ديسمبر 23. 2024

مقطع مُصور يُظهر تدنيس مزار “الشيخ حميد” الأيزيدي بقرية “قسطل جندو”

عفرين بوست – خاص  

تواصل الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاك حرمة المقابر والمزارات الدينية المنتشرة في إقليم عفرين الكُردي المحتل، عبر عمليات نبش قبور وتجريفها، دون أن تردعهم القيم الإنسانية والشرائع الدينية.

وفي السياق، كشف شريط فيديو مصور، نشره النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، أن ميليشيات الاحتلال التركي مازالت تقوم بنبش وتخريب قبور الأيزيديين في عفرين وتدمير مراكزهم الدينية المقدسة.

ووفق النشطاء، فإن آخر تلك المراكز الدينية، كان عملية السطو والتخريب التي طالت ضريح “الشيخ حميد”، في قرية “قسطل جندو” التابعة لناحية “شرا\شران”، والذي يعتبر مزاراً مقدسا للكُرد الأيزيديين، وذلك بحثاً عن الكنوز والاثار، وفي سياق الترهيب الذي يطال الأقليات الدينية والطائفية في الإقليم.

وشهدت عفرين منذ الأشهر الأولى إطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكُردي، سرقة الآثار ونهبها وتدمير التراث الثقافي للسكان، ومنها إقدام المليشيات الإخوانية على نبش قبر تاريخي في مزار قرية “قره جرنه” التابعة لناحية شرا\شران، والعبث بمحتوياته، وتدمير مزارات دينية للكرُد الأيزيديين.

وكان قد أصدر في الثامن من أغسطس العام 2018، مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا تقريراً مطولاً حول جملة الانتهاكات التي تعرض لها الكرد الايزيديون، مع احتلال عفرين من قبل الجيش التركي وميلشياته الإسلامية العاملة ضمن ما يسمى “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، وأكد المركز تزايد حالات استهداف الأيزيديين في عفرين، في مسعى لتهجير من تبقى منهم، وقال المركز أن المليشيات الإسلامية تجبرهم على اعتناق الإسلام، وتفرض عليهم التوجه للمساجد الاسلامية للصلاة، وهي منازل لهم تمت مصادرتها وتحويلها الى جوامع ورفع الآذان والاناشيد الاسلامية فيها.

وأضاف المركز حينها، أنه ومنذ فرض تركيا احتلالها على عفرين، سجلت العشرات من انتهاكات حقوق الإنسان التي طالت الأيزيديين من تدمير أماكن العبادة والمزارات المقدسة وسرقة محتوياتها، وتهجير السكان واعتقالهم، ورصد قيام مسلحي “فيلق الشام” بإجبار أطفال قرية باصوفان التابعة لناحية شيراوا في عفرين على ارتياد المساجد وتعلم الإسلام وقراءة القرآن، فيما عمدت “فرقة الحمزة” إلى تحويل مدرسة قرية كاخرة في ناحية موباتا إلى مدرسة شرعية يتم تدريس الديانة الإسلامية فيها.

ويتوزع الايزيديون في عفرين داخل 22 قرية، ولا توجد إحصائيات دقيقة لأعدادهم في سوريا، ولكن وفقاً لإحصائيات غير رسمية يبلغ تعداد الأيزيديين في كل من عفرين وحلب حوالي مئة ألف نسمة، وقد تناقصت أعدادهم في السنوات الأخيرة نتيجة الاستهداف المتكرر لقراهم، مما دفع بالكثير منهم للنزوح أو اللجوء إلى خارج سوريا.

وعلى الرغم ان المجتمع الأيزيدي مسالم، لكنه تعرض الى الكثير من الاضطهاد والتصفية العرقية، قديماً في حكم الدولة العثمانية وإبان حكم صدّام حسين، وعلى يد ميليشيات “داعش”، وكان آخرها انتهاكات مسلحي المليشيات الإخوانية التابعة لجيش الاحتلال التركي، ضمن غزوتها المسماة بـ ”غصن الزيتون”، حيث ينتمي اغلب هؤلاء المسلحين إلى فصائل إسلامية متشددة تقاتل انطلاقاً من أيديولوجية دينية متطرفة.

ومنذ احتلال عفرين، ارتكبت تلك المليشيات انتهاكات كثيرة بحق الأيزيديين الذين بات تعدادهم تقديرياً وفق المركز آنذاك (بتاريخ 8 أغسطس 2018)، نحو 15 % فقط (من مجموعهم الكلي)، نتيجة تهجيرهم من قراهم، والاستهزاء بديانتهم، وإجبارهم على اعتناق الإسلام، إلى جانب عمليات الاعتقال والاختطاف، وبناء مساجد في القرى الأيزيدية، وغيرها من الانتهاكات التي طالت قبور الأموات، وكذلك المزارات والمراقد الدينية الأيزيدية.

ومع بدء الهجوم التركي على عفرين يناير العام 2018، بدأت المليشيات الإسلامية الإخوانية المرافقة لجيش الاحتلال التركي، بإطلاق تهديدات بالقتل والذبح والسبي للإيزيديين، وبأنهم سيكملون ما بدأوه في شنكال، وعند دخولهم القرى الأيزيدية دمروا المزارات الأيزيدية وحاولوا ولايزالون، إرغام الأيزيديين على ترك دينهم واعتناق الدين الإسلامي، وفرض اللباس الإسلامي على النساء الأيزيديات.

ومن المزارات الأيزيدية التي تم استهدافها من قبل قوات الاحتلال التركي ومسلحيه:

– افراغ مزار الشيخ علي في قرية باصوفان والعبث بمحتوياته.

– تدمير مزار الشيخ غريب في قرية سينكا في ناحية شرا، والاستهزاء من إيزيديي القرية.

– تدمير مزار قرة جرنه قرب ميدانكي.

– تدمير مزار ملك آدي في قرية قيبار.

– تدمير المزارات الأيزيدية في قرية قسطل جندو (مزار بارسة خاتون ومزار الشيخ حميد)

– وفي مركز مدينة عفرين تم تدمير مقر اتحاد الأيزيديين الثقافي والاجتماعي، وتم تدمير تمثال النبي زرادشت، وقبة لالش.

– تدمير مزار الشيخ جنيد وعبد الرحمن في قرية فقيرا.

– تدمير مزار حنان في قرية مشعلة.

– الاستيلاء على أكبر مزار إيزيدي في روجافا، الواقع على قمة جبل “الشيخ بركات”، المشرف على بلدة “دارة عزة”، والذي جعلت منه قوات الاحتلال التركي مركز مراقبة، وقامت بإزالة المعالم الأيزيدية عنه وصبغه بصبغة إسلامية.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons