أبريل 29. 2024

أخبار

الانتهاء من بناء بؤرة استيطانية جديدة في جبل ليلون بناحية شيراوا

عفرين بوست ــ متابعة

تواصل منظمات تركية ومحلية بدعم قطري وفلسطيني وماليزي وكويتي، عمليات إنشاء البؤر الاستيطانية في إقليم عفرين الكردي المحتل، وليصل عدد المستوطنات التي تم بناؤها نحو 45 مستوطنة. تعد منطقة جبل ليلون في ناحية شيراوا واحدة من أكثر المناطق المستهدفة بعمليات الاستيطان.

ذكرت وكالة نورث برس، أمس 15 أبريل، أنّها رصدت عمليات بناء مستوطنة جديدة في منطقة جبل ليلون (الأحلام) قرب أكبر كتلة استيطانية شرق مدينة عفرين.

وتتألف المستوطنة الجديدة من نحو 100 شقة سكنية، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من عمليات بنائها بشكل كامل منتصف العام الجاري، ومن ثم المزمع تسليمها لمستوطنين ينحدرون من ريفي دمشق وحمص.

المستوطنة الجديدة هي الثالثة عشرة ضمن التجمع الاستيطانيّ في جبل ليلون، بينما تواصل العديد من المنظمات عمليات البناء في مناطق مختلفة ليرتفع عدد المستوطنات إلى 45 مستوطنة على الأقل.

آخر المستوطنات التي تم افتتاحها كانت باسم مشروع النور السكنيّ وافتتحته مؤسسة وفاق الإنسانيّة، بتاريخ 3 أبريل الجاري، في مدينة جنديرس بذريعة إيواء المتضررين من زلزال 6 فبراير 2023.

جبل ليلون مستهدف بالاستيطان

جبل ليلون (شيراوا/ نابو) كتلةٌ جبليّة تشرفُ على مدينةِ عفرين والسهولِ المحيطة، وتُقدر مساحتها نحو 1200 كم2، وهي متحفٌ طبيعيّ غنيٌ بالآثارِ التي تعودُ لعدةِ حضاراتٍ، ويعدُّ الجبلُ استمراراً للمدنِ المنسية التي تبدأ من جنوب محافظة إدلب.

رغم أنّ مشاريع البؤر الاستيطانيّة استهدفت مواقع كثيرة في إقليم عفرين المحتل، إلا أنّ منطقة جيل ليلون تُستهدف بشكلٍ مركز عبر مشاريع متجاورة، وبوتيرة متسارعة لإنشاء تجمع استيطانيّ كبير بحجم مدينة، ومن جهة ثانية المطلوب إنشاء سور ديمغرافيّ يعزلُ منطقة عفرين عن الداخل السوريّ، علاوة على توطين أعداد كبيرة من المستوطنين.

بعد احتلال منطقة عفرين أصبحت أطراف جبل ليلون خط التماس بين منطقة سيطرة الاحتلال التركيّ وقوات الحكومةِ السوريّة، علاوةً على نقاط المراقبةِ للقواتِ الروسيّة، وكان أول المواقع المستهدفة ببناء القرى الاستيطانيّة، وبدأت سلطاتُ الاحتلال التركيّ ببناءِ جدارٍ عازل يفصلُ عفرين عن الداخلِ السوريّ، مع العملِ على العزل الديمغرافيّ عبر مشاريعِ الاستيطانِ المتعددةِ على سفحِ الجبل.

وكان استهدافُ الطيرانِ التركيّ لقرية خالتا (الخالدية) الصغيرةِ على جبل ليلون، في 31/3/2018 وإحالة بيوتها إلى كتلِ ركامٍ أول الخطوات التمهيديّة لمشروعِ الاستيطانِ بإخلائها من السكان.

أولت سلطاتُ الاحتلالِ التركيّ اهتماماً كبيراً بتحويلِ سفح جبل ليلون إلى تجمعاتٍ سكنيّةٍ وبؤر استيطانيّة، وأشرف على المشروع والي هاتاي “رحمي دوغان” وتولى مجلس عفرين المحليّ الذي شكّله الاحتلالُ التركيّ مهمةَ تسهيلَ الخطواتِ الإجرائيّةِ والإداريّةِ، ابتداءً من منحِ وثيقةِ تخصيصٍ، لتكونَ وثائق إثباتِ ملكيّةٍ للمساكن وليس الأرضَ.

تذرّعتِ الجهاتُ القائمةُ على مشاريعِ الاستيطانِ بأنَّ الأراضي التي تُقام عليها مشاريعُ البناء هي “أملاك دولة” وتضمُ أحراشاً، ولكن الحجّة ليست صحيحة، لأنّ العديد من المشاريع الاستيطانيّة أنشئت لاحقاً على أراضٍ زراعيّة مستولى عليها وتعود ملكيتها لمواطنين كرد. وبفرض أنّ الأراضي هي أملاك الدولة فإنّ ذلك لا يُسقط التوصيفَ الجرميّ والتعدّي على الأملاكِ العامة وتغيير البيئةِ الطبيعيَةِ، بالإضافة لجريمةِ التغييرِ الديمغرافيّ، وبغرض مشاريع الاستيطان تم اقتلاع أعدادٍ كبيرةً من الأشجار وتجريف أراضٍ زراعيّة تمهيداً للبناءِ.

بالإجمال تتسارع في الآونة الأخيرة وتيرة إنشاء الكتل الاستيطانيّة في عفرين المحتلة في سياق خطة حكومة الاحتلال التركيّ إعادة اللاجئين السوريين على أراضيها وتثبيت التغيير الديمغرافيّ في الإقليم الكرديّ.

وكانت عشرات آليات الحفر والتجريف الضخمة قد بدأت بأعمال التسوية على مساحات واسعة من الجبال القريبة من قريةِ إسكان جنوب عفرين تمهيداً لإنشاءِ مستوطنات جديدة على مساحات كبيرة تتجاوز مساحتها 30 هكتاراً. ومن المخطط له أن يضم 1500 منزل مع ملحقات خدميّة (مسجد ومدرسة وحديقة).

من جملة المستوطنات التي تم إنشاؤها في جبل ليلون: القرية الشاميّة، مشروع توطين أبناء البوكمال، تجمع البركة، قرية استيطانيّة لشرطة الاحتلال، مستوطنة كويت الرحمة، مستوطنة بسمة على مرحلتين، أم طوبا، مستوطنة الأمل 2.

وإذ تتذرع سلطات الاحتلال التركيّ بدواعٍ إنسانيّة لاستدراج التمويلات، فإنها تروّج لشعارات إسلاميّة لاستقطاب مختلف الجمعيات ذات الخلفية الإخوانية، كما أنّها تتبع نظام الاكتتاب لبناء المساكن أي التمويل الذاتي، كما زجت بالعديد من المؤسسات الإنشائية والمنظمات التركية لتجني عوائد مالية.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons