نوفمبر 14. 2024

أخبار

إصدار تعاميم شكلية للتغطية على السرقات الكبيرة والإتاوات الباهظة على موسم الزيتون في عفرين المحتل

عفرين بوست ــ متابعة

تمرّس مسلحو الميليشيات الإخوانيّة التابعة للاحتلال التركيّ وحواضنهم من المستوطنين، على مر السنواتِ، في سرقة موسم الزيتون بإقليم عفرين المحتل، واستولوا على مئات آلاف الأشجار، وابتدعوا أشكالاً غريبة من الإتاوات على الحقول وإنتاج الزيت، وإزاء استفحال التعديات على موسم الزيتون صدرت تعاميم بمنع فرض الإتاوات وتسهيل جني المحصول ولكنها كانت شكليّة ولمجرد الدعاية الإعلاميّة وكان الغرض منها التغطية على سرقة الموسم.

طلبت وزارة الدفاع فيما تسمّى الحكومة السورية المؤقتة من الميليشيات المسلحة في منطقة عفرين، تقديم التسهيلات للمزارعين لجني محصول الزيتون، وعدم تحصيل أي ضرائب، في محاولة للحد من تجاوزات وقعت خلال الأعوام الفائتة على أصحاب حقول هذا المحصول الذي تتميز به عفرين عن سواها من المناطق السوريّة.

ومنعت الوزارة في تعميم قبل أيام “منعاً باتاً تحصيل أيّ ضرائب عينيّة أو ماديّة من محصول الزيتون تحت أي مسمّى”، طالبة من كل الميليشيات المحافظة على “أرزاق المواطنين” وتسهيل جني المحصول ونقله بحرية تامة.

وأصدرت ميليشيا “الفيلق الثاني”، تعميماً مفاده منع تقاضي أي مبالغ نقديّة أو عينيّة من المزارعين وتقديم التسهيلات اللازمة.

ونشر موقع العربي الجديد في 17/10/2023، تقريراً حول التعديات المستمرة على الزيتون مصدر الدخل الرئيسيّ للأهالي، وأقرَّ التقرير بأنّ منذ سيطرة الميليشيات المسلحة على منطقة عفرين ذات الغالبيّة الكرديّة مطلع العام 2018، تتنامى ظاهرة التعدي على حقول الزيتون. وتفرض ضرائب وإتاوات على مزارعي الزيتون وتقطع الأشجار لبيعها حطباً، خاصة في فصل الشتاء، لأغراض التدفئة.

التعاميم التي صدرت لم تنفذ إطلاقاً، بل ليس متوقعاً أن تُنفذ، وذلك لعدم فاعلية ما تسمى وزارة الدفاع، ولكن الغاية منها مجرد الدعاية والإيحاء بوجود مرجعية عسكريّة تتابع الواقع، والمطلوب صورة إعلاميّة يتم تجميل الاحتلال والميليشيات التابعة بكلفة مجانية دون أيّ إجراءات حقيقيّة. بل إنّ التعليمات صدرت بعد شهر ونصف من سرقات الزيتون بصورة ممنهجة بتشكيل ورشات من المستوطنين.

ميليشيا تخالف تعليماتها

المفارقة أنّ ميليشيا “السلطان مراد” والتي يتزعمها المدعو “فهيم عيسى” وهو بالوقت نفسه متزعم ميليشيا “الفيلق الثاني”، لم تلتزم بالتعميم الذي أعادت الميليشيا نشرها، وهي تستولي على مئات آلاف أشجار الزيتون في ناحيتي بلبله وشران، وتضع العراقيل أمام الوكالات لاستثمار وخدمة حقول المواطنين المهجرين قسراً وهي تفر ض الإتاوات وتقطع أشجار الزيتون.

ورصد تقرير حزب الوحدة الديمقراطيّ الكرديّ “يكيتي” الذي صدر في 11/11/2023 بعض التعديات على موسم الزيتون:

يقوم المكتب الاقتصادي التابع لميليشيا “السلطان مراد” الذي يديره المدعو “عدنان خويلد” الملقب أبو وليد العز في ناحية بلبله، بفرض الإتاوات الباهظة على حقول الزيتون.

وسلب مسؤول المكتب الاقتصاديّ المدعو “أبو وليد العزة محصول آلاف الأشجار في قرية كوتان هذا الموسم، من حقول المهجرين قسراً أو الغائبين، وبخاصةٍ في ناحيتي شرّا/شرّان وبلبله، منها:

ــ 100 شجرة للمواطن أحمد رشو خلو، مهجّر قسراً.

ــ 80 شجرة للمواطن المهجر قسراً أحمد حنان جولاق.

ــ 450 شجرة لأبناء المرحوم عبد الرحمن مصطفى هوري المهجرين قسراً.

ــ 300 شجرة للمواطن حسين محمد شيخو الذي عاد منذ ستة أشهر إلى قريته.

ــ 500 شجرة لأبناء المرحوم عيسو أحمد معموش المهجرين قسراً.

ــ 1000 شجرة للمواطن حسن سيدو بلال مهجر قسراً.

ــ 800 شجرة للمواطن نظمي إيبو مهجر قسراً”، رغم خدمة ومصاريف عامين.

كما تقوم حواجز “السلطان مراد” بسلب شوالات زيتون (الواحد بحدود 85 كغ) من الحمولات التي تمرّ عبرها.

وفي قرية دمليا- ناحية راجو، قام المدعو “أسامة رحال” الملقب أبو حسن أوباما، نائب متزعم ميليشيا “لواء 112” بسلب محصول نحو 200 شجرة زيتون عائدة لأولاد المرحوم بكر موسى المهجرين قسراً، رغم الخدمة والمصاريف التي قدّمها موكلهم في القرية خلال عامين.

سرقة الموسم بالكامل

من المعلوم إنّ موسم الزيتون يعرف بـ “المعاومة”، أي أنّ الموسم يتناوب كل سنتين، والخدمة مطلوبة على مدى العامين، ما يزيد تكاليف الموسم اعتباراً من الحقل وما يتطلبه من حراثة وتقليم وعناية بالأشجار وحتى سقاية بسبب قلة الأمطار، وحتى موسم المحصول ومتطلباته من أجور عمال ونقل وعصر، ومع تعرض موسم الزيتون لأنواع مختلفة من السرقة، في مختلف مراحل الإنتاج اعتباراً من الحقل إتاوة الأشجار والملكية وإتاوة الحملة والخوة على الطرقات أثناء نقل المحصول وحتى إتاوة المعاصر، عدا سرقة الموسم من الحقول والتي تبدأ قبل نضج الزيتون وقبل الموسم فعلياً. فإنّ الفلاح خاسر بالإجمال.

وفيما يفترض أن يبدأ جني محصول الزيتون في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، ويستمر حتى كانون الأول/ديسمبر، فإنّ موسم الزيتون انتهى تقريباً مع مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر، وتفرض ميليشيات الاحتلال التركيّ إتاوات إضافية على شكل ضرائب عينيّة على الموسم في المعاصر بمسميات مختلفة تحت التهديد. ولضمان نسبة أعلى من السرقة يفرضُ متزعمو الميليشيات معاصر بعينها على الأهالي لعصر الزيتون فيها.

واستكمالاً لسرقة الموسم بالكامل، يتعرض كثير من المواطنين للاختطاف بتهم مفبركة ويتم ابتزازهم لدفع الإتاوات للإفراج عنهم، وبذلك يكون الموسم قد قضي عليه بالكامل مع خسارة كبيرة.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons