نورث برس” أن هناك اتفاق بين تركيا وروسيا ومن خلفهما النظام السوري، على تسليم “اعزاز” لـ (الروس/النظام السوري).  وأضافت الوكالة أن مصدراً مقرباً من ميليشيا “الجيش الوطني السوري” والذي يتخذ من لقب “أبو خليل الإدلبي” اسماً، قال إنه “جرى الحديث خلال الفترة الماضية عن قضية فصل عفرين عن (درع الفرات) عبر نقطة تصدُّع تبدأ من مارع وحتى اعزاز، وهو أمر ليس مستبعداً، إذ أن غاية روسيا هي الوصول إلى (الحدود السورية – التركية) من عدة اتجاهات لخلق كانتونات متعددة من شمال شرقي سوريا وحتى جسر الشغور، تكون لوجود معارضة منزوعة السلاح والقوة، تحت وصاية دولة صديقة وهي (تركيا)”.  وتتزامن تلك التطورات والأحداث وما يجري خلف الكواليس، مع تحشدات لجيش النظام في منطقة جنوب إدلب، وسط الحديث عن قرب عملية عسكرية في منطقة إدلب.

في الرابع من أغسطس\آب، قالت وسائل إعلام تابعة للاحتلال التركي أن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، هنأ هاتفياً، مسؤولي ورجال الأمن العاملين في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، بمناسبة حلول عيد الأضحى، علاوة على تفقد المدعو “حسين ييمان”، وهو النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لقوات الشرطة والدرك الأتراك العاملين في عفرين. وذكرت تلك الوسائل إنه قد رافق ييمان خلال الزيارة قائمقام قضاء قوملو بولاية هطاي التركية (جنوب) أركان قاياباشي، وخلال الزيارة، أجرى ييمان اتصالاً هاتفياً مع وزير الداخلية، الذي استغل الفرصة بدوره ليتحدث مع مسؤولي الشرطة والدرك الأتراك فيما يسمونها بـ منطقة عمليات “غصن الزيتون” ويهنئهم بمناسبة حلول عيد الأضحى، حيث يسعى الاحتلال لترسيخ أسماء غزواته العسكرية شمال سوريا لتكون دلالات عليها بدل أسمائها الفعلية.

في الثامن من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: استهدفت العملية العسكرية المسماة “غصن الزيتون” احتلالَ الأرضِ، ومن بعدها كان التتريك الذي لم ينحصر بمجرد فرض اللغة، بل مجمل الإجراءات التي تطالُ تفاصيلَ الحياةِ واللغة والثقافة والتعليم والاقتصاد والربط الإداري بالدولة التركية، وهي ذات آثارٍ طويلة الأمد، وتكمن خطورتها بتزامنها مع التغييرِ الديمغرافيّ والانتهاكات والتضييق على السكانِ الأصليين الكرد لدفعهم للخروج من المنطقة. تواصل أنقرة إجراءات ترسيخ بقائها في المناطق التي احتلتها، ولا يبدو أنها بصدد انسحاب طوعي منها، واستذكر مسؤولين أتراك الميثاق الملي وقالوا إن الأراضي المحتلة تقع ضمنها، وأن العملية العسكرية مجرد استعادة لأملاك “عثمانية”، قال ذلك وزير الدفاع التركي خلوصي آكار ووزير الداخليّة التركيّ سليمان صويلو. ويناقض طرحُ الميثاق المليّ إعلان أنقرة الأولي بعدم الرغبة بالبقاء بالأراضي السوريّة، وأن عملياتها العسكرية مقتصرة على تأمين الأمن القومي. والتتريك عملية احتلال لأدق تفاصيل الحياة، بدت أولى ملامحه مع العملية المسماة “غصن الزيتون”، برفع العلم التركي على القرى المحتلة تباعاً، وصولاً ليوم إعلان احتلال مدينة عفرين في 18/3/2018 ورفع العلم التركي على مبنى السرايا القديم، فكان تاريخاً مفصلياً، بدأت بعدها حملة تغيير شاملة بالمدينة وتغيير أسماء الساحات والشوارع برفع العلم التركي بكل مكان، وإلغاء دلالات الهوية الكردية في كامل الإقليم الكردي اعتباراً من تدمير تمثال كاوا الحداد. تسارعت وتيرة التغيير الديمغرافيّ باستقدامِ مستوطنين من مناطق أخرى لإسكانهم في بيوت الأهالي المهجرين العفرينيين بفعل العمليات العسكريّة، ويستكملُ الاحتلالُ فصولَ التتريك ببناءِ جدار عازل لعزلِ المنطقةِ عن العمق السوري ورسم حدود جديدة. تتبع أنقرة في إقليم عفرين المحتل، سياسة التتريك دقيقة، وبات مألوفاً انتشارُ الرموز والأعلام التركيّة بما يكرّسُ واقعَ الانفصالِ الذي تسعى أنقرة لفرضه بمرورِ الوقت، في محاكاةٍ لتجربةِ ضم لواء إسكندرون. لكنّ ما تقوم ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين من انتهاكات وجرائم أخطر وأشمل بكثير مما جرى أثناء سلخ اللواء. اعتمدت سلطات الاحتلال خطة متكاملة لإجراءاتِ التتريك ستؤدي بالنتيجة لربطِ الاقتصاد والتعليم والخدمات العامة بالحكومة التركيّة، وتعمل على نشر الفكر الديني المتطرف وتشجيعِ الولاءِ للهويةِ التركيّةِ.  في تقرير نشرته شبكة “ميدل إيست اونلاين” اللندنيّة في تموز 2019 يلخّصُ الواقعَ قالت: “أن تزورَ مدن جرابلس، إعزاز، الباب، وعفرين في شمال سوريا في ظلِّ السيطرة التركيّة يعني أنّه من الممكنِ أن تكونَ بحاجةٍ لمترجمٍ تركيّ-عربيّ عند تحويل النقود أو زيارة المشفى أو الدخول إلى المدارس وما تسمّى المجالس المحليّة التي أمست مخافرَ مدنيّةً وأوكاراً استخباراتيّة للدولة التركية على الأراضي السوريّة”. “من الممكن أن تعتقدَ وللوهلةِ الأولى بأنّك في تركيا وليس في مدن سوريّة قاومت العثمانيين في زمنٍ ما وهويتها الثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة متميزة عمّا هو سائد في إزمير وميرسين حيث معقلُ الشوفينيّةِ التركيةِ. والتأكيد على أنّك سوريّ في تلك المناطق قد يُعتبر إقحاماً وقحاً وغير منطقيّاً للهوية السوريّة، وذلك بعد ثلاثة أعوام فقط من تدنيسِ الجنودِ الأتراك للأراضي السوريّة”. ينبئ ما تشهده مدينة عفرين وقراها بحجم التغيير الحاصل بمجرد ملاحظة ظاهر الحياة العامة، وانحسار المواطنين الكرد المميزين بأزيائهم، فيما يجوب الشوارع أشخاص غرباء، فمن جهة الحضور المسلح لميليشيات الإخوان المسلمين والنساء المنقبات وصولاً إلى اللوحات التي تدعو لارتداء النقاب والأعلام التركية وصور أردوغان. أخذت سياساتُ التتريكِ والتغييرِ الديمغرافيّ منحى تصاعدياً واتضحت أولى معالمها بتهجير ثلاثمائة ألف من سكان إقليم عفرين الأصليين الكرد من بيوتهم وتدمير البنى التحتيّةِ والمرافق العامة لطمس هويتها ومحو ذاكرتها وتزوير تاريخها، ويؤكّدُ أهالي المنطقة استمرار عمليات التوطين المنظمة لعناصر الميليشيات وعوائلهم وتتمّ بخطط تركية في منازل الأهالي المهجّرين بالقوة بهدفِ التغيير ديمغرافيّ. وأخطر ما في التتريك أنّها نسفت مبادئ العيش المشترك. وسعت أنقرة لنشر اللغة والثقافة التركيّة في إقليم عفرين المحتل، وغيّرت أسماء بعض القرى والأحياء والمعالم من اللغتين العربيّة والكرديّة إلى التركيّة، فأصبحت ساحة آزادي بعفرين أصبحت “ساحة كمال أتاتورك”، ودوّار “كاوا الحداد” أصبح “دوّار غصن الزيتون”، وسمّي دوار آخر باسم أردوغان، وقرية قسطل مقداد أصبحت “سلجوقى أوباصي”، وقرية ‎كوتانا إلى “ظافر أوباسي” وقرية ‎كرزيلة إلى “جعفر أوباسي”. وكُتبت اليافطات بالتركية إلى جانب العربية في المؤسسات والمستشفيات والمدارس. وفي ميدان الثقافة العامة أيضاً يروّج لفكر الإخوان المسلمين بالتحكم بخطاب المنابر الدينية وتوحيدها لتبرر الاحتلال، وتم تغيير أئمة المساجد الكرد، فيما يُبنى مزيد من المساجد. وطال التغيير الأوابد التاريخية ذات الدلالات الكردية. وفي 15/5/2020 أعلنت مديرية أوقاف ولاية “هاتاي” التركيّة، ترميم مقام “النبي هوري” الأثريّ، ومسجد عمر بن الخطاب بمنطقة عفرين. وقال مدير أوقاف هاتاي، أوميت غوكهان جيجك، في مؤتمر صحفيّ: “المديرية العامة للأوقاف تولي أهمية كبيرة لترميم وإحياء الآثار التي خلفها الأجداد في سوريا”، والحقيقة أن الترميم يتضمن إضفاء ملامح عثمانية على الموقع وإمحاء أي صلة بالثقافة الكردية. وفيما جرى تخريب وحرق ونهب كثير من المزارات الإسلامية والإيزيدية بفتوى التكفير، تم الترويج لفكر التطرف ورفض الآخر على أساس مذهبي وعنصري. وبمرور الوقت باتت المدارس والمؤسسات الأخرى تستخدم اللغة التركية لغة رسمية في تعاملاتها، وبدأت اللوحاتُ الطرقيّة تظهرُ باللغة التركيّة، كما يتم جمع أموال الضرائب المحلية والإيجارات والرسوم البلدية لتمويل السلطات المحليّة، وفي مدينة جندريسه تمّ تثيبت لوحة كبيرةً تشير إلى هاتاي ومدينة ريحانلي. وخلال أيام العدوان على عفرين روّجت الإعلام التركي لخبر اكتشاف منزل قالت إن مصطفى كمال أتاتورك مؤسس أقام فيه، والصحيح أنّ نزل فيه مجرد ضيف لدى انسحابه من فلسطين، وفي 7/7/2018 قال والي هاتاي أردال أطا، إنه أصدر تعليمات بترميم المنزل وتحويله إلى متحف. ويعتبر التعليمُ أخطر حلقات عملية التتريك، إذ يستهدف عقول الأطفال والناشئة، ولا يقتصرُ أثرُه على الحاضر بل المستقبل أيضاً، وتحرص سلطات الاحتلال التركيّ على الإدارة المطلقةِ لعملية التعليم وتمويلها لأهميتها. وتعملُ على تكريسِ اللغةِ التركيّةِ وفرضِ التاريخِ التركيّ على التلاميذ بما يتضمنه من تزويرٍ للحقائقِ والوقائعِ التاريخيّة والثقافية والعلميّة وتعتمدُ وجهة النظرِ التركيّة وتلميعَ صورةِ الاحتلالِ العثمانيّ، واستبدلت عبارةَ الاحتلالِ العثمانيّ بالحكم العثمانيّ، ومجّدتِ السلاطين العثمانيين واعتبرتهم رموزاً مقدّسةً، وتضمنت المناهجَ إشارات إلى تركيا كدولةٍ عظمى، واعتمدت خرائط سوريّة لا تشير إلى المناطق التي تعتبر محتلة، أي بدون لواء إسكندرون الذي ضمّته تركيا عام 1939. ويُشرف مُدرسّون أتراك على تنسيق أعمال توزيع الكتب التركية على المدارس في المناطق المحتلة ومنها عفرين، وضمن سياسة تتريك التعليمِ رُبط التعليمُ بالمؤسساتِ التعليميّةِ التركيّةِ مباشرةً، وأُعلن عن نية جامعة غازي عينتاب افتتاحِ ثلاثِ كلياتٍ إحداها للتربية في عفرين. واُفتتحت مدرسة ثانوية إسلاميّة تركيّة شبيهةٌ بمدارس “إمام خطيب” التركيّة إلى جانب مدارس أخرى بتمويل تركي. وفرض تعليم اللغة التركية اعتباراً من الصف الأول الابتدائيّ حتى الثالث الثانويّ، وأكّد رئيس برنامج “التعليم مدى الحياة” بالوزارة التركيّة أنّهم سيعينون المدرسين التركمان لتعليم الأطفالِ اللغة التركيّة، ما يعني أنَّ تركيا تهدفُ لإلحاقِ المنطقة بتركيا لغويّاً وتعليمياً. ورُفع على أبنية المدارس علما المعارضة السوريّة والتركيّ وطُبعا على أغلفة المناهج الدراسيّة. وفي 20/5/2020 أصدرت مديرية التعليم في عفرين برنامجُ الامتحان للعام الدراسيّ 2020 للشهادتين الإعدادية والثانويّة معتمداً ثلاث لغات ومتجاهلاً اللغة الكرديّة، وذُكر اسم منطقة “غصن الزيتون بدل “عفرين”. وجاء في تقرير لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في حزيران 2018 أنّ والي هاتاي عيّن مسؤولين للإشراف على إدارة عفرين، وافتتحت مؤسسة البريد الرسميّ التركيّ “PTT” مكاتبها، وأقامت شركة “توركسيل” أبراجها. وتم تعيين والٍ تركي للمنطقة لتلحق إدارياً بولاية هاتاي”، أما المجالس المحلية التي جرى إنشاؤها شكلية لا وزن لها، كما أُوجدت هياكل محليّة عسكرية وأمنية ترتبط مباشرةً بالاستخبارات التركية. وُوضعت عفرين تحت إدارة ولاية هاتاي بتعيين موظّفين رسميين أتراك للعمل في الشؤونِ العسكريّةِ والإداريّةِ. وفُرض على سكان منطقة عفرين استخراج بطاقات شخصية جديدة، مع تعمد حجب بيانات السجل المدنيّ الأصلية المتعلقة بأصول العائلات، لتساوي بين الأهالي الأصليين والمستوطنين. وفي 6/10/2019 قالت صحيفة الخليج عن عمليةِ التتريكِ: “عمليةُ التتريكِ تجري على قدمٍ وساقٍ، إذ إنَّ الدوائرَ الحكوميّة والرسميّة باتت ترفعُ العلمَ التركيّ بدلاً من العلم السوريّ، كما يتم داخلها رفع صور أردوغان، وتُكتب أسماء الدوائر والمؤسسات باللغتين التركيّة والعربيّة، حيث تبدو الحروف التركيّة أكبر حجماً من الحروف العربيّة”، وأضافت: “من مظاهر التتريك أيضاً أنَّ القضاة والمحامين السوريين لا يتمُّ تعيينهم إلا بالتنسيقِ مع وزارة العدل التركيّة، ولا يُسمح للشركات غير المسجلة في تركيا بالعمل في عفرين أو مناطق أخرى خاضعة للسيطرة التركية. ويشمل التتريك الاقتصادي إجراءات فرض التعامل بالعملة التركية بدل السورية، وإيجاد مكاتب الصرافة، وافتتاح معبر “غصن الزيتون” في 13/3/2019 لنقل الزيت والأخشاب والمحاصيل الزراعية إلى تركيا. وفي إطار ترسيخ الربط الاقتصاديّ بتركيا ضخت مؤسسة البريد كميات من العملة التركيّة من الفئات الصغيرة لإنهاء التعامل بالعملة السوريّة. وبالمجمل تعملُ أنقرة على فكِّ الرابط الإداريّ لإقليم عفرين وقطعِ علاقتها ببقيةِ مناطق سوريا، وتتعامل معها كأنّها أرض تركية وليست تابعةً لدولةٍ مجاورة. وقال علي الأمين: سياسي من مدينة كفرنبل، مقيم في السويد، أشار إلى تنسيق أنقرة، وربط بين الوجود العسكري التركي المباشر بإدلب وسياسة القضم التدريجي المتبادل. وتعمل تركيا مع روسيا وإيران والنظام السوري وفق خطين متفق على أحدهما بينما الآخر احتياطي. أما سمات الخط المتوافق عليه مع الأطراف الرئيسيّة في الصراع السوري فهي تتكامل مع خطة النظام السوري لإعادة السيطرة على مناطق خفض التصعيد الرابعة التي خرجت عن سيطرته سابقاً وفق المعادلة التالية: وتقوم تركيا بضمان عدم شن هجمات مقاومة ضد ميليشيات الأسد أثناء تقدمه شمالاً، مقابل ضمان تدمير القرى والمدن في محافظة إدلب وجعل إعادتها للحياة صعبة جداً ودفع سكان إدلب للنزوح إلى الشريط الحدودي الفاصل بين سوريا وتركيا ما يحقق مصلحة تركيا بتغيير التركيبة السكانية في الشمال السوري وخلق سياج بشريّ عربي يستقر رغماً عنه بسبب استحالة العودة إلى مناطقه الأصلية.  أما الخط الآخر غير المعلن فهو توسع تركي في المنطقة الحدودية يعتمد على احتمالات انهيار الدولة السورية بأي شكل وعلى هذا المنوال وتضم تركيا مناطق عمق التدخل في الأراضي السورية حسب اتفاقية أضنة 1998 إضافة لنقاط أبعد من 5 كم ستشمل المدن المهمة كعفرين التي لا أعتقد بأن تركيا ستتخلى عنها بسهولة. وستكون حجج الوجود التركي على طول الشريط الحدودي كثيرة منها إقامة المنطقة الآمنة وحماية الأمن القومي التركي ومحاربة الإرهاب وما إلى ذلك من الأكاذيب التركية المعتادة. ولقد اعتمد النظام السوري والنظام التركي على سياسة القضم المدروس. فكل تقدم للنظام السوري في جنوب إدلب يقابله توطيد أركان الاحتلال التركي في مناطق جديدة في شمال إدلب والشمال السوري بشكل عام. وحول الأفاق المحتملة لما بعد التتريك، واحتمالات الضم، قال السياسي الكردي صلاح علمداري: “موضوع ضم مناطق سوريّة أو عراقية لتركيا ليس موضوعاً محلياً والقرار فيه ليس لتركيا وحدها بمعزل عن دول العالم وقوانينه ومؤسساته (بغض النظر عن الفاعلية)، سياسة الرئيس التركي هي خلط أوراق وملفات كثيرة للحظوة ببعض منها على الأقل، من أوكرانيا إلى أذربيجان ومن سوريا، العراق إلى ليبيا واليمن والخليج”. علمداري أشار إلى أنّ حلم الميثاق المللي وشهية قضم مناطق من شمال سوريا والعراق لم تبرح مخيلة العنصريين الأتراك يوماً خلال القرن الماضي، وسياسة تركيا (أردوغان –بهجلي) الحالية في سوريا والعراق تحديداً، عدوانية توسعية مخططة تستغل الفوضى والفلتان الأمني في البلدين وتجهد لإدامتها والوصول إلى اللحظة المناسبة لإعلان ضم بعض المناطق التي احتلتها، يساعدها في حلمها هذا تردد الدول الأوربية، وغياب موقف عربي موحد وعجز المؤسسات الأممية عن الردع. وللمخطط التركي هدفان: القضاء على مصادر قوة الكرد في البلدين والسير من فوق الجسد الكردي نحو ثروات وأسواق العرب في الجنوب، وهو من ثلاث مراحل بدأت قبل سنوات بالزحف الثقافي والاقتصادي والآن التوغل العسكري الهادف إلى تقطيع المناطق الكردية على طول الحدود مع العراق وسوريا وفصلها عن بعضها، والآن تحاول فصل الجزيرة عن إقليم كردستان، ومعبر سيمالكا الرئة التي تتنفس منها روجآفا هو هدف تركي رئيسي في حربها الحالية على إقليم كردستان. سيمالكا اليوم في خطر وروجآفا مهدد بحصار. ستستمر المرحلة الثانية المتمثلة بتقطيع المناطق الكردية عن بعضها، وكذلك تأليب المكونات على بعضها واختلاق الصراعات لإفشال الحلول السياسية في سوريا والعراق حتى يبلغ المخطط التركي غايته كردياً (نسف مواقع قوة الكرد العسكرية والسياسية) لضمان عدم حصولهم على ما يطالبون به وأيضا لبقاء العراق وسوريا جارين ضعيفين تحت رحمة تركيا. المرحلة الثالثة (مرحلة الأرض المهجورة) وتنفذ في ظل الاحتلال العسكري بتسليط أوباشها المشبعين بشوفينية مزدوجة (دينية وقومية) على كل منطقة تطالها ليحولوها إلى جحيم (عفرين مثلاً وليس حصراً)، ويأتي دور الضخ الإعلامي لتبييض الوجه التركي مترافقاً مع إقامة مشاريع مثل شق الطرق، تمديد شبكة الكهرباء، شبكة الهواتف… فرض العملة التركية، تتريك المناهج التعليمية، تغيير الهندسة السكانية… في مسعى نهائي للحصول على أغلبية سكانية  تابعة، ضامنة، بانتظار اللحظة المناسبة لإعلان الضم (هذا هو المخطط)، إلا أن كل ذلك  سيبقى مجرد رغبة تركية ما لم تحظ هكذا خطوة بموافقة روسيا وأمريكا الموجودتان بقوة بالمنطقة، هذه الموافقة حصلت جزئياً، بموافقة بوتين وترمب على ثلاث حملات عسكرية تركية على مناطق في سوريا الرسمية إضافة لوجودها العسكري في إدلب، لكن الكرملين وضع شرط الانسحاب بعد الحل السياسي، والمؤسسات الأمريكية لم تنفذ قرار رئيسها بالانسحاب الكلي من سوريا وهذا ملفت ومهم. وختم علمداري بالقول: عقدة خلو تركيا من النفط والغاز دفعتها إلى ليبيا ووجدت في حكومة الوفاق حصان طروادة للدخول إلى عالم النفط، والأطماع في ليبيا هي خارج الميثاق المللي ولكنها تزيد أوراق التفاوض التركية، والسؤال المهم هو: هل سترضخ الدول الكبرى لغرور الرئيس التركي وتماديه فتفاوضه أم تتحالف ضده كما تحالفت ضد نظام صدام فأسقطته، أهمية موقع وثروات ليبيا للدول الأوربية، جدية الموقف العربي والمصري تحديداً وانتخابات الرئاسة الأمريكية هي عوامل ستحدد الموقف الدولي بداية العام القادم وإلى ذلك الحين تبقى المعادلات كما هي دون تغيير، إما أن تتفاوض الأطراف مع تركيا فتخرج الأخيرة بمكاسب محددة في سوريا والعراق (مثلاً) مقابل الانسحاب الكلي من ليبيا وهنا ستكون الصفقة على حساب الكرد بشكل كامل واحتمالية ضم عفرين ومناطق أخرى واردة  أو تتحالف الأطراف المذكورة مع بعضها  فتقلب الطاولة على تركيا فتكون نهاية حلم أردوغان وبداية نهاية الحزب الحاكم نفسه.

في التاسع من أغسطس\آب، قالت مواقع إعلامية موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إن ما يسمى بـ مدير الأمن العام في تركيا، المدعو “محمد آقطاش”، قد قام زيارة إلى المناطق المحتلة في الشمال السوري، تفقد خلالها أوضاع وجاهزية القوى الأمنية التركية العاملة هناك. وذكرت وكالة أنباء تركيا أن آقطاش أجرى، أمس السبت، زيارة تفقدية إلى المناطق المحتلة المعروفة باسم (درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام) شمالي وشرقي سوريا. وتعتبر الزيارة هي الثانية منذ بداية أغسطس الجاري، حيث كثف الاحتلال التركي منها، ففي الثالث من هذا الشهر، قالت وسائل إعلام تابعة للاحتلال التركي أن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، هنأ هاتفياً، مسؤولي ورجال الأمن العاملين في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، بمناسبة حلول عيد الأضحى، علاوة على تفقد المدعو “حسين ييمان”، وهو النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لقوات الشرطة والدرك الأتراك العاملين في عفرين. وذكرت تلك الوسائل إنه قد رافق ييمان خلال الزيارة قائمقام قضاء قوملو بولاية هطاي التركية (جنوب) أركان قاياباشي، وخلال الزيارة، أجرى ييمان اتصالاً هاتفياً مع وزير الداخلية، الذي استغل الفرصة بدوره ليتحدث مع مسؤولي الشرطة والدرك الأتراك فيما يسمونها بـ منطقة عمليات “غصن الزيتون” ويهنئهم بمناسبة حلول عيد الأضحى، حيث يسعى الاحتلال لترسيخ أسماء غزواته العسكرية شمال سوريا لتكون دلالات عليها بدل أسمائها الفعلية. وكانت قد أظهرت لقطات مصورة بثتها وسائل إعلام تابعة للاحتلال التركي، في العاشر من أبريل الماضي، وضع الاحتلال التركي علمه بمفرده فوق قمة “جبل غرّ” المعروف كأعلى قمة في عفرين ضمن ناحية “بلبلة\بلبل” ويسمى الجبل الكبير بارتفاع يصل إلى 1269 متر عن سحط البحر. وأتى ذلك عقب أن كانت مليشيا “فرقة السلطان مراد”، التابعة لتنظيم الإخوان والتي ينحدر غالبية مسلحيها من التركمان، قد وضعوا عقب إطلاق الاحتلال التركي، صورة أردوغان وخلفه العلم التركي وراية المليشيات الإسلامية التابعة للإخوان. ونشر رئيس بلدية سيليفري، فولكان يلماز، الخميس\9 أبريل، عبر حسابه في “تويتر”، صوراً تظهر صورة العلم التركي في السفح الجنوبي لجبل دارمق\غرّ بريف عفرين الشمالي. وعلّق يلماز على الصور بأنّ عدداً من الجنود الأتراك طلبوا منه المساعدة في توفير الدهان من أجل طلاء العلم التركي، معرباً عن أمله في بقاء العلم التركي في مكانه إلى الأبد، قائلاً إن “العلم الذي يرفع مرة واحدة لن يهبط مرة أخرى أبداً”. وفي المقابل، يدعو سكان عفرين الأصليون الكرد، الذين هجّر 75% منهم، المجتمع الدولي للتدخل، مطالبين بإعادة عفرين إلى أهلها وإخراج الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، وذويهم من المستوطنين الذين يشكلون عماد سياسات الاحتلال التهجيرية، الرامية إلى هندسة الديموغرافية السورية وفق ما يطيب للاحتلال التركي، كما يطالبون بإعادة الأوضاع في عفرين إلى ما كانت عليه في 19/1/2018.

في الثاني عشر من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: مجدداً يتم تداول مشاهد مصورة من قرية في إقليم عفرين الذي تحتله أنقرة ومليشيات تنظيم الإخوان المسلمين بفرعه السوري ممن تسمي نفسها بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، والغاية تبقى تجميل صورة الاحتلال، وهو جوهر مهام الإعلام الإخواني، ومنها قناة “حلب اليوم” المعروفة بتوجهاتها الإخوانية، عبر التسويق لجملة من المغالطات قدمها البرنامج، وتجاهل حقائق ثابتة. فأولى الحقائق أن عدد سكان القرية كان يتجاوز 3300 نسمة قبل الحرب السورية، عبر القول إن عدد سكانها اليوم حوالي 2000، ويشير إلى أن سكانها هم من المستوطنين القادمين من أرياف حلب وإدلب والغوطة ودير الزور، دون تبيان إذا كان وجود هؤلاء طبيعياً في القرية وفي أي ظروف قاهرة لسكان القرية الأصليين الكُرد، ويكفي أن الاحتلال التركي هو الذي أحضرهم، فيما لا يذكر سبب خروج الألفي شخص الذين تحدث عنهم البرنامج، من أهالي القرية الأصلاء ولا الظروف التي أدت إلى خروجهم. وحول الحديث عن الحياة العامة والمعيشة بعد الاحتلال، تحدث أحد المواطنين المسنين عن الغلاء المعيشي وصعوبة الحياة، فيما أكد سمان في القرية صعوبة الظروف، وأن كثيراً ممن يشترون بالدين لا يدفعون ما ترتب عليهم من ديون، دون أن يجرؤ أن يقول إن المستوطنين هم يفعلون ذلك، لأن هذه العادة غير معروفة بين أهالي قرى عفرين، نظراً لطبيعة العلاقات والقرابة. وفي السردية التاريخية، ثمة مغالطة كبيرةـ حول تاريخ القرية، ومحاولة للإيحاء بأن القرية عربية من خلال مجرد الاسم (عرب أوشاغي) الذي يعني أبناء العرب، وأنّ رعاة للأغنام قدموا إلى القرية من جبل الحص واستوطنوا فيها وهم أخوان، تزوج أحدهما من المنطقة وبقي فيها، وحتى هذه التفصيلة لا توحي بأن القرية عربية. وتقول الحكاية المتداولة بين الأهالي إن شخصاً كان يعرف باسم “حَمشَلَك” كان صاحب قرية حَمشَلَك القريبة، وكان يملك أراض زراعية في موقع هذه القرية، وكان لديه عمال من أصول عربيّة، فأسكنهم هناك في كهوف كانت صالحة للسكن، ثم بنى بعضهم مساكن، واستقروا فيها، وبذلك عُرفوا باسم “عرب حَمشَلَك”، أي العرب العاملون لدى حمشلك، ويُقال أنّ القرية ازدهرت القرية بسكان محليين آخرين من الكُرد. ولا يقدم هذا التاريخ إلا الجزء اليسير جداً من قصة القرية ولا يتجاوز أربع قرون، فيما الحقيقة التاريخية أبعد من ذلك، ففي السادس من أبريل/ نيسان الماضي، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن صحيفة زمان التركية، أن التل يتعرض بشكل شبه يومي لعمليات حفر بمعدات ثقيلة بحثاً عن الآثار من قبل مسلحي مليشيا “السلطان سليمان شاه”، الأمر الذي أدى لتضرر التل بشكل كبير وإحداث دمار هائل به نتيجة عمليات البحث العشوائية المتواصلة، وبذلك فإن تاريخ القرية هو أبعد من ذلك بكثير، ومعروف أن أعمال التنقيب عن الآثار تستهدف أهداف عدة، أحدها إخفاء تاريخ القرية القديم. وذكر المرصد أن عشرات أشجار السرو والبلوط كانت تحيط بالتل، إلا أن المسلحين قاموا بقطع معظمها، إضافةً إلى اقتلاع أشجار الزيتون التي تعود إلى أكثر من خمسين عاماً. وأما الصورة المثالية عن حسن المعاملة فهي من جملة الدعاية الإعلاميّة التي سعت القناة لترويجها، متجاهلة الكم الكبير من الانتهاكات التي يتم توثيقها بشكل دوري، وتثبت سوء معاملة الاحتلال التركي وميليشياته لأهل القرية كما في كل قرى إقليم عفرين المحتل. وفيما يلي بعض من الأمثلة التي تعكس حقيقة المعاملة، ونجد أن ملف الاختطاف والاعتقالات، زاخر بالانتهاكات وسوء المعاملة. ففي أواخر شهر آذار 2018م، تم اعتقال المواطنين (جوان يوسف، إيبش حبش كله، خليل حسن، عويل عبد الرحمن بعبو، ولات حسن طشي، محمد زكريا تاتار). وفي حزيران 2019 اعتقل المواطنون (علي محمد بن حنيف، فراس حنان بن عزت، مصطفى شكري يوسف بن بهجت). وبتاريخ 19/6/2019، اُعتقل المواطنون (إبراهيم خليل جمكي، مصطفى يوسف بن رشيد، زكريا نعسو بن إبراهيم، محمد حبش بن أحمد، سعيد جمكي بن عابدين، نصرت عنتابي بن محمد، رشيد حبش بن نوري)، من قبل مليشيا “الشرطة العسكرية”، ومن نفس القرية اعتقل المواطنين (فراس عزت حنان /25/ سنة، علي حنيف عمر /36/ سنة، مصطفى بهجت يوسف /40). في 25/8/2019 توفي سعيد محمد تاتار (53 عاماً) من أهالي القرية، في إحدى المشافي التركية، نتيجة التعذيب الذي تعرض له أثناء اختطافه في وقتٍ سابق من قبل عناصر ميليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح”. وفي 9 تموز 2019 اُعتقل كل (زكريا بعبو، سعيد عابدين جمكي، محمد نور خانه، محمد احمد مصطفى). وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أجبرت مليشيا “لواء السلطان محمد فاتح” سكان القرية على جلب أكياس حطب من منازلهم لمقرات اللواء في البلدة، مع تهديد الرافضين بقطع أشجار الزيتون التابعة لهم في القرية. وفي 17 آذار 2020، اعتقل المواطن “شيخموس محمد علي” من أهالي القرية أثناء تواجده في مدينة عفرين، وفي 18 آذار 2020، اعتقل المواطن “حبش بهجت حبش”، أثناء تواجده في منطقة الصناعة بمدينة عفرين. وفي نيسان 2020 أقدم مسلحو ميليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح” على قطع شجرة سنديان عمرها أكثر من /300/ عام والمعروفة باسم (شجرة المعصرة) بالكامل، ضمن حقل زيتون عائد للمواطن “مصطفى حسو”، لتكون تلك الحوادث والانتهاكات تعبيراً وافياً عن حقيقة مسلحي الإخوان وزيف إعلامهم القائم على الفبركة.

في الخامس عشر من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: آيا صوفيا هي نموذج معركة دونكيشوتية قادها أردوغان عبر الشعارات الرنانة، وتولى عبيده الاحتفال بها على أنها نصرٌ كبيرٌ، رغم أن تركيا لا تحتاج عملياً مسجداً إضافياً وهي التي تحوي أكثر من 90 ألف مسجد، ومدينة إسطنبول تضم نحو 3600 مسجد، ولكن المطلوب التوظيف السياسي والإعلامي للمسألة لتأكيد ريادة أنقرة الإسلامية، وليتولى تنظيم الإخوان المسلمين التطبيل والاحتفال طويلاً بالمناسبة. فقد أظهر مقطع مصور عرضاً عسكرياً قامت به ميليشيا “فرقة السلطان سليمان شاه” المعروف باسم “العمشات” في معسكر “سي بلال” غرب العاصمة الليبيّة طرابلس، احتفالاً بإعلان تحويل مسجد آيا صوفيا من متحف إلى مسجد. وفي الواقع الاحتفال، يتجاوز المعنى الديني ليكون مناسبة لتجديد ميليشيا العمشات الولاء لأنقرة، وأكّدت معنى التبعية والارتزاق، بعدما بلغ عدد المرتزقة السوريين في ليبيا 17300 مرتزق\قاتل مأجور. فيما لا ينطبق حديث فتح القسطنطينية الذي يتم تداوله “لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش” على الواقع، لأن ما حدث كان غزواً ولم يكن فتحاً، فالسلطانُ دكُّ أسوارَ المدينة الحصينة وحاصرها ودخلها محتلاً. وتذكرُ مراجع تاريخيّة رصينةٌ أنّ الجيشَ العثمانيّ ارتكب مجازر بالمدينة واغتصب النساء واسترقَّ الأطفال، ولكن أنقرة تصرُّ على ترويجِ توصيفٍ أسطوريّ للجيشِ الذي احتل القسطنطينيّة وإسباغِ هالاتِ القداسة على السلطان العثمانيّ ووصفهِ بالفاتح، الذي بشّر به النبيّ، وأول من قام بتأويل حديث الرسول عن محمد الفاتح وفتح القسطنطينية هو محمد شمس الدين بن حمزة المعروف باسم شيخ الإسلام آق شمس الدين، والقصة مجردُ تأوّلٌ، والمقصود غير ذلك تماماً. حيث يتم العمل على تجديد التاريخ العثماني بناءً على جملة من الأساطير وأحدها الترويج والتسويقِ أنّ سليمان شاه بن قايا ألب هو جدُ مؤسسِ الدولة العثمانيّة عثمان الأول بن أرطغرل بن سليمان شاه، وأنّه أحدُ الزعماءِ الأتراك، عاش في الفترة ما بين عامي 1178-1236. لكن المصادر العثمانيّة التي كُتبت بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر، مثل تاريخ أحمدي، وتاريخ أنوري، وتاريخ سلجوق نامه ليازجي أوغلو، وتاريخ شكر الله، وتاريخ إدريس البدليسي وغيرها، نسبوا عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانيّة كما يلي: “عثمان بن أرطغرل بن كندز ألب بن قايا ألب بن كوك ألب بن صارقوق ألب بن قايي ألب”. ويشير ذلك النسبُ إلى أنَّ “كندز ألب” هو الجدُ الحقيقيّ لآل عثمان، وليس سليمان شاه، وتؤيد ذلك المسكوكات المكتشفة في العصرِ الحديث والمنسوبة إلى عثمان الأول، إذ كُتب فوقها عثمان بن كندز ألب. ويبدو سليمان شاه، حكايةً لُفقت في عصرٍ متأخرٍ لمنحِ العثمانيّين نسباً ملكيّاً أفضل من النسبِ البدويّ المجهول الذي كان المؤرخون الأوائل في البلاط العثمانيّ على علمٍ به، ومتفقين عليه. وقد أوردَ المؤرخُ التركيّ أحمد جودت باشا بالقرن الـ19 في كتابه عن تاريخ الدولة العثمانيّة، والمعروف بـ “تاريخ جودت”، روايةً حول تأسيس دولة آل عثمان، فقال: “إنّ الأمير عثمان الأول، مؤسسَ الدولةِ العثمانيّة، هو ابن أرطغرل بن سليمان شاه”، وسليمان ذاك كان رئيساً لقبيلة قايي، التي دخلت مع غيرها إلى الأناضول عقب انتصار السلطان ألب أرسلان السلجوقيّ على البيزنطيين في معركة ملاذ كرد الشهيرة عام 1071، وقد مات سليمان غرقاً وهو يحاول عبور نهر الفرات قرب قلعة جعبر شمال سوريا، ودفن هناك”. وقد حازت رواية سليمان شاه الواردةُ في كتاب “تاريخ جودت”، قبولَ السلطان عبد الحميد الثاني والدوائر العثمانيّة الرسمية، فسعى عبد الحميد، لإيجادِ شرعيّة لوجودِ دولته بالشام مقابل القوى الأوروبيّة، فبحث عن قبر سليمان المزعوم شمال سوريا لبناء ضريح فوقه، فوجد ضالته في قبرٍ تركيّ في قلعة جعبر على ضفة الفرات الغربيّة قيل إنّها ضريح سليمان شاه، فأمر ببناء ضريح فوق القبر، وعُرف من بعدها باسم “تورك مزار” أي الضريح التركيّ. وقد كتب المؤرّخ التركيّ يلماز أوزتونا في الجزء الأول من كتابه “تاريخ الدولة العثمانيّة”: “إن قصة جعبر ما زالت قصة لا يمكن القطع بصحتها ومن المحتمل أن تكون برمتها قصة ملفقة”.

في الخامس والعشرين من أغسطس\آب، أصدرت قيادة ميليشيا ما يُسمى “الفيلق الثالث” في الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” تعميماً، طلبت فيه من كافة مجاميعها الموجودة داخل مدينة عفرين، بإخلاء مقراتها خلال مدة أقصاها أسبوع دون معرفة تفاصيل إضافية، إلا أنّ أكثر من 15 مليشيا تابعاً لها، رفضت إخلاء مقراتها في حي الأشرفية في مركز إقليم عفرين، بحسب مراسل “عفرين بوست”. ولعل ظاهر الأمر يوحي بالإيجابية، لجهة إخلاء المدينة من المظاهر العسكرية الميليشاوية، التي أرهقت أهالي عفرين الكُرد، وحتى المستوطنين الذين طلبوا بشكل جماعي إخلاء الميليشيات للمدينة بعد سلسلة من الحوادث الأمنية. فبعد الاشتباكات التي اندلعت بين عناصر ميليشيا “فرقة الحمزة” وميليشيا “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” في مدينة عفرين بتاريخ الثامن والعشرين من مايو الماضي، على خلفية قيام مسلحين من ميليشيا الحمزة بالاعتداء على مستوطن في محل لبيع المواد الغذائيّة، ومقتل مستوطن وطفلين وإصابة آخرين، توجّه في اليوم التالي وفد من مستوطني الغوطة الشرقية، لمقابلة الوالي التركي في مدينة عفرين وضم الوفد مجلس شورى مدينة عربين والهيئة السياسية لدمشق وريفها وممثلين عن فعاليات مدنية ومستقلين، ومن سمّوهم “أولياء الدم”، إلا أن الوفد لم يقابل الوالي بسبب وجوده في ولاية هاتاي، وبذلك قدم الوفد مطالبه إلى نائب الوالي وشملت: 1– القصاص من القتلة وتسليمهم للسلطات التركيّة حصراً، وتحويلهم للقضاء التركيّ، كون المنطقة التي ارتكبت فيها الجريمة تشرف عليها السلطات التركيّة. 2– دفع دية القتلى والتكفل بعلاج الجرحى ونفقاتهم وكفالة أطفال شخص قتيل يدعى “أبو فراس”. 3– تفريغ المناطق السكنيّة من المقرات العسكرية أو إخراج المقرات العسكرية خارج المدن. 4– دعم الشرطة المدنيّة وتكليفها رسميّاً بضبط الأمن والحواجز وتوسيع صلاحياتها لملاحقة الفاسدين من أيّ فصيل. 5– تفعيل قضاء مفتوح الصلاحيات للبت في كل القضايا التي تمس أمن وسلامة المواطنين في المنطقة مهجرين ونازحين ومقيمين. ووعد الوالي بالاستجابة لكل المطالب، لكنه أشار إلى أنه “لا يملك صلاحيات الموافقة عليها، لأنها تحتاج إلى قرار القيادة في أنقرة وسيقوم برفع المطالب فوراً”. وأكد نائب الوالي أن “مطلب إبعاد القوات العسكرية عن الأحياء السكنية قيد الدراسة مع من سمّاهم الشركاء في سوريا (ويقصد المليشيات الإخوانية) منذ فترة”. وفي 1/6/2020 عُقد اجتماعٌ عبر الهاتف ضم وفداً من أهالي دمشق، مع والي عفرين، بحضور رئيس المجلس المحلي في عفرين، واستمر الاجتماع مدة ثلاث ساعات. وتم الحديث خلال الاجتماع عن الانتهاكات بحق المدنيين التي تقوم بها المليشيات الإخوانية، والاقتتال العصاباتي بينها، وتم الاتفاق على نقاط منها: إلقاء القبض على المجرم المسبب للأحداث الأخيرة بالمدينة ومن كان معه ومحاسبتهم وإغلاق مقر الحمزات الذي تم اقتحامه من قبل المتظاهرين، وسيتم تحويل المكان إلى جامعة لاحقاً، وطلب إخراج المليشيات من عفرين، قد يتم لاحقاً ولكن ليس خلال هذه الفترة، وطلب الوالي من الوفد إبلاغه إن لم تتم معالجة المشكلة السابقة، وأكّد الوالي على تحسين الخدمات والموافقة على افتتاح كلية الهندسة في عفرين. وعلى منع إخراج المدنيين من منازلهم، وأي مليشيا تقوم بذلك سيتحمل المسؤولية. وكان إخراج الميليشيات من المدينة خطوة قيد الدراسة من جانب سلطات الاحتلال قبل أن يكون مطلباً من المستوطنين، وذلك في إطار الانتقال إلى الخطوة التالية من ترسيخ الاحتلال وتجميل صورته، بعدما أُرهق أهالي عفرين الكُرد واُستنزفت إمكاناتهم المادية وانخفضت نسبتهم، ولذلك انتقل الاحتلال إلى الأعمال الخدمية وعملية ربط التعليم وشبكة الكهرباء والهاتف والاقتصاد. وفي 12/7/2020 ادّعى ما يسمى بـ “رئيس الائتلاف” الجديد والمُعين من قبل الاحتلال التركي المدعو “نصر الحريري”، أنهم بصدد إخراج الميليشيات المسلحة من مدينتي “عفرين” و”سري كانية/رأس العين”، ونشر في تغريدة: “‏ضمن الوظيفة المقدسة للجيش الوطني في حفظ الأمن والاستقرار والدفاع عن الحدود ضد أي تهديد خارجي ومواجهة التنظيمات الإرهابية أو الانفصالية والابتعاد عن التماس مع المدنيين وتفعيل الشرطة العسكرية يأتي قرار خروج التشكيلات العسكرية من مدينتي رأس العين وعفرين خطوة هامة في الاتجاه الصحيح”. وفي السياق، أصدرت مليشيا “فرقة السلطان مراد” قراراً بإخراج مقراتها العسكرية من مدينة عفرين إلى خارج المدينة، وذلك بعد قرار مماثل في مدينة سريه كانيه\رأس العين شمالي الحسكة. وأصدرت مليشيا “فرقة السلطان مراد” في 11/7/2020، بياناً تأمر فيه الفرقة بـ “خروج جميع المقرات من ضمن مدينة عفرين وإنشاء معسكرات خارج المدينة وقريبة من خطوط الرباط خلال مدة أقصاها ثلاثة أيام، على حد زعمها. في 14/7/2020 أزالت ميليشيا “الشرطة العسكرية” حاجز مليشيا “الجبهة الشامية” عند مطعم فين، وحاجزاً آخر عند بن “مم وزين”. وعمدت مليشيا “الشرطة العسكرية إلى سحب الأسلحة من المسلحين، دون أن يتمكن المسلحون من مقاومتهم، ما يشير بوضوح إلى كون القرار تركي جاء في سياق تحسين صورة الاحتلال، التي فضحت بشكل واسع في الآونة الأخيرة، خاصة على الإعلام العربي. وبالمقابل يتخوف ذوو المسلحين من ظروف العيش خارج المدينة، خاصة وأن المسلحين كانوا يعتاشون على السرقة والنهب داخل مدينة عفرين. وفي حزيران تم إبلاغ الميلشيات عدا “الشرطة المدينة” و”العسكرية” بتسليم مقراتها والخروج من المدينة، خلال مهلة حُددت بثلاثة أشهر. وجوبه القرار بالبداية بالرفض ونشبت إثره اشتباكات لم تدم طويلاً بين ميليشيا “الشرطة العسكرية” وميليشيا “فرقة الحمزة” ووقع إطلاق رصاص متبادل بينهما في بلدة “ترندة\الظريفة”. كما قوبل القرار بتنفيذ بعض الميليشيات تفجيرات معارضةً لذلك. وكانت المهمة الأساسيّة التي أوكلت للميليشيات هي التضييق على الأهالي الكرد ودفعهم للخروج من المنطقة، ومن بقي منهم فقد أرهقوا بالإتاوات والغرامات التعسفية وأعمال النهب وسرقة المواسم والغرامات فضلاً عن أعمال الخطف وطلب الفديات والاعتقال بتهمة العمل لدى الإدارة الذاتية سابقاً أو مجرد العلاقة معها، وكل هذه الانتهاكات لم تكن تحدث بعلم سلطات الاحتلال والمؤسسات الأمنية التي أنشئت بطابع ميليشاوي بل بتوجيهات الاستخبارات التركية نفسها، ولهذا كانت كل الشكاوى تُهمل وتضيع الدعاوى المرفوعة في قضايا القتل والاختطاف وكل أعمال السرقة والاستيلاء على الملكيات. وبهذه الصورة، تأتي عملية إخراج الميلشيات من المدينة كعملية تجميل للاحتلال، أو بعبارة أخرى ترسيخ الاحتلال وتحسين ظروفه، مع تجاهل حقيقة أن الاحتلال هو السبب الأساسي لكل ما يحدث من فوضى واقتتال وحوادث أمنية، وأنه هو الذي يقود الميليشيات المسلحة بشكل مباشر، وهو من أدخلهم إلى المنطقة واستقدم المستوطنين من مناطق ريف دمشق والغوطة في سياق الاتفاق الروسي-الروسي وتم استخدامهم في عملية التغيير الديمغرافي.

في السابع والعشرين من أغسطس\آب، قال تقريري لـ عفريين بوس: إدلب ومعها المناطق التي تحتلها القوات التركية هي الجغرافيا التي حُشرت فيها كل تفاصيل الأزمة السورية، بعد عمليات الترحيل القسري، وتشهد إدلب منذ أكثر من سنتين عمليات عسكرية تليها هدنة، واستغلت أنقرة الهدنة الأخيرة للدفع بمزيد من التعزيزات التركية العسكرية، فيما تستهدف قوات النظام بعض المواقع بالمحافظة، ما يطرح الأسئلة حول المآلات المحتملة في قادم الأيام. في السياق، أكد مدير المكتب السياسي لجيش الثوار المنضوي في قوات سوريا الديمقراطية أحمد السلطان أبو عراج، أنّ القوات التركية لن تحرك ساكناً إذا ما قام النظام وروسيا بعملية عسكريّة على جنوب إدلب، والتصريحات التركية مجرد إبر مخدرة، وأشار إلى أنّ عملية استهداف القوات الروسية تهدف إلى خلق ذريعة لعملٍ عسكريّ روسيّ -سوري لاجتياح جنوب طريق الـ m4 بالكامل. في حديث خاص لموقع عفرين بوست حول تقييم عام للمشهد الميدانيّ في إدلب وأهداف التعزيزات العسكرية التركية قال أحمد السلطان أبو عراج مدير المكتب السياسي لجيش الثوار:”معبر كفر لوسين بين الجانبين التركيّ والسوريّ كان ممراً آمناً لآلاف الجنود الأتراك وآلاف المعدات العسكريّة الثقيلة والمدرعات والمنظومات والإشارة وكل ما يتطلب وكأنّها مقبلةٌ على حربِ دول وليس دولة واحدة”. وأضاف: “مئات الأرتال دخلت وعشرات نقاط المراقبة التي أنشئت في ريف إدلب وريف حماة وريف حلب وريف اللاذقية ولكن كلُّ هذه الحشود ليست للتصدّي لمعركةٍ محتملةٍ من قبل النظام وروسيا على ريف إدلب وحصراً جنوب الـ m4، والدليل على ذلك نقاط المراقبة في مورك وشير مغار والصرمان وخان شيخون ومعر حطاط ومعرة النعمان وحتى سراقب، ماذا فعلت هذه النقاط عندما اجتاح النظام وروسيا جنوب إدلب وشمال حماة؟ لم تحرك ساكناً، ومازالت هذه النقاط في مراكزها حتى اللحظة”. وحول ما يمكن أن تقوم به القوات التركية في إدلب قال أبو عراج: “أيضاً هذه الأرتال والمعدات والجنود الذين يعدون بعشرات الآلاف، لن تحرك ساكناً إذا ما قام النظام وروسيا بعملية عسكريّة على جنوب إدلب، ولكن مهمة هذه الأرتال في المحرر أو في الشمال السوريّ، ولكن عمل هذه القوات لتساعد القوات الروسيّة والسوريّة على السيطرة على جنوب الطريق الـ m4 بالكامل وأيضاً وجودها بمكاسب سياسيّة في المستقبل كما حصل في شمال العراق ومازالوا موجودين في شمال العراق رغم خلوها من أي مظاهر لتنظيم داعش لن تخرج إلا بمكاسب وشروط ممكن سياسية أو اقتصادية”. وفي إشارة إلى تصريحات المسؤولين الأتراك قال: “أما عن التصريحات الرنانة من قبل الأتراك الشعب السوري تعود عليها هي شبيهة بأبر المخدر فقط، ولكن الاتفاق الذي حصل بين روسيا وتركيا بالسيطرة التامة على جنوب الـ m4 بالكامل تحت السيطرة الروسية والسوريّة. وهذا التفاهم أو الاتفاق كان يجب أن يُطبق في الربع الأول من 2020، ولكن ظروف كورونا أخّرت كل التفاهمات حتى الدوليّة منها، وروسيا أعطت فرصة 6 أشهر لتركيا حتى تطبيق الاتفاق، أي يعني يجب يطبق بداية شهر أيلول القادم”. وفي التعقيب على الحوادث التي استهدفت القوات الروسية قال أبو عراج: “لا ننكر أن عناصر داعش توزعت بين الفصائل في إدلب وخاصة الإسلامية منها مثل حراس الدين أو أنصار الدين أو الفصائل الشيشانيّة أو الأوزبكية أو التركستانيّة وبعض الفصائل في عفرين والشمال السوري ولكننا نستبعد أن أيّاً من الفصائل كانت وراء التفجيرين بالدورية المشتركة الروسيّة التركيّة على طريق ال m4 وآخرها أول أمس تمَّ إطلاق صواريخ كاتيوشا على العربة الروسيّة والحصيلة اقتصرت على الماديات والجرحى من الجانب الروسيّ”. وتابع: “من وجهة نظرنا أن من كان وراء التفجير الأخير هي القوات الروسية أو التركية بعلم الطرفين، فقط ليكون هناك ذريعة لعملٍ عسكريّ روسيّ سوري لاجتياح جنوب ال m4 بالكامل وبهذا العمل ستكون إدلب خالية من أيّ فصيل يدّعي الجيش الحر أو فصائل معتدلة وتبقى الفصائل الإسلامية في شمال غرب إدلب مسيطرة على كل المنطقة ونتمنى ألا تصبح هذه المنطقة باغوز ثانية”. وتوجه أحمد سلطان أبو عراج مدير المكتب السياسي لجيش الثوار إلى أهالي إدلب بالقول: “نقول لأهلنا في إدلب لا تنجروا وراء الشائعات والضحك على عقول الناس واستغبائهم، فهذا الشعب واعي وأصحاب عقول، ولكن لم يبقَ بيده شيء يفعله إلا الصبر بعد هذه السنوات العجاف”.

في التاسع والعشرين من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: يدورُ الحديثُ اليوم حول الآفاقِ المحتملة لقضية عفرين واستمرار واقع الاحتلال التركي عليها، ودلالات الاتفاقات بين موسكو وأنقرة حول تسليم المعابر، وإمكانية الربط بين إدلب وعفرين في إطار أية تسوية قادمة، وهل تؤثر متغيرات الميدان الإدلبيّ على عفرين. وفي حديثه لـ “عفرين بوست”، أكد الكاتب والصحفي الكُردي حسين جمو، أن المساعي التركيّة تتوجه لفصل إدلب عن عفرين، وأن الانسحاب التركيّ لن يكون سهلاً، وأن السيناريو القادم شبيه بقبرص. وحول العلاقة بين إدلب وما تسرب ما أحاديث عن اتفاق تسليم محتمل للمعابر للقوات الروسيّة بعد تداول الحديث عن تنسيق روسي تركي لاستلام معبر باب الهوى في إدلب ومعبر السلامة في إدلب، وهذا يتصل مباشرة بقضية عفرين، قال الكاتب والصحفي الكردي حسين جمو: “تركيا ستبذلُ جهدها بكافة الطرق والأساليب حتى تعزل موضوع عفرين عن كل التفاهمات التي تجري، ربما تكون مسالة المعابر ذات صلة من ناحية أمنية بعفرين، ولكن أعتقد أن تركيا ستجد طرقاً وستقنع موسكو بعزل موضوع عفرين عن التفاهمات التي تجري في إدلب لأن الملفين أمنيّاً بالنسبة للأوراق التركيّة منفصلان عن بعضهما، وهناك ملف بعفرين وآخر لإدلب وهي حريصة على الفصل بينهما”. وحول الآفاق المحتملة لمستقبل الاحتلال التركيّ في إقليم عفرين وفقاً للمعطيات الميدانية الراهنة، واحتمال اقتراب قبّرصةِ المناطق المحتلة شمال سوريا، قال جمو: “بالنسبة لمستقبل المناطق المحتلة من قبل تركيا طبعاً على خلاف المنطق الدولي والقانون الدولي فالمقتنع بالقانون الدولي يقول إنه في النهاية تركيا ستنسحب، ولكن أعتقد أن الانسحاب لن يتحقق بسهولة، هم لديهم نية للبقاء وعدم الانسحاب يعني السيناريو القادم ربما يكون شبيه بقبرص، ولكن بصيغة أقل علنية، بما معناه ألا تكون هناك إدارة سياسيّة مفصلة داخل سوريا كإدارة قبرص” (في إشارة إلى قبرص الشمالية التي تحتلها تركيا ولا يعترف بها أحد سوى انقرة). وختم جمو بالإشارة إلى التناقضات الحادة في القضية السوريّة واستثمار أنقرة لها، بالقول: “أعتقد أن تركيا ستبقى، ستبقي قواتها ويستمر احتلالها طالما هناك أزمة وطالما هناك تناقضات داخل سوريا وهي تناقضاتٌ قويةٌ جداً، فمثلاً النظام السوريّ في فترة من الفترات خلال عملية تل أبيض، وأقصد عملية الاحتلال التركي، وطبعاً جرت عدة عمليات، كانت هناك لغة تشفّي موجودة قبل الاحتلال التركي وبعده، رغم إظهار النظام السوري مساهمة ما لوقف الاحتلال التركيّ، فالتناقضُ موجودٌ والحادُ لتلك الدرجة يجعل الاحتلال التركيّ نفسه يتحول إلى ورقة مساومة بين الأطراف السوريّة الداخلية”.

جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين..

في الأول من أغسطس\آب، تطرق المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى الأوضاع في إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، وقال إنه لا تزال موجات الانفلات الأمني وعدم الاستقرار وانتهاكات حقوق الإنسان تسيطر على “عفرين” المحتلة من قبل أنقرة والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، منذ أكثر من عامين، وسط صمت من القوى الإقليمية والمجتمع الدولي، حيث رصد المرصد الأوضاع المتردية التي تشهدها عفرين، ومن بينها: أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان في 24/7/2020، بأن مسلحين من مليشيا “فرقة الحمزات”، أقدموا على سرقة عدد من منازل المواطنين في قرية “قدا” التابعة لناحية راجو، في إطار تضييق الخناق على من تبقى من أهالي المنطقة لإجبارهم على الخروج منها. وبحسب معلومات “المرصد السوري”، فإن مليشيا “سليمان شاه” المعروف بـ“العمشات”، أجبرت سكان قرية ياخور (كاخرة) التابعة لناحية موباتا\معبطلي في ريف عفرين في 24/6/2020، على الخروج من منازلهم ووضعهم في مخيمات عشوائية واقعة عند الأطراف الشمالية للقرية. واستقدم مسلحو “العمشات”، مسلحين من عدة كتائب تابعة للمليشيا، واتخذوا منازل المدنيين مقرات لهم، إضافة إلى قيام مسلحي أمنية تابعة لـمليشيا ”جيش الشرقية” ، بتهديد نحو 50 عائلة مستوطنة من محافظتي إدلب وحلب، وإجبارهم على إخلاء المنازل التي يقطنوها في مدينة جندريسه\جنديرس بريف عفرين خلال مهلة محددة، وفي حال رفض الأهالي يتم طردهم بقوة السلاح. ونتيجة عمليات السلب والجبايات التي تفرضها المليشيات الإخوانية، تزايدت معدلات الفقر بين المواطنين في عفرين، حيث يرزح 47% من المواطنين السوريين تحت خط الفقر، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة التي تجاوزت 70%. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث كشف المرصد السوري في 21/7/2020، عن تعمد المليشيات استغلال المرافق العامة لجباية الأموال، حيث أنشأت ميليشيتا “السلطان مراد” و”لواء الشمال” أبنية ومحال تجارية في محيط الملعب بمدينة عفرين وأجروها لصالحهم، فيما واصلت تلك المليشيات أعمال الحفر والإنشاءات لاستغلال تلك المرافق العامة الحيوية وتأميمها في المنطقة والانتفاع بعائدها لصالح النفوذ التركي ومسلحيه. ورغم كل ما نشره المرصد السوري عن تخريب المواقع الدينية والأثرية سعياً لجذب انتباه المجتمع الدولي والمنظمات المعنية، فإن المليشيات الإخوانية تواصل أعمال التنقيب عن الآثار وحفر وتخريب المزارات الدينية بحثًا عن تحف أثرية في عفرين، ففي 15 أبريل/نيسان، علم “المرصد السوري” أن مسلحين من مليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” بدأوا بعمليات الحفر في تل “أرندة الأثري” الواقع في ناحية “الشيخ حديد” في ريف عفرين الغربي. ويذكر أن التل يتعرض بشكل شبه يومي لعمليات حفر بمعدات ثقيلة بحثًا عن الآثار من قبل مسلحي مليشيا “السلطان سليمان شاه”، الأمر الذي أدى لتضرر التل بشكل كبير وإحداث دمار هائل به نتيجة عمليات البحث العشوائية المتواصلة. وفي سياق متصل، شهد مزار “شيخ حميد” في قرية قسطل جندو التابعة لناحية شرا\شران في ريف عفرين أعمال حفر وتخريب، ويعتبر ذلك المزار مكانًا مقدسًا للكُرد الإيزيديين، كما يرتاده مسلمو المنطقة، ويعد من المعالم التاريخية لمنطقة عفرين، واتهم الأهالي مسلحي المليشيات بالقيام بأعمال الحفر التخريبية بتسهيل من المخابرات التركية. ولا تزال المليشيات الإخوانية ترتكب الانتهاكات في حق البيئة الطبيعية وتساعد عليها في مناطق عفرين، حيث يواصل المستوطنون من المحافظات السورية قطع الغابات الحراجية والأشجار في قرية روتا\روطانلي التابعة لناحية موباتا\معبطلي، بعد أخذ موافقة من مليشيا “سمرقند”. وفي منتصف آذار/مارس 2020، علم المرصد السوري أن مسلحي المليشيات الإخوانية قطعوا عدداً كبيراً من الأشجار من حي المحمودية في مركز مدينة عفرين، تزامنًا مع استمرار مسلحي المليشيات بقطع الأشجار في مناطق متفرقة من الريف. وشهدت مدينة عفرين عدة توترات وانفلاتات الأمنية اتخذت أشكالًا عديدة ما بين اشتباكات بين المليشيات المتناحرة وانفجارات المفخخات، وفي 22/7/2020، رصد المرصد السوري اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين مجموعات تابعة لمليشيا “جيش الشرقية” وسط الأحياء السكنية لمدينة “عفرين” دون أسباب واضحة، أسفرت عن مقتل مواطنة وإصابة طفلها بجروح خطيرة، بالإضافة لوقوع جرحى آخرين من المدنيين. وعلم “المرصد السوري” أن هذه المليشيات المتقاتلة تستخدم قذائف صاروخية في صراعاتها، واستخدمت دراجة نارية مفخخة في مدينة عفرين في 24/6/2020، ما تسبب في مقتل شخصين وإصابة 9 بجروح. وفي 20/6/2020، وقع انفجار سيارة ملغمة وسط أحياء المدينة السكنية، ما أسفر عن إصابة 6 بينهم طفل وخسائر مادية كبيرة. كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان عدة وقائع تكشف انتهاك حقوق المدنيين عمومًا، والمرأة والطفل على وجه الخصوص. وفي هذا الإطار، اعتقل مسلحو مليشيا “فرقة الحمزة” في أبريل الماضي، عددًا من النساء المسنات من أهالي قرية “داركير” التابعة لناحية موباتا\معبطلي في ريف عفرين وأخلي سبيلهن بعد دفعهن غرامات مالية بعد ثلاثة أيام من اختطافهن. وفي السياق ذاته، علم المرصد السوري أنه جرى اغتصاب فتاة عفرينية بقرية “كوتنلي” في ريف عفرين 2/6/2020 من قبل مسلحي مليشيا “السلطان مراد”، ثم هددوا العائلة بتصفيتها إذا لم يتم التكتم على الأمر، وأكدت مصادر موثوقة لـ”المرصد السوري”، في 29/5/2020، وجود عشرات النساء العاريات في معتقلات مليشيا “فرقة الحمزة”. وعن حوادث قتل الأطفال، كشف المرصد السوري في 9/7/2020، طريقة جديدة لقتل الأطفال إلى جانب قتلهم في الانفجارات والاجتياحات وعمليات الاقتتال بين المليشيات، وهي “الرمي من شاهق”، فقد توفي طفل من مستوطني ريف دمشق بعد إلقاءه من قبل مجهولين من الطابق السادس، وقبل ذلك توفي أيضاً طفل بالطريقة ذاتها، كما أصيب 3 آخرين لنفس الأسباب، ووفقاً لأحد الأطفال الذين أصيبوا، فإن “سيدة هي من تقوم بدفعهم من علو شاهق ليسقطوا أرضاً”. وقد أدت سياسات القوات التركية المحتلة والمليشيات الإخوانية التابعة لها في عفرين، إلى كوارث بيئية وإنسانية، وسط تغافل من المجتمع الدولي الذي صم آذانه وغض بصره عن عمليات التنكيل بالمواطنين واغتصاب حقوقهم وحرياتهم، ما يدفع بالمرصد السوري لحقوق الإنسان إلى تجديد مطالباته المستمرة لوضع حد للتوغل التركي في الأراضي السورية، ووقف الانتهاكات التي تمارسها أنقرة في حق المواطنين السوريين.

في العاشر من أغسطس\آب، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن المواطن الكردي نضال بركات (38 عاماً) من أهالي ناحية جنديرس الحارة التحتانية، وكان مقيماً في مدينة مرسين في تركيا، أحس بألم جانبي واشتباه بمشكلة بالكلية، فراجع على إثرها المشفى للاطمئنان، فأدخلوه غرفة العمليات، ومنعوا عنه الزيارة على مدى عشرة أيام، فيما كانت عائلته تسأل عن حالته يومياً دون إجابة شافية، وفجأة أخبروهم أنه تُوفي، وعلمت عائلته أن عملية جراحة طولانية قد أجريت على جسده اعتباراً من رقبته حتى البطن، وبات جسده خاوياً بعد إفراغ أحشائه من كل الأعضاء الداخلية وتم تخييط مكان العملية بشكل أخرق باستخدام خيط سميك، فيما مُنعت عائلته من تصوير الجثمان، الذي أُحضر إلى بلدته جنديرس، لتقوم سلطات الاحتلال بالإشراف مباشرة على دفنه. وفي 5/8/2020 أفاد مراسل “عفرين بوست” في المركز، بأن الجندرمة التركية سلمت جثة الطفل “خليل شيخو (15 عاماً)” إلى ذويه في قرية “فيركان” التابعة لناحية “شرا/ شران”، وهي خاويةً، بعد سرقة أعضاء جسده، وذلك بعد يومين من قتله على الحدود من قبل حرس الحدود التركي. وأفادت قريبةٍ للطفل أن الجندرمة وبعدما قتلت الطفل نقلته إلى الجانب التركي، وسرقت أعضاء جسده، وأعادت الطفل إلى عائلته في اليوم الثاني عصراً، وهو خاوٍ من الأعضاء الداخلية”، وأشارت إلى أن علامات التخييط تظهر على الصدر”. وكان الطفل الكُردي “خليل شيخو” من قرية “فيركان” التابعة لناحية “شرا/شران”، يحاول عبور الحدود، عندما أوقفت الجندرمة سيارتهم وأطلقت الرصاص عليهم، وقتلت الطفل فوراً، دون أي سؤال، ولم تسلم جثته لذويه حينها. وفي 21/12/2018 نشر موقع “عفرين بوست” عن ناشطين كرد من إقليم عفرين المحتل أنّ الاحتلال التركي قام بسرقة الأعضاء من أجساد جثامين الشهداء الذين قضوا في التفجير الإرهابي الذي ضرب سوق الهال في مدينة عفرين في 31/10/2019 والذين جرى إجلاؤهم إلى المشافي التركية. وأفادت عائلة أحد الضحايا أنها لاحظت وجود آثار أعمال جراحية في منطقة البطن وجرى تخييطها، رغم أن الإصابات كانت في مناطق أخرى، ما أثار شكوكهم حول سرقة أعضاء فقيدهم. فيما نشر موقع صوت الدار في 28/3/2019 عن مصادر خاصة من مدينة عفرين أن منظمات تركية تقوم بعمليات جراحية لأهالي المدينة مجاناً ليتم فيما بعد اكتشاف عمليات استئصال أعضاء من المرضى الذين عالجتهم هذه المنظمة داخل المشافي التركية، وتبين بأن عدد الحالات الواردة إلى مشفى عفرين بلغ 7 حالات أجريت لهم عمليات جراحية داخل الأراضي التركيّة في أواسط شهر كانون الثاني وشباط 2019، وجميعهم كانوا يعانون من نقص تروية إلا أنَّ مؤسسة “إدارة الكوارث والطوارئ التركية” (آفاد) قامت بإرفاق تقارير وهمية عن تضرر أجزاء من الكلية لديهم وضرورة إجراء عملية جراحية لهم. وتفيد المصادر بأن فرع مؤسسة (آفاد) التابعة للحكومة التركية بشكل مباشر يستقبل المرضى في المركز الكائن وسط مدينة عفرين ثم يجري الفحوصات الطبية اللازمة ويحوّل هذه الحالات إلى تركيا حيث يتم استئصال الأعضاء، وهناك عشرات العوائل التي تعرض أفراد منها لسرقة الأعضاء. وقد نشر موقع الحل في 4/8/2020، تقريراً بعنوان “جثث مريبة: هل تتم سرقة أعضاء المصابين السوريين في المشافي التركية”، وذكر التقرير شهادة “أبو جميل”، وهو مزارع ستيني من عفرين، فضّل عدم الكشف عن اسمه، خوفاً من تبعات شهادته، تحدث عبر تطبيق “واتس اب” عن «إصابة قدم ابنه في تفجير سيارة مفخخة العام الماضي في مدينة عفرين، ونقل بعدها لتركيا، ولم يستطع الأب معرفة المشفى الذي نُقل إليه، ليتفاجأ بعد أيام باتصال من أحد الناشطين، يخبره بضرورة المجيء إلى تركيا لاستلام جثة ابنه”. ويضيف “أبو جميل”: “ذهبنا واستلمنا الجثة، وقمنا بدفنها. وكما يحدث مع الجميع، أتانا ببطن مفتوحة”. ونشر موقع صدى الواقع السوري خبراً في 4/7/2020 عن إقدام مجموعة المدعو “حمزة شاكر” التابعة لميليشيا “فرقة السلطان مراد” على قتل الطفلة ريماس محمد (9 سنوات) من أهالي سري كانيه وتسليم جثتها للسلطات التركية حيث تمت سرقة أعضائها الداخلية في مستشفى تركي ثم سلمت الجثة لاحقاً لذويها. وفي 25/11/2019 أكد “المرصد” المعارض وجود شكوك في منطقة تل أبيض حول عمليات اتجار بأعضاء بشرية تقوم بها قوات الاحتلال التركي والفصائل الموالية لها في المناطق التي احتلتها مؤخراً في تل أبيض، مستغلين تشريح الجثث في المشافي التركية”. ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في تشرين الثاني 2019، تقريراً عن عمليات تجارة أعضاء بشرية يقوم بها جيش الاحتلال التركي ومسلحيه في المناطق التي خضعت لاحتلالهم في “كري سبي\تل أبيض”، مستغلين تشريح الجثث في المشافي التركية. حيث نقل المصدر عن مصادر موثوقة، أن أحد ضحايا التفجير الإرهابي الذي وقع في تل أبيض وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات، تم إسعافه ونقله إلى المشفى، إلا أنه عاد جثة هامدة. وبحسب ما قالت المصادر، فإن “أحد أصحاب مخازن قطع غيار السيارات، ويدعى (ف.ط)، أُصيب في الانفجار الذي وقع في تل أبيض، وقد جرى إسعافه ونقله إلى المشفى وكان حياً واعياً ويمشي على قدميه ولم يكن يعاني سوى من إصابة في يده، ولكنهم أعادوه جثة هامدة وبطنه مفتوح وتعرض للخياطة بطول الجرح، وسط شكوك حول سرقة الأعضاء الداخلية له”. وأطلق حراس الحدود التركي النار على المواطن “باسل محمد نذير”، (28عاماً) من مدينة الدرباسية، أثناء محاولته، مع سبعة عشر شخصاً، العبور بطريقة غير شرعية إلى تركيا، بقصد العمل، وأصيب بطلقة بقدمه اليمنى، وتم القبض عليه، واقتياده إلى المخفر الحدوديّ، ونُقل، بعد تعرضه للتعذيب، لمشفى تركي. ويقول: “راودتني الشكوك بعد ملاحظة أنَّ جانبي الأيمن عليه علامات خياطة، فعرضت نفسي على طبيب، بعد تزايد حالات الضعف والمرض التي تنتابني، وفوجئت به يخبرني أنّي بكلية واحدة، وأن كليتي اليمنى قد سُرقت”، حسبما أكد “نذير”، في حديثٍ لموقع “الحل نت”، أدلى به بعد عودته إلى بلدته. وفي 30/7/2020 عُثر داخل أحد أوكار المسلحين في قرية الغدفة بمنطقة معرة النعمان جنوب إدلب على عدد كبير من الأعضاء البشرية محفوظة بمادة “الكلوروفورم”، فقد حوّل أحد الأطباء حول منزلًا، إلى مختبر طبي بدائي. وعثر بداخله على عدد كبير من العبوات الشفافة تحوي أعضاء بشرية، منها رأس وعيون وقلوب ورئات وأكباد وكلى وأحشاء أخرى، محفوظة في محلول الكلوروفورم”. وتتصدر تركيا قائمة الدول التي تنتشر فيها جرائم الاتجار بالأعضاء البشرية، في ظل ورود تقارير دولية شبه دائمة، عن استغلال تركيا اللاجئين السوريين في تلك التجارة ونتيجة الصراع الدمويّ في سوريا، الذي أدى إلى تدمير البنية التحتية للبلاد، ومنها المستشفيات ومعامل الأدوية. وفي 18/6/2019 قال موقع العرب “تركيا تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث احتضانها لعصابات الاتجار بالبشر”، ونقل الموقع عن تقرير لمؤسسة “ويلك فري” الأسترالية أن تركيا تحتل المرتبة الأولى على مستوى أوروبا في تجارة الأعضاء البشرية، وخاصة الكلى والقرنية وأجزاء من الكبد. وكان محمد علي أصلان النائب في البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي قد قدّم عام 2018، مذكرة استجواب بحق رئيس الوزراء التركي آنذاك بن علي يلدريم من سبعة أسئلة، تتعلق بما يتعرض له الأطفال السوريون، من تجارة بأعضائهم محملاً حزب العدالة والتنمية المسؤولية.  وأشار تقرير لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة صدر عام 2017 بأن نحو 17 ألف طفل لاجئ اختفوا في ظروف غامضة، ورجح البعض أن يكونوا تعرضوا لعمليات خطف، بهدف سرقة أعضائهم. ووثقت جهات حقوقية عام 2014 وجود 18 ألف حالة تعرضت لسرقة أعضائها في شمال سوريا، واتضح أنهم أجروا تلك العمليات في تركيا، وأكدت في حينه أن “الرقم لا يمثل إلا شيئاً يسيراً من الحقيقة”. وفي مايو/أيار الماضي أجرت شبكة “سي بي إس” الأمريكية، تحقيقاً صحفياً بعنوان “بيع الأعضاء للبقاء على قيد الحياة” دعمته بفيلم وثائقي مدته خمس دقائق. ورصدت فيه الاتجار بالأعضاء البشرية وكيف وقع لاجئون سوريون ضحية ذلك مقابل الحصول على مبالغ زهيدة، ومن خلال شهادات ضحايا وبواسطة كاميرات خفية تأكدت هذه المزاعم. وكشف التحقيق أن عمليات بيع الكلى والكبد تجري من خلال جهات فاعلة في السوق السوداء، وتستهدف العائلات الفقيرة وغالباً ما يتم خداعهم بالمبالغ المالية التي يوعدون بها عقب الانتهاء من عملية الاستئصال، إذ يختفي الوسيط دون إتمام دفع كامل المبلغ. كما كشف تقرير لموقع أي دي دبليو الألماني، في 26/11/2017، أن “السلطات التركية متورطة في تهريب الأعضاء البشرية للجرحى السوريين الذين يصلون إلى الأراضي التركية”. وأضاف التقرير أن “السلطات التركية تقوم بنقل الجرحى الشباب من السوريين من الذين يدخلون إلى تركيا إلى المستشفيات في مدينتي أنطاليا والإسكندريون في سيارات تحرسها الشرطة والمخابرات التركية”. وتابع أن “الجرحى المصابين يتم تجريدهم من أعضائهم بعد تخديرهم ليتم قتلهم لاحقا ودفنهم في الأراضي التركية أو إرسالهم إلى الحدود، وان معظم الأعضاء التي يتم الاتجار بها هي الكبد والكلى والقلوب والتي تعطى للأشخاص الذين ينتظرون العلاج في تركيا”. بدورها قالت صحيفة الديار اللبنانية “تركيا ترتكب جريمة العصر” وكشفت بالتفاصيل كيف تركيا تأخذ أعضاء الجرحى السوريين بعد قتلهم. وقالت: إن “المواقع العلمية الأوربية المعروفة بمصداقيتها كشفت عن أعمال سرقة الأعضاء البشرية التي جرت في احدى المستشفيات في أنطاليا”، مشيرة إلى أن “عمليات زرع الأعضاء قد زادت في تركيا خلال العامين الماضيين “، إلى مستشفى أنطاليا وهاتاي حيث تأخذهم سيارات تركية محروسة من شرطة تركية ومخابرات تركية فيجري تخديرهم وسحب الأعضاء من أجسامهم وقتلهم بعد ذلك، ودفن أكثريتهم في الأراضي السوريّة بحجة انهم لا يستطيعون إرسالهم إلى قراهم، وبينت أن “الأطباء السوريين الذين قدموا من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا لمعالجة الجرحى عثروا على أعضاء مسروقة من بعض الجرحى ولكنهم منعوا من الحصول على أي معلومات من الجيش التركي”. وأكدت الصحيفة أن “من بين 62 ألف جريح مدنيّ وعسكريّ نقلوا إلى تركيا، تم استئصال أعضاء 15.622 منهم، وأعيدوا إلى سوريا لغرض دفنهم”. وزادت تجارة الأعضاء في سوريا، وانضم ما يسمى “الجيش السوري الحر” إلى مستشفيات ميدانية سورية، حيث قام بتسليم السوريين المصابين إلى بعض المستشفيات التركية حيث يتم حصادهم هناك. وتعتبر سرقة الأعضاء عمل مافياوي يشترك في تنفيذه فرق القتل وخبراء، وقد نشطت هذه التجارة كثيراً في ظروف الحرب الاهلية السورية، وقد وُجدت آثار جراحات كبيرة على أجساد الغرقى الذي انطلقوا من السواحل التركي قاصدين اليونان عبر المراكب المطاطية، ولا يمكن تبرير تلك الجراحات لأشخاص متوفين، إلا أن تكون عمليات التهريب مع سرقة الأعضاء من عمل مجموعات الجريمة المنظمة بعلم الحكومة التركية. وفي 27/2/2017 قال موقع ترك برس إن “مستشفيات مدينة بورصة تربعت على رأس قائمة المدن التي تستقبل أكبر عدد من التبرعات وعمليات زراعة الأعضاء البشرية في منطقة تركيا أوروبا”، وليطرح السؤال عن سر القفزة النوعية، لأن مجرد التبرع والفتوى لا يقدم الإجابة الكاملة!

في التاسع والعشرين من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: تتواصل عمليات تهريب الأشخاص القادمين من مناطق سيطرة النظام إلى تركيا عبر إقليم عفرين المحتل وبتنسيق تام بين ميليشيات الاحتلال التركي المعروفة باسم “الجيش الوطني” من جهة، وميليشيات بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي من جهة أخرى. وقال مراسل عفرين بوست في ناحية شيراوا إن المتزعم في ميليشيا “فرقة الحمزة” المدعو عبد الله حلاوة استلم في قرية برج عبدالو بتاريخ السادس والعشرون من أغسطس/ آب الجاري، نحو ستين ٦٠ شخصاً من ميليشيات نبل لتهريبهم إلى تركيا، لقاء مبلغ مالي وقدره 300 دولار عن كل شخص، إلا أنه قام بتسليمهم إلى ميليشيا “الشرطة العسكرية” ليتم إيداعهم في السجن. وأضاف المراسل أن الأشخاص المعتقلين كلهم من أهالي محافظتي حمص وحماه ودمشق.

في الواحد والثلاثين من أغسطس\آب، يشهد مشفى “ابن سينا” في عفرين حالات قتل للمرضى، وفق معلومات خاصة بمراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، حيث يدخل المرضى أحياء ويخرجون أموات بالرغم إن أمراضهم ليست خطيرة!. وقال مراسل “عفرين بوست” نقلاً عن مصدر خاص، إن 3 حالات حصل معها الأمر، وأكد إن بينهم فتاة قاصرة. مشيراً أن الفتاة “نازلي حاج رشيد”، من قرية قوشا في ريف عفرين، تعرضت للقتل في المشفى، حيث كان مرض الفتاة عادياً وغير قاتل وفق مقربين منها، دون الكشف عنه. ولفت المصدر إن الشكوك تحوم حول دور المشفى في سرقة الأعضاء وبيعها لتركيا، وسط تزايد حالات بيع الأعضاء، وهو ما حصل مع الطفل خليل شيخو بعد أن قُتل على يد حرس الحدود التركي مع عفرين. وذكر المراسل إن ذلك المشفى يقع على طريق عفرين – “ماراتيه\معراتة”، ويُدار من قبل مستوطن من إدلب، وهو منتسب لميليشيات الاحتلال التركي.

كذلك، تستمر حالة الفوضى والانفلات الأمني في المناطق التي تحتلها تركيا في الشمال السوري، إذ شهدت الثماني والأربعين ساعة الماضية أربع جرائم وهي حالتي اغتصاب ومحاولتي قتل ذبح شاب من مدينة الباب المحتلة، في ظل غياب القانون وعدم وجود روادع أخلاقية. وقال نشطاء محليون أن المدعو خالد المصطفى وهو مسلحي “فرقة السلطان مراد” ونائب المجلس المحلي لأخترين قد أقدم يوم أمس الأحد الثلاثين من أغسطس/ آب الجاري على اغتصاب فتاة صغيرة عمرها 12 عاماً في بلدة اخترين بريف إعزاز شمالي حلب. وبحسب المصادر فإن ميليشيا “السلطان مراد” أعلمت عائلة الفتاة أنهم لا يتحملون أي مسؤولية تجاه الجرم المرتكب، وأنه ليس لهم علاقة بالمسلح خالد المصطفى. وبعدها ذهب شقيقا الفتاة وقتلوا المدعو خالد المصطفى الذي كان في مقر ميليشيا “الشرطة العسكرية” في أخترين. كما أقدم مجهولون على قتل الشاب عمار الشمري في بلدة شمارين بريف إعزاز أيضاً، اليوم الإثنين، داخل سياراته، دون أن تُعرف أسباب القتل. في سياق آخر اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” في عفرين كلاً من المدعوين (محمد يوسف الشهابي وإبراهيم كمال جعرش) اللذان حاولا ذبح الشاب محمد الحاج كرمو من مدينة الباب، قبل يومين، حيث حاولا الهرب من خلال عفرين.

مقاومة الاحتلال..

في العاشر من أغسطس\آب، علمت عفرين بوست من مصادرها أن أربعة مسلحين من ميليشيا “الشرطة المدنية” قُتلوا في ظروف غامضة في منطقة قناة المياه الرئيسية القادمة من بحيرة ميدانكي بالقرب من قرية كفرشيل، وتم دفنهم الخميس السادس من أغسطس/ آب، في مقبرة كرسانة وسط تكتم شديد على مقتلهم حتى أن ذويهم لم يبلغوا بخبر مقتلهم لحد الأن. وأكدت المصادر أن الميليشيا تقول إن “قوات تحرير عفرين” تقف وراء تنفيذ العملية، إلا أن الأخيرة لم تصدر أي بيان حول ذلك حتى الوقت الحالي. وكان مسلحان من ميليشيا “الشرطة المدنية” قتلا أمس السبت، جراء انفجار لغم بهما بينما كانا يقفان على الحاجز الأمني المُقام في مفرق جبل الأحلام بقرية باسوطة، كما أصيب مسلحان آخران بشكل بليغ في الموقع ذاته.

في التاسع عشر من أغسطس\آب، هاجمت مجموعة من النساء الكُرد من أهالي قرية “قره كول” التابعة لناحية “بلبله\بلبل” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، مستوطناً كان يسرق التين من بستان مواطن كردي من أهالي القرية. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز بلبله، إن الاحتلال التركي وميليشياته والمستوطنون في القرية يسببون أرقاً كبيراً لأهالي قرية “قره كوله”، إلا أن الأهالي لا يصمتون عن حقهم. وأشار المراسل إلى مستوطناً من الغوطة كان يسرق التين من بستان المواطن “أبو صطيف” وهو كردي من أهالي القرية، يوم الإثنين الماضي، وإن زوجة صاحب الأرض حاولت منعه، إلا إن المستوطن لم يسمع لها. وأضاف المراسل: “ذهبت الزوجة وجلبت عدة نساء من القرية، ومعهم العصي، وضربوا المستوطن وطردوه من الأرض”. ولفت المراسل إن المستوطنين تعودوا على أن يسرقوا ممتلكات المدنيين وألا يتصدى لهم أحد، نظراً لدعمهم من قبل الاحتلال التركي والميليشيات، إلا أن هذه المرة اختلفت عن كل المرات بعد أن طفح الكيل بالسكان الأصليين الكُرد. كما كان سكان قرية “قره كول” قد هاجموا سابقاً، حاجزاً لميليشيا “صقور الشام” التي تحتل القرية، وذلك بعد الازعاجات المتكررة لهم.

في السابع والعشرين من أغسطس\آب، رأى وجهاء وقياديون بريف حلب الشمالي ضرورة إطلاق عملية عسكرية ضد المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، والتي تحتل مناطق إعزاز وجرابلس وعفرين، ووجوب إنهاء الاحتلال التركي في الشمال السوري. وقال محمد ديبو نعناع، مختار مدينة حريتان بريف حلب الشمالي وأحد وجهاءها، لـ”نورث برس”: “لا يمكن التغاضي عن ممارسات الفصائل المسلّحة في عفرين وإعزاز”، وأضاف أن “ريفنا يعتبر الأهم لحلب اقتصادياً وأمنياً لكنه في خطر بسبب هذه الفصائل التي تمثّل تهديداً استراتيجياً لمحافظة حلب ككل، ريفاً ومدينة”. وتابع: “لا بُدَّ من إطلاق عمل عسكري، ولا يجب أن يكون محدوداً ومقتصراً على تأمين طرقات وبضع بلدات تهمُّ روسيا، بل يجب أن يكون شاملاً بحيث يشمل عفرين وإعزاز وحتى الباب وجرابلس”. وأشار إلى أن أبناء حريتان وحيّان ونُبُّل والزهراء ومُهَجَّري عفرين المتواجدين في تل رفعت وفافين لن ينعموا بالأمان في ظل تواجد عشرات المليشيات المسلّحة المتشددة ذات الفكر السلفي الأخواني على مرمى حجر منهم. وشدد على أن “هيئة تحرير الشام في إدلب لا تختلف فكرياً عن فصائل الجيش الوطني المتواجدة في ريف حلب الشمالي، ولا بُدَّ من محاربة الهيئة في إدلب أيضاً”. ومع تداول أنباء عن إطلاق عملية عسكرية لقوات النظام السوري وحليفه الروسي في محافظة إدلب، قال عبد الكريم الأشقر، وهو عقيد متقاعد في قوات النظام من بلدة الزهراء: “الحشود العسكرية على تخوم إدلب تنبأ بعمل عسكري وشيك”. وتهدف العملية لانتزاع إدلب من قبضة جبهة النصرة وإخراج أنقرة وتأمين طرق M4 الذي يشكّل أهمية استراتيجية لروسيا وقاعدتها العسكرية في الساحل السوري، بحسب كلامه. وأضاف “لكن اقتصار العملية على إدلب يعني أن تركيا لا تزال تمسك بورقة الشمال السوري التي قد تبرزها بوجه روسيا والحكومة السورية متى شاءت”، وأشار أنه و“لذلك يجب أن تكون العملية العسكرية شاملة تضع في حساباتها عفرين التي تشكّل بيضة القبان لأي جهة تسيطر عليها”. وفيما يخصُّ القصف المتكرر الذي تنفّذه أنقرة والمليشيات الإخوانية على تل رفعت ومحيط نُبُّل والزهراء، قال العقيد المتقاعد أنه “كان بمثابة ناقوس خطر للأهالي في الريف الحلبي الشمالي الخاضع لسيطرة الحكومة”. واعتبر “الأشقر” القصف المتكرر للمليشيات الإخوانية بمثابة مقدمة لعمل عسكري تركي يهدف للسيطرة على مجمل المنطقة وصولاً لأطراف حلب الشمالية، على حدِّ قوله. واستند في ذلك إلى أنّ الـأتراك يمتلكون نقاط مراقبة ضخمة هي أشبه بقواعد عسكرية على مرمى حجر من تواجد قوات النظام في محيط حلب، وهي نقاط حصينة على تلال حاكمة في عمق المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. وتشهد مناطق الشهباء قصفاً متكرراً من قبل المليشيات الإخوانية، تستهدف المدنيين في منطقتي تل رفعت ودير جمال والقرى المحيطة بهما والتي تأوي مُهَجَّري عفرين وكذلك محيط بلدتي نبل والزهراء. وتنتشر الفوضى والفلتان الأمني في مناطق احتلال تلك المليشيات الإخوانية المسلّحة مع استمرار الاحتلال العسكري التركي فيها. وقال عبدو عكل البيج، القيادي في لواء القدس التابع للنظام السوري، الذي تتواجد قوات عسكرية تابعة له في مناطق حيّان وعندان وبيانون بريف حلب الشمالي، إنّ “تحضيرات العملية العسكرية في إدلب شارفت على النهاية”. وأضاف أن “معظم القوى العسكرية بمختلف التشكيلات العسكرية السورية من جيش وقوى رديفة إضافة لقوات الأصدقاء والحلفاء باتت جاهزة على تخوم إدلب”، لكنه أشار إلى أن المعركة المُرتَقبة ستختلف عن سابقاتها من حيث القوة القتالية ونوعية الأسلحة، أما بالنسبة لريف حلب الشمالي فهو ضمن الحسابات العسكرية لقوات النظام السوري دفاعياً بالوقت الراهن. فـ”القوى المتواجدة في ريف حلب سيكون من واجبها التصدي لأي محاولة للفصائل التابعة لتركيا للسيطرة على تل رفعت ومحيط نبل والزهراء، وكل ما يشاع عن اتفاق روسي-تركي لتسليم تل رفعت مقابل إدلب محض أكاذيب”، وفقاً لكلامه، وقال إنهم تلقوا التعليمات بالردِّ على أي “عدوان تركي بحزم ومنع أي محاولة تقدّم”. ومع الأنباء عن قرب شنِّ قوات النظام السوري، بضوء أخضر روسي، عمليةً عسكريةً انطلاقاً من جنوب إدلب، يزداد قلق أنقرة التي تستمر في إرسال الأرتال العسكرية إلى النقاط والمعسكرات التركية في منطقة “خفض التصعيد” بريف إدلب.

النظام السوري..

في الثالث من أغسطس\آب، عمدت سلطات النظام السوري الطبية، إلى دفن المتوفين بفيروس كورونا، في مناطق الشهباء الآهلة بالسكان من أبناء المنطقة ذاتها، والمهجرين من إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا. وفي الوقت الذي ينتشر فيه فيروس كورونا في أغلب المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، بدأ الوباء بالانتشار مؤخراً في محافظة حلب بشكل كثيف، وأكدت معلومات خاصة لـ “عفرين بوست”، أنه توجد مئات حالات الإصابة بالفيروس في مشافي النظام الحكومية، وسط تستر وأخفاء المعلومات عن التداول. وبحسب مراسل “عفرين بوست” في حلب، فإن إحدى الحالات المُصابة بكورونا، توفي في مشفى الرازي بمدينة حلب، وتعمد النظام دفن جثمان المتوفي في الشهباء، والمتوفي هو المواطن “عقل محمد” ذو الـ٤٥ عاماً، وقد دفن قبل يوم، في قرية دير جمال بمناطق الشهباء، وذلك بأوامر من النظام السوري. وتأتي هذه الحالة، في وقت يتحضر فيه النظام لدفن الحالات المتوفية بفيروس كورونا، في مناطق بعيدة عن التجمعات السكنية، في حين أن قرى الشهباء مكتظة بأهالي عفرين والشهباء.

في التاسع عشر من أغسطس\آب، قالت دمشق، أمس الأربعاء، أن النظام التركي مستمر في ممارساته الإرهابية واحتلال أراضيها، والتعاون مع تنظيم داعش لسرقة مقدرات البلاد. وذكر مندوب النظام السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، إن “مجلس الأمن لم يفعل شيئًا لإنهاء عدوان النظام التركي على أراضي بلادنا وممارساته الإرهابية فيها”. وتابع: “النظام التركي مستمر في تعزيز وجوده على أراضينا ويحاول تغيير الخصائص الديموغرافية والاقتصادية والقانونية للأراضي التي تحتلها قواته”، ولفت إلى أن “قوات النظام التركي تتاجر مع تنظيم داعش الإرهابي في النفط والآثار المسروقة من بلادنا”. وتواصل المليشيات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين وأنقرة، انتهاكاتها بحق المواطنين وممتلكاتهم في مناطق احتلالها بشمال سوريا، من خلال سرقة المتاجر والمنازل وإرغام المواطنين على دفع إتاوات.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons