عفرين بوست ــ خاص
أفرزت الأزمة السوريّة منذ انطلاقتها في مارس 2011 طوابير من الشيوخ غير المعروفين سابقاً، الذين خرج الكثير منهم من أطر مساجد القرى والبلدات وتصدروا المشهد العسكريّ، فكانوا إما حملة سلاحٍ أو تسنموا مناصب “شرعية” في الفصائل للإفتاء، فكانوا أدوات المشروع الإخوانيّ في سوريا الذي دعمته أنقرة.
في الأيام الأخيرة تداولت مواقع التواصل اسم المدعو “الشيخ أحمد عبد الكريم الزيوك” على خلفية حادثة إشهار مواطنين كرديين إيزيديين من قرية قيبار إسلامهما تحت سطوة السلاح والترهيب. فقد تم تخيير الشقيقين ما بين الإسلام أو الإجلاء والسجن بأية تهمة كانت.
لجأ الشقيقان “شيخو عارف شيخو وحيدر عارف شيخو”، إلى المدعو “الزيوك” على خلفيّة قصة طويلة بدأت باختطافهما في بداية احتلال المنطقة والاستيلاء على ممتلكاتهما من قبل مستوطنين ينحدرون من دير الزور، واستمرار مضايقتهما وتهديدهما فكان مشهد الأسلمة هو النتيجة.
فمن هو الزيوك؟
هو أحمد عبد الكريم الزيوك، ينحدر من بلدة دارة عزة، من عشيرة النعيم، كان إمام وخطيب مسجد سهل ابن عبد الله في قرية ياقد العدس بريف حلب الغربي ــ منطقة جبل سمعان. وعُرف بخطابه التثويريّ والمحرّض طائفيّاً.
قدم إلى عفرين بعد احتلالها من قبل الجيش التركيّ، وكان أحد شرعيي ميليشيا “الجبهة الشاميّة” ذات الخلفي الإخوانيّة، وفي سلوكٍ لا يختلف عن متزعمي الميليشيات والمسلحين، ترافق الزيوك في تنقلاته مجموعة حماية مسلحة تنحدر من بلدة حيان.
يعملُ “الزيوك” حالياً لصالح ميليشيا “الشرطة العسكريّة” و”السلطان مراد”، فقد أفضت الاشتباكات التي اندلعت في أكتوبر الماضي إلى طرد ميليشيا “الجبهة الشامية” من عفرين، بعد تدخلٍ مسلح من “هيئة تحرير الشام”.
يستولي الزيوك على أربعة منازل تعود ملكيتها لمواطنين كرداً، في قرية ترندة، ويسكن حالياً في أحد هذه المنازل ويقع قرب منزل الدكتور حسن عبد المجيد. والزيوك متزوج من ثلاثة نساء، وإحدى زوجاته عراقية الجنسيّة
شارك “الزيوك” في الوقفة الاحتجاجيّة في جنديرس بعد المجزرة المروعة عشية عيد نوروز والتي أسفرت عن استشهاد أربعة مواطنين كرد من عائلة واحدة، وجاءت مشاركته في سياق تحريف مسار الاحتجاج وتوصيف الجريمة من عصرية إلى جنائية، عبر مشهد “ثوريّ” يرفض الجريمة، وبخاصة أنّ المدعو “الزيوك” يتولى منصب رئيس ما يسمى “مجلس أبناء الثورة”.