نوفمبر 14. 2024

أخبار

ملف || قرية سنديانكه… مشاريع استيطان تحت سطوة الاحتلال وميليشيا “جيش الشرقية”

عفرين بوست ــ خاص

الاسم: سنديانكه – Sindiyankê، زندكان، (زندة)، أخذت القرية اسمها من شجرة السنديان، كما توجد عشيرة كردية باسم “سندكان” في نواحي ماردين في شمال كردستان.

سنديانكه قرية صغيرة تتبع ناحية جنديرس وتبعد عن مركزها مسافة 5 كم باتجاه الشمال. وتقع وسط سهل منبسط تحيط بها حقول الزيتون من كل الجهات. ويوجد شمال القرية تلان أثريان.

بلغ عدد سكانها نحو 600 نسمة من المواطنين الكرد. يعملون في الزراعة بزراعة الحبوب والزيتون بعلاً، ورياً من الآبار الارتوازية (الخضار الصيفية والأشجار المثمرة كالرمان والتبغ) إلى جانب تربية الأبقار والأغنام والماعز، والقرية محاطة بأشجار الزيتون من جميع الجهات.

العدوان والاحتلال

تم قصف القرية عدة مرات خلال العدوان منها قصف مدفعيّ بعد ظهر يوم 6/2/2018 وكذلك باليوم التالي، وفي 16/2/2018 وكانت قرية سنديانكة في مرمى القصف بالسلاح الثقيل خلال العدوان التركيّ على عفرين. ونزح الأهالي بسبب العدوان. تم احتلال القرية في 12/3/2018.

تستولي ميليشيا “جيش الشرقية” على 17 ألف شجرة زيتون تعود لمهجّري عدة قرىً بناحية جنديرس، منها سندياكه، ويتم عصر الزيتون حصراً معصرة “مصطفى جنتو” الكائنة في قرية مسكه تحتاني، ويتقاسمها متزعم الميليشيا المدعو “أبو فواز” مع الوالي التركي وضباط أتراك.

وكغيرها من قرى عفرين تعرضت للسرقات وأعمال النهب لدى اجتياحها، وكذلك التغيير الديمغرافيّ المستمرة حتى اليوم.

في أغسطس 2022 أي قبيل قدوم موسم الزيتون، أبلغت ميليشيا “الشرقية” أهالي القرى الواقعة تحت سيطرتها ومنها سنديانكه، بفرض إتاوة /3-5/ آلاف دولار على كلّ صاحب أملاك متواجد، ونزع يدّ الموكَّلين بإدارة أملاك الغائبين لأجل الاستيلاء عليها بدلاً من فرض إتاوة 50% على انتاجها والذي جرى في المواسم السابقة، وذلك بحجج مختلفة.

في سبتمبر 2022 أقدم مسلحون يتبعون للمدعو “أبو فواز” على سرقة خراطيم مياه الشرب تحت الأرض والتي تغذي قريتي مسكة وسنديانكه.

مستوطنات وتغيير ديمغرافيّ

بعد الزلزال المدمر في 6/2/2023 بدأت سلطات الاحتلال التركيّ في 25/2/2023، بتوسع مخيم في القرية وتحويله إلى مستوطنة جديدة، وبدأ من خلال نصب عدد من المخيمات في ساحة المدرسة للمتضررين من الزلزال وبعد أسابيع تطور لتكون مستوطنة جديدة، وقامت سلطات الاحتلال التركي بالتعاون مع منظمات خليجية بإنشاء أكثر من 50 وحدة سكنية.

18/3/2023 بدأ مسلحو ميليشيا “جيش الشرقية” المسيطرة على قرية سنديانكه قطع أشجار الزيتون تعود ملكيته للجمعية التعاونية الزراعيّة، ويتم القطع ليلاً وعلى عدة ليالٍ قطعوا أكثر من 300 شجرة زيتون باستخدام آليات ثقيلة (الباكر وتركس، ومناشير آلية)، بهدف إنشاء مخيمات في حقول الزيتون وفيما بعد يتم تصوير الأرض على أنّها زراعية “بور”، ويتم نقل الحطب أيضاً إلى مخازن قريبة لبيعها لاحقاً.

في إطار التغيير الديمغرافيّ تتم عمليات شراء الأراضي للبناء عليها، وقد رصد حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، في تقريره الأسبوعيّ في 15/5/2023، عدداً من عمليات شراء الأراضي والعقارات في ناحية جنديرس قام بها مستوطنون وبوساطة سماسرة محليين. ومن جملتها شراء أراضٍ وفيلا عائدة للمغترب كمال أحمد زين علوش، تقع على طريق جنديرس- سيندانكِه، بحوالي /170/ ألف دولار، من قبل شخص مستقدم من دارة عزة- جبل سمعان بمساعدة المتعهد (م.ب) وبالتنسيق مع ميليشيات “نور الدين زنكي وأحرار الشام”؛ وتم تحويلها إلى محاضر للبيع والبناء.

عدوان جماعيّ على عائلة كردية

في يونيو 2022 أقدم أكثر من 20 مسلحاً من ميليشيا “جيش الشرقيّة” في سنديانكه على الاعتداء بالضرب المبرح والوحشي على أسرة المواطن الكرديّ عزيز حمو (50 سنة) ونجله، المعروفة بعائلة “كريش” وتضم 8 أفراد بينهم مسنان. وذريعة الاعتداء على العائلة اتهامها بقطع الماء عن أسرة مسلح من ميليشيا “جيش الشرقية”. واستولى المسلحون على منزل المواطن عزيز حمو، بعد طرده مع أسرته إلى ناحية جندريسه.

في 30/5/2022 اعتقل حاجز للاستخبارات التركيّة المواطن محمد نزار بوزيان (25 سنة)، فيما كان في طريقه إلى المدينة لشراء حاجاته بسيارته (سوزوكي) التي تم مصادرتها. وتعرض خلال احتجازه للتعذيب لنحو أسبوعين، وأفرج بعد نحو أسبوعين بعد دفعه فدية مقدارها 3 آلاف ليرة تركية، رغم عدم وجود تهمة بحقه، وأبلغوه أن اعتقاله كان بسبب تشابه الأسماء. 

في يونيو 2022 أقدم مسلحو ميليشيا “جيش الشرقيّة” على حاجز سنديانكه على الاعتداء بالضرب المبرح على الشاب الكردي “عبدو محمد بريم”، وسلبوا منه ما بحوزته من مال وهاتفه ودراجته الناريّة، نقل على إثرها الشاب عبدو إلى المركز الطبيّ للعلاج.

مقتل شاب من سنديانكه في إسطنبول

كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة من مساء 30/4/2023، عندما تناول الشاب “عبد الرحمن عزيز حمو”، (21 سنة) من أهالي قرية سنديانكه/ جنديرس، العشاء برفقة والدته وشقيقته، خرج من المنزل الكائن في حي بيرم تبة بمدينة اسطنبول للحظات لقضاء أمرٍ ما.

لم يمضِ زمنٌ طويلٌ حتى طرق عناصر الأمن التركيّ الباب، وأبلغوا الأم والأخت بوفاة “عبد الرحمن” في الشارع المقابل لمنزلهم، وقالوا إنّ السبب إقدامه على الانتحار بعد قتله فتاةٍ كان على علاقة عاطفيّة معها، حسب رواية الأمن التركي.

كان الشارع يعجُّ بالعناصرِ الأمنيّة وسيارات الإسعاف، ولم تتمكن العائلة من مشاهدة جثة ابنهما، بعدما طلبت الشرطة من أهل الضحية مغادرة الحي فوراً.

بعد أيام استلم ذوو الضحية جثة ابنهم “عبد الرحمن” من المشفى، وتم إرسالها إلى مسقط رأسه في قرية سنديانكه، في عفرين لدفنها في مقبرة العائلة.

وفي مقطع مصور يقوم فيه الأهل بالكشف على الجثة وتظهر آثار لكدمات على الوجهِ والعين مع وجود آثار لطلقتي مسدس في الرأس، إضافة إلى شق طولانيّ كبير في البطن والرأس بسبب إخضاع الجثة للتشريح، الأمر الذي يدحض رواية الأمن التركي حول إقدامه على الانتحار، ذلك لأنّ الانتحار يتم برصاصة واحدة في الرأس وهي كفيلة بقتل الشخص، ليفقدَ بعدها القدرة على ضغط الزناد وإطلاق رصاصة ثانية. علاوة على وجود الكدمات في الوجه، ما يشير إلى وقوع مشاجرة قبل إطلاق النار. 

وناشدت عائلة الضحية مساعدة الجهات الإعلاميّة والحقوقيّة، لتقوم السلطات التركيّة بالكشف عن ملابسات الجريمة ومحاكمة الجناة.

وقالت الرواية التي تناقلتها وسائل الإعلام التركيّ: إنّ شاباً أجنبياً قام بقتل صديقته التركيّة ثم أقدم على بالانتحار مطلقاً النار على نفسه في منطقة باشاك شهير بولاية إسطنبول.

وفي التفاصيل إنّ الفتاة القتيلة هي أدانور أوزكول (23 سنة)، وتعمل مع “عبد الرحمن” في مصنع نسيج في منطقة باشاك شهير بإسطنبول، وكانت تسكن بجوار منزل الشاب “عبد الرحمن حمو” الذي ذهب إلى منزلها حوالي الساعة العاشرة والنصف من مساء الأحد 30/4/2023، ودعاها للنزول أمام البيت للتحدث معها، إلا أنّ الفتاة رفضت، وفجأة وبعد حديث قصير بينهما، أخرج حمو مسدساً كان بحوزته وأطلق النار على رأس أدانور، لتسقط الفتاة على الأرض، ثم يصوب حمو المسدس على رأسه ويطلق النار منتحراً!

المصادر:

ــ شبكة عفرين بوست الإعلاميّة.

ــ التقارير الأسبوعية لحزب الوحدة الديمقراكي الكرديّ (يكيتي).

ــ كتاب: عفرين… نهرها وروابيها الخضراء ــ عبد الرحمن محمد.

ــ كتاب جبل الكرد (عفرين) ــ دراسة جغرافية ــ محمد عبدو علي.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons