عفرين بوست ــ متابعة
نشرت صحيفة بوليتيكا الناطقة باللغة التركية الإثنين 22/1/2024 حديثاً للدكتور كمال سيدو خبير شؤون الشرق الأوسط في منظمة الشعوب المهددة ومقرها ألمانيا، حول الشكوى المقدمة إلى مكتب المدعي العام الاتحادي الألمانيّ”، من قبل ثلاث منظمات حقوقيّة هي: منظمات حقوق الإنسان، المركز الأوروبيّ للحقوق الدستوريّة وحقوق الإنسان ECCHR وسوريون من أجل الحقيقة والعدالة STJ . إضافة إلى تسعة شهود من أهالي عفرين، بشأن الانتهاكات التي تمارسها دولة الاحتلال التركيّ والميليشيات الإسلاميّة التابعة لها. وكذلك السياسات التركية بمنع إدراج قضية عفرين المحتلة في المحافل الدولية ونشر حالة العداء ضد الكرد في العالم الإسلاميّ.
تشجيع لآخرين
قدم الدكتور كمال سيدو الدعم بالمعلومات والوثائق أثناء إعداد الشكوى الجنائية.
وفي إشارة إلى أنّ هذه القضية أكد أنّها ستشجع الآخرين ويجب أن تستمر، وقال: “هذه الحالة ستعطي الشجاعة للآخرين. ومن الضروري التحلي بالشجاعة لأنّ الكرد، وخاصة في ألمانيا، خجولون جداً بسبب سياسات الدولة الألمانيّة. ليس من المصداقيّة فيما يتعلق بحقوق الإنسان أن يظل أولئك الذين يتحدثون ضد الصين وروسيا صامتين عندما يتعلق الأمر بجرائم الدولة التركيّة. لم يعد نصف الشعب في ألمانيا يثق في المؤسسات السياسيّة ويرون أنّها لا تتمتع بالمصداقيّة”.
وأشار سيدو إلى أن الحديث عن حقوق الإنسان، يجب أن ينطبق على الجميع. “إذا كان يقول القانون الدوليّ، فيجب أن ينطبق على جميع البلدان.” وأنّه “ليس من المصداقية فيما يتعلق بحقوق الإنسان بالنسبة لأولئك الذين بصوت عالٍ عندما يتعلق الأمر بالصين وروسيا أن يظلوا صامتين عندما يتعلق الأمر بجرائم الأتراك”.
يقولون “تركيا بلد مهم”!
وأكد سيدو على ضرورة إبقاء عفرين على جدول الأعمال بشكل دائم والحديث عنها في وسائل الإعلام والجمهور، وأضاف: “وجود الدولة التركيّة في عفرين غير قانونيّ. من السهل شرح ذلك للعالم، لا توجد هناك صعوبة في ذلك. ولكن من ناحية أخرى، الأمر صعب أيضًا. لأنّ تركيا دولة عضو في حلف الناتو. ولدي أصدقاء سياسيون من حزب الخضر في ألمانيا. وعندما أتحدث معهم، يقولون: “تركيا بلد مهم”. وتساءل سيدو: “هل حقيقة أنّ تركيا دولة مهمة تتطلب منا أن نلتزم الصمت عندما تنتهك حقوق الإنسان؟ روسيا دولة مهمة أيضًا، لذلك دعونا نلتزم الصمت عندما تفعل شيئًا أيضًا”.
وتابع سيدو: “عفرين مكانٌ تُنتهك فيه حقوق الإنسان يوميّاً. وبما أن الحكومة الألمانيّة صديقة للدولة التركية، خلافاً للقانون الدوليّ، وتلتزم الصمت تجاه السياسة التركية، فإنها لا ترى أي شيء يحفزها فيما يتعلق بعفرين. “إنّهم يخشون حتى أن يربطونا بوحدات حماية الشعب وأن نواجه مشاكل”.
المطلوب عقل استراتيجي
شدد كمال سيدو على ضرورة متابعة عفرين والشكوى الجنائية التي قدمها 9 من أهالي عفرين، وتابع: “عادة، في مكان مثل عفرين، يتم إنفاق الأموال لتوثيق الجرائم والإبلاغ عنها وللضحايا للتحدث؛ في بلدنا، تنفق تركيا وأصدقاؤها الأموال لمنع إدراج عفرين على جدول الأعمال. يجب متابعة عفرين وهذه القضية. يجب علينا خلق الضغط والرأي العام. واحتلال عفرين جريمة بحد ذاته. ومن الواضح أنّها جريمة ضد القانون الدوليّ؛ لأن عفرين جزء من سوريا وليست تركيا. هناك صور لأتاتورك وأردوغان في كلّ مكتب هناك، والأعلام التركية في كل مكان. والتركية والعربية هما اللغتان الرسميتان. اللغة الكردية أصبحت تقريباً محرمة. كما أنّ بشار الأسد سعيد بتعريب أو تتريك عفرين.
وفي إشارة إلى التموضع الحزبي الكردي أشار سيدو إلى أنّه لا يهم أي حزبٍ كرديّ يحبون، أو أي زعيم كرديّ يقبلونه. عفرين قضية وطنيّة للكرد، ما يتطلب عقلاً استراتيجياً. يمكن للكرد أن يجتمعوا حول هذا الأمر، مؤكداً أنّ عفرين ليست قضية أحزاب، إنها قضية وطنيّة للكرد.
حفر بئر بإبرة
وقال سيدو: “إنّ إطالة أمد الاحتلالِ التركي في عفرين هو ضدنا”، مضيفاً: “أصبحت غالبية السكان الآن من العرب”. وحذر من احتمال إجراء استفتاء ويقولوا إنّ “الناس هناك يريدون الانضمام إلى تركيا”،
وفي إشارة إلى الشكوى المقدمة قال سيدو: “قد تكون هذه القضية خطوة صغيرة، لكنها أحدثت تأثيرًا. هذا النوع من القضايا يحتاج وقتاً طويلاً، وهو يشبه حفر بئرٍ بإبرة. وعندما ننظر إلى الأمر من منظور حقوق الإنسان، هناك حقيقة واضحة وهي أن تركيا دولة محتلة في عفرين وليست جزءاً من تركيا”.
نشر العداء ضد الكرد
وأشار سيدو إلى أن أردوغان وحزبه ينشرون العداء ضد الكرد في الدول الإسلامية يومًا بعد يوم، وأنّه شهد ذلك من خلال أمثلة عديدة وأضاف: “غالبية الأكراد مسلمون بالفعل. وتريد الدولة التركيّة تحويلهم إلى مسلمين متطرفين. وعلى سبيل المثال، لم يكن المسلمون في إدلب معادين للكرد في الماضي. ولكنهم عندما أقاموا علاقات مع تركيا أصبحوا معادين للكرد”.
وأرجع سيدو العداء للكرد إلى السياسة التي تنتهجها الدولة التركيّة ووصفها بأن “لا حدود لها”. وأي شخص يتعاطف قليلاً مع الدولة التركيّة يتحول إلى معادٍ للكرد. في الماضي، “لم يكن جيراننا العرب معادين للكرد”.
وذكر سيدو أنّه كان قبل فترة في مكة والمدينة والتقى ببعض المسلمين من السنغال، وقالوا له: “الكرد ضد أردوغان، ضد الإسلام”. وذكر سيدو أيضاً أنّ “المسلمين العاديين من مختلف المناطق في ألمانيا يقولون أشياء مماثلة”.