عفرين بوست- خاص
بعد يوم من فتح معبر “أبو الزندين” الرابط بين مناطق النظام السوري والمناطق المحتلة من قبل تركيا وفق اتفاق تركي روسي بالتنسيق مع النظام السوري، تواردت أنباء شبه مؤكدة عن وجود اتفاق تركي مع النظام السوري بإغلاق معبر أم الجلود الواصل بين مناطق الإدارة الذاتية والاحتلال التركي، وأن تركيا أبلغت الفصائل الموالية لها بهذا الأمر.
أفاد أحد العاملين في معبر الحمريين (الجهة المقابلة لمعبر أم جلود في جرابلس) أنّ هذا الموضوع يتم نقاشه منذ فترة، وأن تنفيذ القرار ربما يكون قريباً، وفضّل العامل عدم الكشف عن هويته، وتابع: “إغلاق هذا المعبر سيكون تلبية لأوامر تركية بحتة وسيترتب عليه أزمة اقتصادية في المناطق المحتلّة لسببين الأول توافد السلع الزراعية بشكلٍ كبير إلى مناطق النظام والثاني احتمال قطع المحروقات الواردة من شرق الفرات، وفي الحالتين سيتضرر الشعب ولكن الفصائل وتركيا ستستفيد من التبادل التجاري عبر المعابر مع النظام، والاستفادة الكبرى هي للنظام في دمشق”.
التطبيع بدأ
تم فتح معبر “أبو الزندين” يوم الأحد 18 آب/أغسطس، وسط حالة استنفار أمني واحتقان شعبي، وأظهرت مقاطع فيديو، بثّها ناشطون، شاحنات تجارية قالوا إنها عبَرت يوم الأحد، إشارة إلى بدء حركة التجارة بين مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق المعارضة، وسط معلومات عن فتحه، يوم الاثنين، أمام حركة المدنيين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين 19 آب/أغسطس إنّ فتح المعابر مع مناطق النظام السوري هي بادرة حسن نية من طرف تركيا لبدء المفاوضات مع دمشق، متسائلاً “كيف سأجلس مع الرئيس السوري والمعابر التجارية مغلقة بيننا؟”
تصريح أردوغان هذا يؤكد أنّ ما تم تداوله في الشمال السوري المحتل عن وجود مخطط لإغلاق المعابر مع مناطق الإدارة الذاتية في شرق الفرات أمر متوقع.
حصار اقتصادي متوقع
وقالت صحفية تعمل لصالح شبكة عالمية في منطقة الباب، أن الهدف من هذا الإجراء سيكون فرض حصار اقتصادي على مناطق الإدارة الذاتية، وتوكيل النظام السوري بإدخال المواد التي كانت تورد لتلك المناطق عبر مناطقها، وتابعت “هذا الإجراء سيساعد النظام السوري على تقوية اقتصاده، لاسيما أنه في المرحلة الثانية ستتوجه البضائع وفق اتفاق ضمني من تركيا إلى الأردن عبر الأراضي السورية ويستفيد منها النظام السوري والحكومة التركية معاً”.
هذا وانتشرت ميليشيات “الشرطة العسكرية” و”فرقة السلطان مراد” الموالية لتركيا في محيط المعبر؛ بهدف حمايته من أي هجمات محتملة أو وصول الاحتجاجات إليه، وكان الاتفاق سابقاً أن يكون إدارة المعابر لجهة مدنية، لكن ما حدث هو العكس ووفقٍ للمعلومات سيخصص جزء من واردات المعبر لهذين الفصيلين.
مصير مجهول
وقالت الصحفية التي فضلت عدم الكشف عن اسمها؛ “الشعب السوري في الشمال المحتل بات مغلوب على أمره وينتظر مصيره المجهول، هل سيتم تسليمهم للنظام السوري أو ستحدث مفاجئات جديدة تعيد الأمور لنصابها الطبيعية”.
ويقول مواطن مهجّر من بلدة سراقب يلقب بـ”أبو سعود” أنهم يرفضون التطبيع مع النظام السوري وفتح المعابر، لكن لا يمكنهم فعل شيء ويفضلون البقاء صامتين، لأن الأمر أكبر منهم ويتابع “الفصائل وتركيا ربما اتفقت على ترتيبات معينة مع النظام ونحن نرى أنها مسألة وقت فقط، وسنضطر جميعاً بعدما حدث من قتل وتشريد للمصالحة مع النظام السوري، وهذا أمر مؤلم لكنه يفرض علينا”.
النتيجة الواقعية لمجمل تطور الأحداث في الشمال السوري المحتل يشير إلى حدوث تغيرات كبيرة في السياسة التركية تجاه التطبيع مع النظام السوري، وهذا الأمر سينعكس على مستقبل سوريا، والجهة المستهدفة الأولى من هذا التقارب هي الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وتطويقها، وحصارها اقتصادياً وإحداث الأزمات في مناطقها، لكن السؤال الأهم هنا كيف سيكون مصير المناطق المحتلّة مستقبلاً وعلى رأسها عفرين؟