عفرين – خاص
تعيش منطقة الشهباء المحاصرة في ريف حلب الشمالي حالة من الارتباك نتيجة الانتشار السريع لمرض الكوليرا في ريف حلب الشمالي، وسط إهمال واضح من المنظمات الإنسانية والدولية، فيما يخص المخيمات المنتشرة في المنطقة والتي تأوي عشرات الآلاف من أهالي عفرين المهجرين قسراً.
وأفادت مصادر “عفرين بوست” بأن هنالك 42 حالة إصابة مؤكدة والاشتباه بإصابة حوالي 100 شخص، فيما تم تسجيل حالتي وفاة هما سيدة مسنه تبلغ من العمر 85 سنة وأخرى لسيدة تبلغ من العمر 27 سنة.
وأكدت المصادر أن سبب انتشار مرض الكوليرا في منطقة الشهباء هو نتيجة تلوث المياه وقلة الاعتناء في النظافة الشخصية، وهو الأمر الذي أدى إلى سرعة انتشار المرض.
بدوها قامت لجنة الصحة في منطقة الشهباء باتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع انتشار المرض واستنفرت كافة الطاقم الطبي منذ ما يقارب العشرة أيام وذلك بعد الانتشار السريع للمرض، وحثّت الأهالي بضرورة الاعتناء بالنظافة الشخصية والابتعاد عن شرب المياه الغير معقمة.
وقامت سيارات هيئة الصحة بدوريات في قرى الشهباء ووجهوا بضرورة زيارة أقرب نقطة طبية متواجدة في المنطقة في حال ظهور أعراض المرض، وطالبوا بضرورة استخدام المواد المعقمة في النظام الشخصية والابتعاد عن أماكن الصرف الصحي، وارتداء الكفوف الطبية عند الذهاب إلى الأسواق خوفاً من قيام أحد المصابين بلمس الخضار والفواكه، والذي يؤدي إلى تسارع وتيرة الإصابات بالمرض، بالإضافة إلى غسل الخضار والفواكه جيداً قبل الاستخدام.
كما طالبت هيئة الصحة في منطقة الشهباء بضرورة فرض حالة الطوارئ في المنطقة المذكورة لوقف انتشار الكوليرا بين الأهالي، والإسراع في تشكيل لجان صحية بشكل عاجل، ومنع استحكام بعض الصيدليات بالأدوية الطبية والمواد المعقمة ورفع أسعارها بعد انتشار المرض.
منظمة الصحة العالمية تحذّر
وحذّرت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، من أن خطر انتشار مرض الكوليرا في سوريا “مرتفع للغاية” بعد الإعلان منذ نهاية الأسبوع الماضي عن تسجيل إصابات في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ العام 2009.
ووفق لوكالة “فرانس برس” قالت منظمة الصحة العالمية “تم الإبلاغ عن حالات مؤكدة عبر اختبارات تشخيص سريع في حلب والحسكة (شمال شرق) ودير الزور والرقة”. ونبّهت إلى أنّ “خطر انتشار الكوليرا إلى محافظات أخرى مرتفع للغاية”.
فيما أعرب المنسق المقیم ومنسق الشؤون الإنسانیة للأمم المتحدة في سوریا عمران ریزا عن قلقه الشدید إزاء التفشي الحالي للكولیرا في سوريا.
وقال في بيان صادر الإثنين الماضي 12 سبتمبر “بناء على تقییم سریع أجرته السلطات الصحیة والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص لمیاه غیر آمنة مصدرھا نھر الفرات وكذلك استخدام میاه ملوثة لري المحاصیل”.
وأحصت وزارة الصحة السورية، الإثنين الماضي، وفاة شخصين إضافة إلى 26 إصابة مثبتة، غالبيتها سُجلت في محافظة حلب، وسجلت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ثلاث وفيات وإصابات بكثرة.
والكوليرا مرض يصيب الأطفال والبالغين وهو ناجم عن إصابة بكتيرية يمكن أن تتسبب بإسهال مائي حاد وتستغرق فترة حضانة المرض من 12 ساعة إلى 5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياها ملوثة.
ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها رغم وجود البكتيريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها.