نوفمبر 14. 2024

أخبار

المتحدث باسم المجلس الإسلاميّ السوريّ باكياً على الهواء … لا يوجد قهر أكبر من هذا القهر

عفرين بوست ــ متابعة

خرج المتحدث باسم “المجلس الإسلامي السوري” مطيع البطين عن دائرة الصمت ليعلق على الأحداث الأخيرة، فتحدث عن نصف الحقيقة فيما يتعلق بمعاناة السوريين في تركيا، وبكى على الهواء خلال حديثه عبر قناة سوريا عن اللاجئين السوريين في تركيا، وعدم ثقة السوريين بالفصائل والمعارضة.

وأشار مطيع البطين إلى أنّ الناس يظنون أنّ المجلس الاسلامي في منأى عن تلك المعاملة، وذكر أن أحد أعضاء المجلس الإسلاميّ وأحد علمائه الكبار أوقفه أحد العنصريين الأتراك في الطريق وضربه على وجهه صفعتين، وقال “لا يوجد قهر أكبر من هذا القهر”.

وقال البطين إنّ الشعب السوري لا يثق بالفصائل ولا يثق بمن عيّنتهم الحكومة التركية ولا يثقون بالمعارضة، لأنّهم يعلمون أن هذه المعارضة لا تملك من أمرها شيئاً، وهذا جوهر المشكلة في البلد الذي نعيش فيه، وأضاف: “كل دولة تعيّن معارضة على هواها، وهذه منصات وليست معارضات”.

ما قاله البطين هو نصف الحقيقة، فقد انتقد سلوك عنصريين أتراك، ولكن دون إشارة إلى سياسة الحكومة التركيّة وتحميلها المسؤولية عن ضبط الأوضاع الأمنية على أراضيها ووضع حدٍ لأعمال العنف ضد اللاجئين السوريين.

كما ينطوي حديث البطين على مفارقة كبيرة، فالمجلس الإسلامي السوريّ الذي يمثله يُعدّ أحد مؤسسات المعارضة التي ترضى عنها تركيا، ولذلك حاول أن يستدرك ذلك بالقول بأن علاقة المجلس “محصورة مع رئاسة الشؤون الدينية التركية”. وأنّ الأتراك حددوا أطراً للتعامل مع السوريين والأبواب ليست مفتوحة للتواصل مع الرئاسة أو الداخلية وهناك أبواب موصدة”.

حديث البطين كشف عن حالة قهر وخذلان وفيما وصفه معلقون بأنّه خطاب متوازن وعقلانيّ وكلام جريء يتحدث بلسان كلّ سوريّ، فإنّ تأخر بعد سنوات من الصمت إزاء الانتهاكات، وإبداء مواقف الدعم والمباركة التي أعلنها المجلس الإسلاميّ للعمليات العسكرية التركية في سوريا واحتلال مناطق في شماليها؛ أطلق البطين حديث اللحظة الأخيرة، إذ لم يبق لدى المعارضة ومؤسساتها ما تخسرها على مفرق مسار التصالح مع النظام السوري الذي بدأته أنقرة بخطوات فعليّة؛ ولأن المعارضة ارتهنت إلى أنقرة طيلة السنوات الماضية، فإن تخليها عنها يعني نهايتها المخزية.

حديث مطيع البطين وتعبيره عن الخذلان بغاية الأهميّة، فهو يمثل أحد أركان واجهة التنظيم الإخواني المتمثل بالمجلس الإسلاميّ السوريّ الذي يقوده الشيخ أسامة الرفاعي، إلى جانب هيمة الإخوان المسلمون على المعارضة السوريّة، ويعد المجلس المرجعية الدينيّة لكل الميليشيات العسكريّة التي تقودها أنقرة. 

وكان مطيع البطين المتحدث باسم المجلس قد أصدر بياناً حول الأحداث الأخيرة التي وقعت في تركيا وناشد بعدم الانجرار وراء الفوضى وعدم التعامل بردات الفعل غير المنضبطة على سلوك بعض العنصريين ضد اللاجئين السوريين.

معايير طائفية للخطاب

يتبنى مطيع البطين معايير طائفية في خطاباته وكتاباته وفي تقييم الأحداث في سوريا. وعلى سبيل المثال يركز في أحاديثه على التغيير الديمغرافيّ في سوريا، ووفقاً له فالتغيير الديمغرافيّ أخطر بكثير من التقسيم، لأنّ التقسيم استهدافٌ للحدود. والحدودُ إما أن تكون ثابتة أو رخوة، مستقرة أو متبدلة وأما التغيير الديمغرافي فهو استهداف للوجود وبشكل أعمق وأوضح هو حرب الهوية.

إلا أنّ البطين يحصر التغيير الديمغرافي بالسياسة الإيرانية في سوريا من منطلقٍ طائفيّ، ويتجاهل الإشارة إلى سياسة الاحتلال التركيّ في المناطق التي تحتلها في سوريا وبخاصة في عفرين. وفي كتابه “الاحتلال الإيراني لسوريا” تحدث البطين عن حقيقة المشروع الإيراني، وفيه الاستيطان “التهجير القسري” وتغيير الهوية، ونشر الطائفية والعدوانية، ونشر التشيع.

ويعارض البطين ومعه المجلس الإسلاميّ السوريّ مسار التصالح بين أنقرة ودمشق، انطلاقاً من إدراك أنّ هذا المسار سيكون على حساب التنظيم الإخوانيّ، ووفق تجربة التصالح بين أنقرة والقاهرة، فقد تخلت الحكومة التركية عن الإخوان وأغلقت وسائل إعلامية إخوانية تعمل على الأراضي التركيّة وسحبت الجنسية من بعضهم، ويخشى الإخوان تكرار السيناريو نفسه مع إنجاز التصالح بين أنقرة ودمشق.

مطيع البطين (56 سنة) ينحدر من بلدة نوى ــ محافظة درعا، مهندس معماري وخريج شريعة إسلامية من جامعة الأزهر وعمل خطيباً في مساجد درعا ونوى منذ عام 1994. ومنها مسجد موسى بن نصير في درعا، غادر سوريا عبر الأردن.

ترأس البطين “رابطة أهل حوران”، وهي منظمة غير حكوميّة أنشئت بداية عام 2012م في الأردن، وتم تسجيلها في تركيا في 2014م، وتعمل على تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة في مدينة درعا وريفها ومدن سوريّة أخرى.

مطيع البطين كان عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوريّ، وهو متماهٍ في مشروع الإخوان المسلمين، وسياسة أنقرة في سوريا، وكتب الكثير في هذا السياق، وقدم برنامج “فقه الثورة”

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons