نوفمبر 22. 2024

أخبار

مصدر يُرجح لـ “عفرين بوست” افتتاح معبر بين عفرين والشهباء برعاية روسية-تركية

عفرين بوست-خاص

في ظل تقاسم النفوذ والمصالح بين الجانبين التركي والروسي، يبدو أن الجانبين يمهدان لترسيخ الاحتلال التركي في شمال غرب سوريا ومن ضمنها عفرين، عبر تمرير الصفقات بين الجانبين على حساب سكان عفرين الأصليين الكُرد، حيث يسعى الاحتلال التركي بكامل ثقله لترسيخ واقع الاستيطان فيها.

وفي السياق، وردت أبناء لـ “عفرين بوست” عن قرب افتتاح معبر ما بين عفرين ومناطق الشهباء من عند قرية عنابكة التي تحتلها تركيا، حيث من المعروف بأن الشهباء واقعة تحت النفوذ المشترك لروسيا والنظام السوري و”قوات تحرير عفرين”، التي تتمسك بالمنطقة كونها منطقة عمليات محتملة في أي عملية تحرير قد تُشن في المستقبل، والتي تعتمد أساساً على تأمين غطاء جوي مرتبط بتضارب المصالح الروسية التركية، ما قد يسمح بإعادة عفرين للسيادة الوطنية السورية.

بيد أن الخطوات التي تتخذها موسكو في هذا السياق، لا تدل بأي شكل من الأشكال على ذلك، مع توقف العمليات العسكرية في إدلب لصالح ترسيخ مناطق النفوذ وتقسيم إدلب إلى جزئين بين أنقرة ودمشق، والتي حصلت بموجبه أنقرة على ما كانت تنادي به، من احتلال إدلب بعمق 35كم، وهو ما يخشى أن يكون قد أقر في اجتماع بوتين-أردوغان في الخامس من مارس الماضي، عقب مقتل 36 جندي تركي في إدلب نهاية فبراير.

وأفاد مصدر من قرية معرسكة التابعة لناحية “شرا\شران” إن الاحتلال التركي وبالتنسيق مع روسيا يحضران لافتتاح معبر ما بين عفرين ومناطق الشهباء، وإن المعبر سيكون تجاري وإنساني.

وأشار المصدر إلى أنه سيتم افتتاح كراج في قرية كفر جنة وإن المعبر سيكون من كفر جنة إلى معرسكة – مزرعة – مريمين – عنابكة ومن ثم التوجه لليسار والخروج من عند مصبنة النايف إلى الطريق الدولي ما بين غازي عنتاب وحلب.

وعن تاريخ افتتاح المعبر، قال المصدر إنه سيتم افتتاحه بعد عيد الفطر، ويأتي ذلك عقب أنباء عن توجه عربات روسية إلى قاعدة كفر جنة قبل أيام، حيث قال المصدر إن جنوداً روس قد تمركزوا في القاعدة.

وبحسب مصدر آخر فإن الطريق ما بين غازي عنتاب وحلب سيتم فتحه للتجارة، وذلك ضمن الخطة التي وضعت في اجتماعات استانا.

وكانت قد اتهمت وزارة الدفاع الروسية في الثالث من مارس، للمرة الاولى منذ احتلال عفرين، سلطات الاحتلال التركي بتوطّين التركمان في مناطق طردت منها الأكراد، مما أدى إلى تغيير جذري في التركيبة الديمغرافية لتلك المناطق، وذلك على لسان رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء بحري أوليغ جورافلوف.

ولفت مركز المصالحة أن عدد المهجرين قسراً من سكان عفرين الأصليين نتيجة الغزو التركي المسمى بـ “غصن الزيتون”، قد بلغ نحو 250 ألف شخص، معظمهم أكراد، إضافة إلى تهجير أكثر من 135 ألف شخص، غالبيتهم أكراد أيضاً، نتيجة الغزو التركي المسمى بـ عملية “نبع السلام”، والتي احتلت عبرها قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، القطاع الممتد بين مدينتي سريه كانيه\رأس العين وكري سبي\تل أبيض.

ومن المعروف بأن روسيا كان لها الدور الأبرز في عملية التنازل عن عفرين ضمن اجتماعات الاستانة مع تركيا، مقابل إخلاء مناطق بأرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب من المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.

ولطالما تظاهر المهجرون قسراً من عفرين في مناطق الشهباء، أمام النقاط الروسية خاصة في قرية الوحشية، مطالبين موسكو بتصحيح خطأها وإعادة عفرين إلى أهلها، والسماح لهم بحكم أنفسهم بأنفسهم ضمن سوريا لامركزية، مؤكدين أن ذلك سيضمن حياة كريمة لهم دون تسلط أحد عليهم.

ويؤكد أهالي عفرين أن الهم الأول لهم حالياً، يتمثل في العودة إلى قراهم ومدنهم التي غزاها المسلحون وذوهم المستوطنون من أتباع تنظيم الإخوان المسلمين، والذين عاثوا في الإقليم فساداً لم تعهده على مدار مئات السنين.

وقام المسلحون خلال فترة احتلالهم مع الغزاة الأتراك، بخطف المدنيين الكُرد وتعذيبهم والحصول على فدى مالية منهم، والاستيلاء على أملاكهم واستيطان بيوتهم وقراهم ومنعهم من العودة إليها، والتمييز العنصري بحقهم وحرمانهم من المساعدات، وسرقة أملاكهم وبيوتهم وسياراتهم ومزارعهم ومواسم الزيتون ومختلف المواسم الزراعية التي يُعرف بها الإقليم.

كما قام المسلحون وذوهم المستوطنون بانتهاك حرمات الإقليم، فدمروا المزارات المقدسة وقطعوا الأشجار المعمرة ودنسوا مزارات الشهداء، وكانت لهم اليد الطولى في تبرير الغزو التركي للإقليم، من خلال الافتراء والادعاء بأن الكُرد يريدون تقسيم سوريا، لتثبت سنوات الحرب التسع وطنية الكُرد، وعمالة تنظيم الإخوان المسلمين وتبعيته للمحتل التركي الساعي لاقتطاع الأراضي السورية واستعادة ما تسمى بـ “الخلافة العثمانية” البائدة.

وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، قد أكد في الأول من فبراير الماضي، خلال تصريحات نقلتها صحيفة “أوزكور بوليتيكا”، أن عملية تحرير عفرين لن تستغرق وقتاً طويلاً.

وتابع عبدي بإن “الوقت حان لإعادة تحرير مناطق عفرين”، مشيراً إلى ذلك سيحصل “حينما يسمح الوقت والظروف”، وأن تلك المناطق ستعود لأصحابها الحقيقيين”، وأن تركيا ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين “لم يستطيعوا كسر قواتنا”، مشيراً إلى أنهم ما زالوا يشكلون “الهاجس للقوات التركية”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons