عفرين بوست-خاص
تستغل الميليشيات التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين كل المناسبات الدينية، وتحولها إلى أسباب للنهب والسلب، إذ أنها لا تقيم وزناً للقيم الدينية والاجتماعية، لأنها تعتبر عفرين بما فيها من خيرات وأرزاق غنائم وأسلاباً، ومع اقتراب مناسبة عيد الأضحى المبارك، زادت عمليات النصب والاحتيال والنهب والسرقة والسلب والاستيلاء والخطف لتحصيل الفدية، فيما يتم يتكرر توزيع مواد منتهية الصلاحية من غذائيات وحليب الأطفال.
وفي السياق، أقدمت ميليشيا “الشرطة العسكرية” في مدينة عفرين في ساعات مبكرة من فجر يوم الثلاثاء\الرابع عشر من يوليو، على اختطاف المواطن محمد مدو (45 عاماً) من أهالي قرية حسن ديرا التابعة لناحية بلبله\بلبل، والمقيم في عفرين الجديدة، وذلك بعد عودته من مدينة إعزاز، إذ أنه يبذل مساعي بخصوص الطلاب المخطوفين العائدين بعد تقديم الامتحان في مدينة حلب، في الكراج من قبل مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية”، واقتادوه إلى مقرهم بغية الابتزاز المادي وتحصيل الفدية لقاء إطلاق سراحه، ويذكر أن عملية الاختطاف جرت بالتزامن مع اختطاف مواطن مقيم في الحي نفسه، وتم إطلاق سراحه لاحقاً بعد دفعه الفدية.
كما أقدم مسلحو ميليشيا “الشرطة العسكرية” برفقة الاستخبارات التركية يوم الثلاثاء\الرابع عشر من يوليو، على اعتقال الشاب شيرو جميل محو (20 عاماً) من أهالي قرية معملا/ معملا أوشاغي التابعة لناحية راجو بتهمة العلاقة مع “وحدات حماية الشعب”، وتم اقتياد المواطن شيرو إلى مقر الميليشيا في بلدة بعدينا، ولم تُعرف معلومات حول مصيره.
وايضاً قام مسلحون تابعون لميليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح” المحتل لقرية كوركان تحتاني يوم الثلاثاء\الرابع عشر من يوليو، باستدعاء الأستاذ خوشناف حسن حسن دون توضيح الأسباب، ولدى الاستفسار عن وضعه، أنكر مسلحو الميليشيا علمهم بالموضوع في البداية، ومع تكرار السؤال أفادوا أن المواطن خوشناف قد تم اقتياده إلى سجن الراعي في ريف حلب الشمالي، ولا يزال مصيره مجهولاً حتى تاريخه.
وفي حادث تكتنف الشبهات كل تفاصيله، تعرض المواطن عبد القديم بن جلال إبراهيم (50 عاماً) ويعمل خياطاً ويُعرف باسم “قديم” من قبل أهالي عفرين ومحله في شارع راجو، وهو من قرية موسانكه، لحادث اعتداء والطعن.
وفي التفاصيل، أن مسلحاً في إحدى الميليشيات تردد إلى المواطن عبد القديم يعرض عليه كمية من الخيوط التي بحوزته مجاناً، الأمر الذي أثار شكوكه فتردد في الأمر، ونتيجة الإلحاح قبل الذهاب معه إلى منزله لمشاهدة الخيوط، كان ذلك يوم الأربعاء\الخامس عشر من يوليو، ولدى الدخول إلى المنزل تعرض للضرب باللكمات والضرب بآلة حادة (سكين)، وتحامل المواطن عبد القديم على نفسه وتحت تأثير الألم تمكن من الهرب، وتوجه إلى مشفى في مدينة عفرين لتلقي العلاج.
ولا يزال المواطن عبد القديم طريح الفراش، وتقدم بشكوى حول الحادث لدى ميليشيا الشرطة المدنية، وأفاد بكامل المعلومات حول تفاصيل ما جرى، فتم القبض عليه ليلاً، ولاتزال القضية مفتوحة حتى تاريخه.
وأيضاً، أقدمت عصابة مسلحة من المستوطنين الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الأربعاء\الخامس والعشرين من يوليو، على الاعتداء على المواطن علي مصطفى حسن (48 عاماً) من أهالي قرية كوركان تحتاني التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وضربه وإهانته أثناء قيامه برعي ماشيته، ومن ثم طردوه، بعدما سرقوا وسلبوا أربعة من رؤوس الماشية (كبش وخروف ورأسين من الغنم) في الموقع يعرف باسم “سر شكاتيه”.
وتأتي الحادثة مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، والتي يستعد المستوطنون لها، بتقديم أضاحٍ مسروقةٍ من أهالي عفرين، وهو ما يتوافق مع ثقافة التكفير والتنفير التي يؤمنون بها، إذ يسمون سرقاتهم غنائم، والقتل جهاداً والإتاوات “الخوة” جزية.
وبالتزامن، أقدم مسلحون تابعون لميليشيا “رجال الحرب” (المكتب الاقتصادي) المحتل لقرية خلالكا التابعة لناحية بلبل يوم الخميس\السادس عشر من يوليو، على فرض إتاوات وضرائب “خوة” على الفلاحين الكُرد وتحصيلها بقوة السلاح دون ذكر الأسباب أو التذرع بأي حجة، وصلت مبلغ الإتاوة المفروضة إلى 300 ألف ليرة سورية.
وبعد راجو، تكررت ظاهرة توزيع المواد الغذائيّة والحليب المنتهي صلاحيته في ناحية بلبله/ بلبله، فقد قامت مديرية الصحة التابعة للمجلس المحلي التابع للاحتلال في الناحية، يوم الخميس\السادس عشر من يوليو، بتوزيع كميات من علب من حليب الأطفال منتهية الصلاحية على الأهالي في القرى التابعة لها.
ويأتي الحادث في تكرار لما وقع في قرى ناحية راجو، في بداية شهر يوليو/ تموز الماضي، حيث تم توزيع مواد منتهية الصلاحية من غذائيات وحليب أطفال، ما أدى إلى إصابة عدد من الأطفال بحالات تسمم وتم نقلهم إلى المراكز الصحية بالناحية، ورغم افتضاح الحادث وتداوله من قبل مواقع خبريّة عديدة، إلا أن الحادث يتكرر، ما يدل على أن العملية متعمدة، في ظل غياب أي إجراءات رادعة تتعلق بالسلامة العامة وبخاصة الأطفال.