مضت منظمة “جبهة النصرة” الإرهابية بمخططها للهيمنة على الطرق الدولية التي تربط شمال سوريا بوسطها وغربها، حسبما أفادت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام السوري، أمس الاثنين، نقلاً عن مصادر لها.
وذكرت الصحيفة أن “النصرة” (وهي فرع تنظيم “القاعدة في سوريا) أتمت مؤخرا سيطرتها على الطريقين اللذين يربطان معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بمدينة حلب، بعد استكمال السيطرة على ريف حلب الغربي، كما أنها حشدت مسلحيها لمد نفوذها إلى مدينة أريحا، آخر معقل خارج سيطرتها على طريق حلب- اللاذقية وفي محيط معرة النعمان، التجمع الحضري الوحيد على أوتوستراد حلب حماة.
وأوضحت مصادر معارضة مقربة من “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة للاحتلال التركي في الشمال السوري، لـ “الوطن” أن “النصرة” أحكمت سيطرتها، أمس الأحد، على الأتارب، معقلها الوحيد المتبقي بريف حلب الغربي والواقع على طريق باب الهوى الدولي المؤدي إلى حلب، بعد أن حاصرت المدينة وقصفتها بشتى أنواع الأسلحة، ثم فرضت الإذعان على أهلها ووجهائها الذين رضخوا لشرطها إخراج أكثر من ألف مسلح ومدني وناشط إعلامي ومعارض لها منها إلى مدينة عفرين قبل الاستيلاء عليها.
وكشفت المصادر نفسها أن “النصرة” أغلقت جميع الطرق والمعابر التي تربط ريف حلب الغربي بالشمالي، وذلك لمنع وصول مليشيات “الجيش الوطني”، التي أنشئت من قبل الاحتلال التركي وتتبع له، إلى ساحة المعارك غرب حلب.
ولفتت إلى أن معابر سمعان والغزاوية وأطمة ما زالت مغلقة من قبل “النصرة” في مليشيات “الجيش الوطني” الذي ترددت أنباء عن إرساله تعزيزات عن طريق دير بلوط جنوب غرب عفرين باتجاه غرب حلب.
ووفقا للمصادر ذاتها فإن “هيئة تحرير الشام”، وهي ائتلاف لجماعات متطرفة عدة تشكل “النصرة” عمودها الفقري، باتت تهيمن بالكامل على “المنطقة المنزوعة السلاح” التي اتفقت على إنشائها روسا وتركيا، ليرجح مراقبون أن تكون عملية سيطرة النصرة على هذه المناطق باتفاق روسي تركي لتبرير سيطرة النظام عليها في وقت لاحق.
وجاء هجوم النصرة بعيد الاجتماع الرفيع الذي عقده الاتراك والروس في التاسع والعشرين من ديسمبر العام الفائت، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حينها، أن موسكو وأنقرة اتفقتا على تنسيق العمليات البرية في سوريا عقب قرار واشنطن سحب قواتها من هذا البلد.
وأضاف لافروف بعد محادثات أجراها مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو إنه “تم التوصل إلى تفاهم بشأن الكيفية التي سيواصل من خلالها الممثلون العسكريون لروسيا وتركيا تنسيق خطواتهم على الأرض لاجتثاث التهديدات الإرهابية في سوريا”.
ونقلت وكالات أنباء تركية عن جاويش أوغلو قوله اليوم إن تركيا وروسيا لهما هدف مشترك وهو تطهير سوريا من التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن تركيا ستستمر في العمل عن كثب مع إيران وروسيا بشأن سوريا وقضايا المنطقة.
كما حشدت “تحرير الشام” قواتها في محيط مدينة أريحا على أوتوستراد حلب اللاذقية، ووجهت مهلة مدتها “48 ساعة” لانسحاب ميليشيات معارضة أخرى منها ومن قرى وبلدات جبل الزاوية المقابلة لها، وذلك بهدف استكمال السيطرة على كامل نقاط أوتوستراد حلب اللاذقية.