ديسمبر 23. 2024

الاحتلال التركي يستمر بنشر الفكر الديني المتشدد في عفرين المحتلة عبر نشاط الجمعيات الدينية المتطرفة

عفرين بوست

يولي الاحتلال التركي اهتماماً استثنائياً بنشر الفكر الديني المتشدد وفق توجهاته الإخوانية عن طريق وكلائه من الجمعيات الدينية المتطرفة والممولة من الجهات الخارجية مثل قطر والكويت.

وفي السياق قام وقف الديانة التركي بالتنسيق مع ما يسمى ب (تجمع شباب تركمان سوريا) في ناحية بلبله/بلبل، بإجراء الاختبارات التأهيلية الدينية باسم مسابقة “بلبل القرآنية” في معاهد مركز ناحية بلبل وقراها على مدى يومين 15-16/8 /2020، ووفق زعمهم تقدم للاختبارات أكثر من 120 طالب وطالبة في مساجد الناحية، وما زالت نشاطاتهم مستمرة حتى تاريخه، وتدار كل النشاطات الدينية من قبل مستوطنين متشددين تحت مسميات دَعوية وجمعيات خيرية وإغاثية تموّلها مؤسسات ذات توجهات إخوانية، والهدف تغيير ثقافة الإقليم المحتل وإحلال الفكر المتشدد محلها.

والمعروف أن “تجمع شباب تركمان سوريا” كان من أوائل المؤسسات التي انخرطت في النشاط الدعوي والتعليمي في عفرين بعد الاحتلال وتوجهت إلى الناشئة والأطفال، فافتتحت معهد “الفتح المبين” في قرية “كورزيليه\قرزيحيل”، كما افتتح في عفرين في السياق نفسه مدرسة الإمام الخطيب “باشا كاراجا”

وفي سياق متصل بدأ وقف الديانة التركي عن طريق منسقه المدعو “محمد الأنطكلي” وهو تركي الجنسية بمشروع بناء مسجد في قرية قسطل مقداد التابعة لناحية بلبله/بلبل وذلك بالتنسيق مع المجلس المحلي لناحية بلبله/بلبل المشكل من قبل الاحتلال التركي، بعد أن قام الأخير بتأمين قطعة أرض لبناء المسجد عليها.

والمفارقة أن قرية قسطل مقداد فيها مسجد منذ أكثر ٣٠ عاماً، إلا أن الاحتلال التركي قام بقصفه أثناء عدوانه على الإقليم الكُردي السوري في 20يناير/كانون الثاني 2018 وانهار إثر ذلك المسجد وكافة المنازل والمحلات التجارية الكائنة على طريق عام بلبل –عفرين، وفيما بعد تمت إزالة الأنقاض من المكان.

وفي قرية بيلان في ناحية بلبله أيضاً بُدئ العمل ببناء مسجد آخر في القرية للمستوطنين، باسم “مسجد النور” وذلك بتمويل من منظمة تُعرف باسم “البنيان المرصوص” وهي جمعية إخوانية مقرها إسطنبول، وقد تم تأمين قطعة الأرض عبر الاستيلاء على أراضي المواطنين الكرد المهجرين قسراً للبناء عليها أيضاً، فيما يقوم وقف الديانة التركي بدعم عمليات البناء.

يذكر أن عدة مشاريع لبناء مساجد توالت في إقليم عفرين المحتل فتم في 25/7/2020 وضع حجر الأساس لبناء “مسجد الذاكرين” في عفرين، وقد تبنت إنشاءه جمعية الإغاثة الإنسانية التركية IHH المعروفة بنشاطها الإرهابي وضلوعها بنقل الأسلحة إلى سوريا وانفجرت فضيحتها بداية عام 2014، وفي قرية تل طويل بدأت جمعية فلسطينيي 48 العمل لبناء مسجد على أرض مستولى عليها بدعم مالي قطري،

وفي السادس من آب الذي يصادف فاجعة شنكال عام 2014 تم الاحتفال بوضع حجر الأساس لبناء مدرسة “عفرين” بتمويل من جمعية الشيخ عبد الله النوري الكويتية الإخوانية التوجهات، وإشراف جمعية “الأيادي البيضاء”، وتم اختيار موقع مركز اتحاد الأيزيديين السابق في عفرين لبناء المدرسة، تأكيداً لاستهداف ثقافة الاقليم الأصيلة

ويتم بناء المساجد على عقارات مُستولاة عليها تحت يافطة “غنائم”وتعود ملكيتها لمهجري الإقليم، وهو مشروع يجسد استثمار أنقرة للقوة الناعمة واحتلال العقول ونشر الفكر الديني المتشدد، علماً أن أهالي إقليم عفرين جسدوا على مدى عقودٍ طويلة نموذجاً فريداً لتعايش الأديان والمذاهب والتسامح الديني، وتجاوزت مفاهيم الأغلبية والأقلية الدينية، ولم تُعرف مصطلحات التكفير والردة إلا بعد احتلال المنطقة من قبل الجيش التركي وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين، حيث بدأ نشر الفكر المتشدد والتكفيري.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons