نوفمبر 09. 2024

مسؤول أممي: القوات التركية وميليشيات الجيش الوطني يطردون الكرد من عفرين ويستقدمون العرب بدلاً عنهم

عفرين بوست ــ متابعة

أكد منسق منظمة مراقبة حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” في الأمم المتحدة، لويس شاربونو، أن القوات التركية وميليشيات الجيش الوطني “يطردون” الكرد من مناطق عفرين، ويستقدمون بدلاً عنهم العرب “من المناطق الأخرى في سوريا”، رافضاً اعتبار ذلك تغييراً ديموغرافياً “ممنهجاً”.

جاء ذلك في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية في الولايات المتحدة تم بثها أمس 20 أبريل.

وأشار شاربونو إلى أن الكرد يتعرضون إلى “سوء معاملة” في عفرين، و”سوء معاملة في السجون، وتعذيب، وعنف جنسي، واعتقالات تعسفية، بما في ذلك اعتقال الأطفال”.

أكد لويس شاربونو على مضمون تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم والمعنون “كل شيء بالسلاح” ووصفها بأنها الرسالة الرئيسية للتقرير، وسوريا تواجه الكثير من أعمال العنف. فقد زاد مستوى الهجمات على المدنيين كثيراً منذ الخريف الماضي، في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.

وأشار إلى أن لجنة التحقيق منذ تشكيلها عام 2011 حتى عام 2024. وثقت عدداً كبيراً من الجرائم والانتهاكات ضد القانون الدولي، وتقول إنّ الوضع يزداد سوءاً. لقد شهدنا زيادة في أعمال العنف في الماضي، لكن تقرير اللجنة هذا على وجه الخصوص يحتوي (يوثق) على الكثير من أعمال العنف.

وذكر شاربونو أنه بسبب تركيز العالم على الوضع الرهيب في غزة والدعوات الدوليّة لوقف إطلاق النار؛ تم التخلي عن الوضع في سوريا. والشعب السوري متعب، لقد قضوا نحو 13 عاماً في مشاهدة أخبار العنف والانتهاكات، بينها هجمات بالأسلحة الكيمياوية، واختطاف وتعذيب وصعود وسقوط تنظيم داعش. 

ونقل شاربونو عن اللجنة قولها بوضوح أن داعش لازال يمثّل قوة في سوريا ولم ينته بعد. وهم قادرون على ارتكاب الكثير من أعمال العنف. وذلك بالتوازي مع ما تقوم به روسيا. وفي شمال سوريا هناك خشية من العمليات التي تنفذها تركيا. ووصف الوضع بأنه رهيب جداً للمدنيين الذين لا يعرفون إلى أين عليهم أن يلجؤوا. وعودة السوريين إلى بلادهم، محفوفة بالمخاطر، ولا مبرر لذلك. 

حول الانتهاكات المتعلقة بقطع أشجار الزيتون، والعنف، والاعتداء على النساء أشار شاربونو إلى أنّ القوات التركية تعمل مع ميليشيات الجيش الوطني التابعة للجيش التركي. وتركيا تغضّ الطرف عن ميليشيات الجيش الوطني والقوى الأخرى المتحالفة معها.

وقال: لقد شهدنا العديد من الانتهاكات هناك، ليس على يد الجيش الوطني وحسب، بل على يد القوات التركية أيضاً، وهي مستمرة منذ فترة طويلة. وأضاف: نعلم أن القوات التركية سمحت بقطع هذه الأشجار و(الاستيلاء على) محصول الزيتون الذي تشتهر به عفرين. نعلم أن منتجات الزيتون تباع في تركيا، والتفسيرات التي سمعناها لا يمكن اعتمادها. يقولون إنهم لو لم يفعلوا ذلك، لكان حزب العمال الكردستاني سيحصل على أرباحها.

وتابع شاربونو: سلب المصادر الضرورية لمعيشة بعض السكان ليس مبرراً. لقد رأينا أموراً أخرى أيضاً، مثل سوء معاملة السجناء، التعذيب، العنف الجنسي والاعتقال العشوائيّ، من ضمنه اعتقال الأطفال. على السلطات التركيّة أن توقف هذه السلوكيات. في الحقيقة، لقد وجّهنا رسائل إلى السلطات التركية قبل أن ننشر تقريرنا، قبل أسابيع، لكننا لم نتلق أي رد، وما زلنا نأمل أن نتلقى رداً.

المسؤول الأمميّ أقر بعمليات تبديل السكان وتردد في توصيفها فيما إذا كانت ممنهجة أم لا، وقال: “لقد حدث بعض التغييرات الديمغرافية المتعمدة والواضحة. تقوم القوات التركية والجيش الوطني السوري بإبعاد الكرد من تلك المناطق، وتستقدم بدلاً عنهم عرباً من مناطق أخرى في سوريا، وهذا شيء ينبغي ألا يحدث. هم أهل المنطقة وينبغي السماح لهم بالعودة إلى ديارهم. كما رأينا أنّهم طردوا سوريين من تركيا ونقلوهم إلى تلك المناطق. لقد سمحت تركيا بدخول عدد كبير من اللاجئين إلى أراضيها، والآن على حد علمنا، يعيدون العديد من أولئك اللاجئين وأقاموا مناطق باسم “مناطق آمنة” في سوريا، وهي مناطق غير آمنة. تقوم القوات التركية بطرد العوائل الكردية إلى خارج مناطق معينة، وتستقدم بدلاً عنهم آخرين، وهذه محاولة واضحة للغاية للتغيير الديمقراطي في تلك المناطق”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons