عفرين بوست – خاص
اقتحم مسلحون من ميليشيا “جيش الشرقية” اليوم السبت، مقر ميليشيا “لواء صقور الكرد” المنضوية في صفوف ميليشيا “الحمزة”، وهما ميليشيتان تابعتان للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وسط إطلاق كثيف للرصاص في الهواء، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”.
وأوضح المراسل أن ميليشيا “جيش الشرقية” استولت بموجب الهجوم على مقر ميليشيا “لواء صقور الكرد” وما يسمى بـ “الهيئة العليا لكُرد سوريا”، وهي تنظيم سياسي حاول بعض أدوات الاحتلال الترويج له على أساس أنه يمثل الكُرد في عفرين، لتثبت الواقعة أن مسلحي الإخوان لا يقبلون حتى من يطلقون على أنفسهم لقب “الكُرد”، حتى لو كان عميلاً للاحتلال التركي مثلهم.
وأزالت مليشيا “جيش الشرقية” كافة اللوحات من على واجهة المقرات التابعة لمليشيا “لواء صقور الكُرد”، وأشار المراسل أن نحو ستة مسلحين من ميليشيا “لواء صقور الكُرد” كانوا متواجدين في المقر قبيل مداهمته، حيث لاذوا بالفرار.
ويقع المقر في البناء السكني العائد للمرحوم “جاهيد الغباري” في مثلث “دوار جنديرس”، حيث استولى عليه المسلحون، ويتبادل المسلحون السيطرة عليه، حسب القوة التي تمتلكها كل مليشيا بين الحين والآخر.
وسعى الاحتلال التركي عبر عملاءه، لتبييض صفحته وإظهار نفسه بريئاً من الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها مسلحو تنظيم الإخوان المسلمين، عبر إبراز بعض الشخصيات العميلة وكأنها الحل القادم إلى عفرين، عبر الادعاء بأن الاحتلال التركي لا يعادي الكُرد عموماً، وإنما يعادي حزباً واحداً منهم، وهو ما أثبتت الأيام كذبه في عفرين.
فعلى مدار عامين وأربعة شهور من الاحتلال العسكري لـ عفرين، عاث الاحتلال التركي عبر مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، المعروفين بمسميات “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، فساداً لم تعهده عفرين حتى في عهد النظام السوري.
فعمت الفوضى والفلتان الأمني والخطف الفدى المالية، والسرقات والنهب والاتاوات، إلى جانب الصاق التهم الجاهزة بالسكان الأصليين الكُرد، بقصد ترهيبهم وتهجيرهم، واستكمال التطهير العرقي الذي وصل إلى 75%، من سكان عفرين الأصليين الكُرد.
وفي السياق، علمت “عفرين بوست” من مصادرها في السابع من يونيو الجاري، أن الأمني في ميليشيا “فرقة الحمزة” المدعو “نبيه موسى الطه”، المُنحدر من ريف الباب، من أصول كُردية، يتجول في قرى ناحية “جندريسه\جنديرس” ويلتقي بالسكان الأصليين الكُرد فيها.
وذكرت إنه يحثهم خلال زياراته المُتكررة على قبول تطويع أبنائهم في صفوف ميليشيا جديدة يعتزم تأسيسها، بذريعة حماية الإقليم وحكمه بدلاً عن الميليشيات المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري”.
وتزعم المدعو “نبيه موسى الطه” ما يسمى بـ “الهيئة العليا لكُرد سوريا” وافتتح له مقراً له في قلب مدينة عفرين، دون أن ينسى عمالته للاحتلال التركي فيرفع علم الاحتلال على مقره، كما أطلق تصريحات متقمصاً فيها دور أهالي عفرين.
وقال “الطه” إن أهالي عفرين يريدون بقاء الاحتلال التركي، في فعل مشين، يخالف أدنى قيم الانتماء القومي الكُردي، خاصة في عفرين التي دمرها الاحتلال وحولها من مركز تنوير واستقطاب ثقافي واقتصادي وسياسي، إلى مرتع للمتطرفين والجماعات التكفيرية.
ولم تشفع له عمالته الفاضحة، فقامت مليشيا “الحمزة” بفصل مسلحيه من المليشيا عقب إعلانه تشكيل هيئته المزعومة، ليعلن عقبها فوراً المدعو بـ”الطه” عن حل ما تسمى بـ”الهيئة العليا لكُرد سوريا”.
وعليه، تنصل “الطه” من وعوده الكاذبة للأهالي بإمكانية حمايته لهم، متناسياً مصير متزعمين آخرين كانوا أدوات بيد الاحتلال لاحتلال عفرين، كالمدعو “أبو مريم الحسكاوي”، والمدعو “مسعود إيبو\أبو المجد كوملة”، الذين استقووا بالاحتلال، وكانوا أول من تخلص منهم عقب احتلال عفرين.