ديسمبر 22. 2024

#بانوراما_الأسبوع: قتل طفل وسرقة أعضائه.. اختطاف شابين.. مُهجرو عفرين في مُواجهة خطر كورونا.. قطع 370 شجرة زيتون ولوز.. وحرق مزار شيخموس

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.

وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال مدة أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الأول إلى السابع من أغسطس\آب، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).. على الشكل التالي:

جرائم القتل..

في الثالث من أغسطس\آب، قتلت جندرمة الاحتلال التركي الطفل الكُردي “خليل شيخو” من قرية “فيركان” التابعة لناحية “شرا/شران” في ريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، على الحدود ما بين عفرين وتركيا عبر إطلاق الرصاص عليه. وأفاد مراسل “عفرين بوست” من مركز ناحية شرا، إن الجندرمة التركية قتلت، الطفل “خليل شيخو” البالغ من العمر 15 عام عندما كان يحاول الأخير عبور الحدود. وأشار المراسل إن الجندرمة أوقفت سيارتهم وأطلقت الرصاص عليهم، وقتلت الطفل على الفور، دون أي سؤال، وأكد المراسل أيضاً إن الجندرمة لم تسلم جثة الطفل لذويه بعد.

في الخامس من أغسطس\آب، سرقت الجندرمة التركية أعضاءً من جسد الطفل الكردي “خليل شيخو” بعدما قتلته بدمٍ بارد، لتضاف هذه الجريمة إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بحق سكان إقليم عفرين الأصليين الكُرد شمال سوريا. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في المركز، إن الجندرمة التركية أعادت جثة الطفل “خليل شيخو\15 عام” إلى قرية “فيركان” التابعة لناحية “شرا/ شران” والتي ينحدر منها الطفل الكردي المغدور، إلى ذويه وهي خاويةً، بعد سرقة أعضاء جسده إبان قتله على الحدود قبل يومين. وتواصل مراسلنا مع احدى قريبات الطفل، والتي قالت إن الجندرمة و”بعدما قتلت الطفل نقلته إلى الجانب التركي، وسرقت أعضاء جسده، وأعادت الطفل إلى عائلته في اليوم الثاني عصراً، وهو خاوي الأعضاء الداخلية”. وأشارت القريبة التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لضرورات أمينة، إن الطفل “خليل شيخو” كان يريد الهرب من ابتزازات الميليشيات الإسلامية في عفرين، قائلةً: “إلا أنه اصطدم بما هو أكثر ضراوة – بالجندرمة التركية – التي قتلت المئات من المدنيين السوريين الهاربين من آتون الحرب”. وأشارت القريبة إن العائلة تلقت صدمتين: “الأولى عند مقتل الطفل، والثانية عندما أعيدت الجثة خاوية، وتظهر على الصدر علامات التخييط”.

الاختطاف وعمليات الابتزاز..

في الأول من أغسطس\آب، اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المواطن “شيرو علي” من مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، دون معرفة أسباب الاعتقال، وسط ازياد حالات الاعتقال والخطف بشكل يومي من قبل الميليشيات الإسلامية. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن ميليشيا “الشرطة العسكرية” اعتقلت الشاب “شيرو علي” من حي الأشرفية بالمركز، دون معرفة الأسباب، مشيراً إلى أن شيرو علي من أهالي قرية “كفر جنة”، ويسكن في حي الأشرفية، وإن المليشيا اعتقلته قبل أيام ولا يزال رهن الاعتقال.

كذلك، خطفت ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المواطن الكُردي “جوان علي” من مركز إقليم عفرين الكرد المحتل شمال سوريا، بعد فبركة تهمة له، ونهبت منه 6 آلاف دولار. وأشار مراسل “عفرين بوست” في المركز، إن مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” خطفت “علي” من محله في مدينة عفرين، بعد اتهامه إن المحل الذي يعمل به كان عائداَ لـ “الإدارة الذاتية”. وأفاد المراسل أن الميليشيا خطفت المواطن قبل ثلاثة أيام، وأفرجت عنه بعد أن استحوذت منه على فدية مالية قدرها 6 آلاف دولار لقاء الإفراج عنه.

في الثاني من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: لا يستطيع سكان قرى ناحية شيراوا التوجه إلى مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، خوفاً من حاجز مليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بسبب صيته السيء، حيث يتواجد بالقرب من قرية “ترنده\الظريفة”، في مدخل عفرين الجنوبي. وأشار مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن حاجز مليشيا “الشرطة العسكرية” يزعج السكان الكُرد القادمين من قرى ناحية شيراوا إلى عفرين. وأضاف أن سكان قرى ناحية شيراوا يخشون الذهاب إلى عفرين، كي لا يمروا من ذلك الحاجز الذي يطرح أسئلة، تهدف إلى إيقاع المدنيين في زلات لسان، أو أخطاء تبرر اعتقالهم. ونقل المراسل حديث مواطن من قرى ناحية شيراوا، قال إن الحاجز يطرح أسئلة مثل: “أنت كُردي”، “ماذا كنت تعمل مع الإدارة الذاتية”، “أنت في عمر الالتحاق بالخدمة الإلزامية أين خدمت”، “إذا كنت تعمل قل لنا ونحن سنساعدك”، وغيرها. وقال المراسل إن ذلك الحاجز، خطف واعتقل العديد من المدنيين بتلك الطريقة، وإنهم طلبوا فدى مالية من ذوي المختطفين لقاء الإفراج عن أبنائهم.

الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين

في الرابع من أغسطس\آب، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، أن مستوطناً منحدراً من مدينة “حرستا” بريف دمشق، رفض إخلاء منزل المواطن الكردي “محي الدين شكري” الكائن في حي الأشرفية، واشترط عليه دفع مبلغ 700 دولار أمريكي لإخلائه، رغم أنه يحتل المنزل منذ أكثر من عامين. وينحدر المواطن الكردي “شكري” من قرية “حابو” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، ويقيم في عفرين، إلا أن المستوطن الذي يحتل منزله يرفض تسليمه منزله.

كذلك، أبلغت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن مسلحين من مليشيا “أحرار الشرقية” اعتدوا على عائلة من مستوطني الغوطة الشرقية في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا. وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن خلافاً على منزل سكني (في الغالب يعود لمُهجر كُردي من سكان عفرين الأصليين) تطور لحدوث عراك بالأيدي بين مسلحين من المليشيا وأفراد من العائلة المستوطنة. حيث قام مسلحون من المليشيا بضرب الشبان وشتمهم، ليحاول مسلح من مليشيا “الشرطة المدنية” التدخل لحل الخلاف، ولكن سرعان ما قام مسلحو “أحرار الشرقية” بإطلاق النار لترهيبهم، ومن ثم لاذوا بالفرار.

كذلك، أصيب ثلاثة مسلحين جراء اندلاع اشتباكات عنيفة بين ميليشيا “جيش النخبة/السلطان مراد” وميليشيا “فيلق الشام” في بلدة ميدانكي التابعة لناحية شرّا/شران، وذلك على خلفية خلاف نشب بين الطرفين على أحقية أي من الميليشيتين في الاستيلاء على محل تجاري عائد لمواطن كُردي، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في مركز الناحية. وأوضح المراسل الاشتباكات حصلت بين مجموعة من ميليشيا “فيلق الشام” التي تزعمها المدعو “عيسى حسو” ومسلحين من ميليشيا “جيش النخبة” المنحدرين من حمص، واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأدت الاشتباكات لإصابة ثلاثة مسلحين من الطرفين، بينهم المسؤول الأمني لميليشيا “فيلق الشام” المدعو “عيسى حسو”. وأضاف المراسل أن الاشتباكات خلّفت أضرار مادية في المنازل، وتضررت مجموعة من خزانات المياه على الأسطح نتيجة كثافة إطلاق الرصاص. من جهة أخرى، يقوم المستوطنون في بلدة ميدانكي بسرقة الرخام وشواهد القبور في مقبرة البلدة، ويستخدمونها في بناء قبور المسلحين ممن يٌقتلون في ليبيا، حيث عم دفن 8 مسلحين على الأقل بالقرب من مقبرة عائلة “بنك”. وفي ناحية “شرا\شران” أيضاً، أقدمت استخبارات الاحتلال التركي برفقة مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” بتاريخ الثامن والعشرين من يوليو الماضي، على اعتقال المواطن “عبد الله محمد علي” من منزله الكائن في قرية معرسكة واقتادته لجهة مجهولة.

السرقات والأتاوات في عفرين

في الأول من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: مع حلول عيد الأضحى المبارك، جرى توثيق ثلاث محاولات سرقة في يوم واحد بمركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، من قبل مستوطنين باتوا يبحثون عن كل ما بإمكانه أن ينهبوه، بعد قطع الاحتلال التركي المرتبات عنهم وإجبارهم على الالتحاق بأقرانهم من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا واليمن. وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” إن المستوطنون رفعوا في الآونة الأخيرة، من وتيرة السرقة في عفرين المدينة، حيث جرت الخميس الماضي، ثلاث حالات سرقة. وأشار المراسل إن امرأتين مستوطنتيّن دخلتا محل “برنسس” للألبسة على طريق راجو، وتوجهتا بقطعتين إلى غرفة تغيير الملابس وأضاف: “ثم خرجتنا وأعطوا صاحبة المحل قطعة واحدة محاولين اخفاء قطعة، وبعدما كشفهن، اتهمن صاحبة المحل بأنها تضع كاميرات المراقبة في غرفة تغيير الملابس وتراقبهم”. ونوه المراسل أن صاحبة المحل لم تخشى منهن وطلبت القطعة، وثم جلست امرأة من الاثنين على الرصيف وبكت وقالت إن لديها يتامى، ثم قالت صاحبة المحل “لو قلتي ذلك من البداية لأعطيتك قطعة هدية، لكن لا عتب أنتم متعودون على السرقة، خذي القطعة وأخرجي من محلي”. وفي حادثة أخرى، قال المراسل إن مستوطناً دخل إلى محل ضيافة على طريق راجو وأخذ بـ 10000 بضائع، وخرج ولم يدفع المال وتابع: “لكن، وفي نفس اليوم، عاد الشخص ومعه البضائع ليعيدها، لكن صاحب المحل أعادها له، وقال “عيد السرقة والنهب والنصب”، وثم أغلق محله وذهب إلى المنزل. وأكد المراسل أيضاً إن فتاتين مستوطنتين دخلتا إلى محل اكسسوارات على طريق راجو، وحاولتا سرقة مواد تجميل، إلا صاحب المحل أحس بذلك، وبعد منعهم من ذلك، قالت الفتاتان “حاولنا أن نلفت نظرك”.

كذلك، أقدمت ميليشيا “لواء الوقاص” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، قبيل حلول عيد الأضحى على نهب محتويات جامع قرية “هيكجيه” التابعة لناحية “شيه/شيخ الحديد”، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضحت المصادر أن الميليشيا نهبت مكبرات وأجهزة الصوت والبطاريات الكهربائية وعدة غسيل الموتى والمحتويات الأخرى من جامع القرية. كما عمدت الميليشيا ذاتها إلى الاستيلاء على مدجنة واقعة غربي القرية ونهبت كافة محتوياته، علما أن المدجنة تعود للمواطن الكُردي المُهجّر”أشرف محمود” بذريعة ولاء صاحبها لحزب الاتحاد الديمقراطي.

في الثاني من أغسطس\آب، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبله\بلبل” أن ميليشيا “فيلق الشام” ابتزت عدداً من المواطنين الكٌرد في قرى الناحية، مالياً بذريعة ظهورهم في صورة التقطت قبل 3 أعوام أثناء حضورهم لاحتفالية بمناسبة افتتاح مكتب حزب كُردي. وأكد المراسل أن الميليشيا خيّرت المواطنين الظاهرين في الصورة بين دفع مبلغ 500 ليرة تركية، أو تسليم ملفاتهم لميليشيا “الشرطة العسكرية”، مشيراً إلى أن المواطنين رضخوا للابتزاز ودفعوا المبلغ المطلوب.

في الثالث من أغسطس\آب، نهب مسلحون ملثمون، سيارة مُحملة بلحوم الأغنام التي كان من المفترض أن توزع على المستوطنين في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، في ظل هيمنة شريعة الغاب عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي المُرافق بمسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”. وفي الصدد، أفاد مراسل “عفرين بوست” في المركز، بأن مسلحين ملثمين نهبوا سيارة محملة بتلك اللحوم التي كان من المفترض أن يتم توزيعها على المستوطنين بمناسبة عيد الأضحى. وأكد المراسل أن السيارة نهبت يوم السبت، بعدما خرجت من المسلخ المتواجد بالقرب من المدينة، حيث أوقفها أربعة ملثمون مسلحون وطردوا صاحب السيارة وسرقوا اللحوم. وأشار المراسل إن تلك اللحوم كانت مرسلة من قبل منظمات خارج عفرين، وإن الاحتلال التركي وضع يده عليها، وإنه كان يمنح اللحم للمستوطنين دون السكان الكُرد، حيث يجري تمييز السكان الكرد عن المستوطنين بذريعة أنهم مقيمون، وأن المستوطنين “مهجرون”!

كذلك، لا يدخر مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، جهداً في سبيل سرقة ونهب المواطنين الكُرد سكان إقليم عفرين الأصليين، وآخر ما ابتدعوه هو التواصل مع مكاتب الحوالات في عفرين المحتلة، للحصول على معلومات عن المبالغ المُحولة عن طريقهم، واستهداف المواطنين الذين تصلهم الحوالات. وفي السياق، أقدم مسلحون يوم الجمعة\الحادي والثلاثين من يوليو\تموز، الذي صادف أول أيام عيد الأضحى، على اختطاف المواطنة الكُردية “هديات طاهر عمر” من أهالي ناحية “بلبله/ بلبل”، على خلفية تحويل مبلغ مالي إليها من أحد أقاربها خارج مدينة عفرين. وقام المسلحون بنهب المبلغ المُحول، وإطلاق سراحها بعد يومين من الاختطاف، ليتضح أن ثمة علاقة بين مكتب الحوالات والمسلحين المحتلين لناحية بلبله. وتتبع سلطات الاحتلال التركي سياسة إفقار بحق المواطنين الأصليين في إقليم عفرين المحتل، بهدف التضييق عليهم ودفعهم إلى الخروج القسري وترك بيوتهم، مع العلم أن الحوالات المالية رغم محدوديتها تعتبر وسيلة لتأمين ضرورات الحياة والعيش. من جهة أخرى، وفي أسلوب آخر لفرض الإتاوات، فرضت سلطات الاحتلال التركي على أصحاب الآليات في إقليم عفرين المحتل، تركيب لوحات جديدة على كافة السيارات والآليات، وإلزام مالكيها بالتسجيل ودفع الرسوم والضرائب بالعملة التركية بدلاً عن العملة الوطنية السورية. وقد قامت سلطات الاحتلال منذ بداية احتلال عفرين بتبليغ أهالي عفرين الذين يملكون آليات بضرورة تسجيلها لدى دائرة المواصلات التي تشكلت في ظل الاحتلال، كما صودرت أعداد من الآليات بحجة أن مالكيها أتراك، وأنها سُرقت في أوقات سابقة حسب زعمهم، رغم وجود وثائق تثبت أن مالكيها كانوا قد قاموا بشرائها بموجب عقود نظامية وشهادات المنشأ المرفقة مع الآلية. وتم الاستيلاء على نحو 200 سيارة وتم إرسالها إلى تركيا.

في الخامس من أغسطس\آب، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل شمال سوريا، أن مسلحين تابعين لميليشيا “فرقة السلطان مراد” أقدموا على سرقة موسم الجوز في سهل قرية “تل طويل” و”جومكي” التابعتين لناحية المركز. وذات السرقة، نفذها مسلحون تابعون لميليشيا “أحرار الشرقية”، حيث عمدوا لسرقة موسم الجوز للمواطنين في قرية “قجوما\قوجمان\Qujûma” التابعة لناحية “جندريسه\جندريس”، وفي قرية “ماراتيه/معراتة” التابعة لناحية المركز، وعلى طول طريق قرية “برج عبدالو” حيث قام مسلحو مليشيا “فرقة الحمزة” بسرقة موسم الجوز بنفس الطريقة.

اقتتال المليشيات التركية والإخوانية

في الأول من أغسطس\آب، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الثلاثين من يوليو الماضي، بأن مجهولين اوقفوا سيارة تتبع لمليشيا “فيلق الشآم” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قرب قرية المحمدية التي تتصل مع معبر دير بلوط، وسرقوا كتلة الرواتب والمصاريف الشهرية التي تزيد عن 20 مليون ليرة تركية، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة. ويبدو أن المتهم الرئيس في عملية السرقة تلك، هي مليشيا “الفرقة 23” التي تنتشر في القرية، إضافة إلى تواجد حواجز أمنية لمليشيا “فيلق الشام” قرب المعبر.

في السادس من أغسطس\آب، انشق العشرات من مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المتمركزين في حي عفرين القديمة، بمركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، وذلك قبل نحو أسبوع، وانضموا إلى صفوف ميليشيا “السلطان سليمان شاه”. وأوضح مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن المجموعة المنشقة عن “السلطان مراد” يتزعمها المدعو “أبو رحمو”، تتألف من 130 مسلحاً، وكانوا يتمركزون في محيط مدرسة العروبة بحي عفرين القديمة. وفي سياق ذي صلة، شهد معبر “غازيويه\الغزاوية” في الريف الجنوبي لإقليم عفرين المحتل اليوم الخميس، توتراً شديداً بين ميليشيتي “فيلق الشام” و”الجبهة الشامية”، بسبب قيام الأخيرة بنصب حاجز لها في المعبر، واستحصال ضرائب من السيارات والبضائع الداخلة والخارجة من عفرين وإلى ريف حلب الغربي وإدلب، وهو ما ترفضه ميليشيا “فيلق الشام” كونها تعتبر المنطقة ضمن قطاعها الأمني. وأوضح مراسل “عفرين بوست في جنوب عفرين، أن مجموعة المدعو “نضال البيانوني” أرسلت أسلحة ثقيلة إلى منطقة المعبر، تحسباً لأي تصعيد عسكري مع ميليشيا “فيلق الشام”، التي نصبت حاجزاً أمنياً لها على مفرق قرية بعية بالقرب من المعبر. وتقوم ميليشيا “فيلق الشام” بفرض الاتاوات على البضائع والمحروقات والأفراد، حيث تقبض على كل رأس غنم 3 دولارات، وعلى كل برميل من المازوت 5 دولارات، وعلى كل كرتونة دخان 5 دولارات، أما بالنسبة لسيارات المدنيين، فتقبض 500 ليرة سورية عن كل سيارة تعبر حاجزها الجديد.

مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..

في الأول من أغسطس\آب، أوقد مهجرو عفرين مع أهالي الشهباء، الشموع على مزار شهداء مقاومة عفرين في ناحية “أحرزيه\أحرص”، ومزار شهداء مجزرتي تل رفعت وآقيبة في بلدة فافين. حيث توجّه المهرجون والأهالي ومع قدوم عيد الأضحى إلى مزار الشهداء لاستذكارهم وإيقاد الشموع على مزارهم. كما وأصدر أطفال الشهداء بياناً إلى الرأي العام في مزار شهداء مقاومة عفرين في ناحية “أحرزيه\أحرص”، وقد قُرء نص البيان من قبل “عفاف مصطفى”، باللغة الكُردية و”دارا سلمان” باللغة الكردية، وقد جاء في نص البيان: “إن شهداؤنا ينتظرون هذا اليوم وهذه اللحظة بالذات كي يشاركوننا هذه المناسبة ولكن العدو المتعطش للدماء قد جعل أمهاتنا تزرف الدموع على مدى ستة أعياد وهم بانتظار الذهاب لزيارة مقابر أبناءهم في عفرين، ولكن لم يكفيهم هذا فإنهم يمارسون وحشيتهم يومياً على أهلنا في عفرين من قتل ونهب وسرقة وتجاوزات لا إنسانية وتدمير الأماكن المقدسة مثل مقابر الشهداء” “أيها المحتل افعل ما تشاء ولكنك لا تستطيع كسر إرادتنا والعزة المزروعة داخلنا لأننا لا ندفن شهدائنا في القبور بل ندفنهم في قلوبنا، نحن كأبناء الشهداء نجدد عهدنا لدماء الشهداء ونعاهد القائد آبو بأن نسير على فكر وفلسفته وعلى فكر أخوة الشعوب ونعاهد أن نرفع من وتيرة مقاومتنا ونرفع راية النصر والحرية والمقاومة”. وفي النهاية تم إيقاد الشموع على مزار الشهداء. ويعيش المهجرون قسراً عن عفرين، مع افتقادهم الفرح وهوسهم باللقاء مع أقربائهم وممارسة طقوسٍ كما كانوا يستعدون لها عادة بشوقٍ واهتمامٍ، ورغماً عن قسوة الحياة، يتحدّون الظروف بتجديد أمل تحرير أرضهم، وهي حالهم مع ثالث أضحى يستقبلونه في هاجس الحرب والتهجير القسري. فقبل ثلاثة أعوام، وفي مثل هذه الأيام كان إقليم عفرين الكردي شمال سوريا، يعيش أماناً وسلاماً يجعلانه مميزاً ومثالاً للأمان والسلام، مختلفٍ عن الكثير من المناطق السورية، كما أن الأسواق والشوارع كانت مكتظة بالأهالي تحضيراً لاستقبال عيد الأضحى بأجمل وأفضل حالٍ ممكن. لكن، لم يدم ذلك الاستقرار والفرح عقب ما عاشه أهالي عفرين من تهجير قسري بعيداً عن ديارهم، بفعل جرائم جيش الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، ليحط مهجرو عفرين رحالهم منذ ما يقارب عامين ونصف في الشهباء القريبة جغرافياً من عفرين، ويقاوموا فيها لتحرير وطنهم. فيما لم تقتصر الحرب التي دارت رحاها فوق رؤوس أهالي عفرين، على تهجيرهم قسراً فحسب، إنما سلبت منهم كل ما يملكونه من أرواح، أموال، أحلام، وغيرها الكثير من الممتلكات، وهذا ما يجعل الأضحى منذ قرابة ثلاثة أعوام، يمر بقهر وحسرة على سكان عفرين الأصليين الكُرد، على ما كانوا عليه وما باتت عليه حالهم اليوم. وفي ثالث أضحى من مهاجرهم القسرية، باتت الحياة أصعب وأكثر معاناة على أهالي عفرين المهجرين، فإضافة لما يعيشونه من التهجير عن تراب الوطن، يعانون مثل باقي السوريين من سلبيات فرض قانون قيصر وارتفاع الأسعار، بالإضافة لانتشار وباء كورونا وغيرها الكثير من العوامل التي تفاقم من معاناة أهالي عفرين.

كذلك، استذكر مهجرو عفرين المحتلة شهداء “مقاومة عفرين” وشهداء مجزرتي تل رفعت وآقيبة وذلك مع قدوم عيد الأضحى، حيث توجه المئات من أهالي عفرين إلى مزار الشهداء في ناحية أحرص وبلدة فافين استذكروا خلال ذلك الشهداء وباركوهم بقدوم عيد الأضحى. ففي فافين، وقف الحضور دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ومن ثم ألقى عضو “مجلس تحرير عفرين” محمود رشيد، كلمة أشار فيها بأن تاريخ الدول التي تعادي الشعب الكردي مليء بالدماء والقتل “لأن الشعب الكردي لم يقبل الرضوخ والاستسلام للعدو على مر التاريخ نرى بأن ذلك العدو استمر في نهج القتل وارتكاب المجازر بحق أبناء الشعب الكردي”. ومن جهتها أكدت عضوة مؤتمر ستار في عفرين، “حسناء حسن” بأن للنساء دور كبير في تحرير أرضهم، فقالت: “نحن الشعب الكردي وخاصة النساء نستطيع أن نلعب دوراً ريادياً في تحرير أرضنا من رجس الإرهاب، فلأننا طالبنا بحقنا الطبيعي نرى ما يحدث لنا وآخر ما حدث مجزرتي تل رفعت وآقيبة التي راح جل ضحيتها أطفال، وعلى هذا الأساس يجب أن نستمر في نضالنا ونزيد من وتيرة مقاومتنا”. وفي ناحية “أحرزيه\أحرص”، وقف الحضور كذلك دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ومن ألقى الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء في مقاطعة الشهباء “محمد ولو” كلمة تحدث فيها ضرورات الوصول إلى حل سلمي، وقال “إن هذه الأزمات التي نشاهدها في الشرق الأوسط حلها هي الأمة الديمقراطية، فما يحمله هذا الفكر من التعايش المشترك وتقبل المكونات لبعضها هو ثمرة الوصول إلى السلام والأمن”.

في الثالث من أغسطس\آب، افتتح اتحاد الإيزيديين واتحاد المرأة الإيزيدية في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، معرضاً لصور المجزرة التي ارتكبت بحق إيزيديي “شنكال\سنجار” على يد إرهابيي داعش في 3 آب العام 2014. وحضر المعرض العشرات من أعضاء المؤسسات والمجالس المحلية في الشهباء، بالإضافة لحضور أهالي عفرين المُهجرين قسراً إلى المنطقة، لمُشاهدة صور المجزرة التي وقعت بحق الإيزيديين. وبعد افتتاح المعرض، تم مشاهدة سينافزيون تطرق للمجزرة التي وقعت بحق الإيزيديين، والتي استعرضت قيام إرهابيي داعش بتدريب الأطفال الإيزيديين على تبني نهجهم، وكيفية سبي النساء، بالإضافة إلى استعراض المُقاومة التي أبداها الأيزيديون في وجه إرهابيي داعش. وتعاني القرى الأيزيدية في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، من اضطهاد مضاعف، حيث يحارب مسلحو الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، سكانها لانتمائهم القومي أولاً والديني ثانياً. وضمن واقع مُغاير لما حظي به الكُرد الأيزيديون خلال عهد “الإدارة الذاتية” التي شكلها أبناء عفرين بمختلف أطيافهم الدينية والطائفية، حرم الكُرد من أتباع الديانة الأيزيدية من أداء طقوسهم وأعيادهم والإعلان عن انتمائهم الديني، كونه سبب كافي للتنكيل والاضطهاد والخطف والتعذيب من قبل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وفي السياق، لم يعد الكُرد الأيزيديون يتمكنون من الاحتفاء بأعيادهم كعيد الأربعاء الأحمر الذي يتمتع بقدسية خاصة لدى أتباع الديانة، تتلخص في اعتبار ذلك اليوم، التوقيت الذي دبت فيه الحياة في الأرض، وفق المعتقدات الأيزيدية. وخلال عهد “الإدارة الذاتية”، كان يجري تعطيل الدوائر الرسمية والمدارس احتفاءً بالعيد، كسائر الأعياد الدينية المرتبطة بالدين الإسلامي أو المسيحي، إلى جانب تنظيم “الإدارة” لـ احتفال مركزي. حيث سعت إلى حماية المكون الكُردي الأيزيدي وتقديم كل الإمكانات المتوفرة لديها في سبيل إحياء الديانة الكُردية القديمة لدى أبنائها ومنع اندثارها، عقب محاولة الإرهاب العالمي القضاء عليها في مركزها بشنكال، عبر هجوم تنظيم داعش عليها في العام 2014. وعقب أربعة سنوات، تكررت هجمات داعش لكن هذه المرة في عفرين، وبلبوس آخر يسمى “الجيش الوطني السوري” التابع لتنظيم الإخوان المسلمين، بغية القضاء على التنوع الديني والطائفي والنموذج المتسامح في عفرين، والذي كان مثالاً على تآخي الأديان والطوائف والأثنيات بعيداً عن ثقافة القتل التي ينشرها المتطرفون كـ داعش والإخوان المسلمين برعاية الاحتلال التركي. وفي الصدد، أشارت نائبة رئيس اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية أنوريما بارجافا، والمفوضة في اللجنة، نادين ماينزا، في تقرير لهما نشرته مجلة «نيوزويك» الأميركية نهاية يوليو الماضي، إلى خطورة التحركات التركية الحالية والتعاون الذي تقوم به أنقرة مع تنظيم «داعش» الإرهابي للقضاء على الأكراد. وقالتا أنه “يعاني الايزيديون في سوريا الذين واجهوا حملة إبادة مدمرة على أيدي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) ، مرة أخرى – ولكن هذه المرة على يد حليف الناتو. وذكرتا أنهم قد تحملوا هم والأقليات الضعيفة الأخرى العبء الأكبر من العنف ضد المدنيين مع قيام الجيش التركي و”الجيش السوري الحر”، بغزو واحتلال مساحة كبيرة من شمال سوريا، بدءًا من عفرين في أوائل عام 2018 واستمر حتى يومنا هذا.

في الخامس من أغسطس\آب، صرّحت الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة في إقليم عفرين هيفين حسين من مناطق الشهباء، لوسائل الإعلام بأنهم اكتشفوا وجود حالة إصابة بفيروس كورونا وتم وضع الشخص المصاب في حجر منزلي بالإضافة إلى وفاة شخص آخر بالمرض. وخلال تصريح باسم هيئة الصحة في إقليم عفرين دعت هيفين حسين الأهالي إلى الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، للحد من انتشار فيروس كورونا ضمن مناطق الشهباء، شمال سوريا. وتطرقت الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة إلى محاولات “الإدارة الذاتية” لمنع حدوث إصابة بالفيروس خلال الفترة المنصرمة، فقالت: “لقد أصبح فيروس كورونا جائحة عالمية، وقد انتشر في الكثير من دول العالم، وبالرغم من المحاولات التي قامت بها الإدارة الذاتية في إقليم عفرين في سبيل منع انتشار فيروس كورونا في الشهباء، إلا أن قدوم المواطنين إلى مقاطعة الشهباء، من محافظات السورية، أدى إلى إصابة شخص يدعى “محمد رضا رجب علو” من أهالي ناحية أحرص في مقاطعة الشهباء البالغ من العمر 45 عاماً، وقد توفي هذا الشخص صباح اليوم نتيجة الإصابة”. وأضافت هيفين “وقد أصيب شخص آخر يدعى عمر أحمد عمر يبلغ من العمر 55 عاماً من أهالي قرية كفر ناصح في مقاطعة الشهباء، وقد تبين إصابة هذين الشخصين بعد عمل تحليل PCR لهم”. وأشارت هيفين بأنه تم وضع الشخص المصاب ضمن الحجر، فقالت: “وقد وضعنا المواطن عمر في حجر منزلي بعدما تبين إصابته بفيروس كورونا”. ودعت هيفين الأهالي بالالتزام بالقواعد الطبية، فقالت: “ندعو كافة الأهالي للتقيد بالتدابير اللازمة للوقاية من المرض، واتّباع النصائح الطبية لكي نحتوي الفيروس ضمن المنطقة، وندعو الشعوب في كافة أرجاء العالم للتقيد بالبقاء ضمن المنزل للتخلص من هذا الفيروس”.

في السادس من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: يواجه أهالي عفرين المهجرين قسراً لمناطق الشهباء شمال سوريا، وخاصةٍ القاطنين منهم في المخيمات، خطورة واحتمالية انتشار وباء كورونا لقرب المسافات بين الخيم، وذلك بعد ظهور العديد من الحالات المصابة ووفاة واحدة منهم في المنطقة، فيما فرض حجر صحي لمدة 15 يوم على ناحية “أحرزيه\أحرص”، واتخذت “الإدارة الذاتية” هناك عدة تدابير وقائية في المنطقة. وارتفع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا في شمال شرق سوريا لـ 50 حالة، بعدما سجلت هيئة الصحة في الخمس من أغسطس الجاري، 20 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ووفاة إحدى الحالات في مقاطعة الشهباء، وتعافي حالة بمدينة قامشلو. وحرصاً على أمن وسلامة أهالي عفرين المهجرين قسراً في الشهباء وسلامة سكان المنطقة الأصليين، اتخذت “الإدارة الذاتية” في الشهباء، العديد من الإجراءات والتدابير الوقائية منعاً من انتشار وباء كورونا بين الأهالي. وتعتبر معاناة الشهباء أكبر، واحتمالية انتشار الفيروس فيها أوسع، كون المنطقة عانت من قبل الحرب الدائرة في سوريا من الإهمال، وما تزال من الهجمات مستمرة عليها من قبل الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، بين الحين والأخرى على المقاطعة، بجانب أن “الإدارة الذاتية” لا تتحكم بجميع معابرها، حيث يتمتع النظام السوري بالمقدرة الأكبر على ذلك، نتيجة حصارها بين مناطق نفوذه، ومناطق نفوذ الاحتلال التركي. ويعيش مهجرو عفرين في الشهباء في خمسة مخيمات متواجدة في قرى الشهباء وناحية شيراوا، وترتفع نسبة الخطورة هناك لأن الخيم قريبة من بعضها، وفي حال انتشار الوباء بين أهالي المخيمات، ستكون الخطورة اسوء وسيصعب السيطرة عليها، على عكس الأهالي المتواجدين في المنازل المنتشرة في كل بلدات وقرى الشهباء. واتخذت “الإدارة الذاتية” في المنطقة العديد من التدابير الوقائية اللازمة لمنع تفاشي المرض بشكلٍ أكبر، والحرص على سلامة الأهالي، ومنها توزيع منشورات توعوية حول ضرورة وكيفية الوقاية من انتشار الفيروس والتعامل معه ومع المصابين بالمرض. كما فرض حظر كلي على ناحية “أحرزيه\أحرص” بعد وفاة مصاب بالكورونا من أهالي المنطقة، كما لن يسمح لأحد من خارج المخيمات بالدخول إليها، بجانب رش المبيدات وتوزيع الأدوية الوقائية في القرى والنواحي. وكان المريض المتوفى بفيروس كورونا من سكان ناحية “أحرزيه\أحرص” قادماً من مدينة حلب قبل عدة أيام، وقد اختلط مع اقرانه قبل وفاته، قبل اكتشاف إصابته بفيروس كورونا، فيما سيستمر الحجر الصحي على ناحية “أحرزيه\أحرص” لمدة 15 يوم مُتواصلة. وفي ظل هذه الظروف الصعبة وانتشار فيروس كورونا في المنطقة، يزيد الحصار الخانق مستمر على يد النظام السوري على الشهباء من معاناة الأهالي، حيث تفتقر الصيدليات والمراكز الطبية ومشفى المنطقة للأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة. وفي هذا السياق، وسعياً من النظام السوري لانتشار وباء كورونا بشكلٍ أكبر بين أهالي عفرين المهجرين قسراً للشهباء، فأنه عمد قبل عدة أيام لدفن إحدى الجثث المتوفية بفيروس كورونا في قرية دير جمال بمناطق الشهباء، وهو ما رفضه الأهالي، حيث يستوجب دفن موتى الكورونا في أماكن بعيدة عن التجمعات السكنية.

اثار عفرين..

في السادس من أغسطس\آب، تُداولت خلال في الأيام الأخيرة، صور جديدة لأعمال ترميم مئذنة مسجد ناحية “شيه/ شيخ الحديد”، وقد رُفع عليه العلم التركي، بعد حادث إسقاط المئذنة في الثامن من مارس الماضي، عندما انهارت مئذنة المسجد القديم في بلدة “شيه\شيخ الحديد” في ريف إقليم عفرين الكردي المحتل. ويُعرف المسجد باسم «الجامع التحتاني»، والمئذنة التي سقطت عمرها أكثر من مئة سنة، فقد بُنيت عام 1912، وكان سقوطها نتيجة أعمال الحفر التي قام بها مسلحون تابعون لمليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” المعروف بـ”العمشات” المحتلة للناحية، بحثاً عن قطع ولُقى أثرية محتملة. وقد مرّ خبر سقوط المئذنة دون أن يستدعي الانتباه الكافي (رغم تسليط “عفرين بوست” الضوء عليه حينها)، حيث جاء سقوط المئذنة التاريخيّة في سياق الانتهاكات المرتكبة بالجملة وأهمها أعمال الخطف والقتل وطلب الفديات وفرض الإتاوات. وكانت قد قالت “إيرينا بوكوفا”، مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، في السادس عشر من سبتمبر العام 2015 “إن المواقع الأثريّة في سوريا تنهب “على نطاق مذهل”، وإن عوائد بيع هذه الآثار المنهوبة تمول متطرفي تنظيم “الدولة الإسلامية، وهذا الواقع لم يتغير في عفرين، فالآثار تنهب عبر مهربين إلى تركيا ويتاجر بها وبتاريخ الإقليم. فيما يؤكد مراقبون من عفرين أن إسقاط المئذنة التاريخية لمسجد “شيه”، كان يهدف لإنهاء تاريخ وإمحاء ثقافة المنطقة، وهو الهدف الأهم من كلّ أعمال التنقيب والنبش عن الآثار وكذلك الترميم التي تجري على بعض المساجد مثل مسجد النبي هوري ومسجد عمر بن الخطاب. ويوضح مراقبون أن ما يجب الوقوف عليه في موضوع سقوط المئذنة هو أن أعمال الحفر والنبش كانت تتم علناً على مدى شهرين وفي موقع مهم من البلدة قريب من الساحة، دون اعتراض أو تدخل رسمي مما يسمى بـ “جهاز الشرطة” أو “المجلس المحلي” الذي أنشأه الاحتلال، لمنع التلاعب بالمسجد أو في الحد الأدنى، منع التعدي على الأملاك الخاصة، قد سبقه الاستيلاء على المحلات التجارية القريبة منه وهدمها، ثم انتقلت أعمال الحفر إلى صحن المسجد نفسه. ولم تبادر ميليشيا “العمشات” ولا الاحتلال التركي لتبرير الحادث أو حتى نفي المسؤولية كما هي العادة، ما يدل أنهم يتعاملون مع آثار المنطقة على أنها ملكهم، ولا يستدعي الأمر الاعتذار من أي طرف ولا حتى من أهالي الناحية الكُرد الأصليين. وفي بعد آخر، يكشف إسقاط المئذنة التاريخية لمسجد “شيه”، أن الشعارات الدينية التي يسوقها الاحتلال ومسلحو الميليشيات التابعة تنظيم الإخوان المسلمين، شكلية ودعائية فقط، حيث من المعروف أن المساجد في العرف الديني، تعتبر بيوت الله ولها حرمتها وموقعها من القداسة، والأمر نفسه جرى عبر التعديات على المزارات الدينية والقبور. ومنذ أيام، تداول ناشطون صوراً لمشروع بناء مئذنة جديدة لمسجد “شيه”، وقد رُفع العلم التركي عليها، وهو المشهد ذاته في مسجد النبي هوري، الذي يتم ترميمه مع إضفاء ملامح عثمانية عليه، وبالتالي إمحاء الذاكرة الثقافية والاجتماعية، وهو الهدف الأعمق لعملية التتريك والتي من شأنها أن تبقى لمراحل طويلة، ما يمكن قوله إن عملية سطو ممنهجة على ثقافة عفرين وتاريخها لصالح التتريك، في ظل صمت عالمي مريب.

اشجار عفرين ومحاصيلها..

في الثالث من أغسطس\آب، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبله\بلبل” بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، أنّ مسلحين تابعين لميليشيا “فرقة السلطان مراد” المحتلة للناحية، أقدموا قبل نحو أسبوعين على قطع نحو 250 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن الكُردي “محمد أحمد جمو” ونحو 100 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن الكُردي “رشيد محمد سيدو”، ويقع حقلا الزيتون في موقع يُعرف باسم “تكنيه” تابع لمركز الناحية.

في الخامس من أغسطس\آب، انتفض شبان وأهالي قرية في عفرين ضد ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بعد محاولة الأخيرة قطع أشجار عائدة للمدنيين في القرية، في حين تتحضر الميليشيا لقطع الاشجار وتحطيبها وبيعها. وأكد مراسل “عفرين بوست” في ناحية بلبله\بلبل”، إن ميليشيا “فرقة الحمزة” أرادت قطع أشجار الزيتون العائدة لمدنيين في قرية “قره كوله” في ناحية “بلبله/بلبل” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إلا إن شبان وأهالي القرية انتفضوا ضدهم ومنعوهم. وأشار المراسل إن أهالي القرية هاجموا مسلحي الميليشيا بالعصي واستطاعوا ردهم، وأضاف أن جيش الاحتلال التركي تدخل فيما بعد، وفضَّ العراك بين المسلحين والأهالي. وقال المراسل إن المواطنين الكُرد، استطاعوا إصابة عدد من المسلحين بعد ضربهم بالعصي، فيما ذكرت مصادر أخرى للمراسل أن المليشيا تنوي الانتقام من الأهالي الكُرد، حيث يقولون إنهم سيبدؤون بقطع الأشجار في عفرين لتحطيبها وبيعها.

في السادس من أغسطس\آب، أقدمت ميليشيا “المنتصر بالله” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، على قطع 20 شجرة لوز عائدة لعائلة “عتنة” في قرية “حبو” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي” بهدف بيعها كأحطاب تدفئة. وبالتزامن تقوم ذات الميلشيا بأعمال حفر في كهف أثري يقع بالقرب من منطقة البئر الروماني في القرية، حيث أكد شهود لمراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “موباتا\معبطلي”، أن الميليشيا عثرت داخل الكهب الأثري على توابيت فخارية، وقامت بتحمليها في سيارات وتوجهت بها إلى جهة مجهولة.

نشر التطرف..

في الأول من أغسطس\آب، قال تقرير لـ عفرين بوست: أقدم مستوطنون ليل يوم الثلاثاء\الثامن والعشرين من يوليو، على إحراق مزار شيخموس الكائن في قرى الميدانيات التابعة لناحية راجو، بذريعة كونه من رموز الشرك بالله، وذلك بعد أيام من ترميمه على يد الاحتلال التركي، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” ي الناحية. وأكد المراسل أن المستوطنين أقدموا على حرق مبنى المزار الديني عبر إشعال إطار للسيارات داخله، ما أدى لتدميره ثانية، حيث كانت ميليشيات الاحتلال التركي أقدمت في وقت سابق على نبش “قبر الشهيد”، بحثاً عن اللقى الأثرية المزعومة، كما أقدموا على قطع أشجار السنديان المحيطة بالمزار. وكان الاحتلال التركي قد قام خلال يوليو الماضي، على ترميم مبنى المزار وطلائه من الداخل والخارج، إلا أن مستوطنين متطرفين اعتبروا الخطوة تشجيعاً على الشرك بالله وعبادة الأوثان!  وتواصلت “عفرين بوست” مع أحد أبناء القرية الذي أبدى استغرابه من قيام الاحتلال التركي بترميم المزار الديني الأثري، كونه التزم الصمت طيلة الفترات الماضية عن تعرض الأغلبية العظمى من المزارات الدينية وخاصة الأيزيدية والعلوية للتدمير والنبش والتدنيس. ورجّح المصدر أن يكون هدف الاحتلال من ترميم المزار، تصويره وتقديمه للمنظمات الدولية لتكذيب التقارير الصادرة على وسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية العاملة على توثيق الانتهاكات في إقليم عفرين الكردي المحتل، والتشويش عليها وضرب مصداقيتها.

تآمر الاحتلال التركي ومخططاته..

في الأول من أغسطس\آب، علمت “عفرين بوست” من مصادر ميدانية أن الروس وجيش النظام يقومان بتحضيرات عسكرية وتجهيز حشودات في قرى ناحية شيراوا المحاذية لبلدتي نبل والزهراء، تمهيداً لبدء عملية عسكرية تفضي إلى السيطرة على كامل طريق عنتاب – حلب، وصولاً لمعبر باب السلامة الحدودي. وقالت المصادر أنه من المزمع تأمين الطريق الدولي من قبل الروس وبرضى تركي، على أن تشمل العملية إخلاء المسلحين من جانبي الطرق وبمسافة تصل لـ 5 كم من كل طرف، فيما لا يُعرف بعد توقيت بدء العملية. في السياق، أبلغ سكان محليون “عفرين بوست”، أن التوتر والقلق بدأ يدب في أوساط المسلحين بسبب ارتيابهم من احتمال إقدام أنقرة على التخلي عنهم، وخاصة بعد استمرار تحليق الطيران الروسي في أجواء عفرين وإعزاز والباب وجرابلس منذ شهر. وأكدت المصادر أن قيادييّن أثنين في ميليشيا “جيش الأحفاد” في ناحية “بلبله\بلبل”، يسعيان لاستخراج بطاقات إقامة تركية، ليتمكنا من الفرار إلى داخل الأراضي التركية، كما أن العديد من المستوطنين يتملكهم الشعور ذاته، حيث يتجه بعضهم لعدم تخزين المونة للشتاء القادم، خشية حصول طارئ. من جانبها نشرت وكالة “نورث برس” تقريراً قالت فيه أن الأمور التي تجري خلف الكواليس بين روسيا وتركيا بخصوص منطقة إدلب والشمال السوري عموماً من تزيد من تعقيدات المشهد، إذ تتسرب بين الفترة والأخرى تفاصيل موثقة عن الاتفاق وما يسعى له الطرفان إليه لخدمة مصالحهم.  وأكدت مصادر عسكرية خاصة، لـ “نورث برس” أن هناك اتفاق بين تركيا وروسيا ومن خلفهما النظام السوري، على تسليم “اعزاز” لـ (الروس/النظام السوري).  وأضافت الوكالة أن مصدراً مقرباً من ميليشيا “الجيش الوطني السوري” والذي يتخذ من لقب “أبو خليل الإدلبي” اسماً، قال إنه “جرى الحديث خلال الفترة الماضية عن قضية فصل عفرين عن (درع الفرات) عبر نقطة تصدُّع تبدأ من مارع وحتى اعزاز، وهو أمر ليس مستبعداً، إذ أن غاية روسيا هي الوصول إلى (الحدود السورية – التركية) من عدة اتجاهات لخلق كانتونات متعددة من شمال شرقي سوريا وحتى جسر الشغور، تكون لوجود معارضة منزوعة السلاح والقوة، تحت وصاية دولة صديقة وهي (تركيا)”.  وتتزامن تلك التطورات والأحداث وما يجري خلف الكواليس، مع تحشدات لجيش النظام في منطقة جنوب إدلب، وسط الحديث عن قرب عملية عسكرية في منطقة إدلب.

في الرابع من أغسطس\آب، قالت وسائل إعلام تابعة للاحتلال التركي أن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، هنأ هاتفياً، مسؤولي ورجال الأمن العاملين في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، بمناسبة حلول عيد الأضحى، علاوة على تفقد المدعو “حسين ييمان”، وهو النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لقوات الشرطة والدرك الأتراك العاملين في عفرين. وذكرت تلك الوسائل إنه قد رافق ييمان خلال الزيارة قائمقام قضاء قوملو بولاية هطاي التركية (جنوب) أركان قاياباشي، وخلال الزيارة، أجرى ييمان اتصالاً هاتفياً مع وزير الداخلية، الذي استغل الفرصة بدوره ليتحدث مع مسؤولي الشرطة والدرك الأتراك فيما يسمونها بـ منطقة عمليات “غصن الزيتون” ويهنئهم بمناسبة حلول عيد الأضحى، حيث يسعى الاحتلال لترسيخ أسماء غزواته العسكرية شمال سوريا لتكون دلالات عليها بدل أسمائها الفعلية.

جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين..

في الأول من أغسطس\آب، تطرق المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى الأوضاع في إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، وقال إنه لا تزال موجات الانفلات الأمني وعدم الاستقرار وانتهاكات حقوق الإنسان تسيطر على “عفرين” المحتلة من قبل أنقرة والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، منذ أكثر من عامين، وسط صمت من القوى الإقليمية والمجتمع الدولي، حيث رصد المرصد الأوضاع المتردية التي تشهدها عفرين، ومن بينها: أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان في 24/7/2020، بأن مسلحين من مليشيا “فرقة الحمزات”، أقدموا على سرقة عدد من منازل المواطنين في قرية “قدا” التابعة لناحية راجو، في إطار تضييق الخناق على من تبقى من أهالي المنطقة لإجبارهم على الخروج منها. وبحسب معلومات “المرصد السوري”، فإن مليشيا “سليمان شاه” المعروف بـ“العمشات”، أجبرت سكان قرية ياخور (كاخرة) التابعة لناحية موباتا\معبطلي في ريف عفرين في 24/6/2020، على الخروج من منازلهم ووضعهم في مخيمات عشوائية واقعة عند الأطراف الشمالية للقرية. واستقدم مسلحو “العمشات”، مسلحين من عدة كتائب تابعة للمليشيا، واتخذوا منازل المدنيين مقرات لهم، إضافة إلى قيام مسلحي أمنية تابعة لـمليشيا ”جيش الشرقية” ، بتهديد نحو 50 عائلة مستوطنة من محافظتي إدلب وحلب، وإجبارهم على إخلاء المنازل التي يقطنوها في مدينة جندريسه\جنديرس بريف عفرين خلال مهلة محددة، وفي حال رفض الأهالي يتم طردهم بقوة السلاح. ونتيجة عمليات السلب والجبايات التي تفرضها المليشيات الإخوانية، تزايدت معدلات الفقر بين المواطنين في عفرين، حيث يرزح 47% من المواطنين السوريين تحت خط الفقر، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة التي تجاوزت 70%. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث كشف المرصد السوري في 21/7/2020، عن تعمد المليشيات استغلال المرافق العامة لجباية الأموال، حيث أنشأت ميليشيتا “السلطان مراد” و”لواء الشمال” أبنية ومحال تجارية في محيط الملعب بمدينة عفرين وأجروها لصالحهم، فيما واصلت تلك المليشيات أعمال الحفر والإنشاءات لاستغلال تلك المرافق العامة الحيوية وتأميمها في المنطقة والانتفاع بعائدها لصالح النفوذ التركي ومسلحيه. ورغم كل ما نشره المرصد السوري عن تخريب المواقع الدينية والأثرية سعياً لجذب انتباه المجتمع الدولي والمنظمات المعنية، فإن المليشيات الإخوانية تواصل أعمال التنقيب عن الآثار وحفر وتخريب المزارات الدينية بحثًا عن تحف أثرية في عفرين، ففي 15 أبريل/نيسان، علم “المرصد السوري” أن مسلحين من مليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” بدأوا بعمليات الحفر في تل “أرندة الأثري” الواقع في ناحية “الشيخ حديد” في ريف عفرين الغربي. ويذكر أن التل يتعرض بشكل شبه يومي لعمليات حفر بمعدات ثقيلة بحثًا عن الآثار من قبل مسلحي مليشيا “السلطان سليمان شاه”، الأمر الذي أدى لتضرر التل بشكل كبير وإحداث دمار هائل به نتيجة عمليات البحث العشوائية المتواصلة. وفي سياق متصل، شهد مزار “شيخ حميد” في قرية قسطل جندو التابعة لناحية شرا\شران في ريف عفرين أعمال حفر وتخريب، ويعتبر ذلك المزار مكانًا مقدسًا للكُرد الإيزيديين، كما يرتاده مسلمو المنطقة، ويعد من المعالم التاريخية لمنطقة عفرين، واتهم الأهالي مسلحي المليشيات بالقيام بأعمال الحفر التخريبية بتسهيل من المخابرات التركية. ولا تزال المليشيات الإخوانية ترتكب الانتهاكات في حق البيئة الطبيعية وتساعد عليها في مناطق عفرين، حيث يواصل المستوطنون من المحافظات السورية قطع الغابات الحراجية والأشجار في قرية روتا\روطانلي التابعة لناحية موباتا\معبطلي، بعد أخذ موافقة من مليشيا “سمرقند”. وفي منتصف آذار/مارس 2020، علم المرصد السوري أن مسلحي المليشيات الإخوانية قطعوا عدداً كبيراً من الأشجار من حي المحمودية في مركز مدينة عفرين، تزامنًا مع استمرار مسلحي المليشيات بقطع الأشجار في مناطق متفرقة من الريف. وشهدت مدينة عفرين عدة توترات وانفلاتات الأمنية اتخذت أشكالًا عديدة ما بين اشتباكات بين المليشيات المتناحرة وانفجارات المفخخات، وفي 22/7/2020، رصد المرصد السوري اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين مجموعات تابعة لمليشيا “جيش الشرقية” وسط الأحياء السكنية لمدينة “عفرين” دون أسباب واضحة، أسفرت عن مقتل مواطنة وإصابة طفلها بجروح خطيرة، بالإضافة لوقوع جرحى آخرين من المدنيين. وعلم “المرصد السوري” أن هذه المليشيات المتقاتلة تستخدم قذائف صاروخية في صراعاتها، واستخدمت دراجة نارية مفخخة في مدينة عفرين في 24/6/2020، ما تسبب في مقتل شخصين وإصابة 9 بجروح. وفي 20/6/2020، وقع انفجار سيارة ملغمة وسط أحياء المدينة السكنية، ما أسفر عن إصابة 6 بينهم طفل وخسائر مادية كبيرة. كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان عدة وقائع تكشف انتهاك حقوق المدنيين عمومًا، والمرأة والطفل على وجه الخصوص. وفي هذا الإطار، اعتقل مسلحو مليشيا “فرقة الحمزة” في أبريل الماضي، عددًا من النساء المسنات من أهالي قرية “داركير” التابعة لناحية موباتا\معبطلي في ريف عفرين وأخلي سبيلهن بعد دفعهن غرامات مالية بعد ثلاثة أيام من اختطافهن. وفي السياق ذاته، علم المرصد السوري أنه جرى اغتصاب فتاة عفرينية بقرية “كوتنلي” في ريف عفرين 2/6/2020 من قبل مسلحي مليشيا “السلطان مراد”، ثم هددوا العائلة بتصفيتها إذا لم يتم التكتم على الأمر، وأكدت مصادر موثوقة لـ”المرصد السوري”، في 29/5/2020، وجود عشرات النساء العاريات في معتقلات مليشيا “فرقة الحمزة”. وعن حوادث قتل الأطفال، كشف المرصد السوري في 9/7/2020، طريقة جديدة لقتل الأطفال إلى جانب قتلهم في الانفجارات والاجتياحات وعمليات الاقتتال بين المليشيات، وهي “الرمي من شاهق”، فقد توفي طفل من مستوطني ريف دمشق بعد إلقاءه من قبل مجهولين من الطابق السادس، وقبل ذلك توفي أيضاً طفل بالطريقة ذاتها، كما أصيب 3 آخرين لنفس الأسباب، ووفقاً لأحد الأطفال الذين أصيبوا، فإن “سيدة هي من تقوم بدفعهم من علو شاهق ليسقطوا أرضاً”. وقد أدت سياسات القوات التركية المحتلة والمليشيات الإخوانية التابعة لها في عفرين، إلى كوارث بيئية وإنسانية، وسط تغافل من المجتمع الدولي الذي صم آذانه وغض بصره عن عمليات التنكيل بالمواطنين واغتصاب حقوقهم وحرياتهم، ما يدفع بالمرصد السوري لحقوق الإنسان إلى تجديد مطالباته المستمرة لوضع حد للتوغل التركي في الأراضي السورية، ووقف الانتهاكات التي تمارسها أنقرة في حق المواطنين السوريين.

النظام السوري..

في الثالث من أغسطس\آب، عمدت سلطات النظام السوري الطبية، إلى دفن المتوفين بفيروس كورونا، في مناطق الشهباء الآهلة بالسكان من أبناء المنطقة ذاتها، والمهجرين من إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا. وفي الوقت الذي ينتشر فيه فيروس كورونا في أغلب المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، بدأ الوباء بالانتشار مؤخراً في محافظة حلب بشكل كثيف، وأكدت معلومات خاصة لـ “عفرين بوست”، أنه توجد مئات حالات الإصابة بالفيروس في مشافي النظام الحكومية، وسط تستر وأخفاء المعلومات عن التداول. وبحسب مراسل “عفرين بوست” في حلب، فإن إحدى الحالات المُصابة بكورونا، توفي في مشفى الرازي بمدينة حلب، وتعمد النظام دفن جثمان المتوفي في الشهباء، والمتوفي هو المواطن “عقل محمد” ذو الـ٤٥ عاماً، وقد دفن قبل يوم، في قرية دير جمال بمناطق الشهباء، وذلك بأوامر من النظام السوري. وتأتي هذه الحالة، في وقت يتحضر فيه النظام لدفن الحالات المتوفية بفيروس كورونا، في مناطق بعيدة عن التجمعات السكنية، في حين أن قرى الشهباء مكتظة بأهالي عفرين والشهباء.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons