عفرين بوست – خاص
أفاد مراسل “عفرين بوست” أن دورية عسكرية تابعة لميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي، أقدمت على خطف خمسة أشخاص ثلاثة منهم مواطنين من أهالي قرى فافرتين وبرج حيدر واثنين آخرين من المستوطنين، الأربعاء الماضي 21 يونيو، بتهمة التعامل مع “هيئة تحرير الشام” الإرهابية والترحيب بهم.
وأضاف مراسلنا أن المواطنين الثلاث هم “ياسر جمعة علو وخليل أحمد شاوتي” من أهالي قرية فافرتين، و”محمد أحمد سليمان” من أهالي قرية برج حيدر، أما المستوطنان الاثنان ينحدران من إدلب ويسكنان قرية برج حيدر.
وكانت عناصر ميليشيا “فيلق الشام” عندما اقتحمت القريتين قاموا بالاعتداء على المواطنين الثالث بالضرب والشتم وإهانتهم أمام الأهالي، وذلك بحجة الوشي عليهم لدى “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) أثناء دخولهم القرية منتصف الأسبوع الماضي، وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.
خلال اقتتال ميليشيا “الجبهة الشامية من جهة وميليشيا “حركة أحرار الشام” وتنظيم هيئة تحرير الشام” من جهة أخرى، في الأسبوع الفائت، سلمت ميليشيا “فيلق الشام” في 19 يونيو، جميع مقراتها والنقاط العسكرية في قرى كباشين وباصوفان وفافرتين وبعيه بناحية شيراوا إلى “هيئة تحرير الشام” الإرهابية، حيث تعتبر هذه القرى خطوط تماس تفصل المناطق المحتلة من عفرين عن مناطق سيطرة جيش النظام السوري.
وبررت ميليشيا “فيلق الشام” انسحابه وتسليم نقاطه في القرى الأنفة الذكر، في بيان صدر 20 يونيو، قائلة فيه إنه أبلغ “الجيش الوطني” ومكوناته (الفيالق الثلاثة) بالحشود العسكرية وطلبت منهم إرسال قوى وتعزيزات للمنطقة، وقوبلت طلباتها باكتفاء الميليشيات البقاء بمناطق سيطرتها وترك “فيلق الشام” وحيدة في منطقة مساحتها 30 كيلومترًا تفصل بين منطقتي إدلب وعفرين.
وأضاف البيان أن “الهيئة” حاصرت عددًا من نقاط الرباط مع حاجز عسكري لـ”فيلق الشام” في قرية باصوفان، ثم توجهت للدخول إلى منطقة باعي ومنها وصولًا إلى حاجز “الفيلق” في منطقة الغزاوية والاستيلاء عليه بالقوة العسكرية.
وجرت عملية الالتفاف بحسب “فيلق الشام” بعد إغلاقه الطرق أمام الأرتال العسكرية ومنعها من الوصول إلى بعضها والاقتتال وسفك الدماء، محاولًا حقن الدماء وإفساح المجال للحل العقلاني بين الميليشيات المتناحرة، حسب تعبيره.
وذكرت “فيلق الشام” أن نقاط تمركزها تمتد من الساحل غرباً وحتى منطقة جرابلس شرقاً، ويمتلك أكبر عدد من نقاط الرباط في شمال غربي سوريا، وتوجد معظم قواتها ومقاتليها في مناطق المهام العسكرية في منطقة إدلب.
لا يمكن الخوض في أي اقتتال داخلي أو مهاترات جانبية دون تأمين وحماية المقاتلين، حسب بيان “فيلق الشام”، وتأمين نقاط الرباط من أي محاولة اختراق قد يستغلها “أعداء الثورة “في مثل هكذا ظروف وخلافات واقتتالات داخلية.
ميليشيا “فيلق الشام” أحد ميليشيات “الجيش الوطني السوري” التابعة للائتلاف السوري – الإخواني والتابع لتركيا، تأسست من مجموعة ألوية وكتائب في مارس عام 2014، بالدعم المالي والعسكري المتفاوت عن باقي الميليشيات، نظراً لشبكة العلاقات الداخلية والخارجية من أعضاء ومقربين من جماعة الإخوان المسلمين.
وبدأت مع بداية العام 2014 قتال تنظيم الدولة وطردها من إدلب وحماة واللاذقية وحلب، وركّزت على ضم الضباط المنشقين وتسليمهم مناصب قيادية حساسة.
يحكم ميليشيا “فيلق الشام” ويقودها مجموعة رجال متمثلين بهيثم رحمة ومنذر سراس ونذير الحكيم، وهم من وضعوا الخطوط العريضة للميليشيا منذ تشكيله، واستمروا في توجيهه بدقة عسكرياً وميدانياً وفي المسارات السياسية.
شاركت الجيش التركي في ثلاث غزوات احتلالية لمناطق في شمالي سوريا، التي سُميت بـ”درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام”؛ قائدها العام “منذر سراس- أبو عبادة، عضو الهيئة السياسية للائتلاف”، وقائدها العسكري “فضل الله الحجي -أبو يامن”، و”هيثم محمود رحمة” من قيادات الظل للميليشيا وهو الأمين العام للائتلاف حالياً، و”محمد نذير الحكيم” أيضاً أحد رجال الظل في الميليشيا، عضو الهيئة السياسية للائتلاف.
ويعد الآن أحد أبرز مهام “فيلق الشام”، التابعة لتركيا والمدعومة بشكل لافت عن نظرائها من الميليشيات، مرافقة الأرتال التركية وحراسة نقاط المراقبة.