ديسمبر 23. 2024

مستوطنون في عفرين يدّعون الانتصار على “بشار الأسد”.. ووسائل إعلامهم تصفهم بـ “أهالي عفرين”!

عفرين بوست-خاص

أطلقت إحدى الوسائل الإعلامية الموالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وصف “أهالي عفرين” على ثلة من المستوطنين الذين يتشكلون في غالبيتهم من حمص، قائلة أنهم احتجوا على اعتقال المدعو “رامي طلاس” المنحدر من حمص أيضاً.

وبثت الوسيلة التي تسمى “وكالة ستيب نيوز” مقطعاً مصوراً مع خبرها المعنون بـ “فرقة “السلطان مراد” تقتحم بيوت النازحين وتعتدي على نساء في عفرين.. والسبب”، وجاء في إحدى فقراته: “من جهة أخرى، خرجت مظاهرة لأهالي مدينة عفرين، اليوم الأحد (5 أبريل)، أمام مكتب والي هاتاي (المجلس التشريعي في مقاطعة عفرين\سابقاً)، طالبت بالإفراج عن العقيد رامي طلاس، قائد الشرطة الحرة بعفرين، الذي اعتقلته المخابرات التركية بتهمة التحرش الجنسي قبل أيام”.

وتعمل الوسائل الإعلامية الموالية للاحتلال التركي على إتمام جرائم الاحتلال بالتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي والتهجير القسري لسكان عفرين الأصليين الكُرد، من خلال الترويج لعبارات من هذا القبيل، وإطلاق صفة “أهالي عفرين” على المستوطنين الذين جلبهم الاحتلال التركي من أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب وحلب ودير الزور وغيرها، بغية تغييب الانتماء الأصيل للإقليم المحتل، وإتاهة النسب الحقيقي للمنطقة.

وكانت سابقاً، تستخدم الوسائل ذاتها صفة “المهجرين إلى عفرين” لوصف المستوطنين، لكنها بدأت فيما يبدو بتبديل المصطلحات عقب سنتين من إطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكردي، ومنح صفة الانتماء لغرباء لا يمتون لعفرين بصلة، وهو أمر ليس بغريب على مَن وضع مصيره بيد محتله، ليستغله في ضرب مكونات سورية أخرى، ويتسبب بتدمير غالبية الوطني السوري، عبر استخدامهم كأدوات باتت مُجردة من أي انتماء وطني سوري.

ويشير وصف الوسائل الإعلامية الموالية للاحتلال التركي، المستوطنين في عفرين بـ “أهالي عفرين”، إلى دعمهم لخطة التغيير الديموغرافي للإقليم الكُردي، وتخليهم بالتالي عن العودة إلى مناطقهم التي ينحدرون منها في الأساس، تماشياً مع الأجندات التركية الرامية إلى جعلهم خط أشتباك أول مع أي إقرار دستوري بحقيقة وجود الشعب الكردي على أرضه، وما يترتب على ذلك من حقوق.

وخلال تلك التظاهرة التي قام بها المستوطنون، خطب فيهم أحد المستوطنين، وقال إنهم “يريدون أن تتم مُقاضاة رامي طلاس من قبل قاضي تركي حصراً، لأن أهالي عفرين (وفق وصف المستوطن) ليس لديهم ثقة بالقضاء والقضاة (التابعين لمليشيات الإخوان المسلمين)، وليس لديهم ثقة بالنائب العام أو الحاشية الخاصة به، ولدينا الثقة بالقضاء التركي”، ليقاطعه المستوطنون المشاركون بالمظاهرة بالهتاف لإسقاط النائب العام في عفرين (التابع للاحتلال التركي).

وتابع المستوطن الذي كان يخطب بالحشد: “أنتو ولاد الرستن، الرستن كانوا يسمونها بالقرداحة التانية، التي لم يتجرأ أحد في عمره بالتعدي عليها (في إشارة إلى السطوة التي كان يتمتع بها أهالي المنطقة، نتيجة انحدار مسؤولين كبار في النظام منها)”.

وكان لافتاً ادعاء ذاك المستوطن إنهم قد انتصروا على “بشار الأسد”، دون أن يكلف خاطره بسؤال نفسه عن سبب تواجده في عفرين التي تبعد عن دمشق أكثر من 400 كم (خط نظر)، أو تركه لحمص والرستن، عقب إنجرارهم خلف الاحتلال التركي، وتحوله إلى أدوات طيعة لضرب النسيج الوطني السوري، والتحول إلى عملاء لاقتطاع الأراضي السورية والهجوم على أجزاء منها لقضمها، وعدم السماح بحل سياسي يرضي جميع السوريين سواسية.  

وختم المستوطن بإجترار العبارات الدينية التي يطيب للمسلحين سماعها، لتختتم على وقع هتافاتهم المتطرفة، فيما تبين المشاهد أن جميع المشاركين بالتظاهرة من المسلحين، إذ يرتدي العديد منهم الخوذ الزرقاء ويقفون بين صفوف المتظاهرين وليس أمامهم، ما يؤكد أنهم يشاركون فيها وليسوا حائط صد أمام تقدم المستوطنين المعترضين على اعتقال متزعمهم المدعو “رامي طلاس”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons