عفرين بوست-خاص
بعدما نهبت ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” المعروفة بـ “العمشات” 6 ملايين ونصف ليرة سورية، ومحصول العنب والزيتون والجوز العائد لهم، في ناحية “شيه\شيخ الحديد”، توفي والدهما (الأب والأم) قهراً، لتعيش أختان لوحديها في بيتهما تحت رحمة المسلحين، حيث تدفعان للميليشيا شهرياً 15 ألف ليرة، لكي يحموا أنفسهم منهم.
ونقل مراسل “عفرين بوست” حديث سيدة كردية من “شيه\شيخ الحديد”، شرحت خلاله مدى المعاناة التي يقاسونها في ظل احتلال ميليشيا “العمشات” لناحية “شيه”.
وأشارت السيدة لذلك، بالقول: “لا نستطيع الخروج من شيه، كون الميليشيا تأخذ المال من كل خارج وداخل، أناس كرماء يرسلون لنا المال من الخارج، لكنها تصل إلينا بصعوبة، بسبب ممارسات الميليشيا في هذه الناحية بالذات”.
وأضافت: “توفت والدتي منذ سنة، ووالدي قبل ما يقارب الستة أشهر، قهراً على نهب الميليشيا لموسم الزيتون والعنب والجوز العائد لنا، والذي هو مصدر عيشنا، والآن نعيش أنا وأختي لوحدنا في منزلنا بشيه تحت رحمة الميليشيا”.
وأردفت بالقول: “ندفع شهرياً 15 ألف للميليشيا، لكي يحمونا من أنفسهم، بالإضافة إلى أنه يتوجب علينا إذا أردنا الذهاب إلى بستاننا أو كرومنا أن ندفع الأتاوة لحاجز الميليشيا كي يسمحوا لنا بالعبور، فكل شيء هنا بالمال”.
وتعاني النساء الكُرد في إقليم عفرين المحتل من قبل الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين من أوضاع صعبة، إذ جرى الخطف العديدات منهن، ورغم انفضاح مليشيا كـ”فرقة الحمزة” خلال اقتتال مع مستوطنين في مركز عفرين، نهاية مايو الماضي، بقيت الأطراف الدولية الفاعلة كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي صامتين، في وصمة عار جديدة ستلاحقهم جميعاً على الدوام.
وفي متابعتها لملف المختطفات الكُرديات اللواتي ظهرن في المقطع المصوّر، الذي تم تسريبه إثر اقتحام ميليشيات “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” لمقر ميليشيا “فرقة الحمزة” في مركز إقليم عفرين المحتل نهاية مايو، تمكنت “عفرين بوست” من التعرّف عن هوية اثنتين من المختطفات عبر التواصل مع أقربائهما.
وأكدت تلك المصادر أن “لونجين محمد خليل عبدو” من مواليد 1995 وشقيقتها “روجين محمد خليل عبدو” من مواليد 2001 ظهرن في المقطع المسرّب من سجن ميليشيا “الحمزة” وشوهدن بوضوح دون أدنى شك، منوهة أن روجين كانت وقت اختطافها فتاة قاصرة إذا كانت تبلغ من العمر نحو 17 عاماً.
وأشارت المصادر أن الميليشيا “الحمزة” كانت تتواصل في الفترات السابقة، مع ذوي الفتاتين وطلبت منهم مبلغ 10 آلاف يورو للإفراج عن الفتاتين ووالدهما “محمد خليل عبدو” المختطف أيضاً لدى الميليشيا في مكان آخر، مضيفةً أن الميليشيا كانت تريد الاحتيال على مقربين من خلال قبض الأموال “الفدية المالية” والاحتفاظ بالمختطفين الثلاثة.
وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” أن التواصل انقطع بين الفتاتين وذويهما بعد أن تم نقل المختطفات من مقر “الحمزة” (مبنى الأسايش سابقاً) إلى مقر ميليشيا “الشرطة العسكرية” في مدرسة “الثانوية التجارية” ومنها إلى مقر “الحمزة” في قرية باسوطة.
حيث اختفى بعدها أثر المختطفات وسط ورود معلومات متضاربة، تفيد بإقدام ميليشيا “الحمزة” على نقلهن إلى مقراتها في الباب، وبعضها تقول إنهن لازلن في قبو فيلا يحتلها المدعو “حسن العبيد” في باسوطة، وأخرى تقول إنه تم إعادتهن إلى مبنى الأسايش في عفرين بعد استعادة الميليشيا السيطرة عليه.
كما أن هناك رواية تقول ان المختطفات تم سوقهن إلى داخل الأراضي التركية، في حين لم تستطع “عفرين بوست” التأكد من صحة إحدى تلك الروايات حتى اليوم.