نوفمبر 14. 2024

أخبار

صحيفة ألمانية: لم يعد كانتون عفرين السوريّ موطناً آمناً للكرد… يتعرضون للتمييز والاضطهاد ويمنعون من لغتهم الأم

عفرين بوست ــ متابعة

نشرت الجريدة اليوميّة الألمانية/ Tageszeitung، اليوم 23 أكتوبر، مقالاً حول الأوضاع السائدة في عفرين المحتلة في ظل الاحتلال التركيّ والميليشيات المسلحة التابعة له، وجاء في مقدمته “لا مكان للكرد… لم يعد كانتون عفرين السوريّ موطناً آمناً للكرد… ويتعرضون للتمييز والاضطهاد ولا يُسمح لهم بالتحدث بلغتهم الخاصة.

مع الغزو العسكري التركي لشمالي سوريا عام 2018، تسعى أنقرة إلى إحداث تغيير ديمغرافيّ منهجيّ في المنطقة. ومنطقة عفرين، التي كانت ذات يوم ذات أغلبيّة سكانية من الكرد السوريين، تتأثر بشكل خاص. ووفقاً لجمعية الشعوب المهددة STP، انخفضت نسبة السكان الكرد في عفرين من أكثر من 90% قبل الغزو إلى 15 ــ 22% في عام 2023.”

وذكرت الصحيفة الأوضاع التي يعيش في ظلها المواطنون الكرد، وقالت: “انزلقت عفرين الآن إلى حالة من الفوضى. وتتقاسم العديد من ميليشيات المعارضة، خاصة تلك التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” SNA، السيطرة على المنطقة الخاضعة للاحتلال التركيّ. فالقتال فيما بينهم والعنف ضد السكان المدنيين ليس أمراً نادراً. ولكن الجريمة الكبرى تُرتكب بحقِّ السكان الكرد في عفرين، الذين أصبحوا مهددين بالزوال.

وتم تجريد آلاف العائلات الكرديّة النازحة من عفرين من ممتلكاتها. وتشكل أموال الحماية أو دفع الفدية للمختطفين وسيلة شائعة تستخدمها الميليشيات للإثراء. غير أنّ الأعمال الأكثر ربحاً هي بيع أشجار الزيتون التي يبلغ عمرها قروناً والتي تعتبر رمزاً للمنطقة. واختفت مساحاتٌ كاملة من الغابات بسبب تدمير الأشجار، ما كان له عواقب كارثيّة على هذه المنطقة التي تتأثر أيضاً بالتغيير المناخيّ.

تخضع اللغة الكردية الأصليّة أيضاً لقيود. وقد اختفت تماماً تقريباً في المدارس، كما أنّ استخدام اللغة في الحياة اليوميّة يسبب أيضاً المزيد والمزيد من المشاكل. كما ازداد التمييز ضد الكرد مع الزلزال المدمر الذي وقع في 6 فبراير/شباط 2023. وأكدت توثيقات مختلفة كيف تعرض الكرد للتمييز أثناء عمليات الإنقاذ أو المساعدة.”

مجزرة جنديرس

ذكر المقال مجزرة جنديرس التي وقعت عشية الاحتفال عيد نوروز القوميّ، وتابعت أنّ المنظمات غير الحكوميّة الدوليّة لفتت الانتباه إلى هذه الحقيقة. وهذا لم يقدم سوى جزءٍ صغير مما يحدث بالفعل هناك. فقد نفذت الميليشيات المسلحة مجزرة في بلدة جنديرس الصغيرة خلال احتفالات رأس السنة الكرديّة “عيد نوروز”. وراح أربعة أكراد من عائلة واحدة قرابين أثناء محاولتهم الاحتفال بعيدهم.

وتوقف المقال على الاعتقالات التعسفيّة، فقال: تتخذ أنقرة أيضاً إجراءات ضد الكرد السوريين الذين يحاولون العودة إلى عفرين. بحجة “التعاون مع الإدارة الذاتية” ويُزجُّ بالعائدين في السجون. وحتى عام 2018، كانت عفرين جزءاً من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. ووفقاً لمفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، فقد تم اختطاف بعضهم ونقلهم إلى تركيا، حيث يتم سجنهم دون أي دفاع.

وفيما يتصل بإجراءات التغيير الديمغرافيّ، قالت الصحيفة: في الوقت نفسه، تعمل أنقرة عمداً على توطين عائلات من الجماعات المتطرفة في عفرين. سواء أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية ــ داعش/ IS، أو هيئة تحرير الشام /HTS  أو الجماعات الإسلامية الأخرى، فإنهم جميعاً موجودون في عفرين. وتحت الاسم الرسميّ “العودة الطوعيّة”، تقوم تركيا بترحيل مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى سوريا.

ويتم توطين اللاجئين من غير الكرد بشكل متعمد في المناطق المحتلة شمالي سوريا، والتي أعلنتها تركيا “مناطق آمنة”، من أجل تحقيق تغيير ديمغرافيّ دائم في المنطقة. وهناك العديد من المستوطنات غير القانونيّة الموثقة في عفرين والتي يتم بناؤها بمساعدة كويتيّة وقطريّة وفلسطينيّة وسعوديّة.

وقد حددت المنظمات غير الحكومية السوريّة، مثل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة والمرصد السوريّ لحقوق الإنسان، العديد من هذه المستوطنات، والتي يتم بناء بعضها بالاتفاق مع ميليشيات المعارضة. وعلى الرغم من أنَّ بناء هذه المستوطنات ينتهك العديد من الأنظمة الدوليّة، إلا أنّ هناك صمتاً دوليّاً إزاءها.

المادة منشورة في صحيفة تاز الألمانية “عمود ” بعنوان “كيف تقوم تركيا في سوريا بمحو الهويات ,لا مكان للكُرد“ وأعادت المؤسسة ذاتها نشرها على صحيفتها الإلكترونيّة اليوم.

https://taz.de/Kurden-in-Syrien/!5965021/

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons