مايو 12. 2024

أخبار

#بانوراما_الأسبوع: 3 حوادث قتل مُريبة.. إجراءات لترسيخ الاحتلال.. “عوكا” خالية من أهلها.. تجنيد مئات المستوطنين ضمن مليشيا “الشرطة”.. الإساءة إلى مزارين أحدهما علوي.. والكُرديات مُصرات على مُواجهة التطرف!

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الثامن إلى الرابع عشر من فبراير\شباط (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا غيضاً من فيض الاحتلال!).

حوادث قتل مريبة!

السبت\التاسع من فبراير، نشرت “عفرين بوست” تقريراً حول إقدام الشاب الكٌردي “خوشناف فائق حنان” على الانتحار شنقا ليل الخميس\السابع من فبراير، في منزله بحي المحمودية في مركز إقليم عفرين التابع للإدارة الذاتية سابقا. وعملت عفرين بوست على تجميع معلومات حول حادثة الشنق ودوافعها، بمحاولة الاتصال مع مقربين من خوشناف، وقالت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” أن “خوشناف” كان يتعرض للتهديد من قبل الميليشيات الإسلامية، بسبب اختلافه معهم حول مبلغ الفدية الذي كان يدفعه في كل مرة، بشكل دوري”. ومن جهته، أفاد مراسل “عفرين بوست” نقلا عن أحد أقربائه، أن “خوشناف” الذي كان يعمل حلاقاً، قد “أغلق محله في تمام الساعة الرابعة من يوم الأربعاء، وعاد إلى منزله ولكن في اليوم التالي أي الخميس، لم يفتح محل عمله كما جرت العادة، الأمر الذي دفعهم إلى الشك في موضوع اختفائه، فبادروا إلى الاستفسار عنه في منزله، حيث كان يقيم لوحده بينما كانت تعيش عائلته في قرية “بربني\بربند”. واستطرد المصدر قائلاً: “بعد أن قطع جيرانه الأمل في فتح الباب، أقدموا على كسر الباب والدخول إلى المنزل، حيث شاهدوا جثمانه يتدلى من سقف المطبخ فأنزلوه، وكان متوفياً”. وحصل مُراسل “عفرين بوست” على معلومات بأن الطبابة الشرعية التابعة للاحتلال التركي فحصت جثمان الشاب وأخبرت ذويه أنه “لا توجد آثار تعنيف على جثته” في إشارة إلى أن الشاب الكُردي أقدم بنفسه على شنق نفسه وانتحر. وأكد المُراسل أن “خوشناف” البالغ من العمر 34 عاما، كان يعاني من الترهيب النفسي جراء المضايقات التين تقوم بها المليشيات الإسلامية لسكان عفريين الأصليين الكُرد، وكان قد أخبر أحد أصدقائه مؤخرا بأنه “مُصاب بالوسواس ويشعر أنه مُلاحق من قبل مسلحين، وأنهم يريدون خطفه، خاصة أنه ميسور الحال ويعيش لوحده في منزله، ما يرفع من احتمالات قيام الميليشيات بخطفه بهدف طلب الفدية”. وكانت ميليشيا ” الحمزة” كانت قد اقتحمت قرية “بربني\بربند”، مسقط رأس الشاب “خوشناف” في 21/8/2018 وقامت بالسطو المسلح على منزل والده “فائق حنان” وسلبت من داره جرار زراعي ومبلغ مليون ليرة سورية. إلى ذلك، أكد ناشطون وفاة الشابة “لوفين خليل شوتو” من قرية كفروم التابعة لناحية شرا بريف عفرين، أثناء محاولتها دخول الأراضي التركية من ريف إدلب. برفقة عائلتها، وقالت الرواية الأولية أنها توفت أثناء عبورها الحدود إلى تركيا سيراً على الأقدام، بعد مسير لمدة 15 ساعة، نتيجة البرد والظروف المناخية القاسية في المنطقة، توفت بنوبة قلبية مفاجئة.

والأحد\العاشر من فبراير، أفاد أحد المقربين لـ عفرين بوست”، أن الشابة الكُردية “لوفين” كانت تعتزم الذهاب إلى تركيا للالتحاق بخطيبها المقيم في تركيا والزواج منه، إلا أنه نتيجة الجو البارد وحالة الترهيب والخوف والمشي لمسافة طويلة عبر الجبال والوديان، أصيبت بنوبة قلبية وتأخير الفرق الطبية والجندرمة التركية في إسعافها أدى إلى وفاتها بين يدي والدها. مشيرا إلى أن “لوفين” وخلال رحلة التهريب سقطت أرضا وأصيبت في رأسها. في السياق ذاته، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في تقرير له، عن فقدان نحو 12 مدني سوري على الحدود السورية – التركية، خلال الأيام الأخيرة، أثناء محاولتهم الوصول إلى الجانب التركي. ونقل المرصد السوري عن مصادره أن المدنيين ومن ضمنهم مهجرين من مناطق سورية أخرى، حاولوا الخروج والوصول إلى الجانب التركي عبر المناطق الحدودية مع ريف إدلب، عبر مهربين أرادوا استغلال الأحوال الجوية السيئة والضباب للحيلولة دون اعتقالهم من قبل الجندرمة التركية، إلا أن العمليات هذه تسببت في فقدان 12 شخصاً على الأقل، تأكد مفارقة اثنين منهم للحياة إلى الآن، فيما لا يزال مصير البقية مجهولاً.

والاثنين\الحادي عشر من فبراير، خيم التوتر على بلدة موباتا/معبطلي عقب استشهاد الثمانيني الكُردي ” علي قلندر” برصاص مسلح من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ريف إقليم عفرين الكُردي أن الجاني “إسماعيل الحاج محمد” أحد مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” الإسلامية فرّ اليوم برفقة عائلته من البلدة إلى مكان مجهول، في وقت يسود التوتر في مركز البلدة مع إصرار الأهالي على مطالبة قوات الاحتلال التركي بإخراج المسلحين من البلدة. وأضاف المُراسل أن المحتجين من أهلي البلدة يتجمعون أمام مقر قوات الاحتلال ويهددونها بالتصعيد في حال امتنع الاحتلال التركي عن تلبية مطالبهم بمحاسبة الجاني وإخراج المسلحين خارج البلدة. وكان الثمانيني “علي قلندر” يقوم برعي أغنامه في أرض زراعية عائدة له بالقرب من قرية قنتري/ قنطرة التابعة لناحية موباتا، قبل استهدافه بطلق ناري في ظهره من قبل المسلح المدعو” إسماعيل الحاج أحمد” حيث نقل على إثر الإصابة إلى إحدى المشافي التركية لتلقي العلاج إلا أنه فارق الحياة.

والأربعاء\الثالث عشر من فبراير، أدان المجلس الوطني الكُردي جريمة استشهاد العجوز الكُردي “علي قلندر” في ناحية موباتا/معبطلي على يد مًسلح من المستوطنين المرافقين الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، وطالب الاحتلال بالقبض على المُجرم وتقديمه للمُحاكمة. وجاء ذلك في تصريح أصدره المكتب الإعلامي للمجلس الوطني الكُردي، ندد فيه بجريمة بـ “قتل” المواطنين الثمانيني “قلندر” واصفاً إياها بالجريمة “الشنيعة”، ومطالباً الاحتلال التركي الاضطلاع بمسؤولياته، والقيام بتنفيذ الالتزامات المترتبة عليه، والمنصوص عليها في المواثيق الدولية حيال حقوق سكان المنطقة الأصليين حسب تعبيره. وقال التصريح: “بالرغم على مضي ما يقارب العام على سيطرة القوات التركية على منطقة عفرين، فإن مسلسل الانتهاكات بحق مواطني منطقة عفرين الكُرد العزل مازال مستمراً بصورة يومية، دون رادع، ودون تعرض مرتكبيها للمحاسبة المطلوبة”. مضيفاً: “إن جريمة اغتيال المواطن الثمانيني الأعزل علي قلندر من سكان بلدة المعبطلي على يد المجرم القاتل إسماعيل حج بكر من مرتبات الشرطة المدنية وفق المعلومات المتوفرة، يوم 10 / 2 / 2019 م أثناء قيامه برعي أغنامه، يندرج في هذا السياق وتعبير عن هذا الواقع المرير”، وتابع المجلس: “إن تعرض مواطن للتهديد ثم القتل فقط لممانعته سرقة ممتلكاته وشكواه لاسترجاعها يعتبر تعدياً سافراً وانتهاكاً صارخاً لأهم مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان ألا وهو الحق في الحياة”. وأشار المجلس إن “بلوغ التجاوزات والاستهتار بحقوق ومشاعر شعبنا الكُردي هذا المبلغ، ليس غير مقبول فحسب بل فوق طاقة التحمُل” (وفق وصف البيان). واختتم المجلس الوطني الكردي تصريحه بالقول: “إننا في المجلس الوطني الكُردي في سوريا، ندين بشدة هذه الجريمة الشنعاء وغيرها من الانتهاكات بحق مواطنينا المسالمين العزل، ونطالب الجهات المعنية بمتابعة القضية بصورة جادة والقبض على المجرم القاتل، وتقديمه للمحاكمة لينال الجزاء العادل عن فعلته الشنيعة، كما نطالب السلطات التركية الاضطلاع بمسؤولياتها والقيام بتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها والمنصوص عليها في المواثيق الدولية حيال حقوق سكان المنطقة الأصليين”.

والخميس\الرابع عشر من فبراير، شيّع أهالي قرية كقروم التابعة لناحية شرّا/ شرّان، وسط مشاعر من الحزن، جثمان العروس الكردية “لوفين خليل نوري” في مسقط راسها، وتخلل مراسم التشييع زغاريد نساء القرية، حسب عرف أهل المنطقة في تشييع الشبان والشابات المقدمين على الزواج، حيث كانت “لوفين” متوجهة مع عائلتها لعقد قرانها على خطيبها المقيم في إسطنبول. وتمكنت “عفرين بوست” من توثيق أسماء خمسة ضحايا من أصل ثمانية أشخاص فقدوا حياتهم وهم كل من ” لوفين خليل نوري (عفرين) وهدى أحمد موسى (عفرين) مها العمور (كفرنبل-إدلب) ومحمد عبد الرحمن كنجو (حاس-إدلب) ومريم محمد طالب (حلب)، فيما لا يزال هوية باقي الضحايا مجهولة لحد الآن.

الانتقام من روح عفرين..

الجمعة\الثامن من فبراير، قالت منظمة حقوق الإنسان في عفرين: “أقدمت العناصر المسلحة (الجيش السوري الحر) التابعة للحكومة السورية المؤقتة والمسيطرة على بلدة ميدانكي التابعة لناحية شران. إضافة للنازحين بقطع وتحطيب شجرة الدلب المعمرة (عمرها أكثر من 500 عام) الواقعة على بئر قرية دوديريلي المندثرة منذ 300 عام بالقرب من بلدة ميدانكي تلك الشجرة التي كانت تتميز باتساع مساحة ظلها لتغطي مساحة أكثر من عشرة منازل عائلية وبارتفاع حوالي ثلاثين مترا”.

تغيير معالم..

الجمعة\الثامن من فبراير، أفاد مراسل “عفرين بوست” من ناحية جنديرس أن الاحتلال التركي يعمل على ربط الشبكة الكهربائية في الإقليم بالشبكة التركية في الناحية، حيث أنجزت ورش العمل التركية جزأ منها وباتت على مسافة قريبة من مدينة جنديرس. وكان وفد من وزارة الكهرباء التركية، زار الإقليم في 17/ كانون الثاني 2019 وناقش مع مجلس الاحتلال المحلي في المدينة تفاصيل مشروع استجرار الكهرباء من تركيا. وتعرضت البنية التحتية لشبكة الكهرباء في الإقليم إلى تضرر كبير نتيجة أعمال السرقة والنهب التي طالت المحولات والكابلات والأعمدة الكهربائية، على يد الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي. كما وقام الاحتلال التركي، بإزالة آخر برج من أبراج الاتصالات الخلوية السورية بالقرب من الجامع الشرقي في مركز مدينة جنديرس ومعها انتهت تغطية الشبكة السورية في الناحية، وذلك بهدف استبدالها بشبكات اتصالات تركية. ويأتي ذلك في ظل صمت حكومة النظام السوري التي لم تتقدم لحد الآن بأية شكوى لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي اعتراضا على الخطوات والإجراءات الاحتلالية لتركيا في الإقليم.

والثلاثاء\الثاني عشر من فبراير، أعلنت وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلامية والاحتلال التركي، أن الأخير سيشكل غرفة للتجارة والصناعة تابعة له، في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وأظهرت تلك الوسائل شعار الغرفة التي يسعى الاحتلال التركي الى تشكيلها، وهي تحوي على عبارتين باللغتين العربية والتركية، وتتجاهل تماماً اللغة الكُردية، ما يُبرز مساعيها لطمس الهوية الكُردية الأصلية للإقليم. ووفقا لإعلام الاحتلال التركي، سيعقد تجار المدينة اجتماعاً في مقر مجلس الاحتلال، لانتخاب ممثلين عن الغرفة وإدارة المكتب التنفيذي، وسيصدر مجلس الاحتلال شروط التسجيل في الغرفة لاحقا. وفيما يحاول الاحتلال تبييض صفحته من خلال إنشاء هذه الهيئات التابعة له، يبقى السؤال الأهم، أي صناعة يتحدث عنها؟ فمنذ أن أطبق الاحتلال العسكري على الإقليم الُكردي، تم سلب غالبية ما كانت تحتويه من معامل ومشاغل من جميع القطاعات الصناعية التي كانت توجد. وشهدت الصناعة في عفرين خلال حكم “الإدارة الذاتية” تطوراً ملحوظاً على صعيد توسع المعامل والصناعات الموجودة، حيث استُقدمت الى عفرين صناعات لم تكن موجودة فيها سابقاً، وعلى راسها صناعة الألبسة الجاهزة والعبوات البلاستيكية وغيرها، بينما كانت الصناعات الموجودة سابقاً متعلقة بالإنتاج الزراعي كمعاصر الزيتون ومعامل البيرين والصابون. وارجع اقتصاديون حينها نمو الحركة الصناعية في الإقليم الكُردي إلى “الاستقرار” الذي كان موجوداً في عفرين، حيث نقل منتجو الألبسة الجاهزة الكُرد منشآتهم من حلب إلى عفرين، لكنهم عادوا إلى حلب مجدداً بعيد احتلال الإقليم الكُردي. وبينت معلومات سابقة، أنه من أصل 500 منتج كُردي للألبسة كان يعمل في عفرين اثناء حكم المنطقة من قبل أبنائها ضمن نظام “الإدارة الذاتية”، لم يتبقى سوى أقل من 50 منتج، لكنهم أيضاً غير قادرون على افتتاح أي اعمال، نتيجة مخاوفهم من التعرض للسرقة والخطف. ويحاول الاحتلال التركي من خلال هذه الهيئات، ترسيخ احتلاله للإقليم الكردي، حيث يؤكد مراقبون أن المستفيد الأول منها هم المستوطنون، الذين من المتوقع أن يحصلوا على الكثير من التشريعات التي تشجعهم على افتتاح المنشآت الصناعية في عفرين، لحضهم على الاستقرار في المنطقة، وترسيخ التغيير الديموغرافي. ويخشى أهالي عفرين بشكل رئيس من الدعم المالي الذي من الممكن ان يتلقاه المستوطنون في سبيل شراء الارضي في الإقليم الُكردي، خاصة من البنوك التركية والقطرية، إضافة إلى امتلاك متزعمي المليشيات الإسلامية الكثير من الأموال التي قاموا بجمعها خلال سنوات الحرب، جراء عمليات السلب والسرقة التي مارسوها، إضافة إلى تحكمهم بأقوات الناس عبر فرضهم الاتاوات من خلال الحواجز، في المناطق التي كانوا يحتلونها سابقاً وطردوا منها، أو الحواجز التي تتبع لهم حالياً في عفرين. وسبق أن تناقل ناشطون مقاطع صوتية لزعيم إحدى المليشيات الإسلامية يدعى “محمد الجاسم ابو عمشة” ويقود مليشيا “السلطان سليمان شاه”، يُخاطب فيها عناصره، ويقوم بتوبيخهم كونهم لم يتمكنوا من جبي أكثر من 5000 دولار كأتاوات، خلال يومين من الحواجز التي يقيمها مسلحوه في منطقة “شيه\شيخ الحديد” بريف إقليم عفرين الكُردي. في المُقابل، عمد الاحتلال التركي منذ إطباقه الاحتلال العسكري على عفرين، إلى تطبيق سياسة التفقير بحق السكان الأصليين الكُرد من أبناء المنطقة، عبر ترك الباب مفتوحاً أمام مسلحي المليشيات الإسلامية ليقوموا بعمليات السرقة والخطف والابتزاز، مستفيدين بشكل أساس من معلومات مخابراتية كانوا قد حصلوا عليها من منظمات عملت في عفرين خلال عهد “الإدارة الذاتية” تحت مسميات الإغاثة وتتخذ من عينتاب مقراً لها، حيث ساهمت تلك المنظمات بشكل كبير في تزويد مخابرات الاحتلال بأسماء ميسوري الحال في عفرين، إضافة لمعلومات تفصيلية عن أملاك غالبية الأهالي الكُرد.. من جهة أخرى، نقل اعلام الاحتلال التركي عن المدعو “محمد سليمان” رئيس مجلس الاحتلال في عفرين، قوله إن الإقليم يشهد تطوّرًا ملحوظًا على جميع الأصعدة والمجالات، (في الوقت الذي يؤكد فيه أهالي عفرين أنهم في إقامة جبرية، حيث يُمنع عليهم التحرك بين ريف عفرين والمدينة بدون موافقات من مجالس الاحتلال، التي تكون من خلال العبور ضمن مكاتب امنية هي عملياً أفرع مخابراتية، ليحصل فيما بعد على ورقة تخوله التنقل لشهر واحد!). فيما يواصل مسلحو المليشيات الإسلامية اعمال السلب والسطو المسلح، والتي كان آخر ضحاياها الكهل الثمانيني “علي قلندر” من قرية قنطرة التابعة لناحية موباتا، فعقب محاولة أحد مسلحي “الجبهة الشامية” سرقته، وتمكن الكهل من ردعه، كأن من المستوطن المسلح أن ثأر منه بإطلاق النار عليه من بعيد، ليرديه شهيداً! وقال سليمان “إنّ مدينة عفرين تتمتع بثقافة تشبه إلى حدّ بعيد الثقافة التركية، وإنّ هدفنا هو أن تبلغ هذه المدينة مصاف مدن تركية جميلة، مثل غازي عينتاب، هاتاي، حتى إسطنبول وأنقرة، حتى تكون مدينة جميلة ونظيفة يعيش بها سكانها بشكل جيد” (وفق وصفه). وعين المدعو “سليمان” من قبل الاحتلال التركي في أكتوبر\تشرين الأول العام 2018، خلفاً للمدعو زهير حيدر، ويعرف عنه أنه كان يتبوأ منصب رئيس المجلس الاحتلال في ناحية بلبل وينحدر من قرية “خليلاكا\خليلاك أوشاغي” التابعة لناحية بلبلة\بلبل، وهو من الشخصيات المقربة من المدعو غسان هيتو، المتزعم في الائتلاف السوري المُقاد من قبل جماعة “الإخوان المسلمين” (المصنفة كتنظيم إرهابي في العديد من الدول العربية والغربية). وذكر سليمان أنّ المجالس الاحتلال منذ احتلال عفرين، نجحت بتأسيس 3 مستشفيات كبيرة، لكنه لم يكشف عن اسمائها، علماً أن عفرين كانت تحوي اساساً قرابة 6 مشافي هي (آفرين، جيهان، فرزندا العسكري، السلام، قنبر، ديرسم)، منها مشفيين اسسا في عهد الإدارة الذاتية، وهما مشفى آفرين الذي يسيطر عليه المستوطنون، وأطلقوا عليه مسمى “مشفى الشفاء”، ومشفى الشهيد فرزندا العسكري، وهو مشفى حديث ومتكامل، كان يتبع هيئة الدفاع في الإدارة الذاتية السابقة، حيث نشر الاحتلال قبيل فترة إعلاناً ادعى من خلاله أنه هو من أنشئ المشفى، في محاولة لتحوير الحقائق وتزييفها. وفي سياق التعامل مع أهالي عفرين ضمن المشافي التي يديرها مستوطنون، قال المواطن الكردي (ك،ع) في حديثه لـ “عفرين بوست”، أن “عنصرية المليشيات الإسلامية والمؤسسات التي جاءت معها إلى عفرين تمتد إلى الحقل الطبي”، وأضاف في هذا السياق: “لقد استلم المستوطنون إدارة غالبية المشافي في عفرين، فيما لم يبقى سوى مشفيين تقريباً بيد السكان الأصليين الكُرد، وهي مشافي ضعيفة من حيث التجهيز والإمكانيات”. وأردف: “المشافي التي يديرها المستوطنون لا تقدم الخدمات الطبية للسكان الكُرد، حيث تقوم في أقصى الحالات بتقديم حبوب مسكنة للأهالي الكرد، ثم تطلب منهم الرحيل”. وأكد مصدر سابق لـ “عفرين بوست”، أن الجمعيات والمنظمات العاملة حالياً في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، بكنف ورعاية المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، تمتنع عن توظيف المواطنين الكُرد من أهالي عفرين بين طواقمها. حيث تكتفي بتُعيين مُوظف واحد أو مُوظفين كحد اقصى ضمن مُلاكها من الكُرد، في حين أن “غالبية العاملين من المستوطنين ضمن تلك المنظمات، يعملون وقف شهادات مُزورة، يتم استصدارها من مدينة اعزاز، وهو أمر ينطبق على مجالي التوظيف ضمن المنظمات الإغاثية والتعليمية”. وأردف المصدر: “عرض أحد المستوطنين على شبان كُرد أن يجلب لهم شهادات مُزورة وفق مبالغ مالية من مدينة اعزاز، كي يتمكنوا من تقديمها إلى المنظمات الإغاثية او التعليمية، فيستطيعوا العمل ضمنها”. وسبق أن أكد مواطنون كُرد، عنصرية المنظمات الإغاثية الموالية للمليشيات الإسلامية، حيث تتعمد تلك المنظمات توزيع المساعدات على المستوطنين القادمين من الغوطة وارياف حمص وحماه وحلب وغيرها، فيما تمتنع عن التوزيع على السكان الأصليين الكرد بحجة أن المستوطنين أبدى منهم! وحول التعليم، ادعى سليمان أنّ “249 مدرسة الآن تستقبل الطلاب الذين يبلغ عددهم 45 ألف طالب، متغافلاً المناهج المتطرفة التي فرضها الاحتلال التركي على عفرين الكُردية، وأن الطلاب الذين يداومون حالياً في مدارس عفرين هم في غالبهم من المستوطنين المستقدمين من الغوطة وحمص وحماه وغيرها، بموجب اتفاقات تركية روسية، في حين شرد أطفال عفرين وطلابها بين مخيمات الشهباء ومدينة حلب ومناطق أخرى. ويستذكر هنا، ما حصل يوم الخميس\السابع من فبراير، عندما اعتدت طالبات مستوطنات على أخريات كُرديات، حيث قامت المستوطنات بشتم الشعب الكُردي والتلفظ بألفاظ نابية كـ: (الشعب الكردي زبالة – عفرين لأهلها الجدد – أنتو عم تعملوا تفجيرات – أنتو ولاشي – اطلعوا لبرا)، إضافة إلى ضرب إحدى الطالبات الكُرديات مما أدى إلى عراك جماعي بين الطالبات الكُرديات والمستوطنات. أما تعليم اللغة الكُردية ضمن المدارس التي افتتحها الاحتلال التركي وميلشياته، فقد تحول إلى حصص غير إجبارية، كمادة ضمن المنهاج، بعد أن كان أكثر من 45 ألف طالب كُردي يتعلمون بلغتهم الأم بشكل كامل، خلال عهد “الإدارة الذاتية”! أما بعد الاحتلال، فيعتمد تعليم اللغة الكردية ضمن المدارس في عفرين وريفها، على طلب مدير المدرسة نفسها بتعليمها أو عدم طلبه لذلك، فالمدارس التي يديرها المستوطنون لا تدرس اللغة الكُردية، في حين أن المدراء الكُرد الذين يديرون البعض الآخر من تلك المدارس. فإنهم لا يتجرون على طلب تعليمها! كما تشهد عفرين افتتاح مراكز تعليمية كـ مركز “سليمان الحلبي” في قرية كوتانا\كوتانلي التابعة لناحية بلبلة\بلبل، التي تعلم الأطفال التطرف وتزرع الكراهية ضد الكُرد، حيث يتم تعليم الأطفال فيها رفع شعار الذئاب الرمادية، إضافة لتعليم ديني مُكثف إلى جانب اللغة التركية! وعرفت عن “غازي عينتاب” خلال سنوات الحرب الاهلية السورية، بأنها كانت مركز التقاء الاستخبارات التركية مع اغلب متزعمي المليشيات الإسلامية مما عرف بـ “الجيش الحر”، إضافة لكونها مرتع للمتطرفين وخاصة “الدواعش”، الذين كان يجري نقلهم إلى الداخل السوري عبر الأراضي والمطارات التركية، وبالتالي كانت المدينة التركية واحدة من الاستراحات التي يمر عبرها الجهاديون للدخول الى سوريا وممارسة إرهابهم هناك، في الوقت الذي كانت فيه عفرين تُحاصر من قبل المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر وجبهة النصرة”. وعليه، قد لا يبدو حديث “محمد سليمان” عن تحويل عفرين إلى عينتاب، بعيداً عن الواقع، إن كان المقصود بها تحويل الإقليم الكُردي لبؤرة جديدة من التطرف الحاوي للمتشددين، فكل التقارير التي ترصدها “عفرين بوست” تشير إلى عمل الاحتلال التركي على نشر التطرف الديني من خلال تكثيف المواد الدينية في مناهج الطلاب في المرحلة الابتدائية، وهو ما يؤكد سعي الاحتلال لغسل أدمغة للأطفال، تمهيداً لإنتاج جهاديين جدد تغزو بهم العالم، إلى جانب أنشطة المنظمات التركية القومية المتطرفة كـ “الذئاب الرمادية” والجماعات التركمانية.

استيطان..

الجمعة\الثامن من فبراير، قال مراسل “عفرين بوست” نقلا عن شهود من أبناء القرية، أن مسلحي ميليشيا “السلطان مراد” لا يسمحون لأهالي قرية “عوكا\عوكان” المتواجدين في الإقليم بالعودة إلى ديارهم ولم يسمحوا أيضا بجني محاصيلنا من الزيتون. وأضاف المُراسل أن مهجّري القرية حاولوا العودة بشكل جماعي إلى قريتهم إلا أن الميليشيا المُسيطرة على القرية طردتهم جميعا وهددتهم بالذبح في حال عاودوا الكرّة. أما عن حال الشقيقين الذين تمكنا من العودة إلى قريتهم أكد المٌراسل أن المسلحين فرضوا عليهما السكن في بيت واحد الذي يقع في مقدمة القرية، ولا يسمحون لهما بالتجوال بين بيوت القرية ويعيشون في ظروف تشبه حالة الإقامة الجبرية. ويتصرف المستوطنون بكافة أراضي وحقول المهجّرين بشكل تام وبعد انتهائهم من جني محصول الزيتون يقومون حاليا بفلاحة الأراضي الزراعية وحقول الزيتون وكأنهم ورثوها من آبائهم وأجدادهم! يقول أحدُ المهجرين لمراسل “عفرين بوست”. ويسعى الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية بالتعاون مع المجالس المحلية التابعة لتوطين المزيد من المسلحين وعائلاتهم في قرى الناحية، الخالية منها أو شبه الخالية وخاصة من الميليشيات التي طردتها تنظيم “جبهة النصرة” مؤخرا من إدلب وريف حلب الغربي.

والثلاثاء\الثاني عشر من فبراير، نشرت ما تسمى “قيادة شرطة عفرين” وهي إحدى المليشيات التي شكلها الاحتلال التركي، ليقوم من خلالها ببسط سيطرته على إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، تعميماً حول قبولها عشرين مُسلح جديد في صفوفها. وفيما لم تُبين الوثيقة بشكل مباشر ماهيتها، اتضح من المنشور المرافق لها، أنها أسماء مقبولين جدد ضمن صفوف المليشيا، حيث تضمن المنشور عبارات كـ: “تعميم.. على الأسماء التالية الحضور الى مديرية الأمن في مدينة عفرين يوم الأربعاء 13/2 الساعة التاسعة صباحاً.. باقي اسماء التي اتمت الدورة سوف تتوالى تباعاً في وقت لاحق” (حيث تشير مُفردة “الدورة” إلى دورات يخضع لها المسلحون من قبل الاحتلال التركي). وتُحضر هذه القوائم من قبل الاحتلال التركي، وباللغة التركية إلى جانب اللغة العربية، حيث تحوي على أسماء المسلحين المقبولين، إلى جانب معلومات أخرى كتولدهم واسماء أمهاتهم والمدن التي ينتمون لها، ولعل أكثر ما هو لافت، أن الوثيقة التي تبين قبول عشرين مُسلح، لا تحوي أياً من أبناء عفرين. وتضم قائمة المسلحين المؤلفة من عشرين اسم، مستوطنين من مناطق عدة، طردت منها المليشيات الإسلامية لصالح قوات النظام، بموجب تفاهمات تركية روسية، ومن هؤلاء: 6 من حمص، 2 من دمشق، 6 من حماه، 5 من ادلب، ومستوطن واحد من دير الزور.

والأربعاء\الثالث عشر من فبراير، أصدرت مليشيا “الشرطة” التابعة للاحتلال التركي في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية، أسماء 301 من المستوطنين الذين يبدو أنهم قد جرى قبول انتسابهم الى المليشيا. وقالت المليشيا في إعلان نشرته، أنه سيجري اللقاء بهم في السابع عشر من الشهر الجاري، حيث تشير المعلومات المتوفرة إلى سوق هؤلاء سابقاً الى تركيا وتدريبهم فيها قبل إعادتهم إلى عفرين، بحكم تواجد معسكرات تدريب المسلحين داخل تركيا. ويقبل الاحتلال التركي جميع المستوطنين ضمن صفوف ميلشياته، خاصة ما تسمى “الشرطة”، حيث تتضمن الأسماء الـ 301 الجدد، مستوطنين من الغوطة وحمص وادلب واعزاز ودمشق وحلب ودير الزور وغيرها، وتحضر قوائمهم باللغة التركية، فيما يوجد اسم واحد ينتسب بأصوله إلى عفرين، وفق الجداول المُعلنة من قبل مليشيا “الشرطة”.

والخميس\الرابع عشر من فبراير، نشرت “عفرين بوست” تقريرا حول تخريج ما تسمى مليشيا “الشرطة” التابعة للاحتلال التركي العشرات من مسلحيها في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً. على وقع الموسيقا التركية التي تذكر بالحقبة العثمانية، في الرابع والعشرين من يناير الماضي، حيث بثت المليشيا شريطاً مصورا لعملية التخريج تلك، علماً أن مسلحيها يتلقون تدريبهم على أراضي الاحتلال التركي، ثم يجري سوقهم الى داخل عفرين، للقيام بمهامهم الاستخبارية والتي تتلخص في التضييق على السكان الكُرد والعمل على ترسيخ التغيير الديموغرافي لصالح المستوطنين من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية. وتبين المشاهد، وضع المليشيا للعلم التركي على الطاولة التي سيقسم عليها المسلحون إلى جانب رايتهم و”القرآن الكريم”، حيث يظهر العشرات من المسلحين الذين جرى تدريبهم في تركيا، وهم في غالبيتهم ملتحون، وجميعهم من المستوطنين، ويردد المسلحون خلال المسير الذي قاموا به ضمن بهو مكان التخريج، شعار (يا الله، بسم الله، الله أكبر)، وهو الشعار الذي كان ينادي به الجنود في الفترة العثمانية!، لتدل بما لا يدع للشك على النوايا الاستعمارية للاحتلال التركي الساعي الى إعادة العثمانية. ويؤدي المسلحون قسمهم واضعين اياديهم على العلم التركي!، قبل أن يدلي المدعو “رامي طلاس” قائد مليشيا “الشرطة” بكلمة، (وهو أحد المستوطنين المطرودين من مدينة الرستن بريف حمص، بموجب اتفاقات الاحتلال التركي مع روسيا، والتي تم فيها تسليم عفرين مقابل طرد المسلحين من حمص ودمشق). ويهاجم المستوطن “طلاس” في كلمته من اسماهم “الانفصاليين” في إشارة إلى القوات الكُردية، متناسياً كونه محتل جاء على ظهر دبابة عدوٌ غازي، ليحارب شركائه المفترضين في الوطن السوري، وأنه ساهم مع مسلحيه في احتلال ارض سورية وتقديمها للاحتلال التركي، وأن دماء الآلاف من المقاتلين الكُرد قد أصبحت في رقابهم! ليتولى بعدها مسؤولون من الاحتلال التركي بينهم والي الاحتلال على عفرين، توزيع وثائق الانتساب للمليشيا على المسلحين، حيث قدم كل مُسلح اسمه سابقاً إياها بعبارة: “سيدي الوالي”! ويتواجد على الوثيقة التي وزعت على المسلحين علم الاحتلال التركي، وراية مسلحي المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر”، فيما يظهر في خلفية المشهد على نوافذ البناء الاعلام التركية وهي تتدلى من داخله، بينما يضع مسلحون آخرون الاعلام التركية على أكتافهم دونما حياء أو وجل! ولا تحوي عادة، قوائم المقبولين ضمن هذه المليشيا أياً من أبناء عفرين، وفي حين أن البعض يبرر ذلك بعدم تفضيل أبناء عفرين العائدين إلى ارضهم والواقعين حالياً تحت حكم الاحتلال، الانضمام الى ميلشياته، تكشف أسماء المقبولين سعي الاحتلال الى ترسيخ التغيير الديموغرافي، من خلال تأمين أعمال للمستوطنين، الذين يتشكلون في غالبهم من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية. فيما يؤكد آخرون أن السبب الأهم في عدم احتواء قوائم المسلحين لأي من أسماء سكان عفرين الأصليين الكُرد، هو عدم ثقة الاحتلال التركي وميليشياته بولاء هؤلاء، (كونهم يعلمون أنهم قوات مُحتلة بقوة السلاح! وهو ما قد يرفع من ترجيح قيام العناصر الكُردية بأعمال مناوئة لمسلحي الاحتلال في حال سنحت لهم الفرصة بذلك).

نشر التطرف..

السبت\التاسع من فبراير، حصلت “عفرين بوست” على مقطع فيديو مصور، يظهر الأضرار التي لحقت بمزار أصلان دا دا العلوي، الذي كان يزوره أبناء عفرين على مختلف طوائفهم ومذاهبهم، قبل الغزو التركي المرافق بمليشيات إسلامية متطرفة معروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني وجبهة النصرة). وتظهر المشاهد المصورة الحصرية بـ “عفرين بوست”، جذوع الأشجار التي تم قطعها، وهي أشجار معمرة ومعروفة لدى أبناء المنطقة بكونها مباركة، ولم يتجرأ سابقاً أي شخص على قطعها، نتيجة احترام السكان الكُرد الأصليين لسائر الأشجار والبيئة على العموم. ويقع المزار شرق قرية “كورزيليه جيه” وجنوب قرية خضريا، في ناحية بلبلة\بلبل، على سفح جبل كالوشكة (قلعة) وهو مزار قديم، كان يزوره الأهالي يوم الأربعاء، من كل اسبوع بقصد الاستشفاء وتقديم الأضاحي على نية الشفاء والإنجاب. وكان المزار يتألف من مرقد الشهيد “اصلان دا دا”، محاطاً بغابة مهيبة من أشجار السنديان المعمر، ويمر منه طريق قديم من قرى “ديكه” و”كاريه” و”كيلا” باتجاه مركز ناحية بلبلة\بلبل شمالاً. وللمزار احترام في نفوس اهالي المنطقة بغض النظر عن التزامهم الديني، ومن مظاهر ذاك الاحترام، المرور بهدوء ودون ضجة أو صخب من الطريق المار منه، وكذلك وضع حجرين صغيرين فوق بعضهما كشاهدة او أداء السلام قبل المرور وتجاوز المزار. أضافة إلى وجوب الامتناع عن الصفير ضمنه وفي محيطه، وعدم رعي الدواب ضمنه، وعدم قطع أشجاره مهما كانت الحاجة، فيما كانت شجرة الأماني بجانب مرقد الشهيد، قبل قطعها من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية والمستوطنين من عوائلها! ويمكن تصنيف المزارات تبعاً لأسمائها، فكلمة “دا دا” هي لقب رجل الدين لدى الطائفة العلوية، ويوجد منها حوالي عشرة مزارات مثل أصلان دادا ويغمور دا دا، وهي دليل على انتشار المذهب العلوي في مرحلة تاريخية في إقليم جبل الكُرد (عفرين).

والأحد\العشر من فبراير، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، أن الميليشيات الإسلامية المحتلة لقرى “ميدانيات” التابعة للناحية، أقدمت مؤخراً على القيام بأعمال نبش وحفر وتدمير لمزار “شيخموس ” الشهير، محدثةً فيه دماراً كبيراً رغم اعتراض أهالي القرى المجاورة. ونقل مراسلنا عن أحد سكان قرى “ميدانا/ميدانيات” أن الأهالي أبدوا اعتراضهم على أعمال الحفر في القبور، كذلك قطع الأشجار المعمّرة المُباركة، إلا أن المسلحين والمستوطنين أبدوا استخفافهم بالمزار الديني، وادعوا أن أهل المنطقة لا يعرفون التنعّم بهذه الخيرات!، مضيفا” أن “المسلحين” يقولون للأهالي بأنهم جاؤوا إلى الإقليم لطمس هويته وعليهم أن ينسوا أنهم كُرد! وأوضح مراسل “عفرين بوست” أن تلك الميليشيات قامت بحفر ونبش القبور التاريخية الموجودة في المزار بحثاً عن الكنوز واللقى الأثرية! دون أدنى اعتبار للمكانة الاعتبارية التي يحظى بها المزار الديني لدى سكان القرى المجاورة لها. وأضاف المُراسل أن مسلحي ميليشيات “فيلق الشام” و”لواء أحرار الشمال” الإسلاميين، وكذلك المستوطنين المُتشكلين من عوائل المسلحين، أجهزوا على الغابة الحرجية القديمة التي تغطي المزار، وذلك لاستخدام أحطابها في التدفئة، رغم أن التقاليد والتراث السائد في عفرين تحرّم قطعها. وﻳﻘﻊ ﻣﺰﺍﺭ ” شيخموس\ﺳﻠﻄﺎﻥ شيخ موس العنزلي” ﻓﻲ “ﺳﻬﻞ ﻣﻴﺪﺍﻧﺎ” ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ “ﻛﺎﻭﻧﺪﺍ” ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ “ﺭﺍﺟﻮ” وإلى جانب القبور التاريخية والغابة الحرجية الوارفة، توجد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ كبيرة ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ القديمة اﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻋﻠﻰ شكل شواهد لقبور قديمة تعود الى زمان الرومان وعلى ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ 2 ﻫﻜﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ. وﻳﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ مزار “ﺷﻴﺨﻤﻮﺱ” ﻧﺺ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1300ﻫـ -1882ﻡ، ويوضح النص أن ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭ هو “ﺷﻴﺨﻤﻮﺱ ﻋﻨﺰﻟﻲ”. ويُعتقد أن المزار في الأصل هو خاص بالإيزديين حيث من المعروف أن ﻟﻺﻳﺰﻳﺪﻳﻴﻦ ﺳﻨﺎﺟﻖ ﺃﻭ ﺭﺍﻳﺎﺕ ﺗﺮﻣﺰ ﻛﻞ ﻭﺍﺣد ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻼﻙ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺎﺟﻖ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺴﻨﺠﻖ “ﺍﻟﻌﻨﺰﻝ”، ﻭ”ﺍﻟﻌﻨﺰﻟﻲ” –”ﺃﻧﺰﻟﻲ”، “ﺃﺯﻟﻲ” ﺃﻭ “ﺷﻴﺦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻌﻨﺰﻟﻲ” ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻹﻳﺰﻳﺪﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ “ﺷﻴﺨﻮ ﺑﻜﺮ”، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻟﻘﺐ “ﺷﻴﺨﻤﻮﺱ” ﺑﺎﻟﻌﻨﺰﻟﻲ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻳﺰﻳﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺦ “ﺷﻴﺦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻌﻨﺰﻟﻲ” ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﺼﻮﻓﺎً ﻭﻣﺘﻌﺒﺪﺍً ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻢ ﻣﺎﺕ ﻭﺩﻓﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ؛ ﻓﺎﺗﺨﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺰﺍﺭﺍً ﻳﺘﺒﺮﻛﻮﻥ ﺑﻪ. وتحاول أن الميليشيات الإسلامية ضرب التعدد الديني والمذهبي في إقليم عفرين الكُردي، عبر تخريب الرموز والمقدسات الدينية العائدة للعلويين والإيزيديين الكُرد، وفرض الثقافة الدينية المتطرفة، على المجتمع العفريني المتنوع على المستوى الديني والمذهبي في الإقليم.

السرقات..

السبت\التاسع من فبراير، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية بلبلة\بلبل، أن مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، سطوا على سيدة كُردية تبلغ من العمر أكثر من 80 عام. وأضاف مراسلنا أن السيدة “صديقة” زوجة المرحوم “أحمد كوتو”، في قرية “قره كول” التابعة لناحية بلبلة، تعرضت للسرقة من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية، حيث قاموا بوضع السلاح في رأسها، وسلبها ما تملكه، وهو مبلغ 30 ألف ليرة سورية! (أي ما يقارب الـ 60 دولار!). وأشار مراسلنا أن عملية السطو التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي، تمت من خلال دخول ثلاثة مسلحين بعد منتصف الليل إلى منزل المُسنة الكُردية، وتهديدها وسلبها. ويتقاسم احتلال القرية الكُردية اثنان من المليشيات الإسلامية، هما مليشيا “الحمزة” ومليشيا “السلطان مراد”، اللتان يغلب على كلتيهما انتماء غالبية عناصرهما إلى التركمان، الذين يسعى الاحتلال التركي إلى توطينهم بكثافة في بلبلة. وسبق أن أكد ناشطون قيام مسلحي المليشيات الإسلامية بعمليات السطو المُسلح في القرى التي تقع ضمن القطاعات التي يحتلونها، حيث يخضع كل قطاع لنفوذ مليشيا معينة، هي غالباً أول مليشيا تمكن مسلحوها من احتلال أي قرية أو منطقة. ويتعامل مسلحو المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر” و”الجيش الوطني” مع الممتلكات الأهالي الواقعة ضمن قطاعاتهم على أساس أنها غنائمهم التي حصلوا عليها في غزوة عفرين!

والاثنين\الحادي عشر من فبراير، قالت “منظمة حقوق الإنسان في عفرين”، أن مواطنين من أهالي قرية “كاخرة” التابعة لـ “موباتا”، تعرضوا لسرقة محليهما التجاريين (سمانة) من المواد الغذائية والمنظفات والدخان، وقاما بتقديم شكوى لدى مليشيا “الشرطة المدنية” في ناحية معبطلي ضد العمال الذين قاموا بجني محصول الزيتون والمطالبة بإخراجهم من القرية. وفي سياق ذي صلة، قالت المنظمة أن مجموعة من مسلحي ميليشيا “رجال الحرب” الذين يحتلون قرية “خلالكا” التابعة لناجية “بلبلة\بلبل”، قاموا بسرقة ونهب الأثاث المنزلي والعدة الزراعية للمواطنين الكُرد المتواجدين بالقرية. مردفةً أن مسلحي المليشيا بعد قيامهم بالسرقة، يبدؤون بتقمص دور الحامي والتظاهر بالتفتيش عن السرقات في بيوت المدنيين الكُرد، مُتهمةً المليشيا بأنها تتخذ ذلك الأسلوب باباً لتلفيق التهم، والصاق السرقات التي يقومون بها بالمواطنين الكُرد من أهالي القرية.. كما أفاد مراسل “عفرين بوست” أن الميليشيات الإسلامية تستمر في محاولاتها لابتكار أساليب تمكنها من ابتزاز المواطنين مالياً، وهو ما تجلى مؤخراً في استخدام النسوة في عمليات الابتزاز المالي بحق محلات المجوهرات. وأوضح المُراسل أن مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية أقدموا، على ابتزاز أحد الصاغة مالياً وفق خطة معدة مسبقا. وتقوم خطة المسلحين على دخول عدد من النساء إلى محال الصياغة، ومن ثم البدء بالصراخ، وما أن يتدخل المسلحون المرافقون لهن، يقمن باتهام صاحب المحل بالتحرش الجنسي بهنّ! ويطلبن من صاحب المحل مبالغ مالية كبيرة لقاء كف بلائهن. كما أضاف مراسل “عفرين بوست” أن عملية مُماثلة حصلت مؤخراُ مع صاحب مجوهرات “سليمان”، في شارع طريق راجو وسط المدينة.. كما اندلع اشتباك مُسلح ليلة الإثنين، في حي الأشرفية بمركز عفرين، بين مسلحين من ميليشيا “لواء الشمال” ومسلحين ممن يعرفون بمجموعة “الحياني” الاسلاميتين، دون أن يخلف ذلك إصابات. وأفاد مُراسل “عفرين بوست” من المدينة، أن اشتباكاً مسلحاً جرى في حي الأشرفية بين مسلحين من ميليشيا “لواء الشمال” وجماعة الحياني” بيت الأوسو” بسبب إقدام مُسلح من الأخيرة، على سرقة أسطوانة غاز من محل عائد لمُسلح من مليشيا “لواء الشمال”، التي ينحدر غالبية مسلحيها من “دارة عزة” في ريف حلب الغربي.

والثلاثاء\الثاني عشر من فبراير، تعرضت سيدة مسنة تعيش لوحدها في منزلها الواقع بالقرب من دوار معراتيه، إلى محاولة سرقة من قبل المستوطنين. وأضاف مراسلنا أن مُسنة كُردية تدعى “بديعة” تعرضت إلى محاولة سرقة من قبل مستوطنين، قبل أن تشعر بحركة مريبة في الجوار، وتستنجد بأهالي الحي. وأكد مراسلنا أن الأهالي الكُرد المتواجدين في عفرين وريفها، يعملون على مُساندة بعضهم البعض في مُواجهة الانتهاكات التي يسعى المسلحون او المستوطنون للقيام بها، وبشكل خاص جرائم السرقة. وأشار مراسلنا أن الأهالي يعملون على الاتصال ببعضهم البعض عند تعرض أحدهم لمحاولة السرقة، حيث يساهم ذلك في كشف رواية المسلحين ودحضها، كونهم اساساً من يقوم بالسرقة في معظم الحالات.

والأربعاء\الثالث عشر من فبراير، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن مليشيا “احرار الشرقية” التي ينحدر غالبية مسلحيها من ريف دير الزور، قاموا مؤخراً بابتزاز مواطن كُردي حاول العودة إلى منزله عقب تهجيره. وقال مراسلنا أن المواطن (غ، أ) الذي يملك منزلاً بالقرب من مشفى آفرين، استولى مسلحو “الشرقية” على منزله ورفضوا تسليمه له، مما اجبره على المكوث لفترة خارجها، فيما لم تجدي الشكاوى التي تقدم بها لمليشيا “الشرطة العسكرية” وسلطات الاحتلال التركي. وأضاف مراسلنا أن المليشيا لم تكتفي بذلك، بل كانت قد سلبت من المحل التجاري للمواطن الكردي ذاته، مواد تجارية (بلور سيارات)، وعند فشلها في تصريف البضاعة، عرضت عليه دفع اتاوة وقدرها 30 مليون ليرة، لقاء إعادتها له.. إلى ذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ريف عفرين أن ميليشيا “المنتصر بالله” بدأت بفك النوافذ والأبواب والتمديدات الصحية والكهربائية من أربعة منازل في قرية “حبو” التابعة لناحية موباتا/معبطلي وسرقتها، وذلك أن انتهت من سرقة الأثاث المنزلي فيها. وأضاف المُراسل أن البيوت التي طالها النهب عائدة لأبناء المرحوم حنيف إسماعيل (محمد وصلاح ومحي الدين وإسماعيل) التي تقع في أسفل القرية. وأكد المُراسل أن الميليشيا المذكورة أقدمت على اعتقال أحد أبناء القرية بسبب اعتراضه على سرقة هذه البيوت ولم تفرج عنه إلا بعد دفع فدية مالية بلغت ألف دولار أمريكي.

والخميس\الرابع عشر من فبراير، علم مراسل “عفرين بوست” في جنديرس بتعرض طفل عفريني عاجز إلى السرقة، من قبل مسلحين اثنين، واللذين أدركا كونه غير قادر على الحركة، فرغبا في استغلال ظرفه للقيام بسرقتهما! وقال مراسل “عفرين بوست” أن الطفل العفريني “مصطفى” الذي تعرضا للإصابة خلال الغزو التركي على مدينته جنديرس، قد أصبح عاجزاً عن الحركة منذ ذلك الحين. مضيفاً أن مصطفى طلب كالعادة من والدته أن تقوم بنقله للشارع لكي يجلس هناك ويقضي بعض الوقت بالتسلية بهاتفه المرسل له بعض ذويه، الذين رغبوا في تخفيف الم العجز عن طفلهم. مردفاً أن اثنين من المسلحين اللذين يستقلون دراجة نارية مرا بالقرب من الطفل، وعندما لمحا الهاتف بيده، طلبا منه الهاتف بحجة أنهما يريدان إجراء مكالمة، لكن مصطفى تحجج بأنه لا يملك رصيد، فما كان من المسلحين إلا أن قاما بسحب الهاتف من يد الطفل الكُردي العاجز، ولاذا بالفرار، كونهم يدركون أن الطفل لا يستطيع اللحاق بهما! ومنذ احتلال الإقليم الكردي، يتعرض المواطنون الكُرد لعمليات سلب ممنهجة، هدفها الأساس تفقير الكُرد، ومن المعروف أن عفرين وقراها قد قسمت إلى قطاعات، تحتكر فيها كل مليشيا أولوية السرقة واللصوصية والاستيلاء على أملاك المهجرين العفرينيين وتوزيعها على مسلحيها، والمستوطنين من عوائل هؤلاء المسلحين.

الاختطاف..

الاحد\ العاشر من فبراير، قالت “منظمة حقوق الإنسان في عفرين” أن مجموعة من المسلحين التابعين للمدعو “محمود الخير” وهو من متزعمي ما يسمى (فرقة الطوارئ\أمن المعبر) التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية”، أقدمت بتاريخ 08/02/2019، على اختطاف مواطنين من أهالي قرية “ديكماداش” التابعة لناحية “شرا\شران” واقتيادهم لجهة مجهولة. وبينت المنظمة أن المواطنين المختطفين هما كلٌ من “خليل أنور حسن” الذي يملك محل سمانة، و”قنبر محمد بن أحمد” الذي يعمل كـ ميكانيكي تصليح جرارات\آليات زراعية. وأوضحت المنظمة أن الخطف تم بحجج واهية، كونهم طالبو المستوطنين والمسلحين بمستحقاتهم (جراء شرائهم بالدين، أو حصولهم على خدمات تصليح آليات). وأشارت المنظمة أنه ومنذ إنشاء مقر ما يسمى “تجمع أهالي الشعيطات” التابعين لمليشيا “الجبهة الشامية”، فقد ازدادت عمليات النهب والسرقة من الزيتون وأبواب المنازل ونوافذها والتعدي على حرمات المنازل وقطع الأشجار ضمن قرية “ديكماداش” وخارجها. واختتمت المنظمة بالإشارة إلى تعديات المستوطنين والتي كان آخرها قيام أحد المستوطنين بتفجير قنبلة صوتية وسط القرية، (حيث يعمد المستوطنون الذين يتشكلون في غالبهم من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية إلى محاولة ترهيب السكان الكرد، من خلال تسلحهم وتهديدهم للأهالي بـ “الثوار”، في إشارة إلى المسلحين).

والاثنين\الحادي عشر من فبراير، قالت “منظمة حقوق الإنسان في عفرين”، أن مواطنين كُرد تعرضوا للاختطاف في قرية “عربا” التابعة لناحية موباتا\معبطلي، وأضافت المنظمة أن المواطنين “يونس محمد عينتابي” و” زكريا إبراهيم بعبو” من أهالي قرب “عربا\عرب أوشاغي”، تعرضا بتاريخ 03/02/2019، الى الاعتقال من قبل مسلحي مليشيا “لواء الفاتح”، بحجة أدائهما لواجب الدفاع الذاتي (التجنيد الإجباري) لدى قوات الإدارة الذاتية سابقاً، رغم تسويتهما وضعيهما سابقاً. وأكدت المنظمة أن المواطنين تعرضا للتعذيب والضرب المُبرح، ومازالا يلازمان الفراش نتيجة ذلك لغاية اليوم!

والخميس، الرابع عشر من فبراير، أكد مراسل “عفرين بوست” أن المليشيات الإسلامية تواصل عمليات الخطف بحق سكان عفرين الكرد، على اختلاف أعمارهم، دون احترام مسن أو كبير. وقال المراسل أن المليشيات الإسلامية خطفت يوم أمس الأربعاء\الثالث عشر من فبراير، الكهل الكردي “حسين احمد نعسو” وهو رجل ثمانيني وعاجز من أهالي قرية “موراتيه\معراتيه”. وأضاف مراسل “عفرين بوست” أن الكهل الكُردي اختطف عندما كان يمشي في الشارع المُقابل للملعب وسط مدينة عفرين، وهي المنطقة التي يقع فيها داره، كونه عاجز ويمشي لمسافات قصيرة قريبة منها.. كذلك، أفاد مُراسل “عفرين بوست” في ريف عفرين أن نحو 35 مسلحا من جنود الاحتلال التركي وميليشيا “الشرطة المدينة” الإسلامية اقتحموا قريتي “قزلباشا/ راس الحمراء وبيلي /بيلان وأقدموا على تفتيش عدد من المنازل بينها منزل مختار قرية بيلي/بيلان المعيّن من قبل الاحتلال التركي.

اقتتال مسلحي المليشيات..

الثلاثاء\الثاني عشر من فبراير، نشب اشتباك مسلح بين اثنتين من الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي، في شارع طريق راجو في مركز إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، على خلفية خلاف بين مستوطنين يحظيان بحماية فصيلين، على تسعيرة صياغة الذهب.  وأفاد مُراسل “عفرين بوست” من المدينة أن خلافا بين مستوطنين، أحدهما صائغ ذهب، تطور إلى اشتباك مسلح بين ميليشيات “فيلق الشام” و”الجبهة الشامية”، في شارع طريق راجو بالقرب من محلات” ريفولي” للخياطة، وأسفر سقوط جريحين على الأقل بين الطرفين. وأوضح المُراسل أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي تدخلت بين الطرفين وأقدمت على اعتقال خمسة اشخاص.. من جهة أخرى، أفاد مُراسل “عفرين بوست” أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” الإسلامية والتابعة للاحتلال التركي تُشيع بين المواطنين أن مفخخات ستضرب عفرين ومناطق أخرى في ريف حلب الشمالي، وتطلب منهم أخذ الحيطة والحذر وعدم التجمع بأعداد كبيرة في الشوارع. وأضاف المُراسل أن تلك الميليشيا تروّج بين المواطنين أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو الذي يخطط لهذه التفجيرات وسوف ينفذها. وتنتهج ميليشيات الاحتلال التركي افتعال التفجيرات والاشتباكات بهدف خلق جو من الرعب والخوف بين من تبقى من المواطنين الكُرد، ليضطروا إلى ترك أرضهم وإحقاق التغيير الديموغرافي الشامل في الإقليم.

محاربة الإرهاب..

الاثنين\الحادي عشر من فبراير، قال أحمد السلطان القيادي في جيش الثوار، إحدى تشكيلات قوات سوريا الديمقراطية، والتي ينحدر غالبية مقاتليها من محافظة ادلب، أن تدفق النساء والاطفال المدنيين ونساء عناصر التنظيم، أدى لتوقف عمليات تحرير الباغوز لعدة أيام. وجاء ذلك في تصريح خاص لـ “عفرين بوست”، حول مجريات معركة محاربة الإرهاب، التي تدخل أيامها الأخيرة، ضمن ريف دير الزور. وأشار أحمد السلطان الملقب بـ “أبو عراج”: “يوم أمس فجراً استأنفت الأعمال العسكرية في بلدة الباغوز، آخر جيب لداعش، بعدما توقفت لعدة أيام بسبب تدفق النساء والاطفال المدنيين ومن نساء عناصر التنظيم، وحتى عناصر التنظيم قاموا بتسليم أنفسهم لقوات قسد، وكان بينهم مهاجرون وأيضاً سوريون”. مضيفاً: “كان هناك شبه هدنة وتفاوض لتحرير أي سجناء مدنيين او عسكريين لدى التنظيم، لكن التنظيم عمد للمُراوغات، فتارة يقول نريد تبادل نساء مهاجرات (نساء امراء) مُقابل الاسرى لدى داعش، وتارة اخرى يفاوضون الاسرى مقابل دخول 10سيارات محملة بمواد غذائية”. وأردف “أبو عراج” لـ “عفرين بوست”: “بدأت المعركة الاخيرة منذ ما يقارب الـ 30 ساعة، واستأنفت المدفعية والطيران والقوات البرية اقتحام البلدة، وبالفعل تم التقدم والتمشيط لمئات الامتار من الجانب الغربي والشمالي والجنوبي الغربي وبقي طريق الصحراء ممراً وحيداً آمناً للعائلات، حيث تقوم القوات الخاصة بحماية المدنيين، ونقل تلك العائلات إلى مُخيمات تؤمن لهم الطعام والشراب والطبابة، من خلال كوادر طبية تقدم العلاج لمن يحتاجه”. وأكد “أبو عراج” استمرار الحملة، قائلاً إن “رايات النصر تلوح في شرق دير الزور، وبحسب التوقعات، فإن التحرير سيكون بين الـ 15 إلى الـ 20 من الشهر الجاري”. ونوه “أبو عراج” أن أعداد مسلحي داعش تتراوح ما بين 1000 إلى 500 مُسلح في بلدة الباغوز، فيما يتواجد “ما بين 2000 الى 3000 مدني داخل البلدة”، مشيراً إلى أن وجود “النساء والاطفال كان سبب تأخير العمل وتأجيله لعدة مرات”.

المُقاومة..

الخميس\الرابع عشر من فبراير، وكعادتهن، عندما كنا يجتمعن في أيام سطوة النظام السوري قبل اندلاع الحرب الأهلية، عادت النسوة الكُرديات في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، إلى مُمارسة الطقوس الدينية بشكل سري، رغم ترهيب المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، بعد أن تمكنت الآلة العسكرية التركية من إنهاء حق أهالي عفرين بإدارة أنفسهم، والقضاء على “الإدارة الذاتية” التي شكلها ابناءها الكُرد. جاء ذلك بالتزامن مع عيد “خضر الياس”، الذي يحضر فيه مادة الـ “بي خون”، وهي تعني باللغة الكردية (اللا دماء)، أي أنه عيد يُحرم فيه ذبح الاضاحي، ويكتفى بطحن سبعة أنواع من الحبوب معاً وخلطها، ويرمز فيها الرقم سبعة إلى السماوات السبع، والملائكة السبعة. وبعد طحن تلك الحبوب يقوم الأهالي بتوزيعها على من يريد، ويهدف تناول الـ (بي خون) إلى زيادة انتاج المحاصيل وتحقيق الاماني للأشخاص الذين ينوون على أمر ما كالزواج وغيره. وحصلت “عفرين بوست” على صور خاصة، تبين كيف أن كُرديات يجمعهن تراب عفرين ولا يفرقهن الانتماء الديني، من الإيزيديات والمسلمات، قد اجتمعن معاً في أحد المنازل بإقليم عفرين الكُردي، ليحضرن “البيخون”، من خلال خلط الحبوب وسلقها، على وقع تبادل التبريكات والمُعايدات، والدعوات برفع البلاء الحالي عن عفرين، وعودة أهلها سالمين وطرد المحتلين الاتراك ومسلحي المليشيات المتطرفة المعروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني وجبهة النصرة). وعندما كانت عفرين تخضع لسلطة أبنائها من خلال نظام “الإدارة الذاتية”، كان الإيزيديون يحتفلون بمناسباتهم الدينية بشكل رسمي، كما كانت “الإدارة الذاتية” تعطل في المناسبات الدينية الإسلامية والايزيدية والمسيحية، احتراماً لمعتقدات أبنائها وتشجيعاً منها على روح التآخي بين أبناء الشعب الكردي الواحد. ففي السادس عشر من فبراير العام 2017، أي قبل احتلال عفرين بعام، نظم اتحاد الايزيدين في عفرين احتفالية في صالة جين بحضور أهالي من مركز عفرين ونواحيها، وبمشاركة وفد الادارة الذاتية مؤلف من (الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي “هيفي مصطفى”، ورئيس هيئة العلاقات الخارجية “سليمان جعفر” وآخرين). وبارك في تلك الاحتفالية “الحج فيصل حبش” نائب اتحاد شؤون الأديان المناسبة باسم الادارة الذاتية، وأشار إلى التأخي بين الأديان، وان هناك الكثير من المحاولات من أجل تفريق الصف الكردي عن طريق إشعال الفتن بين الأديان والطوائف. وأصدرت حينها “الإدارة الذاتية” بيان تهنئة، جاء فيها: “نتمنى في هذا اليوم أن يتخذ العيد معناه الحقيقي المتمثل في عدم إراقة الدماء في كافة أنحاء سوريا وأن يحل السلام والأمان على كافة المكونات السورية في أنحاء أراضي سوريا وروج أفا، وأن تتحقق أمنيتنا الكبرى في تحقيق سوريا اتحادية ديمقراطية لا مركزية”. ومنذ احتلال عفرين، هجر غالبية الكرد الإيزيديين من قراهم، ولا يزالون مُهجرين غير قادرين على العودة إليها، فيما لا يتجرأ الكُرد الإيزيديون ممن بقوا في عفرين على ممارسة طقوسهم الدينية، كما يشكل البوح بالانتماء الى هذه الديانة جريمة بحد ذاتها من قبل المليشيات التابعة للاحتلال التركي. وتعرضت الكثير من المزارات الدينية الإيزيدية الى التخريب المتعمد من قبل المليشيات الإسلامية، حيث أكد ناشطون كُرد من عفرين سابقاً، افراغ مزار الشيخ علي في قرية باصوفان والعبث بمحتوياته، و تدمير مزار الشيخ غريب في قرية سينكا في ناحية شرا، وتدمير مزار قرة جرنه قرب ميدانكي، وتدمير مزار ملك آدي في قرية قيبار، وتدمير المزارات الإيزيدية في قرية قسطل جندو (مزار بارسة خاتون ومزار الشيخ حميد)، وفي مركز مدينة عفرين تم تدمير مقر اتحاد الإيزيديين الثقافي والاجتماعي، وتم تدمير مجسم ديني يصور أحد الرموز الدينية الإيزيدية، وقبة لالش، إضافة لتدمير مزار الشيخ جنيد وعبد الرحمن في قرية فقيرا، والاستيلاء على أكبر مزار إيزيدي، وهو مزار واقع على قمة جبل الشيخ بركات المشرف على بلدة دارة عزة، والذي حولته قوات الاحتلال التركي لمركز مراقبة، وقام بإزالة المعالم الإيزيدية عنه وصبغه بصبغة إسلامية.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons