عفرين بوست – متابعة
قرية قنتره/قنطرة Qenterê، الاسم من “القنطرة ” في البناء، وهي تسمية كردية، ويقال إنّها تعود لبقايا بناء أثري قديم على شكل قنطرة في القرية، فيما يقول عبد الله الحلو عن كلمة قنطرة بأنّها تعريب من الآراميّة والسريانيّة، وهناك من يرى بأنّ أصلها يوناني أو لاتيني /ص53/.
تقع قنطرة على قمة مرتفع ينحدر بشدة وتتصل من الجهة الشرقيّة ببلدة معبطلي وتتبع لها وتبعد عنها 500 م، وعمرها حوالي 400 عام.
وهي قرية متوسطة تقع في القسم الأوسط لجبل الكرد، فوق هضبة كلسية عالية، تربتها غضاريّة، تنتشر عليها الأحراج والمراعي، ويعمل سكّانها بالزراعة البعلية وأهم الزراعات: الزيتون، الحبوب، البقول، اللوز، المشمش، الرمان، الجوز والأشجار المثمرة الأخرى، إلى جانب تربية الأغنام والماعز والأبقار. تؤمن مياه الشرب من بئر جنوب شرقي القرية ومن نبع (بربعوش) على مسافة 2كم شمال القرية أو تُجمع من مياه الأمطار في صهاريج (خزانات أرضية).
تتألف القرية من200 منزل، وكان عدد سكّانها المقيمين يتجاوز ألف نسمة من الكُـرد الأصليين، نزحوا جميعاً إبان العدوان التركي، وعاد منهم فقط 40 عائلة أي ما يعادل 200 نسمة، وتم توطين نحو 150عائلة (800 نسمة) من المستوطنين، أغلبهم من الغوطة والرستن.
كانت تسيطر على القرية ميليشيا “الجبهة الشامية” وكان لها مقرّات عسكرية في بلدة معبطلي، فيما اتخذ الجيش التركيّ من فيلا المواطن “حسن حمو” مقراً عسكريّاً، وقد أخلاه لاحقاً؛ وبعد طرد الشامية في تشرين الأول/أكتوبر 2022، سيطرت ميليشيا “فرقة السلطان سليمان شاه” على القرية.
تعرّضت القرية للقصف أثناء العدوان التركيّ وتم احتلالها في 18/3/2018، ونتيجة الحرب وانفجار ألغامٍ أرضيّة، تدمرت ستة منازل بشكلٍ كامل تعود للمواطنين “شيخو إيبو شاشو، منان عارف، محمد حسين حيدر، أحمد حجيكو، محمد كيفو، محمد أوسيه”، وفيما أصيب منزلا المواطنين “أيوب حيدر، محمد عمر علي” بأضرار جزئيّة.
ونتيجة قصف القرية في 24/2/2018م، استشهد الطفل إبراهيم رشيد رشو (5 سنوات) وأصيب شقيقه حسين رشيد رشو (9 سنوات) ووالده بجروح، وكانت العائلة قد نزحت من قرية جولاقا- جنديرس إلى قنتره.
واستشهد من أهالي القرية كل من:
– نزار محمد يوسف (39 سنة) في 20/3/2018، بانفجار لغم أرضي في منزلٍ بالقرية.
– محمد يوسف يوسف (69 سنة) في 2/4/2018م، بانفجار لغم أرضي في طريقٍ بالقرية.
– مسعود منان عمر (35 سنة) في 9/4/2018م، بانفجار لغم أرضي أمام منزل جيرانه في القرية.
– الطفلان الشقيقان سيامند شيخ نعسان بن أحمد (8 سنوات) وحسن شيخ نعسان بن أحمد (11 سنة) بانفجار لغم أرضي بساحة منزل مهجور بالقرية في 28/4/2018.
– عارف حسين جلو (62 سنة) في 29/6/2018، بانفجار لغم أرضي قرب منزله في القرية.
سرقت الميليشيا معظم محتويات المنازل قبل عودة بعض الأهالي، من مؤن وأواني نحاسية وزجاجية وأدوات وأسطوانات الغاز وتجهيزات الطاقة الكهربائية وغيرها، وقسم من كوابل شبكتي الكهرباء والهاتف الأرضي العامة، ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) عائدة لـ “محمد عمر علي”؛ وسُرقت سيارات (تكسي كيا ريو لـ “علي محمد مراد”، تكسي سابا لـ “مصطفى يوسف”، تكسي لـ “نزار محمد يوسف”) بعد أن تركوها في مدينة عفرين إبّان النزوح الأخير.
واستولت الميليشيا على معظم أملاك المهجّرين قسراً، منها لـ”محمد حسن، أمين جالو، أولاد إيبش، 3000 شجرة زيتون للمرحوم العميد منان علي”، وفرضت إتاوة على إنتاج مواسم المواطنين المتبقين مقدارها 10-15/%، علاوةً على السرقات التي طالت ولا تزال مواسم الزيتون والعنب والسمّاق وغيره، إضافة إلى الرعي الجائر لقطعان الغنم من قبل رعاةٍ مدعومين من المسلحين، وكذلك القطع الجائر لأشجار الزيتون منها 60 شجرة زيتون عائدة لعائلة المرحوم منان علي، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2018 شهدت القرية حملة قطع آلاف الأشجار.
في عملية سطو كبيرة نفذتها مجموعة من عناصر فصيل مسلح، تعرضت لها معصرة الخيرات (معصرة الشيخ حسين سابقاً)-طريق كتخ دروميه، ليلة ٢٥/١٢/٢٠١٨، تمت سرقة /1500/ تنكة زيت زيتون، واحتجاز العمال والمتواجدين، وضرب بعضهم وتركهم في مكان أبعد-قرب قرية كَلا، مما دفع بصاحب المعصرة محمد علي سينه من قرية قنطرة إلى إغلاقها، وهو الذي دفع فدية كبيرة سابقاً لاسترجاع آلاتها من أيدي لصوص سرقوها أثناء احتلال المنطقة؛ وبعد عامين كشف منشقون عن “فرقة السلطان سليمان شاه” أنّ “محمد الجاسم أبو عمشة” متزعم الفرقة وجماعته قاموا بتلك العملية.
في 2/2/2019 أقدم مسلحون على تدمير ونبش مزار ديني قرب قرية قنطرة، وتداول ناشطون صوراً تظهر حفر وتدمير مزار (آف غيري) الخاص بالكرُد العلويين والواقع في وادي بيري بالقرب من قرية قنطرة، بعد بحث مسلّحين عن قطع أثرية.
في آب 2018 داهمت مجموعة مسلحة ملثمة منزل المرحوم المحامي داود عمر- نائب رئيس المجلس المحلي لبلدة ماباتا في حينه، وانهالوا عليه وعلى زوجته أمينة وشقيقته سلطانة بالضرب المبرح، ونُقل على إثره الى مشفى بعفرين لتلقي العلاج.
تعرّض تل ومزار “بربعوش Berbeʼûş الإسلاميّ الكائن بين بلدة “مابتا” وقريتي “قنتره وعربا” لعمليات حفر ونبش وتخريب بالآليات الثقيلة بحثاً عن الآثار والكنوز وسرقتها، ما أدى لتسوية التل بشكلٍ شبه كامل.
مجزرة الأطفال
في 2/12/2019 استهدف القصف المدفعي لجيش الاحتلال التركيّ بلدة “تل رفعت” أسفرت عن مجزرة معظم ضحاياها من الأطفال، وبلغ عدد الشهداء 12 بينهم 8 أطفال، وأصيب 12 شخصاً بينهم 7 أطفال، ومن أبناء قرية قنتره الشهداء: حمودة محمد علي (11 سنة)، عماد أحمد كيفو (9 سنوات). ومن المصابين: محمد أحمد كيفو (10 سنوات).
استشهاد مسن بإطلاق نار
في 9/2/2019، أطلق مستوطن من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية النار على المواطن الكردي المسن علي قلندر (80 سنة) من أهالي بلدة معبطلي أثناء رعيه أغنامه في أرضه قرب قرية قنطرة، دون أسباب واضحة من بناء مجاور، ومطلق النار ابن متزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية”، واُستشهد المسن الكردي في اليوم التالي.
جريمة مركبة انتهت بالوفاة
بتاريخ 19/12/2023 توفي المواطن الكردي حميد محمد أحمد (42 سنة) من أهالي قرية قنطرة بعد تدهور وضعه الصحيّ إثر تعرض لعملية اغتيال عبر دعسه بسيارة عسكريّة عند مفرق قرية جوقه/جويق.
المواطن حميد كان يعمل في المنطقة الصناعيّة بمركز مدينة عفرين المـحـتلة واُختطفته مجموعة مسلحة مجهولة التابعية لعدة ساعات، وتعرّض للتعذيب وسلبوه ما في حوزته من أغراضه شخصيّة ومبلغ مالي مقداره (500) دولار أمريكيّ، وأطلقوا سراحه عند مفرق قرية جوقه/ جويق ليذهبَ إلى عمله، إلا أنه قفل راجعاً إلى قريته قنطرة لسوء حالته، ولم يكن قد مشى طويلاً على قدميه عندما قامت تلك المجموعة المسلحة بدعسه بسيارتها العسكريّة، وفروا هاربين. بعض المارة من المكان نقلوه إلى مشفى بمدينة عفرين، ثم إلى مشفى الدانا بريف إدلب وبسبب خطورة وضعه الصحيّ تم نقله إلى مشفى بمدينة مرسين التركيّة، وبقي نحو 10 أيام بالعناية المركزة بحالة غيبوبة تامة حتى وفاته في 19/12/2023.
طعن طالب كردي بالسكاكين
بتاريخ 25/2/2024م، في المدرسة الثانوية ببلدة مابتا/معبطلي، أثناء الدوام الرسمي، اعتدى أربعة طلّاب- لم نتمكن من معرفة أسمائهم- من أبناء مستقدمي ريفي حلب وحماه على زميلهم في الصف الحادي عشر الطالب الكردي “شيار إبراهيم عمر /17/ عاماً” من أهالي قرية “قنتره/قنطرة” المجاورة بالضرب والسكاكين، إحداها “حربة سلاح”، بهدف قتله، فأصيب بجراح بليغة، حيث تمّ إسعافه وإدخاله إلى العناية المشدّدة في مشفى أمانوس بعفرين، وأنقذت حياته، ولا يزال طريح الفراش؛ كما حاولت تلك المجموعة المعروفة بالسلوك السيء في الأثناء بالاعتداء أيضاً على مدرّس حاول تخليص المعتدى عليه، وعلى طالب آخر صديق لـ”شيار”.
واعتقلت ميليشيا الشرطة المدنية في ناحية موباتا أربعة كُرد على خلفية جريمة اعتداء طلاب مستوطنين على الطالب الكرديّ شيار إبراهيم عمر (17 سنة) من أهالي قرية قنتره/قنطرة، بالضرب والطعن بالسكاكين. والطلاب المعتقلون هم فرهاد حنيف محمد من قرية قنتره/قنطرة، وهو زميل “شيار” في الصف، وثلاثة طلاب آخرون هم: غيفارا إبراهيم محمد، محمد علي جمكي بن حسين، محمد رضوان مصطفى من قرية عربا/ عرب أوشاغي التابعة لناحية موباتا.
يقود المجموعة التي قامت بالجريمة المروعة طالب يدعى “محمد” وهو المسبب الأساسيّ، وهو ابن المدعو “الشيخ عبد السلام” المتزعم في ميليشيا “السلطان مراد” ومعه ابن عمه، والثالث ينحدر من محافظة حماه، ولم يعرف الرابع. وكان بحوزة الأربعة لدى قدومهم إلى المدرسة أدوات حادة (3 سكاكين وحربة بندقية حربيّة). والمجموعة المعتدية معروفة بسلوكها المتنمر وعدوانيتها وتطاولها على بقية الطلاب، ولكن هذه الحادثة هي الأعنف، وقد شكّل هؤلاء الأربعة ما يشبه العصابة، والمسألة معلومة منذ أربعة أشهر، وبسبب سلوك المجموعة العدوانيّ انتقل عدد من الطلاب من المدرسة، ولم تتخذ أي إجراءات إدارية بحقهم، ويبدو أنّ الإدارة والمدرسين يتخوفون من تداعيات الشكوى بحقهم، أو أنّهم تقدموا بشكوى ضدهم ولم تستجب الجهات المختصة.
بعد الاعتداء على “شيار” حاولت المجموعة نفسها الاعتداء على مدرس أيضًا تدخل لمنع طعن “شيار”، وكذلك على طالب آخر هو صديق مقرب له. وتؤكد حيثيات الجريمة وتفاصيلها والطعنات الحادة التخطيطَ المسبق للجريمة ونية القتل.
الاعتقالات والاختطاف
تعرّض المتبقون من أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات، منها الاختطاف والاعتقال التعسفي بحق معظمهم، ترافقاً بالإهانات والتعذيب والابتزاز المادي، بعضهم لأكثر من مرّة.
– في 31/4/2018، اختطف مسلحو ميليشيا “الجبهة الشاميّة” برفقة جنود أتراك الشاب روني محمد عبد الفتاح إيبش (28 سنة) من أهالي قرية قنطرة. بتهمة الانتماء لقوات الأسايش إبان الإدارة الذاتية السابقة وأفادت شهادة مواطن مفرج عنه بوجوده في سجن الراعي والمواطن روني متزوج ولديه طفل.
وفي نوفمبر 2019 ولقاء تأمين مكالمة بين الشاب روني وعائلته قبض مسلح مبلغ 600 دولار، قبل نحو شهر، والمكالمة كانت قصيرة جداً، قال فيها “أنا لازلت حياً”، دون السماح له توضيح مكان احتجازه أو صحته.
وقامت عائلة الشاب المختطف بتوكيل محامٍ من أهالي إعزاز، والذي تقاضى بدوره مبلغ 500 دولار أمريكيّ مقابل السعي للإفراج عنه، لكن دون أن يتمكن من فعل أي شيء لهم.
– بتاريخ 12/7/2018 الجبهة الشامية والجنود الأتراك اعتقلوا المواطن فهمي أحمد حنان (34 سنة) من أهالي قرية قنطرة واقتيد إلى جهة مجهولة.
– في 29/6/2019، أقدمت ميليشيا “الجبهة الشامية” على مداهمة قرية قنطرة التابعة واختطاف عدد من المواطنين عرف منهم 1 – يوسف عبدو حنان ( رعبو)، 2 – جوان مراد حنان ( جانو )، 3 – بطال فريد بطال يوسف، 4 – علي حنان شيخو، 5 – أحمد عبدو بالي، 6 – حسن شكري حنان شيخو، 7 – علي شكري حنان شيخو، 8 – محمد عمر أخرس ( مختار قنطرة)، 9 – خليل منان يوسف، 10 – خليل إيبش خليل، 11- محمد يوسف يوسف (جولاق)، 12 – أحمد رشيد دادو. 13 – فوزي محمد مراد علي، 14ــ علي بريمو ابو آري، 15 ــ رشيد قلندر، 16ــ مصطفى رشيد قلندر، 17ــ زهير شعبو، 18ــ حسين حجي.
ــ خلال أيام ٢٦-٢٧/١١/٢٠١٩، اختطفت ميليشيا “الجبهة الشامية” أكثر من 15 كردياً بينهم كبار في السن من أهالي قرية “قنتره ومركز ناحية “موباتا، بحجة مشاركتهم في الحراسة الليلية أثناء الإدارة السابقة وفرضت الميليشيا مبلغ مئة ألف ليرة سورية على عائلات المختطفين لقاء إطلاق سراحهم، فيما وثق ناشطون أسماء بعض المختطفين، وهم كل من: (رمزي شعبو، محمد محمد علي، خليل بكر، أحمد كلخاش، علي محمد مراد، رمزي حنان عثمان، خليل منان يوسف، نبي خليل حنان، آذاد أحمد حنان، محمد أحمد حنان، أحمد أصلان، نعام أحمد حنان، محمد ربيع يوسف، علي حنان شيخو، عبد الرحيم محمد شيخ نعسان، خليل حنان خليل “مختار قرية قنطرة).
ــ بتاريخ 3/12/2019، اختطاف 3 مواطنين من أهالي “قنطرة، وهم: حسين منان عمر، فريد بطال يوسف، إدريس محمد نعسان، وفرض مبلغ قدره 100 ألف ل.س على كل منهم للإفراج عنهم.
ــ في 4/12/2019، اعتقال 5 مواطنين من أهالي قنطرة من قبل المخابرات التركية والشرطة العسكرية والمعتقلون هم: عدنان عمر، حسين شكري حنان، علي شكري حنان، منان منان شيخو علي، حسين عبدو حنان (رعبو)، مصطفى مختار بن علي، كريم ماميش، أحمد دامرجي بن حنان.
ــ على خلفية محاولة اغتيال المدعو أبو محمد حزواني متزعم في ميليشيا الجبهة الشامية بعبوة ناسفة في 18/12/2020، اختطف عشرات المواطنين من أهالي ناحية موباتا وطال الاختطاف المواطن عنايات إيبش من قرية قنطرة مع ثلاثة من أبنائه.
ــ في 7/10/2021، اعتقلت الاستخبارات التركية رفقة مسلحي ميليشيا الشرطة العسكرية المواطنين الكرديين: نعام أحمد حنان (50 سنة)، خليل حنان حنان (48 سنة) من منزلهما في قرية قنتره، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية سابقاً.
ــ في 10/10/2021 اعتقلت الاستخبارات التركية المواطن خالد عبد الفتاح إيبش (48 سنة) من منزله الكائن في قرية قنتره بتهمة قيامه بنقل الأهالي إلى مراقد الشهداء والمشاركة في مراسم تشييعهم، كونه كان يعمل سائقاً على حافلته الخاصة بالنقل العمومي. وأفرجت عنه في 17/10/2021 بعد دفع غرامة ماليّة مقدارها 1500 ليرة تركيّة لمحكمة الاحتلال في مدينة عفرين.
ــ في 25/11/2022، اعتقل المواطن حنان خليل حنان (38 سنة) من أهالي قرية قنتره، وهو عضو في المجلس المحلي، من قبل ميلشيات “شرطة معبطلي”، واقتيد إلى عفرين.
ــ في 25/8/2023 اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكرية المواطن محمود محمد حنان من أهالي قرية قنطرة التابعة لناحية موباتا في عفرين المحتلة واشترطت المرتزقة 1000 دولار أميركي على المواطن لعدم التعرض له
– فجر السبت 29/6/2019، افتعلت ميليشيات الجبهة الشامية حادث تفجير لغمٍ مع إطلاق النار، لتتخذه حجةً في القيام بحملة مداهمات وحشية مرعبة تُنفذها مئات العناصر المسلحة، بدءاً من الساعة السادسة مساء ذات اليوم ولغاية منتصف الليل، في مركز ناحية معبطلي وقريتي قنطرة وحُسيه القريبتين منها؛ حيث شملت جميع منازل السكان الكُـرد المتبقين، ورافقها خلع وتكسير أبواب والعبث بأثاث البيوت، إهانة وضرب الرجال والنساء والأطفال وكبار السن بالعصي وأخمص البنادق الحربية مع إطلاق عيارات نارية تخويفية، أدى إلى إصابة البعض بجروح ورضوض وكسر عظام، إذ كُسر عظم الحوض للمواطن علي بريمو /58/ عاماً من معبطلي وأُجهضت امرأة في قنطرة، وجرت اعتقالات عشوائية لحوالي (/110/ من معبطلي، /20/ من قنطرة، /5/ من حسيه) بينهم كبار سن، حيث أُطلق سراح جميعهم خلال 24 ساعة بعد أن تم تعذيب بعضهم بشدة في مقرّ الشامية بمبنى “شركة المياه- معبطلي”، إضافةً إلى سرقة مبالغ مالية وهواتف خليوية؛
التعرّض لإمام مسجد
خلال خطبةِ يوم الجمعة 10/7/2020 في مسجد أسامة بن زيد، بحي المحموديّة في مدينة عفرين، اعترض مستوطنون على الخطبة وتهجموا على الخطيب “الشيخ أمين” من أهالي قرية قنطرة، واتهموا الشيخ الكُردي بالكفر، رغم أنَّ مضمون الخطبة كان حول تعاليم الإسلام الحنيف في حُسن المعاملة والمساواة والرحمة بين الناس دون تفريقٍ بين العرق أو اللون أو القوميّة. وضرب المعترضون طوقاً حول الجامع بانتظار خروج الخطيب من الجامع ليعتدوا عليه، إلا أنّ البعض تدخل وقاموا بتأمين سيارة للخطيب وإبعاده عن المكان، علماً أن خطب الجمعة تأتي جاهزة ومُعدة من قبل الوقف التركيّ في عفرين المُحتلة، وتصب كلها في إطار تجميل الاحتلال وشرعتنه.
وكان مسلح قد اقتحم جامع أسامة أبو زيد مع سلاحه دون احترام حرمة المسجد، وهدد الشيخ بألا يقول ذلك، وقال إنّ ما فعلوه ويفعلونه في عفرين هو أخذ الغنائم وليس سرقة.
قنترة بعد سيطرة العمشات
ــ بعد طرد ميليشيا “الجبهة الشامية وسيطرة ميليشيا سليمان شاه/ العمشات على قرية قنترة، وبعد انتهاء موسم الزيتون فرضت الميليشيا في كانون الأول/ديسمبر 2022 إتاوة مقدارها /25/ ألف دولار أمريكي على خمس معاصر للزيتون في بلدة “معبطلي” وقريتي “قنتره/قنطرة وحسيه/ميركان.
ــ في 23/5/2023 أوعزت ميليشيا “العمشات” لعناصرها المنتشرين على مداخل قرية قنطرة بتدقيق هويات المستوطنين الذين تلقوا مبلغ 150 دولار أمريكي، تم توزيعها من قبل منظمة “بنفسج” في اليوم السابق. وحصلت الميليشيا بأسماء المستفيدين من المستوطنين من المساعدة المالية التي وزعتها المنظمة وذلك بالتواطؤ مع مختار القرية، وفرضت عليهم التبرع بمبلغ 50 دولار أمريكي، تحت تهديد الاعتقال أو الطرد من القرية.
ــ ذكرت عفرين بوست في 1/4/2024، أنّ ما يسمى المكتب الاقتصادي والأمني في ميليشيا “العمشات” قام بإعادة جرد الملكيات الزراعيّة في بلدة موباتا/معبطلي والتي تشمل في معظمها حقول الزيتون. وأدرج كافة الحقول التي لا يتواجد أصحابها أو لا تتوفر لها وثائق الملكية أو هي من حصص ورثة غير موجودين تحت اسم “الوكالات”، وفرض إتاوة /3.5/ دولار على كل شجرة منها (بصرف النظر عن إثمارها)، وتمّ تحصيل مبالغ كبيرة بالضغط والتهديد.
وجاء فرض الإتاوات قبل أن يحين موسم الزيتون القادم بعشرة أشهر؛ وبعد انتهاء موسم الزيتون والذي بلغ حجم مبالغ الإتاوات التي تم تحصيلها خلال الموسم السماق ما يقدر بنحو 27 مليون دولار أمريكيّ، وتم البدء بجرد ممتلكات قرية قنتره/قنطرة المجاورة بذات الغاية.
————-
المصادر
ــ شبكة عفرين بوست الإخبارية.
ــ التقارير الأسبوعية لحزب الوحدة الكردي “يكيتي”
ــ عفرين… نهرها وروابيها الخضراء ــ عبد الرحمن محمد
ــ جبل الكرد (عفرين) دراسة جغرافية ــ الدكتور محمد عبدو علي