عفرين بوست ــ متابعة
على خلفية أحداث العنف التي شهدتها مدينة عفرين والعديد من المناطق المحتلة تم تداول تغريدة منقولة من صفحة على منصة إكس باسم متزعم ميليشيا “فرقة السلطان مراد” فهيم عيسى، امتدح فيها العلم التركي وعلى أنه “علم جميع المضطهدين… رمز خلاص المظلومين وأمانة شهدائنا…”، وأشار إلى إصدار أمر بقتل من يمس العلم.
المنشور المتداول كتب باللغة التركيّة في صفحةٍ على منصة إكس تحمل اسم فهيم أرطغرل عيسى Fehim Ertuğrul İsa، الذي يعبر عن الانتماء التركيّ بوضوح. وجاءت ترجمته كالتالي:
((العلم التركي هو علم جميع المضطهدين في هذه الجغرافيا. فالدولة التركية بالنسبة للمسلمين هي سفينة نوح في هذا العصر.
ومن يضع يديه على العلم التركي، رمز خلاص المظلومين وأمانة شهدائنا، فهو الآن عدونا، بغض النظر عمن يكون!
لقد أصدرت أمراً لجميع رجالي الشجعان أنه من الآن فصاعداً، إذا رأيتم قاطع طريق يتجرأ بما يكفي لتسلق سارية العلم، فهذا حقك، إنه حلال، ويجوز لك إطلاق النار عليه مباشرة في جبهته!
وعلى الجميع أن يعلم أننا نتابع كل التطورات بدقة ودقة. وسنبقي زملائنا ووطننا الحبيب على علم بالتطورات وفق الظروف اللازمة.
ولا ينبغي لأحد أن يقع فريسة للخلاف والاستفزازات على منصات التواصل الاجتماعي)).
نفى المكتب الإعلامي في ميليشيا “فرقة السلطان مراد” الثلاثاء 2/7/2024 مضمون المنشور المنسوب إلى فهيم عيسى، ونقل موقع عنب بلدي عن المكتب الإعلاميّ أنّ “الصفحة التي تحمل اسم فهيم عيسى في تطبيق X مزوّرة، وأنّه لا يملك أي حساب على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء X أو “فيس بوك” منذ أكثر من أربع سنوات، ودعا إلى الانتباه من هكذا منشورات منسوبة إليه”.
المفارقة أنّ العديد من المواقع الإعلامية التركيّة نقلت التغريدة حرفياً وأشادت بها، ومنها موقع Yeni Akit الذي قال إنّ الأحداث التي وقعت في قيصرى تحولت إلى استفزازات من قبل الأيدي السوداء، ووصفت ما قاله المدعو فهيم عيسى بأنه كان أفضل رد على الاستفزازات.
نفي الميليشيا لا يتناسب مع المواقف المعروفة للمدعو فهيم عيسى، فالثابت أنّه يكتب بالتركية لأنه أمي باللغة العربية، ومن جهة ثانية فهو متطرف في انتمائه التركيّ الطورانيّ، وهناك صور متداولة له يرفع فيها “عيسى” يده بإشارة “الذئاب الرمادية”. كما توثق العديد من الصور علاقته الوثيقة مع المسؤولين الأتراك ومنهم دولت بهجلي رئيس حزب الحركة القومية MHP التي تعتبر “الذئاب الرماديّة” جناحه العسكريّ، وكذلك وزير الداخلية التركيّ السابق سليمان صويلو.
كما أن المدعو “فهيم عيسى” مقرب من الاستخبارات التركية التي أسست الميليشيا اعتباراً من كونها كتيبة عام 2012 في مدينة حلب، ومن ثم لواء عام 2013، وتحولت إلى فرقة في بداية عام 2015.
كشف الناطق باسم القائد العام لـ”الجيش الوطني السوري”، اللواء أحمد المسماري، في 23/3/2020 أنّ المدعو فهيم عيسى هو المرافق الشخصي للمدعو أبو الفرقان الذي يعرف بأنه “سليماني تركيا في سوريا”، وهو ضابط بالجيش التركي، مهمته قيادة القوات التركية والمرتزقة الأجانب في ليبيا.
وفي تأكيد إضافيّ لاعتماد سلطات الاحتلال على ميليشيا “السلطان مراد”، تستولي الميليشيا على القرى الحدودية في ناحية بلبله وتقوم بمهمة حرس الحدود، كما تستولي على قرى في ناجية شرا ولها مقرات في حي عفرين القديمة في مركز مدينة عفرين.
———-
رابط الموقع التركي: