عفرين بوست ــ متابعة
قال عضو البرلمان الألمانيّ عن حزب البديل من أجل ألمانيا AFD، مارتن زيشارت، ان الحكومة الألمانية “لا تهتم بمراقبة الوضع في عفرين، لأنّ تركيا حليف لألمانيا وعضو في حلف الناتو وكثيراً ما يعملان، رغم أن هناك العديد من انتهاكات حقوق الإنسان واغتصاب النساء والتغيير الديمغرافي في عفرين”.
وجاء حديث مارتن خلال لقاء أجرته معه قناة رووداو الكرديّة، وتم بثه أول أمس الاثنين 15/4/2024
حقوق الإنسان في سوريا سيئة
في تقييمه لحالة حقوق الإنسان في سوريا قال مارتن زيشارت: الوضع سيء للغاية فرغم القضاء على داعش في العديد من الأماكن، لا يزال لديهم بعض النشاط، لدينا الوضع في شمال سوريا في منطقة عفرين التي يحتلها الجيش التركيّ، حيث لدينا مشاكل كبيرة في مجال حقوق الإنسان.
وأشار مارتن إلى أنّ تزايد نشاط داعش في سوريا، سيؤدي إلى زيادة انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، لأنّ داعش لا يهتم بحقوق الإنسان للذين لا يؤمنون بالإسلام وحتى للمؤمنين به. فالاستماع إلى الموسيقى مثلاً أو عدم المشاركة في كل شيء يرتبط بشهر رمضان، يعد ذلك انتهاكاً خطيراً ويعاملون هؤلاء بعنف شديد. لذلك فإن تنظيم داعش يمثل مشكلة كبيرة لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
ألمانيا لا تهتم بوضع عفرين لأن تركيا حليفتها
فيما يتعلق بوضع عفرين يقول مارتن زيشارت: لدينا مشكلة كبيرة، فالحكومة الألمانية لا تهتم بمراقبة الوضع في عفرين لأن تركيا حليفة لألمانيا وهي عضو في الناتو وكثيراً ما يعملان معاً. ولأنّهما يعملان معاً بشكل وثيق، تقول الحكومة الألمانية إنّها لا تريد أن تدخل في مواجهة مع تركيا. ولذلك يحاولون إبقاء الوضع في عفرين تحت الغطاء ويتجنبون الحديث عنه. لا يمكنك العثور على الكثير من التقارير حول هذا الموضوع في الإعلام الألمانيّ. ولهذا قررنا أن نحاول إثارة هذه القضية في البرلمان الألمانيّ، لأننا في الحقيقة لا نجد في الحكومة الألمانيّة أحداً يهتم بهذه القضية، رغم أننا نرى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والاعتداءات الجنسية وجرائم القتل هناك. نقول إنّه يجب أن نتحدث عن قيام تركيا بهذه الأشياء، حتى لو كانت حليفة لألمانيا. يجب أن نتحدث ويجب ألا نستمر بقبول هذا الوضع.
تقول الحكومة الألمانية إنّها لا تريد أن تدخل في مواجهة مع تركيا. ولذلك يحاولون إبقاء الوضع في عفرين تحت الغطاء ويتجنبون الحديث عنه.
وأضاف مارتن: يحاولون أن يفعلوا كل شيء. كما تعلمون، لدينا الملايين من الأتراك يعيشون في ألمانيا والحكومة تريد أصواتهم كناخبين وتريد العمل مع تركيا في الناتو، وربما تريد أيضاً العمل معها ضد روسيا. لذلك لا يريدون التصادم مع تركيا. يتجنبون الحديث عن الأشياء السيئة التي تفعلها تركيا أو الجيش التركي. لذلك لا يريدون الحديث عن الوضع في عفرين بأي شكل من الأشكال، بل يحاولون التغطية عليه قدر الإمكان لكيلا يصبح فجأة موضوع الساعة لدى الرأي العام الألماني، لأنه يجب حينها أن تعمل ألمانيا عليه، فحقوق الإنسان تنتهك هناك. تقول السياسة الخارجية الألمانية إنها تريد تبني سياسة نسوية، لكننا نرى النساء يتعرضن للاعتداء الجنسي في عفرين وهناك العديد من انتهاكات حقوق الإنسان ضد المرأة. لذا، يجب عليهم إذا رأوا ذلك، أن يعملوا عليه، ولهذا يحاولون عدم رؤيته، وعدم تداوله في الإعلام، وعدم التحدث عنه حتى يتجنبوا فعل شيء حياله.
ووصف مارتن التغيير الديمغرافيّ في عفرين بأنّه مشكلة كبيرة والأمر لا يقتصر على دخول وخروج أفراد وحسب. فعندما يكون هناك مثل هذا التغيير الكبير، تجد أن الحكومة التركية تفعل ذلك فعلاً وبشكل متعمد لتغيير السكان في منطقة ما. وهو نفس وضع الشعب الإيزيدي في سوريا عندما دخل عليهم داعش وحاول طرد الأهالي من تلك المناطق. هذا أكبر انتهاك لحقوق الإنسان، أن تطرد الناس من وطنهم وتستبدلهم بأناس من قوميات أخرى ومحاولة تغيير سكان منطقة يعيشون فيها منذ مئات السنين. هذا من أكبر انتهاكات حقوق الإنسان. ولهذا فإنّ العالم لا يريد مثل هذه الحرب. هذا نوع من جرائم الحرب الكبرى التي ترتكب في عفرين. إن كان العالم يريد أن يكون مكاناً حراً، وإن أراد أن يكون مكاناً للحقوق، فعلى حكومات العالم ألا تشيح بوجوهها عن هذا، بل يجب أن تتعامل مع الوضع وتضع حداً لقيام الأتراك بذلك. كما نرى وضعاً آخر أحدثته تركيا وهو مشابه ويحدث في منطقة ناغورنو كاراباخ الأرمينيّة التي احتلها الأذربيجانيون بدعم من تركيا. هناك أيضاً يوجد تغيير سكانيّ وعلينا إيقاف ذلك. لماذا لا تحتل تركيا منطقة أخرى وتغير سكانها؟ يجب ألا نقبل بهذا الوضع في عفرين. علينا أن نوقفهم أينما كانوا.
وحول تواصله الشخصي المباشر مع أهالي عفرين قال مارتن: لديَّ اتصالات كثيرة مع الأشخاص الذين يحاولون حماية حقوق الإنسان في هذه الحالة مع مدنيين. لدي صديق عزيز اسمه د. أكرم نازان، من مواليد تلك المنطقة وله أقارب هناك، دفن والداه هناك جراء الزلزال الذي ضرب منطقة عفرين. هناك أيضاً العديد من الأشخاص الذين يقدمون لي معلومات حول الوضع هناك ويمكنني رؤية صورة جيدة عنه. يوجد أشخاص أقوياء وشجعان للغاية هناك يحاولون الاهتمام بالناس، لكن الأمر صعب جداً تحت ضغط القوات التركية التي تحاول منع وصول أي معلومات حول حالة حقوق الإنسان في عفرين إلى أي مكان في العالم.
وحول وضع الإيزيديين في عفرين ودعمهم على غرار المساعدة الألمانية لإيزيديي سنجار، قال مارتن: يجب أن نخدمهم لأننا نرى قوى إسلاميّة متطرفة سيطرت على عفرين، ما يمثل مشكلة كبيرة للأقليات الدينيّة، ليس فقط للإيزيديين، بل أيضاً للمسيحيين في المنطقة. لذلك علينا أن نفعل شيئا. وهذا شيء مثل سنجار بالنسبة للحكومة الألمانيّة. نعم، ساعدتهم الحكومة الألمانية في سنجار، ولكن بعد فوات الأوان. لقد أدار العالم وجهه عندما كانت الإبادة الجماعيّة تجري في سنجار. وكانت القوات الكردية التابعة لوحدات حماية الشعب وحزب العمال تقاتل هناك وحاولت فتح طريق أمام الإيزيديين للهروب، في حين أشاح العالم الغربيّ، بما في ذلك ألمانيا بوجهه عما كان يجري، وكانت تلك أكبر مشكلة.
سر الصمت الألمانيّ
حول ما يمكن أن تفعله الأحزاب الألمانية ومنها حزبه قال مارتن: نحن عاجزون. يمكننا فقط أن نطرح هذه القضية على الرأي العام الألماني وسنفعل ذلك. يمكننا أن نقول لهم انظروا، إنهم يتحدثون دائماً عن حقوق الإنسان، ولكن تحدث إبادة جماعية في عفرين ويتم انتهاك حقوق الإنسان، ولا يفعلون شيئاً حيال ذلك. هذا من شأنه أن يحرك الرأي العام الألماني ويضغط على الحكومة للقيام بشيء ما.
الأحزاب الحاكمة في ألمانيا لا تريد إزعاج الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا. إنهم بحاجة إليهم كناخبين ويخشون أن ينزعج بعض الأتراك الذين يعيشون كناخبين في ألمانيا.
وحول الصمت الألماني والأوروبيّ حيال الإبادة الجماعيّة التي ترتكب في المناطق الكرديّة في سوريا، قال مارتن: الأحزاب الحاكمة في ألمانيا لا تريد إزعاج الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا. إنهم بحاجة إليهم كناخبين ويخشون أن ينزعج بعض الأتراك الذين يعيشون كناخبين في ألمانيا. لذلك لا يفعلون شيئاً ولا يريدون أن يقولوا شيئاً عما تفعله الدولة التركية هناك.
وأضاف: أحد الأسباب هو أن أتراكاً يعيشون في هذه البلدان، والمشكلة الأخرى هي أنّهم أعضاء في الناتو وكذلك هي تركيا، وهم بحاجة إليها كشريك ضد روسيا. لهذا يعملون مع تركيا ويسمحون لها بأن تفعل ما تريد أينما تريد.
وأوضح زيشارت موقف حزبه إزاء ما يحصل في المنطقتين الكرديتين سري كانيه وعفرين الخاضعتين للاحتلال التركيّ، وأنّه يجب على الأمم المتحدة أن تذهب إلى هناك، وأن نحاول تأمين مكان آمن للكرد في شمال سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة. نحن نعلم أين تذهب الأمم المتحدة وأين تتجه أنشطتها الرقابية، وعلى سبيل المثال، في أفريقيا والقارات الأخرى أيضاً. يمكن أن ينجح تشكيل حكومة تزيل الضغوط عن الشعب وتمنحه حرية الحياة. لذلك أعتقد أننا يجب أن نحاول بجد دفع الأمم المتحدة للذهاب إلى هناك ورؤية ما يحدث هناك ورصد ما يرونه هناك والإبلاغ عنه وماذا لديهم للعالم. أعتقد أن هذه هي أفضل طريقة للقضاء على انتهاكات حقوق الإنسان هناك، لأنني متأكد تماماً أن تركيا لا تريد التحدث إلى العالم أجمع حول ما تفعله هناك.
داعش في ألمانيا
أشار مارتن زيشارت إلى أنّ التقارير تشير إلى أنّ أكثر من 5 آلاف من مجرمي الحرب من سوريا والعراق، معظمهم من “داعش”، هاجروا إلى ألمانيا وحدها، وليس إلى بلدان أخرى، خلال عامي 2014 و2019. وأنّ لديهم مشكلة كبيرة. وأن أوروبا تشهد زيادة عدد المسلمين المتطرفين، وقال: “أعتقد أننا إذا أردنا أن نعيش معاً في عالم حر، فعلينا محاربة داعش، ليس فقط في أوروبا والشرق الأوسط، ولكن علينا أن نحاربه في جميع أنحاء العالم ونستولي على جميع قواعده.
حول آلية ملاحقة المقاتلين الذين ارتكبوا انتهاكات في عفرين ووصلوا إلى ألمانيا وحصلوا على اللجوء، ذكر مارتن زيشارت أنّ ألمانيا لم تتخذ الإجراءات الكافية. من بين أكثر من 5000 شخص يعرفونهم، لم تستجوب الشرطة سوى بضع مئات، وعلينا التعامل مع هذه الأمور. يجب التحقيق مع الـ4000 الآخرين. ألمانيا لا ترحب بأي شخص ارتكب جرائم حرب. يجب أن تكون هذه رسالة وعليهم مغادرة البلاد وأن يعاقبوا على جرائم الحرب التي ارتكبوها.
وأشار مارتن إلى عدم معرفة الأعداد الدقيقة لعناصر داعش أو النصرة الذين وصولا إلى ألمانيا، لأنّ الكثير منهم أخبروهم أنهم من بلدان أخرى، ولكنه أكد وجود الكثير منهم في بلاده.