عفرين بوست
تتواصل عملية التغيير الديمغرافيّ في إقليم عفرين الكردي المحتل عبر بناء مزيدٍ من البؤر الاستيطانيّة، بالتوازي مع عملية التغيير الثقافيّ وبناء مزيد من المدارس الدينيّة لنشر فكر الإخواني المتطرف الذي ينطوي على الولاء للتركيّ وتاريخه العثمانيّ والانسلاخ عن الهوية الوطنيّة السورية والتنكر للخصوصية الكرديّة.
ففي تاريخ 8/10/2023، افتتحت جمعية “Sadakataşı حجر الصدقة” التركية قرية “أشبال بيت المقدس” السكنيّة الاستيطانيّة في جنديرس، المؤلفة من /270/ منزلاً من الطوب ومدرسة كبيرة، بحضور رئيسها كمال أوزدال، حيث أوضح الصحفي التركي حمزة تكين المعروف بتطرفه التركيّ، وهو عضو إدارة الجمعية، في صفحته مع موقع إكس أنّه “تم بناء القرية بأيادٍ سوريّة وتنسيق وترتيب تركيّ ودعم فلسطيني” و”لصالح من تهدمت بيوتهم من الزلزال الأخير”.
علماً أنّه لم تستفد أسرة واحدة من أهالي جنديرس الأصلاء الكرد المنكوبة الأصليين من هذه القرية، بل تمَّ تخصيصها للمستوطنين المستقدمين من المحافظات السورية الأخرى، ليكون ذلك جزءاً من عمليات التوطين الهادفة إلى ترسيخ وتثبيت تغيير التركية السكانية والديمغرافية لإقليم عفرين الكرديّ المحتل.
يُذكر أنه تم تشييد القرية على أرضٍ (حوالي أربعة هكتارات) غربي قرية “حميلكه”- جنديرس مستولى عليها، وهي عائدة للمواطن “حسن” من قرية “شيتكا”- موباتا/معبطلي المهجر قسراً.
كما أنّ الناشط الإسلامي الفلسطيني إبراهيم خليل المقيم في مدينة القدس والذي أطلق حملات تبرعات عديدة باسم “النازحين واللاجئين السوريين” وجمع أموال طائلة، لدعم مشاريع في الشمال السوريّ بتنسيق تركي – إخواني، وكشف في عدد من المنشورات في صفحته الفيس بوك عن تلقي الأموال من الفلسطينيين خلال فترةٍ وجيزة، والبدء ببناء هذه القرية في أوائل مايو 2023م، بتعاونٍ من “جمعية البيرق albairaq، جمعية العيش بكرامة ــ فلسطين 48″، تراحموا – سنابل الخير”. فيما تقوم جمعية “عطاء” الموجودة في تركيا باستلام التحويلات الماليّة.
وكان الناشط الفلسطيني إبراهيم خليل قد أعلن في 4/2/2022 أن حجم تبرعات أهل فلسطين للاجئين السوريين وصل إلى 10 مليون دولار. وأنهم سيجمعون تكاليف 12 مخيماً. وقال إبراهيم حينها: إنّ هذه الحملة كانت بمثابة استفتاء فلسطينيّ، للتضامن مع السوريين ضد عدوهم من الشبيحة ونظام بشار الأسد حسب تعبيره، وأعلن في أنّه “سيتوجه إلى تركيا من أجل الاجتماع بمهندسين لبناء بيوت المهجّرين”.
وأطلق إبراهيم خليل في يناير 2022 حملتين بعنوان “دفء القلوب الرحيمة” و”بيت بدل خيمة”، جمع خلالهما ملايين الدولارات لبناء وحدات سكنيّة في الشمال السوريّ.
وكان المدعو حمزة تكين قد سبق أن نشر على صفحته في موقع فيسبوك بأنّه قام بجولة، في 28 يوليو الماضي في منطقة جنديرس حيث تقوم جمعية “حجر الصدقة” التركيّة ببناء مئات المنازل، وأن الهدف خدمة السوريين المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال السوري في 6 فبراير الماضي.
وأضاف تكين: “ننفذ المشروع بدعم من عدد من إخواننا الفلسطينيين المقيمين في القدس المحتلة” ووصف ذلك بأنه: خليط عظيم من فلسطين إلى تركيا فسوريا.. خليط يؤكد وحدة الأمة رغم محاولات الكثيرين لتمزيقها مجدداً.
الصحفي التركيّ جعل تركيا حلقة الوصل بين السوريين والفلسطينيين فقال: الأخوة الفلسطينيّة السورية ترتبط مجدداً عبر تركيا. وختم بالقول: سنعود مجدداً إلى هنا لنفتتح هذه المنازل ونطلق المزيد من المشاريع التنموية.
وفي إطار نشر الفكر الإخواني والجهود التي تبذلها شبكات الإخوان المسلمين العالميّة برعاية حزب العدالة والتنمية التركيَ وتغيير الثقافة المجتمعيّة، تتواصل عمليات بناء المدارس الدينيّة.
ففي 2/10/2023، افتتحت “مدرسة للمرحلتين الاعدادية والثانوية” باسم خامس الخلفاء الراشدين “عمر بن عبد العزيز” في بلدة راجو، بتمويل من “جمعية سيلاني الباكستانيّة ــ Saylani Welfare، بحضور ممثلها “الشيخ الدكتور محمد عمران بي” ورئيس المجلس المحليّ وأعضائه، وتم البناء بالتنسيق مع إدارة الطوارئ والكوارث التركية “آفاد” على أنقاض مدرسة راجو القديمة التي هُدمت بالكامل من قبل الجيش التركي أثناء العدوان على المنطقة في 2018م؛ وأكّد مصدر محليّ على أنّ المدرسة ستُدار من قبل باكستانيين وبتمويلٍ من الجمعية.
في 4/10/2023 أعلنت “مؤسسة تعليم بلا حدود” قيامها ببناء وتجهيز مدرسة ثانوية شرعيّة بالكامل في المدينة بدلاً عن القديمة وافتتاحها هذا العام باسم “الثانوية الشرعية في عفرين – Afrin imam hatip lisesi ضمن منظومة “إمام الخطيب” التركية، لتستوعب قرابة /400/ طالب، وذلك بالتعاون مع مؤسسة رحمة بلا حدود Mercy Without Limits TR ومؤسسة لايفLife for Relief and Development.
يُذكر أنّه توجد مدرسة شرعيّة سابقاً في مدينة عفرين، وتم افتتاح عددٍ منها في ريف عفرين في ظل الاحتلال التركي خلال السنوات الخمس الأخيرة.