عفرين بوست ــ متابعة
أثارت جريمة قتل المواطنة الكرديّة “عوفة زعيم شيخ أحمد” ذبحاً وطعناً وسرقة مصاغها وحرق منزلها، الأسئلة حول طبيعة الحياة المعاشة في عفرين في ظل الاحتلال التركيّ والميليشيات الإخوانية التابعة له، والبيئة المولدة للجريمة.
في لقاء على قناة أورينت تحدّث مدير مكتب رابطة المستقلين الكرد السوريين المدعو “آزاد عثمان” معلقاً على حيثيات الجريمة، وأشار إلى أنّ عوامل متعددة كانت السبب بوقوع الجرائم وفي مقدمها الانفلات الأمنيّ ووجود عدد كبير من المسلحين في منطقة مثل عفرين، وعدد المسلحين الكبير لا يخدم ضبط الأمن بل على العكس يكون سلبيّاً. ولفت “عثمان” إلى أنه بعد مرور أربع سنوات هناك فشل بالتحول من الجيش الحر إلى هيكليّة جيش وطنيّ، بمعنى وجود تراتبية ومحاسبة والحفاظ على حقوق الإنسان.
المسألة الثانية هي فوضى السلاح، فهناك 26 محالً لبيع لسلاح في مدينة عفرين، وأشار عثمان إلى من سماهم الإخوة النازحين من محافظات أخرى وأن معظمهم لديهم سلاح وطرح سؤال حول غاية السلاح وإذا كان للدفاع عن النفس فمِن مَن؟
النقطة الثالثة غياب دور المؤسسات وسأل عثمان: هل نستطيع أن نقول إن القضاء مستقل وقادر أن ينصف الناس، وذكر أن المواطنة “عوفة” قتلت بعد قتل 22 امرأة ضاعت ونريد أن نعرف من هم الجناة. وبحسب “عثمان” فإن القضاء والشرطة العسكرية والمدنية لا يمكنهم أن يقوموا بدورهم بوجود عدد هائل من المسلحين، وعندما يكون هناك طرف عسكريّ من الجيش الوطنيّ لا يمكن للقضاء العسكريّ أو المدني العمل، وإذا ارتكب مسلّح جريمة فإن قائد فصيله يصدر بيان يقول فيه إنه مفصول منذ 3ــ4 أشهر.
النقطة الرابعة هي مسألة انتشار تعاطي الحبوب المخدرة ويمكن أن يرى المرء بعد منتصف الليل في شوارع عفرين أشخاصاً بحالة نشوة لتعاطيهم الحبوب مخدرة، ولا توجد إرادة لضبط موضوع المخدرات والجرائم وسيادة القانون.
أضاف “عثمان” عاملاً آخر هو الفقر، إذ لا تتوفر فرص عمل وهناك انسداد في الأفق، والمسلّح يعتمد على البندقية وسيلة للعيش وبدون توفر بيئة آمنة لا يمكن توفير فرص عمل.
فيما يتصل بحوادث قتل 22 مواطنة كرديّة ذكر عثمان أنهن قضين في ظروف مختلفة إما حوادث سرقة أو اشتباكات بين المسلحين، وبذلك لا يمكن اتهام طرف محدد بالقتل كما تُطلق آلاف الطلقات في المناسبات والأفراح.
وأكد مدير مكتب رابطة المستقلين الكرد السوريين “عثمان آزاد” إنهم حتى اليوم لم ينجزوا النموذج المطلوب ولو على مستوى قرية ليقولوا للآخرين هذا نموذجنا، إذ لا توجد تجربة ناجحة.