عفرين بوست ــ خاص
قرية چيا ــ Gundî Çiyê أو الجبليّة أو داغ أوباسي، أسماء لقريةٍ واحدة، وتعني “قرية الجبل”، والأصل هو اسمها الكرديّ چيا لوقوعها على قمة جبل هاوار.
هي قرية صغيرة تتربع على قمة في وسط جبل هاوار (800 م). وهي قمة مخروطيّة حراجيّة وبقايا أساسات قلعة هاوار القديمة. تبعد عن مدينة عفرين 30 كم شمالاً، يقدر عمرها بنحو أربعة قرون، وتضم 60 منزلاً، وكان عدد سكانها نحو /200/ نسمة من الكرد الأصليين.
هُجّرت قرية چيا بالكامل، وعادت إليها عائلة واحدة المؤلفة من 7 أفراد، أحد أبناء “فوزي عثمان” الذي يعمل مستخدماً مدنيّاً في القاعدة العسكرية التركيّة. بسبب تحويل القرية إلى قاعدة عسكريّة تركيّة، فيما مُنعت عودة 15 عائلة، اضطرت للسكن في مدينة عفرين والقرى المجاورة، والبقية مهجرون قسراً إلى خارج المنطقة.
بسبب موقع القرية المرتفع، وكونها أحد التلال الحاكمة فقد كانت في مرمى القصف الجويّ مرات عديدة خلال العدوان على عفرين، وفي بداية الاحتلال سيطرت على القرية ميليشيا “أحفاد الرسول”، وقام مسلحوها بسرقة محتويات كافة المنازل من مؤن وأدوات وفرش وتجهيزات وأواني نحاسية وأسطوانات الغاز وغيرها، وكافة كوابل وأعمدة ومحولات شبكة الكهرباء العامة، و /3/ مجموعات توليد كهربائية وآلات زراعية (/1/ سكة فلاحة، /2/ تريلا، /2/ كلفاتور)، وسيارتين بك آب للمواطنين “وليد بكو، منان حنان”، ومحتويات المدرسة الابتدائية في القرية.
قاعدة عسكريّة تركيّة في القرية
انسحب مسلحو “أحفاد الرسول” من القرية فيما بَعد بأوامرٍ من الاحتلال التركيّ، وتم تحويلها إلى قاعدة عسكريّة (تحوي أسلحة متوسطة وخفيفة)، ولأجل ذلك قامت بتجريف محيط القرية (500م) وبعرض (200م)، وأدى ذلك إلى قلع نحو /1500/ كرمة عنب و /400/ شجرة زيتون والعديد من أشجار من التين واللوز والتوت، واتخذ جنود وضباط القاعدة التركية من منازل القرية مقرات وسكناً لهم، إضافة لقطع 15 شجرة سنديان معمرة في مقبرة القرية التي تعرضت أيضاً للتخريب والعبث من قبل مسلحي الميليشيات.
وأنشئ مخيم صغير في محيط القرية يضم نحو 40 خيمة (بما يعادل 200 نسمة) لمربي ورعاة الأغنام من المستوطنين، الذين يسرحون بقطعانهم (أكثر من 5 آلاف رأس) في الجبل وبين الحقول الزراعيّة، دون أن يجرؤ الأهالي على منعهم.
لم تتمكن العوائل المتبقية في المنطقة من العودة إلى منازلهم، رغم محاولاتهم المتكررة وتقديمهم لشكاوى عديدة لدى “المجالس المحلية ولجنة رد المظالم”.
لم تسجل انتهاكات بحق أهالي القرية لكونها مهجورة، لكن رصد جنود من الجيش التركي أوائل يونيو 2021، يعتقلون المواطن الكرديّ “ديرسم محمد علي” (22 سنة) من أهالي قرية چيا، أثناء رعيه لقطيع ماشية في محيط القرية، واقتادوه إلى سجن في بلدة راجو، والشاب ديرسم كان يقيم في قرية آفرازه.
وفي يونيو 2021، تم بيع منزل المواطن الكردي “محمد حنان” من أهالي قرية چيا بحي الأشرفية بمبلغ 900 دولار أمريكيّ من قبل مستوطن منحدر من الغوطة الشرقية، ويقع المنزل جانب محل حطب حنان قرب جامع بلال.
تعديات على الغابة الطبيعيّة
بقيت /6/ آلاف شجرة زيتون من أملاك القرية خارج الخدمة و/2500/ شجرة تعرضت للحرائق و/400/ شجرة استولت عليها ميليشيات “فرقة السلطان مراد” في وادي “غُلغلِه”، أما البقية الباقية فيدفع أصحابها إتاوة /10%/ من إنتاجها.
أما جبل هاوار الشامخ والذي تُقدر مساحته بـ /100/ هكتار وكانت فيها غابات طبيعية بكريّة من أشجار السنديان والزيتون البري والقطلب والزعرور والزرود، بمثابة محمية طبيعيّة للحيوانات البرية، فقد تعرض لحرائق عديدة منذ ثلاث سنوات، والتهمت حوالي 30% من غطائه النباتّي، وقطعت الميليشيات كامل ما تبقى لأجل التحطيب وصناعة الفحم من قبل مختلف ميليشيات ما يسمى “الجيش الوطني” المسيطرة على القرى المحيطة بالجبل (آفراز، كوبك، ديبيه، حسنديرا، قره كول، خليلاكا، زفنك، ديك، كوليا)، حيث توجد في قريتي آفراز وكوبك لوحدهما عشرين فرناً لصناعة الفحم، ولم يبقَ في الجبل سوى جذوع الأشجار وأغصانها الرفيعة.
مصادر المعلومات
ــ شبكة عفرين بوست الإخبارية.
ــ التقارير الأسبوعية لحزب الوحدة الكردي (يكيتي).