عفرين بوست
تتداول معرفات محسوبة على الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ في سياق خلافاتها وتنافسها قضية النقيب المدعو “أحمد عبود الملقب أبو حسن أناب”، وتنقسم حيالها إلى فريقين، أحدهما يقول إنه اعتقل عائلة كرديّة كاملة بينها قاصر بتهمة مفبركة، وساوم على الإفراج عنها وبذلك فهو متورطٌ في قضية فساد كبيرةٍ، فيما يدّعي الفريق الآخر براءة المدعو “أناب” وأنّه تمّ الإيقاع به.
اعتقال عائلة كردية كاملة
قضية المدعو “أبو حسن أناب” تتعلق مباشرةً مع قضية اعتقال عائلة كرديّة من خمسة أفراد بينها قاصر، وُجهت إليها تهمة العلاقة بتنفيذ تفجيرات في مدينة عفرين في أوقات سابقة. وإذا ما علمنا أنّ المدعو “أبو حسن أناب” كان مسؤولاً عن أمنيّة دوار كاوا في مدينة عفرين التابعة لميليشيا “الجبهة الشاميّة” والكائنة في مبنى “هيئة الإدارة المحلية والبلديات” سابقاً، فإنّ المسألة تتعلقُ بالخلاف الميليشياوي.
في تفاصيل اعتقال العائلة الكرديّة؛ أقدمت ميليشيا “الوقاص” في 25/11/2020، على اختطاف المواطن الكرديّ ميكائيل شيخ محمد محمد (34 سنة)، وذلك بعد عودته من مدينة حلب بعد تهجيرٍ قسريّ نحو 3 أعوام، وبعد يومين اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” في 27/11/2020، والدته المواطنة الكردية نورهان حسن كيلو (55 سنة) المعروفة باسم (مير حامين) من أهالي قرية أنقلة بناحية شيه/شيخ الحديد، مع ابنتها المواطنة جوزفين شيخ محمد محمد (35 سنة) مع ابنها القاصر جوفان محمد أحمد (14 سنة) والدته جوزفين، وصهرها محمد عابدين أحمد (35 سنة). وتفيد المعلومات أنّ المواطن ميكائيل تعرض للتعذيب الشديد وأفرج عنه بعد دفع كفالة مقدارها 13 ألف دولار.
“أناب” متورط بقضية فساد
تقول الرواية الأولى إنّ المواطن ميكائيل شيخو وعائلته أُفرج عنهم بعد اعتقال دام لمدةِ سنة ودفع فدية ماليّة وقدرها 26 ألف دولار أمريكيّ للنقيب أحمد عبود أبو حسن أناب متزعم أمنيّة دوار كاوا في عفرين عن طريق الوسيط المدعو “عبدو المصري”، وأنه تمت تبرئة العائلة من التهم المنسوبة إليها، وأن الاعتقال تمّ من قبل النقيب المدعو أبو حسن مقابل مكاسب شخصيّة وتحت التعذيب الممنهج أجبره على التنازل عن بعض عقاراته، وبعد ذلك بدأت المفاوضات عن طريق ابن عم النقيب المدعو “مختار” وشخص آخر يدعى “أبو جاسم” إضافة للمدعو عبدو المصريّ، وأنّ الإفراج عن والدة المواطن ميكائيل (50 سنة) كان بغاية متابعة صفقة الابتزاز، وحصلت الجهة المفاوضة على مبلغ 26 ألف دولار، مثبتة بتسجيلات صوتيّة، فتقدّم المواطن ميكائيل بشكوى لدى “الشرطة العسكريّة،” ليلقى القبض على النقيب “أبو حسن أناب” وابن عمه “مختار” فيما بقي المدعو أبو جاسم متوارياً عن الأنظار.
وتضيف الرواية أنّ “أمنية دوار كاوا” التي يتزعمها النقيب أحمد عبود أبو حسن أناب، شهدت حالات كثيرة مثل حالة المواطن ميكائيل، إضافة لجرائم التحرش الجنسيّ والاغتصاب للفتيات والنساء الكرديات بتهم التعامل مع الإدارة الذاتيّة السابقة وأيضاً نساء وفتيات عربيات بتهم انتمائهن لتنظيم “داعش” وقُتلت فتاة بعد الإفراج عنها من قبل أهلها بتهمة الشرف والعار.
مناصرو المدعو أبو حسن أناب
تتهم الأطراف المناوئة لميليشيا “الجبهة الشاميّة” بأنها تآمرت عليه لإقصائه ولفقت تهماً بحقه، بسبب نزاهته ونجاحه، وتصف ذلك بمحاولة التآمر على “الثورة واستهداف شرفائها”، وتقول إنه مظلوم وبريء مما نُسب إليه من تهم وأنّه مثال الشرف الثوريّ، وقبل أيام تم تداول خبر أنّ الإفراج عن المدعو “أبو حسن” مشروط بدفع فدية ماليّة مقدارها 40 ألف دولار، وأن المساعي مع قيادة الشامية فشلت، وأن وفداً من قيادة “هيئة ثائرون” وميليشيا “سليمان شاه” ووجهاء عشائر توجهوا للقضاء العسكريّ للقاء النائب العسكريّ العام “عرفات الحمود” والذي احتج بأنّ الأمر في عهدة الأتراك! وبذلك نجد انقساماً بين “غرفة عزم” المتهمة بالضلوع بتشكيل الخلية، و”هيئة ثائرون” التي تسعى للإفراج عنه!
وفي سياق القضية يتم تداول العديد من المراسلات عبر تطبيق الواتس آب على أنها أدلة، رغم أنّه التي لا يمكن التثبت من صحتها، وبخاصة أنّه في كل عملية اختطاف يتم فيها مراسلة عوائل المواطنين المختطفين ومساومتهم على مبلغ الفدية للإفراج عنهم، وقد تتدخل أكثر من جهة على مبدأ المضاربة، والاسم الأبرز هو “عبدو المصري” الملقب “عبدو ياسر” القيادي الأمنيّ في غرفة “عزم”، الذي يتعهد للمواطنة نورهان بالإفراج عنها.
القضية التي باتت تُعرف باسم “خلية ميكائيل”، يقول المدافعون عن براءة المدعو “أناب” أن أطرافاً عديدة متورطة فيها، أحدهم المدعو “عمر حذيفة” رئيس لجنة الاصلاح الوطنية في الجيش الوطني وشرعي غرفة عزم وميليشيا “فيلق الشام”. بمعرفة الخلفية المشتركة لكل من الجبهة الشامية وفيلق الشام يمكن فهم أبعاد إضافية للقضية.
يُذكر ان النقيب المدعو “أحمد عبود” الملقب “أبو حسن أناب” اُختطف من قبل “الفيلق الثالث” في 14/3/2022، وتم تسليمه لفرع “الشرطة العسكريّة” في عفرين. و تم إسعافه في 3/3/2022 إلى المشفى بسبب التسمم. وفي 9/3/2022 تم تحويله إلى سجن ماراته/ معراته.