عفرين بوست – متابعة
شرع والد آنا كامبل البريطانية التي استشهدت في صفوف وحدات حماية الشعب/ المرأة ypj في عفرين في إجراءات قانونيّة لإعادة رفات ابنته إلى وطنه، وتقول عائلة كامبل إنّها تعرف مثوى ابنتها، وقد دشّنت حملة لحمل الحكومة التركيّة على إرسال الرفات إلى المملكة المتحدة.
ولجأ ديرك كامبل، والد آنا إلى المحكمة الأوروبيّة لحقوق الإنسان للضغط على تركيا لاتخاذ إجراء مناسب، وقال ديرك إنَّ الحكومة التركية تجاهلت كل مناشداته حتى الآن، كما اتهم الحكومة البريطانية بعدم دعم قضيته.
وقال ديرك: “رغم سيطرتها على منطقة عفرين، رفضت السلطات التركية حتى مجرد الرد على طلب تقدمتُ به لتأمين الطريق إلى حيث لقيت ابنتي مصرعها. لقد رفضوا التواصل معي على الإطلاق”.
يقول ديرك: “لم تقدّم الخارجية البريطانية أيّ دعم لي، ومن ثمّ ألجأ بقضيتي إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وآمل في تحقيق العدالة ولفْت أنظار المجتمع الدوليّ إلى جرائم ترتكبها تركيا ضد الإنسانية”.
وقال والد كامبل إنه شعر “بالفخر” لأن ابنته خاطرت بحياتها “في سبيل التضامن مع الذين أُعجبتْ بهم.
وقدّمت الخارجية البريطانية تعازيها لعائلة كامبل، قائلة على لسان متحدث باسمها: “قدرتنا على المساعدة في الوقت الراهن محدودة للغاية. لا يمكننا تقديم دعم قنصلي من داخل سوريا، في وقت تتوقف فيه كل الخدمات التي تقدمها السفارة البريطانية في دمشق”.
وأوكل ديريك كامبل شركة محاماة ماكيو جوري وشركاه، للشروع في إجراءات قانونية ضد الحكومة التركية.
يقول كامبل: “أعتقد أن إقامة دعوى لدى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان هو آخر ما تبقى لي من أمل لإعادة رفات ابنتي إلى المملكة المتحدة، ولوضع تركيا في موضع المساءلة على سلوكها غير المسؤول”.
وأصدرت السفارة التركية بيانا فنّدت فيه أقوال عائلة كامبل. وجاء في البيان: “ليس عدلا بل ومن الظلم اتهام تركيا بقتل شخص سافر إلى منطقة صراع للانضمام إلى جماعة مسلحة تابعة لتنظيم إرهابي هو حزب العمال الكردستاني”. وأضاف البيان: “لا شك أن في الأمر مأساة شخصية لوالد المتوفاة، لكن اتهامه لا يخدم غير أجندة دوائر بعينها”.
وقال كامبل إنه “لم يكن ليواصل معركته في سبيل العدالة” بدون مساعدة أشخاص تبرّعوا لحملة تمويل جماعي كان قد دشنها لسداد تكاليف الإجراءات القانونية.
الصحف البريطانيّة تتحدث عن آنا كامبل
أوضحت صحيفة “التايمز” البريطانيّة أنَّ كامبل، تتحدر من مدينة لويس بمقاطعة إيست ساسكس جنوب شرق البلاد. وقد سافرت إلى سوريا في أيار 2017 وانضمت إلى صفوف حماية المرأة.
وقالت BBC إنّ كامبل كانت في الأصلِ تقاتلُ ضمن صفوف وحدات حماية المرأة بدير الزور، حيث المعقل الأخير لداعش. ومع بدء العدوان التركيّ على عفرين طلبتِ الانتقالَ إلى عفرين مع عدد المقاتلين. لكن طلبها رُفض، وبعد إصرارٍ منها، رضخوا لرغبتها وانضّمت من جديد إلى رفاقها المقاتلين.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانيّة إنَّ كامبل صبغت شعرها الأشقر بالأسود حتى لا تبدو غربية وتلفت الأنظار إليها. وقالت زميلتها المتطوعة الإيطاليّة زمليتها ماريا إدغاردا (26 عاما): انضمّت كامبل للقتال في عفرين ضد القوات التركيّة قبل 10 أيام من استشهادها، وأضافت إدغاردا أن “اليوم الذي استشهدت فيه شهد هجوماً عنيفاً، وكان التصعيد في القتال على أشده، حيث أطبقت القوات التركيّة على عفرين بغطاءٍ كثيفٍ من القصفِ الجويِ”.
ذكر موقع سكاي نيوز نقلاً عن وسائل إعلام في 5/5/2018، أنّ جثة المقاتلة البريطانية آنا كامبل (26 عاما)، التي قتلت في غارة تركية على عفرين شمالي سوريا، لا تزال مطمورة تحت الأنقاض منذ أكثر من 6 أسابيع.
وفي مدينة بريستول جنوب بريطانيا تم تعليق لوحة جدارية لصورة آنا كامبل. وكتب عليها باللغة الكردية “Şehîd namirin ــ الشهيد خالد”.
والد آنا
قال ديرك كامبل (69 عاماً) والد آنا: إنه كان “في حالة انهيار تام” عندما سمع نبأ وفاتها يوم الأحد 18/3/2018.
وصرّح والدها ديرك: لـ BBC إنَّ ابنته كانت “مثالية للغاية ومصممة، أرادت أن تخلق عالماً أفضل ورغبت في ذلك بكل ما أُوتيت من قوة لتحقيق ذلك “. وقال: إن ابنته كانت تشارك في نشاط حقوق الإنسان في المملكة المتحدة، مشيراً إلى أنّ الهدف الكردي الساعي لإقامة مجتمع ديمقراطي بعد القضاء على داعش هو الذي ألهمها بالانضمام للقتال وأضاف: “أخبرتها بالطبع أنها تعرّض حياتها للخطر، وهو الأمر الذي كانت تعرفه جيداً وهي تقوم بذلك.”. وقال كامبل: “عندما سمعَتْ عن التجربة السياسية في روج آفا، بدا لها ذلك أنه الطريقة التي يجب أن يكون عليها العالم”. وأضاف: “لقد أرادت أن تساعد على حماية التنظيم الاجتماعيّ على جميع المستويات وتحقيق المساواة”.
ويضيف قوله: “كان يجب عليَّ فعلُ المزيدِ لإقناعها بالعودةِ، لكنها كانت مصرّةً تماماً”، ويضيفُ: “لقد طلبتُ من وزارةِ الخارجيّةِ البريطانيّة أن تفعلَ كلَّ ما بوسعها، لكنهم قالوا إنَّ حدودَ تحركهم في هذه المسائل محدودٌ للغايةِ، وإنّهم لا يملكون سوى القليل من التأثيرِ فيها”. وأوضح والد آنا أنّه مضى أكثر من شهر على آخر معلومات تلقاها من وزارة الخارجيّة بشأن قضية ابنته، قائلاً: إنّ “الوزارة لم تفعل شيئا، وأخبروني أنه لا يمكنهم التدخل في أي أمور سياسيّة. هناك قصور كبير في القضية”.
وأضاف: “اتصلت بالنائبة ماريا كولفيلد بمجرد أن علمت أنّها كانت في خطر نتيجة القصف التركيّ”. وتابع: “بعثت برسالة بالبريد الإلكتروني لنائبتي، وقلت لها إنّ ابنتي في خطر، وأنَّ عليها التوجه إلى وزارة الخارجيّة ومطالبتها بممارسة الضغط على تركيا للتوقف”. واتهمت عائلة كامبل السلطات البريطانيّة بـ”التقصير” في استرجاع جثة ابنتها، رغم نداءات العائلة المتكررة لوزارة الخارجيّة البريطانية للتدخل من أجلِ المساعدة.
وقال والد كامبل لـ BBC إنّ رفاق ابنته الكرد حاولوا منعها، “ونظراً لشعرها الأصفر وعينيها الزرقاوين، فقد شعروا بأنه يمكن اكتشافها على الفور، لكنها صبغت شعرها باللون الأسود، وأقنعتهم بالسماح لها بالذهاب”.