عفرين بوست – تقارير
منعت ميليشيا “لواء صقور الشمال” أهالي قرية علي جارو والقرى المجاورة لها في ناحية بلبل من التوجه إلى حقول الزيتون البارحة واليوم، دون الإفصاح عن الأسباب.
وانتشر تسجيل صوتي لأحد عناصر ما يسمي “اقتصادية لواء صقور الشمال” يوجه كلامه للكرد فقط بعدم التوجه إلى حقولهم بهدف جني محصول الزيتون.
وبعد التدقيق والتقصي تبين أن التسجيل الصوتي يعود لـ”مجد حاكم الشايش” قائد المجموعة ضمن صفوف اللواء المذكور، حيث بدأ الشايش تسجيله الصوتي بالقول “على الكرد عدم التوجه إلى الزيتون لغاية يوم السبت”.
وفي تسجيل لاحق هدد الشايش أي شخص يتواجد ضمن البساتين سواء للحراسة أو الجني، دون توضيح أساليب العقاب أو ما قد يحدث إذ توجه الأهالي إلى حقولهم.
ويعزي أهالي القرية سبب منع الكرد من جني محصولهم إلى نية المرتزقة سرقة ثمار الزيتون أو التحضير لشيء ما، ولا توجد أي أسباب أخرى لمنع جني المحصول من قبل أهالي المنطقة.
وفي تواصل فريق عفرين بوست مع أحد أهالي القرية المهجرين والقاطن في حي الشيخ مقصود بحلب، أكد “شيخموس” أن حقول الزيتون في قريتهم تتعرض للسرقة وتم فرض إتاوات مقدارها ثلاثة دولارات أمريكية لكل شجرة، إلا انه لم يؤكد أي خبر آخر متعلق بالصوتيات التي نشرت من قبل متزعم الميليشيا المسيطرة على قريتهم، وقال “بين الحين والآخر يتم إصدار قرارات تعسفية بحق أهالي القرية ومنها الاستيلاء على المنازل”.
وصدرت في منطقة عفرين المحتلة الكثير من القرارات المتعلقة بالاستيلاء على الممتلكات ومن ضمنها إلغاء نظام الوكالات من قبل ميليشيات الحمزات والعمشات، والتي استولت بموجب هذا القرار على العديد من العقارات والممتلكات، إلا أنّ هذا القرار لم يطبق في قرية علي جارو ومحيطها بحسب ما أفاد به شيخموس، وأن ممتلكاته ماتزال تدار من قبل شقيقه القاطن في القرية ولكنه لا يحصل على أي مردود مادي نتيجة زيادة تكاليف الإنتاج والإتاوات والضرائب، وهمه الوحيد هو بقاء أشجاره على قيد الحياة لحين عودته، وإن اضطر لدفع تكاليف الخدمة والإنتاج من عمله الحالي في حي الشيخ مقصود.
وقد تمّ توثيق عدة حالات سرقة الزيتون في وضح النهار، ونشر العديد من أبناء عفرين مقاطع فيديو توثق تعرض أشجارهم لسرقة المحصول قبل نضجه بفترة.
آخر المقاطع، نشرته امرأة كردية، قالت فيه أن 100 شجرة زيتون عائدة لها تعرضت للسرقة في وضح النهار دون معرفة الجهة التي تقف ورائها.
والجدير بالذكر أن حواجز الميليشيات الموالية للاحتلال التركي تنتشر في كافة القرى والطرق الرئيسية والفرعية ولا يمكن أي شخص من نقل محصول الزيتون دون المرور بتلك الحواجز، الأمر الذي يشير إلى أن عمليات السرقة تمت بالمشاركة المباشرة مع هذه الميليشيات أو أن عناصر الميليشيات وعوائلهم هم من يقومون بالسرقة.
بالتزامن مع ذلك وفي سياق البحث عن الذرائع للاستيلاء على موسم الزيتون طلبت ميليشيات “السلطان مراد” عبر لجان مشكلة من قبلها. من الأهالي في قرى خليلاكا وقوتا وكاريه بجلب وثائق إثبات الملكية من دوائر النظام السوري.
كما قامت بحصر الإرث في حالة وفاة المالك وتوزيع الأملاك على الحاضرين والاستيلاء على حصص الغائبين أو المهجرين قسراً، وهو أسلوب مشابه لما يمارسه مليشيات “الحمزات، والعمشات” عبر إلغاء نظام الوكالات والاستيلاء على أملاك المهجرين قسراً، وقد نشرنا حالات عدة في هذا السياق.
في سلسلة تقارير نشرتها عفرين بوست في وقت سابق، تبين أن العديد من أشجار الزيتون في نواحي شيه وشرا وراجو تعرضت للقطع الجزئي والجني المبكر والسرقة التي بدأت مبكراً جداً، الأمر الذي دفع بعض أهالي عفرين إلى جني محصولهم في وقت مبكر رغم تدني جودة وكمية الزيت في الثمار.