مايو 20. 2024

أخبار

حديث أردوغان عن حلب باسم “خارطة الطريق” لعودة اللاجئين السوريين عنوانٌ لإنشاء جيب إخوانيّ على الحدود

عفرين بوست ــ متابعة

تتعدد العناوين التي تطرحها أنقرة، ولكنها كلها تتصل بهدف واحد هو توسيع الاحتلال والنفوذ، وما يحدث هو مجرد تغيير في العنوان، وحديث أردوغان عن عودة اللاجئين السوريين عنوان إنسانيّ بمضمون احتلاليّ.

أفادت صحيفة “صباح” المقربة من الحكومة التركية، بأن الرئيس التركيّ أردوغان، أصدر تعليمات بتشكيل آلية ثلاثية لتحفيز عودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلدهم.

وأشار موقع “تركيا الآن” نقلاً عن الصحيفة أنّه تم تشكيل آلية ثلاثية بين كل من وزارة الداخلية، وحزب العدالة والتنمية وكتلته النيابيّة في البرلمان.

وذكر الموقع أنّه وفقاً لخارطة طريق الآلية الثلاثيّة، من المقرر إحياء الحياة الاقتصاديّة والتجاريّة في شمالي سوريا، والسماح لرجال الأعمال بمن فيهم الأتراك بافتتاح منشآت ومصانع هناك، لخلق فرص عمل، وذلك لتأمين الشروط لعودة مئات آلاف من اللاجئين السوريين لبلادهم.

وأضاف: “أحد أبرز الجوانب الهامة في خارطة الطريق هذه، هو وضع حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، في قلب هذه الخطة، عبر إحيائها اجتماعيّاً وتجاريّاً”.

وأكد الموقع أن “تركيا تواصل مباحثاتها مع الجانبين الروسي والسوريّ لضمّ حلب إلى خارطة الطريق، في خطوة تهدف إلى خلقِ فرص عملٍ لمئاتِ آلاف المهاجرين السوريين في تركيا”.

ومجدداً عاد اللاجئون السوريون لتصدّر المشهد السياسيّ الساخنة في تركيا بعد نحو 3 أشهر على الانتخابات الرئاسيّة والتشريعية التي فاز بنتيجتها الرئيس التركي أردوغان وحزبه من الفوز على المعارضة رغم استخدامها لملف اللاجئين السوريين الذي يعد من المواضيع الحسّاسة في الشارع التركيّ.

وفي مايو/ أيار الماضي، صرّح وزير الخارجية التركيّ السابق مولود جاويش أوغلو بأن أنقرة تسعى لإعادة اللاجئين السوريين في بلاده بشكل آمن إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، وليس فقط إلى ما وصفها بالمناطق الآمنة شمال البلاد.

ولفت جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونيّة إلى عودة نحو 553 ألف سوريّ إلى المناطق التي احتلها الجيش التركيّ شمالي سوريا. وأضاف “نريد إعادة السوريين إلى الأماكن التي يسيطر عليها النظام أيضاً وليس فقط المناطق الآمنة”. وأشار الوزير التركيّ إلى تناول الموضوع مع حكومة دمشق في إطار المسار الرباعيّ الذي يضم روسيا وإيران أيضاً.

وشهدت تركيا عموماً وإسطنبول خصوصاً حملة أمنيّة مؤخراً بهدف مكافحة الهجرة غير النظاميّة، بالتزامن مع انتشار مقاطع مصوّرة لحالات اعتداء عناصر الأمن الجندرمة التركية على مهاجرين.

إشارات تركية وإخوانية سابقة إلى حلب

وسبق أنّ تحدث مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي عن هدف الوصول إلى حلب ووضعها تحت الإدارة التركيّة، وقال مضمون خلال لقاء متلفز على “قناة البلد” التركية، بتاريخ 8 يناير 2023، أنّ السيطرة على مدينة حلب ستخفف من عدد اللاجئين السوريين.، وأشار أقطار إلى أنّ الحل الأمثل لإعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلادهم بأن تكون حلب تحت السيطرة التركية، واعتبر أنه بهذه الطريقة سيعود الملايين من السوريين إلى حلب بمحض إرادتهم.

لكن حديث أردوغان الجديد عن حلب والاستثمارات مجرد غطاء لمشروع سياسيّ ويأتي بعد أيام قليلة من استقباله لوفد من كبار شيوخ الإخوان، ومن بينهم الإخوانيّ الموريتاني محمد مختار الشنقيطي، والذي سبق أنّ نشر في موقع الجزيرة مقالاً بعنوان “حلب هي الحل” تحدّث فيه عن سيناريو افتراضيّ للحلِّ في سوريا ووصفه بالوحيد في سوريا، ويتضمن السيطرةَ التركيّة على حلب، ويزعم أنّها ستكون حلب تحت سيطرة المعارضة السوريّة.

وبذلك تتضح ملامح الخطة الحقيقية بجعل شمال سوريا جيباً إخوانياً موسعاً موالياً لأنقرة، والتي يبدو أنّها موضوعة على الطاولة، كخيار بديل فيما لو تعثر المسار التفاوضي مع دمشق، وسيكون ذلك حتماً على حساب المناطق التي تحتلها تركيا وبخاصة عفرين، والتي سيتم تصفية قضيتها بالكامل، بذرائع الأمن القومي والعودة الآمنة للاجئين السوريين.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons