ديسمبر 23. 2024

المتغير السياسيّ الكويتيّ ضربة قاسية لتيار الإسلام السياسيّ ممثلاً بالإخوان المسلمين ومشاريعه بالمنطقة

عفرين بوست ــ متابعة

اعتبرت الأوساط السياسيّة والإعلامية قرارَ أمير دولة الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح بحلّ مجلس الأمة الكويتيّ وتعطيل العمل ببعض مواد الدستور ضربة مباشرة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين والوهابية الجهاديّة، وأنّها هي باكورة عمل كويتي لخدمة التنوير والعقل الإسلامي.

وتأتي أهمية هذه الخطوة بالأخذ بعين الاعتبار نفوذ الإخوان في مجلس الأمة الكويتيّ، ودورهم المؤثر في سياسة البلاد، لدرجة بلغت أن سمت الكويت “قندهار الخليج”، وكانت التبرعات الماليّة لدعم المشروع الإخواني أبرز ملامح نشاط إخوان الكويت. ووفق هذا المعطى لم يبق للإخوان المسلمين من معاقل في الخليج إلا قطر، بعد أن تمت إزاحته في مصر وتونس.

وكانت صحيفة العرب قد نشرت مقالاً في 13/4/2020، بعنوان “إخوان الكويت يستغلون أموال التبرعات لصالح التنظيم الدولي”، وقالت فيه: “تعتبر مبادرات جمع التبرعات في الكويت من قبل الجمعيات الخيرية، أحد أبرز مصادر تمويل التنظيم العالمي لجماعة الإخوان وفروعه المنتشرة في الدول الإسلامية وغيرها، ويذهب جانب منها لدعم جماعات جهادية مرتبطة بالمشروع الإخواني”.

المتغير الكويتيّ حظي بمتابعة في الصحف العربية والتي وصفته بالعبور إلى مرحلة جديدة ومختلفة، خاصة أن المتابع للأوضاع يجد بالفعل أن هناك من يستغل الديمقراطية، والتمثيل النيابي، خاصة تنظيم الإخوان، وعموم تيار الإسلام السياسي، لتشكيل ما يشبه الدولة الموازية، ليس فقط من خلال مد نفوذه داخل مؤسسات وهيئات الدولة.

وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية ممثلة بإدارة الجمعيات الخيرية والمبرات، قد أصدرت في بداية ديسمبر 2022، تعميماً لرؤساء مجالس إدارات الجمعيات الخيريّة المشهورة في البلاد، يقضي بوقف منح الموافقات لتنفيذ المشروعات الخيريّة الإنشائية في سوريا.

وقال موقع “الجريدة” الرسميّ الكويتي نقلاً عن مصادر مطلعة، أنّ التعميم جاء بناءً على توجيهات من وزارة الخارجيّة، ممثلة بإدارة شؤون التنمية والتعاون الدولي، لافتة إلى أن هذا التوجه يأتي انطلاقاً من المساعي المشتركة بين الجهات الحكوميّة، لاسيما ذات العلاقة، في تحقيق الأهداف المرجوة من العمل الخيريّ، وإبراز الوجه الإنسانيّ للكويت.

وأشارت إلى أنّ «الشؤون» أصدرت تعليمات للجهات الخيرية البالغة نحو 64 جمعية، للعمل بالتعميم المذكور والالتزام بما تضمنه.

يذكر أن التدفقات الماليّة القادمة من الجمعيات الإخوانيّة في دول الخليج وبخاصة دولة الكويت، باسم الدعم الخيريّ، ساهمت في إنشاء العديد من مشاريع الاستيطان والتغيير الديمغرافيّ في منطقة عفرين الكردية السورية المحتلة وسائر المناطق الخاضعة للاحتلال التركيّ، وإعلان الكويت رسمياً وقف المشاريع الإنشائية في سوريا يعني تجفيف أحد أهم منابع التمويل الاستيطانيّ.

الجدير ذكره أنّ عدداً من الجمعيات الكويتية الخيريّة ذات الخلفية الإخوانيّة موّلت العديد من مشاريع الإسكان الاستيطانيّ وكذلك بناء المدارس والمؤسسات التعليميّة التي تنشر الفكر الإخواني. فبعد الاحتلال التركيّ لإقليم عفرين الكرديّ كان الحضور الكويتيّ واضحاً عبر مشاريع حملت اسم الكويت مثل مجمع “كويت الرحمة” الاستيطانيّ، ومشروع “كويت الأمل”، ومدرسة كويت الخير.

جمعية عبدالله النوري الكويتيّة كانت في مقدمة الجمعيات حضوراً في عفرين والمناطق المحتلة الأخرى، وقد موّلت العديد من مشاريع بناء المدارس، وموّلت الجمعية العالمية للتنمية والتطوير بناء مستوطنة “قرية بسمة” في قرية شاديره بناحية شيراوا، إضافةً لجمعية “الحكمة الكويتية”، كما قدمت جمعيات إغاثية كويتية قروضاً ميّسرة للمستوطنين لإنشاء تجمعٍ استيطاني في قرية ترندة.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons