عفرين بوست ــ متابعة
استأثرت زيارة المدعو محمد سرميني إلى العراق باهتمام كبيرٍ في أوساط تنظيم الإخوان المسلمين وحاضنته الشعبيّة ووسائل التواصل الاجتماعيّ، وبرزت ردود أفعال منتقدة وبخاصة لقاؤه مع شخصيات شيعية قيادية، في مقدمتهم عمار الحكيم. مجمل المواقف أكّدت على أنّ زيارة سرميني لا تمثل التنظيم، واتهمته بالخيانة لجهة ما يختزنه من معلومات من خلال عمله في مركز دراسات بحثيّة.
نشر “محمد سرميني” رئيس ومؤسس مركز جسور للدراسات، يوم الخميس 22 آب/ أغسطس، عبر صفحته على “فيسبوك” عن لقاء بينه وبين “عمار الحكيم” رئيس تيار الحكمة الوطني؛ وجاء في منشوره “تشرفت بلقاء سماحة السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني الذي أكرمنا بحسن ضيافته وحفاوة استقباله، أجرينا نقاشات مفيدة اطلعنا فيها على حرصه الشديد على سورية وشعبها، وأكد سماحته على أهمية تعزيز لغة الحوار التي تحتاجها المنطقة في ظل التحديات التي تواجهها”.
رد فعل قاسٍ من الإخوان
علّق مطيع البطين الناطق باسم المجلس الاسلامي السوري على زيارة محمد سرميني مدير مركز جسور إلى العراق ولقائه بزعيم الحشد الشعبيّ ومدحه لإيران، وقال هناك من بني جلدتنا من يسوّق لإيران، وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين، قسم مخادع وقسم مخدوع. لا يوجد عدو حقيقي أكثر من إيران، هي العدو الحقيقيّ لكل شعوب المنطقة.. هناك أعداء الكيان المحتل لفلسطين، ولكن إيران دمرت أكبر مدينتين في كل المنطقة، المدينة الأولى كانت عاصمة الدولة الأموية والمدينة الثانية كانت عاصمة الدولة العباسية، وهل بعد هذه العداوة للأمة من عداوة! ثم نقول هذه ليست عداوة حقيقية!
يريدوننا أن نكون أغبياء، بيننا وبين إيران بحر من دم، من يملك أن يفاوض على هذا البحر؟ هذا ما بيننا وبين إيران!
وقلل بطين من شأن زيارة سرميني إلى العراق، وطرح سؤال: ما الذي يمكن أن يقدمه رئيس مركز دراسات، غير بنك المعلومات عن كل أبناء الثورة؟ وبذلك نزع بطين عنه أيّ توصيف رسميّ لجماعة الإخوان المسلمين عن السرميني، وختم بالقول “كل من يخون دماء السوريين ينبغي أن نتكلم عنه”.
ونشرت جماعة الإخوان المسلمين، مؤخراً، ما أسمته «الموقف من النظام الإيراني ـ رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سوريا» تساوي بين الخطرين الإسرائيلي والإيراني على «هوية الأمة».
قناة سوريا الإخوانيّة علقت على زيارة محمد سرميني وأشارت إلى أنّ طريقة التعامل مع الزيارة تستفز في الذاكرة السورية تفاصيل حول طريقة تعاطي التنظيم الذي “كان” منتمياً إليه في التعامل مع الجمهور السوريّ العام.
وطرحت العديد من الأسئلة منها: من الذي أعطى الأوامر لمحمد سرميني كي ينشر الصور في هذا التوقيت؟ ومن أعطاه الأوامر كي يحذفها من حساباته؟ وهل لنشرها في هذا التوقيت، بما أن معلومات صحفية تقول إن الزيارة تمت قبل أكثر من شه،ر دلالات مبطنة؟ أم أن الأمر لا يتجاوز “نحن هنا” وأنا محمد سرميني يمكن أن أقابل قادة ميليشيات بمراسم بروتوكولية؟
وجاء في تقرير القناة فيما نسبته إلى سوريين أنهم قالوا: إنه من الطبيعي أن يذهب مدير مركز جسور “المنشق” عن تنظيمه الأم كما يقال للمشاركة بندوة أو مؤتمر، وليس لقادة أجهزة ميليشيات لها قواتها التي تحارب السوريين المعارضين في سوريا؟ وما برنامج الزيارة السري؟ وما هي تلك الشخصيات الأخرى التي التقاها ومن يمثل؟
الزيارة أبرزت التناقض
بعد زيارة محمد السرميني إلى العراق، كشف سبهان ملا جياد، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، عن «تلقي العراق طلباً رسمياً من أحد أطراف المعارضة السورية لرعاية حوار مع النظام السوري في بغداد»!
هذا الإعلان استفز أكثر تنظيم الإخوان، ففيما يشهد معبر أبو الزندين – الباب اعتصاماً رافضاً لفتحه وتصف ذلك خيانة للثورة وأهدافها، ينسب إليها في جانب آخر أنّها تستجدي عبر الوساطة العراقيّة فتح الحوار مع حكومة دمشق. وبذلك كانت نبرة الرد الإخوانيّ بعد الإعلان العراقيّ أكثر من خبر الزيارة نفسها. لأنها أبرزت تناقضاً حاداً ما بين السرّ والعلن.
اللافت في الزيارة هو توقيتها المتزامن مع الحماسة في المسار التصالحيّ من الجانب الروسيّ، وتجميد المبادرة العراقية للوساطة بين أنقرة ودمشق، ما جعل المراقبين يعتبرون أنّ الزيارة تمت بتعليمات الاستخبارات التركيّة، والغاية منها التغطية على الأصوات الرافضة للمسار التصالحيّ في المعارضة السوريّة.
من هو محمد السرميني؟
محمد السرميني هو مدير مركز جسور للدراسات، من مواليد مدينة حلب، وعضو سابق في تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا، انضم إلى “مجموعة العمل الوطنيّ من أجل سوريا”، شارك في تأسيس المجلس الوطني السوري عام 2011، وأصبح عضواً فيه، وتولى إدارة المكتب الإعلامي في المجلس لفترة قصيرة، وعُين مستشاراً لرئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة من عام 2013 حتى عام 2016. وفي 2017 أكدت جماعة الإخوان المسلمين أنّ سرميني لم يعد عضواً فيها، وانسحب سرميني من حركة العمل الوطني، وشارك في تأسيس حركة التجديد الوطني.
يكتب السرميني بشكل شبه منتظم مقالات في المواقع الإخبارية العربية التابعة للإعلام التركيّ وكذلك في موقع الجزيرة.