نوفمبر 14. 2024

أخبار

معلقاً على موقفي واشنطن وموسكو… جاويش أوغلو: لا يحق لروسيا والولايات المتحدة قول أي شيء لتركيا

عفرين بوست ــ متابعة

التهديد التركيّ بتنفيذ عملية عسكريّة جديدة شمالي سوريا دخل السجال السياسيّ، ورغم عدم نفي احتمال وقوعها، إلا أنّ أنقرة تعمل على التصعيد السياسيّ والإعلاميّ لاستثمار المسألة على أكثر من صعيد فمن جهة التوظيف الانتخابيّ ومن جهة ثانية ابتزاز الدول ذات العلاقة بالأزمة السوريّة. وفي هذا المنحى جاء تصريح وزير الخارجية التركيّة، مولود جاويش أوغلو، رداً على الموقفين الروسيّ والأمريكيّ

ففي مقابلة على قناة NTV التركيّة يوم أمس الاثنين، قال الوزير التركيّ: “لقد أعربنا مراراً عن خيبةِ أملنا من المساعدةِ الأمريكيّةِ لوحدات حماية الشعب. عندما يتعلق الأمر بالأمن القوميّ، لا يهمُّ من يقول وماذا – تقومُ تركيا بما هو ضروريّ في إطارِ القانون الدوليّ”.

واعتبر جاويش أوغلو أنّه “لا يحق لروسيا والولايات المتحدة قول أي شيء لتركيا”، وأضاف: “نحن غير راضين عن الخطوات التي تتخذها روسيا. ونتحلى بالشفافيّة حيال ذلك”. وأكد أنَّ “تركيا لا تتوانى في القضاء على أيّ تهديد يأتيها من الجانب السوريّ”.

تصريح الوزير التركيّ يندرج في سياق التهديدات التركيّة المستمرة، ولا يمكن اعتباره قراراً رسميّاً، فهو ليس مخولاً بتلك الصلاحيّة، والقرار السياسيّ التركيّ ينحصر بشخص أردوغان الذي يحتاج لعملٍ عسكريّ لتوظيفه في سياق التنافس الانتخابيّ.

من جانبه أعلن الرئيس التركيّ أردوغان، الجمعة 1/7/2022، أنّ العملية العسكرية المرتقبة ستُنفذ بشكلٍ مفاجئ وفي وقتٍ قريبٍ في سوريا. وأنّ جيش بلاده يستعد للعملية العسكريّة شمال سوريا، مؤكدًا بأنّ كل شيء يمكن أن يحدث فجأةً.

وأضاف للصحفيين على متن الطائرة عند عودته من مدريد: يمكن أن نقوم بذلك فجأة في الليل. لا داعي للقلق. لا داعي للتسرع والاستعجال”.

وتابع أردوغان: “نعمل بالفعل في هذا المجال الآن. كما تعلمون لدينا عملية في شمال العراق من جهة، ونعمل في عفرين شمال سوريا من جهة أخرى. إذا أظهرنا القليل من الصبر، آمل أن نتمكن من تنفيذ العمليات بأقوى طريقة عندما يحين الوقت”.

وأردف: “إذا صبرنا قليلاً، سننفذ ما هو فوق العملياتِ التي نقوم بها حالياً، خطوة بخطوة وبأقوى طريقة عندما يحين الوقت بإذن الله”.

والواقع أنّ أنقرة حاولت استغلال فرصة الانشغال الروسيّ في الحرب على أوكرانيا لشن عملية عسكريّة جديدة، وسعت للحصول على ضوء أخضر من الناتو مقابل رفع الفيتو على انضمام كلٍّ من السويد وفنلندا إلى الحلف.

وكانت روسيا قد أعربت عن معارضتها لعملية تركية محتملة في سوريا ودعت أنقرة إلى حلٍّ سلميّ للوضع في سوريا، وحذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في وقت سابق انقرة من أسلوب التصعيد في الشمال السوري، والتي ستؤدي على توتر خطير. وقالت زاخاروفا في تصريحاتها: “ندعو شركاءنا الأتراك إلى الامتناع عن الخطوات التي قد تؤدي إلى تصعيد خطير للتوتر”.

كما يأتي تصريح الوزير التركيّ بعد تصريح وزير الخارجية الإيرانيّ حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحفيّ قبيل مغادرته دمشق، “أعلنا استعدادنا لتقديم حل سياسي واستعدادنا للمساعدة في هذا الصدد”. وأكد أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لمنع شن عملية عسكرية، مشيراً إلى أنّه تحدث أيضاً إلى المسؤولين الأتراك حول حل دبلوماسي. وقال الوزير الايرانيّ في تصريحات بالفارسيّة تُرجمت إلى العربيّة إنَّ “أيّ إجراءٍ عسكريّ من قبل تركيا في سوريا هو عنصرٌ سيزعزعُ أمن المنطقة”.

حديث الوزير اللهيان جاء بصيغة مختلفة عما قاله في أنقرة الإثنين الماضي، إذ أعرب عن تفهم بلادة لضرورة العملية العسكريّة.

سبق أن قلنا حول تصريح الوزير الإيرانيّ في أنقرة الذي أبدى فيه عن تفهمه للقيام بعملية عسكريّة، أنّ ذلك من وجهة نظر طهران، وهو يشبه موقف موسكو، التي تؤكد المخاوف التركيّة ليكون ذلك مدخلاً للخطة الروسيّة التي تقضي بانتشار الجيش السوريّ بالمنطقة! وتبدي طهران حساسيّةً كبيرةً إزاء اقترابِ الفصائلِ المواليةِ لأنقرة من بلدتي نبل والزهراء لتكونَ على مشارفِ حلب. ولذلك قد عززت وجودها العسكريّ بالمنطقة، وكذلك فعلت الحكومة السوريّة.

رغم التنسيق الروسيّ والإيراني والتركيّ في إطار منصة أستانه، إلا أن التوافق بينهم من قبيل الاحتواء السياسيّ وتجنب الصدام المباشر، ويعتمد طل طرف منهم على أطراف سوريّة، وطهران لديها ما يكفي من الوسائلِ لتأكيدِ موقفها ميدانيّاً.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons