عفرين بوست ــ متابعة
بمرور الوقت تتكشف مزيدٌ من التفاصيل حول ملابسات جريمة القتل المروعة التي قام بها مستوطن بحق الفتى الكرديّ “أحمد مده”، والمعلومة الأغرب أنّ والد القاتل سلمه لميليشيا الشرطة المدنيّة لحمايته.
كشفت التفاصيل الجديدة مزيدًا من ملابسات جريمة قتل الطفل الكرديّ “أحمد خالد معمو مده” الذي قُتل الأربعاء 13 مارس، على يد مستوطن ينحدر من سنجار بريف إدلب، وتفيد المعلومات الجديدة أيضًا باحتمال تورط أفراد آخرين من عائلة القتل في الجريمة.
كانت الجريمة مروعة في كلّ تفاصيلها، ولا يمكن تنفيذها إلا عن تخطيط مسبق، اعتبارًا من استدراج الضحية بطريقة لا تثير الشبهة، والتهجم عليه مباشرة طعنًا بمجرد وصوله إلى المكان الذي خُطط له، وكان أسلوب القتل طعنًا في الرقبة وأنحاء مختلفة أنّ رغبة القاتل تجاوزت القتل إلى تفريغ شحنة حقدٍ إذ بلغت عدد الطعنات عشرة، ثم تخلص من الجثة برميها في بئر ماء عمقه 30 مترًا، بربط حبلٍ حول عنقه وإنزاله إلى البئر.
ونقلت وكالة نورث برس عن قريب لعائلة “مده” لم يكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية إنّ “الإبراهيم” كان يعمل في فرن والد المغدور وقد طُرد قبل أسبوع من الحادثة بسببِ السرقة، وقام باستدراجه إلى منزله بحجة أنّ لديه محرك وقطع تبديل دراجة ناريّة، وأضاف” أنّ قريبه كان مغرمًا بالدراجات النارية وهو ما دفعه للذهاب مع “الإبراهيم” إلى منزله دون مقاومة، بل هو الذي أوصله.
الجريمة نُفذت ما بين الساعة الثالثة عصرًا والسادسة مساءً قبل الإفطار، وحين بدأ عائلة المغدور البحث عنه، وانتشر الخبر سلّم والد “الإبراهيم” ابنه إلى ميليشيا الشرطة المدنيّة في جنديرس. ويبدو أنّ المغدور شوهد برفقة القاتل قبل الذهاب إلى مسرح الجريمة.
وتابع قريب العائلة: أنّهم سمعوا من عدة أشخاص يعملون في المجالس التابعة لتركيا في عفرين أنّ المدعو “الإبراهيم” تلقّى مساعدة ستة أشخاص آخرين في عملية القتل. مشيرًا إلى أنّه لا يمكن أن يقوم به لوحده. وأكد أنّ عملية القتل لم تكن وليدة اللحظة، وإنّما تم التخطيط لها قبل أيام، وهناك أشخاص آخرون شاركوا في التخطيط “من الممكن أن يكون والد القاتل أو إخوته”. وأضاف أنّ والده سلّمه للفصائل في عفرين “من أجل حمايته”.
وظهرت والدة الطفل “مده” في مقطع مصور تداولته مواقع التواصل الاجتماعيّ، وقالت إنّها لن تلجأ إلى المحاكم في عفرين لأنها محاكم تابعة لتلك الفصائل، “لن أترك حق ابني”، وتساءلت: “لماذا تقتلون أبناء الكرد؟”. وأضافت أنهم لن يدفنوا ولدهم قبل إحقاق العدالة.
إلا أنّ ضغوط مورست على العائلة من قبل الاستخبارات التركيّة للتعجيل بالدفن والتعهد بعدم التظاهر، وكذلك أبلغ متزعمون من ميليشيا “القوة المشتركة” عائلة الشهيد “أحمد” بعدم التظاهر أو رفع أعلام كرديّة، وبذلك جرت مراسم التشييع صباح اليوم التالي ورُفعت الرايات السوداء.
وخلال مراسم التشييع والدفن شوهد مسلحون من ميليشيا “القوة المشتركة” في حالة استنفار، وبانتهاء المراسم تقدم المجلس الوطني الكرديّ ــ مكتب عفرين الذي ليس له مقر حتى اليوم، بالشكر للميليشيا لحماية مراسم التشييع، دون توضيح طبيعة المخاطر التي كان يحتمل أن يتعرض له موكب التشييع.