عفرين بوست ــ متابعة
تتذرع سلطات الاحتلال التركيّ بحجة إيواء المتضررين من زلزال 6 فبراير 2023، لمواصلة النشاط الاستيطانيّ وتثبيت التغيير الديمغرافيّ في إقليم عفرين الكرديّ المحتل، وإضفاء بُعدٍ إنسانيّ عليها، رغم أنّ بناء البؤر الاستيطانيّة كان قد بدأ بعد أشهر قليلة من احتلال الإقليم الكرديّ وتوالت بعدها العديد من المشاريع، بتكلفة مجانية وذلك عبر استدراج التمويل من الجمعيات الخيرية ذات الخلفية الإخوانيّة.
آخر مشاريع البؤر الاستيطانيّة
ــ قرية السلام
في 23/1/2024، افتتحت منظمة “أورنج” غير الحكومية، مستوطنة قرية السلام السكنية في حرش قرية قطمة بناحية شرا/ شران، بالتنسيق مع منظمة آفاد التركية ومجلس شران المحلي التابع للاحتلال التركيّ.
ووفقاً لمهندس المشروع المدعو “علي الجارو” فإنّ “المستهدفين هم متضررو الزلزال. ويبلغ عدد الوحدات السكنية 315 وحدة مكونة من غرفتين ومنافع مع فسحة خارجيّة بمساحة 9 م2، وتمت تسوية الأرض بتجريفها على شكل مصاطب، لكونها منحدرة، ووضعت البيوت مسبقة الصنع على يمينها ويسارها وحدودها. وبلغ عدد المستفيدين 1384 مستفيداً، وتم بناء الوحدات السكنية وتنفيذ بنية تحتية كاملة من صرف صحي وغيره وشبكة مياه داخلية لكل وحدة مع خزان وطاقة شمسية وتجهيزات كهربائية، بشكل كامل بالإضافة إلى مسجد”.
منظمة أورانج – Orange Organization، مرخصة في تركيا ولديها مكتب في مدينة غازي عنتاب.
وكانت منظمة بهار الإغاثية قد أعلنت على صفحتها على موقع فيسبوك، في 4/10/2023، أنها تواصل تنفيذ مشروع استبدال الخيم في مخيم حرش قطمة، وتهدف إلى استبدال حوالي 850 خيمة متهالكة بوحدات سكنيّة RHU مجهّزة للسكن. وتوجد بالمنطقة ثلاثة مخيمات (الفوقاني، التحتاني، معصران). ونفذت المنظمة أيضاً مشروع تعبيد طريق بالحصى بين حقول الزيتون يصل إلى مخيم حرش قطمة بطول 780 متر، بالتوازي مع مشروع مدّ أنابيب الصرف الصحيّ، وتمّ تركيب وتجهيز شبكة صرف صحيّ متكاملة.
قطع حرش قطمة
وذكر تقرير حزب الوحدة بحسب مصادر محلية ومقاطع فيديو متداولة تعرّض حرش قرية قطمة”– شرّا/شرّان لقطعٍ واسع لأجل التحطيب والتجارة، حيث بُنيت فيها مخيمات للمستقدمين، وبالمقارنة بين صورتين لكامل الحرش التقطتا من قبل غوغل إيرث بتاريخي (4/6/2018م قبل القطع، 31/12/2022م) نلاحظ تدهور مساحات واسعة تصل لحوالي /70/ هكتار – خلال أربعة فصول شتوية، وبالمثل حوالي /17/ هكتار في شتاء هذا العام، أي حوالي (87 هكتار /87/ ألف شجرة حراجية صنوبريّة يتجاوز عمرها أربعين عاماً، ولا تزال عمليات القطع مستمرّة، كما طالتها حرائق نتيجة العبث والإهمال أو عمداً للتغطية على القطع.
تقع القرية والحرش حالياً تحت سيطرة ميليشيات “فرقة السلطان مراد”- قطّاع المدعو “عرابة إدريس“، والتي حلّت بدلاً عن ميليشيات “الجبهة الشامية” إثر طردها من عفرين في أكتوبر 2022م. ويُذكر أن “عرابة” هو ابن شقيق “سليم ادريس- وزير دفاع الحكومة السورية المؤقتة السابق”، ينحدر من بلدة المباركية – ريف حمص، ويعمل تحت أمرته المدعو “حماده الزهوري” الذي ينحدر من بلدة قصير- ريف حمص، مسؤول المقرّ العسكري في “مركز الحراج سابقًا” بمدخل قرية قورتقلاق، وتولى مهام قطع وإبادة الغابات الحراجية في قريتي قورتقلاق وكفروم القريبتين من قرية قطمة، ولا زال مستمراً في قطع غيرها من الغابات، بالإضافة إلى ممارسة الانتهاكات بحق أهالي تلك القرى وتعذيب المختطفين والمعتقلين في ذاك المقرّ.
ــ قرية دنيز فناري
في 23/1/2024م، أعلنت جمعية منارة البحر/دنيز فناري التركية، بناء مستوطنة باسمها دنيز فناري وذلك بالتعاون مع مؤسسة رحمة العالمية-(GRF) ، وتتألف المستوطنة من /200/ منزل مبنية بالطوب/ البلوك والإسمنت مع بنى تحتية ومسجد ومدرسة ومعهد ديني، على مساحة تُقدر بـ/4/ هكتارات، بعد إزالة الأشجار الحراجية، في موقع مزار قازقلي- جنديرس. بحسب التقرير التوثيقي الأسبوعي لحزب الوحدة الديمقراطيّ الكرديّ 27/1/2024.
جمعية منارة البحر/دنيز فناري التركية ــDeniz Feneri عنوانها: زيتون بورنو- استنبول، وتنضوي هذه الجمعية في اتحاد الجمعيات الإسلاميّة التي تتخذ من تركيا مقراً لها.
مؤسسة رحمة العالمية- Global Rahmah Foundation (GRF) مدينة مانشستر البريطانية.
ــ قرية الخزامى
وذكر تقرير حزب الوحدة أنّ منظمة آفاد (هيئة الكوارث والطوارئ التركية) أنهت الصيف الماضي تنفيذ مشروع قرية الخزامى قرب قرية غزاوية- شيروا، المؤلفة من /1500/ وحدة سكنية/كرفانة مزودة بتمديدات كهربائية وشبكة مياه الشرب، ومدرسة ومسجد ومستوصف ومرافق اجتماعية وطرقات وإنارة شوارع، وذلك بتمويل من “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية- السعودية”.
وكانت وكالة نورث برس قد نقلت في 18/9/2023، عن إداري في منظمة عاملة في المنطقة، إن منظمات محليّة وبدعم سعوديّ مباشر تقوم منذ مارس/ آذار الماضي بعمليات بناء تشمل أكثر من 10 مستوطنات تم تجهيز ستة منها في قرية شاديريه بريف عفرين شمالي حلب. وأضاف المشروع الذي تديره السعودية بتنسيق مع تركيا مختلف عن غيره من المستوطنات في المنطقة، إذ أنّه عبارة عن كرفانات (غرف) مسبقة الصنع وليست كتل إسمنتيّة كما هو الحال في أكبر تجمع بالمنطقة بجبل الأحلام جنوبي عفرين.
وضمت المستوطنات الستة التي تم تجهيزها إلى تاريخه أكثر من 1500 غرفة سكنيّة، وأطلق على اسم التجمع قرية الخزامى السكنيّة.
– قريتي صور باهر، بيت حنينا
في 2/11/2023 ذكرت عفرين بوست إنشاء مستوطنة باسم صور باهر القدس، نسبة إلى القرية التي موّلت المشروع وتقع جنوب شرق القدس، وقد جمعت مبلغ 3.5 ملايين شيكل، جمعت خلال حملة على مدى ثلاثة أيام، وفي حفل الافتتاح الذي جرى بتاريخ 4/5/2023 حضر الشيخ “خليل عميرة” أحد وجهاء قرية صور باهر الفلسطينيّة والدكتور “خالد عبد ربه أبو خالد”. وأطلقت أسماء فلسطينيّة على مرافق القرية منها مدرسة رياض الأقصى والمسجد العمري.
وسبق أن أشار تقرير حزب الوحدة (244) الصادر في 6/5/2023” إلى افتتاح قرية الأمل 2 الاستيطانية النموذجيّة التي شُيّدت من قبل “الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية (أنصر)” قرب مزرعة كوبله التابعة لقرية جلبر- روباريا في 4/5/2023م، إلا أنّه وبالمتابعة تبين أنّها مشروعٌ استيطانيّ باسم أرض الأمل 2 يتضمن قريتين باسم صور باهر، بيت حنينا نسبةً لقريتي (بيت حنينا بلدة فلسطينية تقع 8 كم شمال مدينة القدس)، وقد تبرع أهالي البلدتين بالأموال لبناء المشروع في عفرين.
المفارقة أنّ المشروع الاستيطانيّ جرى افتتاحه في وقت تتواصل فيه للشهر الرابع حرب غزة بين الجيش الإسرائيليّ وحركة حماس، ومن جهة ثانية يشكو أهالي بلدتي صور باهر وبيت حنينا اللتين مولتا المشروع من سياسة الاستيطان الإسرائيليّة في أراضيهم وعمليات الاستيلاء على المنازل وهدمها وتبني الوحدات الاستيطانيّة.