عفرين بوست-متابعات
تتناقل الوسائل الإعلامية الموالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اخباراً منوعة عن إنجازات الاحتلال المزعومة في إقليم عفرين الكردي المحتل، من خلال التطبيل والتهويل لمد الاحتلال لشبكات الكهرباء إلى عفرين، وكأن عفرين لم ترى نور الكهرباء في أي يوم قبل أن يحل الاحتلال لدرجة أنهم وصفوا الوضع في عفرين بأنه كان من العصر الحجري وهو ما ذهب إليه أحد المواقع الإخوانية.
ويتعامى الإعلام التابع للإخوان عن حقيقة أن مد خطوط الكهرباء أو الطرقات ليس مكرمة من محتل، بل إمعاناً في الاحتلال، ومحاولة لترسيخه، كما يفعلون هم، عندما يرفض المستوطنون الخروج من منازل السكان الأصليين الكرد، بحجة أنهم أنفقوا الأموال على إصلاحها، علماً أن بيوت الكُرد كما عفرين قد كانت عامرة قبل أن يغزوها المحتل، فيدمر البنية التحتية ويسرقها ثم يتمنن بإعادة تشييدها وكأنها لم تكن من قبل!
وكحال باقي المناطق المحتلة في الشريط الحدودي من جرابلس إلى إدلب، يكون الآمر الناهي هو الوالي التركي، فيما يعمل مسلحو تنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري” كأجراء وعملاء يمهدون له احتلال الأراضي السورية، ويبيعونها كما يبيعون أي شيئ يملكونه، لكن الفرق هنا أنهم لا يملكون الأرض السورية لأنها ملك السوريين، فيما أضحى هؤلاء مجرد قتلة مأجورين ينقلهم الغازي التركي من سوريا إلى ليبيا وبالعكس، حسب حاجته.
والطريف في الموضوع أن الإعلام الإخواني يسلط الضوء على إنجازات الاحتلال في عفرين من خلال اللقاء مع مستوطن من ريف دمشق، أو آخر من ريف حلب، ليتحدث له عن الوضع في عفرين، عقب أن أضحوا أدوات الاحتلال في التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي، وغير مدركين أن الاحتلال زائل كزوالهم، مهما طال أمده.
وعقب اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، وبعيد سيطرة أبناء عليها في نهاية العام 2011، حافظ أهالي عفرين وأبنائهم المقاتلون ضمن “وحدات حماية الشعب” على المؤسسات الخدمية المتعلقة بخدمة سكان الإقليم بما فيها أسلاك التوتر العالي التي تنقل الكهرباء من حلب إلى عفرين.
لكن ومع تمكن المليشيات الإخوانية بدعم تركيا من احتلال مناطق ريف حلب الشمالي، تم قطع الكهرباء عن عفرين نتيجة سرقة غالبية محولات الكهرباء والمحطات المغذية بالطاقة، وعليها لجأ أهالي عفرين بشكل خاص من العام 2013، إلى استخدام المولدات كطريقة بديلة للتزود بالطاقة.
ومع سماح الإدارة الذاتية بتطوير الحياة الاقتصادية في عفرين، بدأ الأهالي خلال الأعوام 2017 فما بعد إلى استخدام ألواح الطاقة الشمسية، إذ لطالما تعرضت عفرين إبان عهد “الإدارة الذاتية”، لعمليات حصار نفذتها المليشيات الإسلامية في إعزاز وإدلب، مما كان يؤدي لارتفاع اسعار المحروقات، وتوقف عجلة الحياة، وتأثر ساعات تزويد المواطنين بالكهرباء من الامبيرات عدا عن إعاقة عمل الافران والمركبات.
وفي العامين الأخيرين من عهد “الإدارة الذاتية” بدء الأهالي باللجوء إلى تركيب الواح الطاقة الشمسية، التي كانت تتميز بإنتاج طاقة نظيفة ومستدامة، مما بات يوفر استقرار نسبياً في امدادات الكهرباء وفق آلية الاكتفاء الذاتية لكل منزل، لكن عقب الحرب على عفرين من قبل تركيا ومسلحيها يناير العام 2018، تم سلب كل الالواح، وعادة المنطقة إلى الاعتماد الكلي على المولدات.
ومنذ إعلان الحرب التركية على الشعب الكُردي في عفرين، وهي تتعمد استهداف تخريب وتدمير البنى التحتية، من منشآت ومؤسسات ومواقع أثرية وآليات وممتلكات وأرزاق، بما فيها من أفران خبز ومحطات (تصفية وضخ مياه الشرب) والمدارس، التي فقد طالها جميعها القصف التركي، إضافة لقصف مولدات الطاقة الكهربائية وشبكاتها وشبكات الاتصالات، طرقات عامة والنقاط الطبية والمشافي، وقصف حرم سد ميدانكي أيضاً.