عفرين بوست-خاص
في الوقت الذي أضحى فيه فيروس كورونا القاتل الشغل الشاغل للعالم، في ظل إجراءات الحجر الصحي الذي بدأت بلاد العالم بتطبيقه، يقول أهالي إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية في شمال سوريا سابقاً، إنه لم يختلف عليهم شيء، كونهم يعيشون ذلك الحجر منذ عامين!، نتيجة انتهاكات وتجاوزات الاحتلال التركي ومسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، واصفين ذلك بـ “الفيروس الحقيقي”.
وفي السياق، قال المواطن الكُردي المقيم في عفرين “أبو ستير\أسم مستعار لضرورات أمنية” أنهم كأهالي عفرين، يشعرون بالعدالة للمرة الاولى منذ عامين، منذ أن أطبق الاحتلال العسكري التركي على أنفاس أهالي الإقليم، وحرمانهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، عندما جرت سرقة ممتلكاتهم، والاستيلاء على بيوتهم، وتهجير أقربائهم ومنعهم من العودة، والتنكيل بالمتبقين للتهجير من أرضهم.
ويضيف “أبو ستير”: “عامان ونحن نصرخ، والعالم المنافق صامت، ويُشاهد كيف يتم انتهاك حرماتنا، وقطع اشجارنا، وخطف شبابنا، وحصارنا في لقمة عيشنا، خطفنا ونهبنا، حرماننا من أبسط حقوقنا، ومنعنا من زيارة قرانا أو التنقل بين مناطق عفرين، مكتفين بسجن ذاتي لأنفسنا درئاً لعمليات الخطف والتعذيب التي تطال كل كُردي هنا، عامان ونحن نستصرخ العالم لعل ضميره يستفيق، لكن لا حياة لمن تنادي”.
ويتابع: “المصيبة أن العالم بأسره يدرك بأن الغزو التركي لمناطقنا هو غزو عنصري، وغرضه الإبادة العرقية، وتطهير المناطق الكُردية في سوريا من سكانها الأصليين، عبر توطين عملاء الاحتلال وأذنابه من أنصار تنظيم الإخوان المسلمين، ورغم ذلك يحاولون خداعنا وخداع شعوبهم بالقول أن تركيا لها مخاوف أمنية”.
مستدركاً: “أي مخاوف أمنية يمكن أن تكون لدولة تمتلك ترسانة تمكنها من مهاجمة روسيا أو أوروبا، من شعب يعيش بشكل مسالم على أرضه، ولم يُطلق طلقة باتجاهه.. أنهم يكذبون على أنفسهم، ويسترضون الاحتلال التركي على حساب مستقبلنا ومستقبل أطفالنا”.
ويشير “أبو ستير” أن هدف الاحتلال التركي واضح بالنسبة لهم كعفرينيين، ويتمثل في “منع الكُرد في سوريا من تثبيت حقوقهم دستورياً، عبر إخلاء المناطق الكُردية مثل ما جرى في عفرين من سكانها، من خلال شن هجمات حربية عليها، وبالتالي إنهاء الوجود الكُردي في سوريا، وتشتيت شملهم، وتوزيعهم على مناطق بعيدة عن مناطقهم الأصلية، والقضاء على (الإدارة الذاتية)، لمنع بروز الهوية الكُردية في سوريا، كثاني قومية في البلاد”.
ويقول “أبو ستير”: ربما غداً، أو بعد أسبوع وربما شهر أو ثلاث، سيُنتج العالم علاجاً لفيروس كورونا، لكن فيروس الاحتلال التركي ومسلحيه، مَن يمكن أن يوجد علاجاً له وينقذ عفرين”.
متسائلاً: “هل يستفيق العالم من سباته العميق، وهل يمكن أن يحيا ضميرهم الميت من جديد!، هل يمكن أن يفهم التركي أن الظلم نهايته وخيمة، وأنهم مهما أمتلكوا من سلاح وقوة، فإن ذلك لن يغطي حقيقة وجود الكُرد على أرضهم، وحقهم في إدارة أنفسهم، هل سيدرك الأتراك أنه لا توجد شجرة للسماء وأن الله أكبر من جميع الظالمين، وأنه سينتقم لابد في النهاية من الطواغيت الذين يزهقون أرواحنا؟”.
وينهي “أبو ستير” حديثه بالقول: “الكورونا مصيبة كبيرة تحل على العالم، لكنها في الوقت عينه أثبات لكل الطغاة حول العالم أن حساب الله عسير، وأنهم مهما بلغوا من قوة وترهيب للشعوب المضطهدة والمحتلة، فلن يكونوا بمنئ عن العقاب التي سيأتي لابد في يوماً ما، كما كانت نهاية نيرون وهتلر وغيرهم كثيرين، وهو ما سيكون عليه نهاية الطاغية التركي بإذن الله، ونهاية كل من شدّ على يديه من عملاء وأذناب للاحتلال من باقي المناطق السورية، ممن أرتضوا أن يحتلوا أرضنا، وإنشالله ستلاحقهم لعنة الزيتون جميعهم!”.