أصدر أمس الثلاثاء، المرصد السوري لحقوق الانسان تقريراً حول الأوضاع في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، تطرق فيه الى الأوضاع التي يرزح تحتها السكان الاصليون من الكُرد على مدار 41 أسبوعاً على من الاحتلال.
وقال المرصد أن احتلال الإقليم الكُردي تسبب في تهجير أكثر من 350 ألف مواطن، تلته انتهاكات واسعة، فالمليشيات الإسلامية العاملة بإمرة المخابرات التركية عملت على طرد سكان عفرين من الكُرد وريفها بشكل كامل منها، واستباحة أموالهم وممتلكاتهم وأرزاقهم ومزارعهم ومنازلهم ومحتوياتها بشكل كامل.
وتطرق المرصد إلى نهب موسم الزيتون، كذلك إلى اختطاف الجنسين، ونقلهم إلى معتقلات ومراكز احتجاز مكونة من منازل مدنيين جرى الاستيلاء عليها وتحويلها لمقرات للمليشيات، حيث جرى الافراج عن بعضهم مقابل فدى مالية وصلت في بعض الأحيان لأكثر من 10 ملايين ليرة سورية.
وأشار المرصد إن الغزو التركي المُصاحب بالمليشيات الإسلامية تسبب في استشهاد نحو 380 مدني بينهم 55 طفلاً و36 مواطنة، من المدنيين من المواطنين الكرد والعرب والأرمن، العشرات منهم استشهد في انفجار ألغام وتحت التعذيب على يد فصائل عملية “غصن الزيتون”، وغالبيتهم ممن قضوا في القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي.
كما تطرق المرصد إلى نوايا قادة المليشيات الإسلامية دفع المستوطنين إلى الاستقرار في عفرين بتشجيع من أجهزة المخابرات التركية، إضافة إلى تقسيم المليشيات الإسلامية لـ عفرين إلى قطاعات خاصة لكل مليشيا واعتبارها غنيمة حرب مباح لها تنفيذ عمليات السرقة والسطو المسلح والخطف فيها.
وختم المرصد السوري لحقوق الانسان بالقول: “إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان نطالب المجتمع الدولي للعمل الحثيث والجاد من أجل إعادة سكان منطقة عفرين إلى موطنهم وتأمين الضمانة لحياتهم وعدم المساس بهم، إذ لا مكان يسع تشردهم ولا منظمات تقدم لهم المساعدة، كما نطالب الجهات الإنسانية والإغاثية بتقديم المساعدات التي تمكن المهجَّرين من عفرين من الاستفادة منها، وتقديم العلاج الطبي لمئات آلاف المشردين في منطقة جغرافية ضيقة، كما نطالب الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي بالضغط على تركيا لفتح الحواجز أمام الراغبين بالعودة إلى عفرين، وضبط فصائلها التي لم تترك ممتلكات لا صغيرة ولا كبيرة إلا ونهبتها، وتمارس يومياً الانتهاكات بحق سكانها”.