عفرين بوست-خاص
تواصل ميليشيا “فرقة الحمزة” التي يتزعمها المدعو “معتز”، التحكم بأسباب وطرق معيشية أهالي قرية “ماراتيه” التابعة لمركز عفرين، منذ نحو ثلاثة أشهر، عبر فرض حصار على سكانها وإلزامهم بالتزود بمادة الخبز ذات النوعية الرديئة جداً، حسبما قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل.
وأفاد المراسل أن بعض السكان يضطرون لجلب احتياجاتهم من الخبز عبر طرق وعرة بعيداً عن رقابة الحاجز الأمني التابع للميليشيا، الذي يصنف مادة الخبز كسلعة ممنوعة من إدخالها للقرية، إذ يهين المسلحين كل من يتم ضبط الخبز معه حين عودتهم من عفرين، ويعملون على مصادرته.
وأكدت المصادر أن الميليشيا شددت مؤخراً الرقابة على جلب مادة الخبز وهددت بمعاقبة من يحاول التزود بغير الخبز الذي تقرّه الميليشيا، إذا جرى توقيف بعض سكان القرية وإهانتهم بسبب عدم التزامهم بمزاج وشروط الحياة التي يفرضها المدعو “معتز” ومسلحوه.
وأشار مراسل مركز عفرين، إلى أن المدعو “معتز” وأتباعه يعتزمون افتتاح سوق للخضار في موقع “المخبز الآلي” العائد للصيدلاني كاميران إحسان، والذي تم نهبه بشكل كامل من قبلهم، ويستخدم حالياً كمركز لتجميع الحطب وبيعه! للتحكم بالسكان واستغلالهم.
وتتكون قرية “ماراتيه/معراتة” من نحو 700 منزل، وكان يقطنها نحو خمسة آلاف نسمة قبل العدوان التركي على الإقليم، واضطر نحو 10% من سكانها الأصليين للتهجير عن ديارهم بسبب ظروف الحرب والتنكيل التي فرضها الاحتلال التركي ومسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين بحق عموم سكان الإقليم الأصليين.
وجلبت الميليشيا مؤخرا نحو 4000 مستوطن من ريفي إدلب وحلب، جراء المعارك التي اندلعت بين الميليشيات الإسلامية بدعم تركي وقوات النظام السوري بدعم روسي في أريف إدلب وريف حلب الغربي.
حيث قامت الميليشيا بإسكان قسم من المستوطنين في منازل السكان الأصليين وخاصة في منازل الكبار بالسن منهم بالإجبار والإكراه، وأسكنت البقية في الخيام التي تم نصبها في ساحة المعصرة، ويبلغ عددها 50 خيمة تقريباً، كما جرى إسكان بعض العائلات المستوطنة في الكهوف المجاورة للقرية، وهم من الرعاة.
وينحدر المدعو “معتز” من بلدة الهبيط بريف إدلب، ويتمركز منذ ثلاثة أشهر في منزل المواطن “رحيم” الكائن في “قرية مزن”، بعد أن جلب عائلته من إدلب، حيث قام بتزويد المنزل بتحصينات أمنية قوية من حراسة وتركيب كاميرات المراقبة، ولديه قطعان من الأغنام تقدر بـ400 رأس، إلى جانب غزالين إثنين، وطيور الطاووس في المزرعة المحيطة بالمنزل، والتي يرعاها متخصصون في رعاية المواشي، كما يشارك صاحب المعصرة الفنية في القرية بالأرباح دون أن يكون له أي رأسمال.
ويحتل مسلحو الميليشيا، عشرة قرى (كازيه، مزن، ماراتيه، كفرشيل، ساتيا، كفرديليه فوقاني، كفردليه تحتاني، فقيرا، كاوركا وجولاقا)، وقد أقدموا على قطع نحو ألفي شجرة زيتون بشكل كلي، تعود ملكيتها لمهجري القرية بينهم (كمال بطال/400 شجرة ومحمد كنج أبو دليل/300شجرة)، كما قام المسلحون بقطع غابة “كازيه أوميه” الصنوبرية الواقعة بين قريتي “مزن” و”ماراتيه” وحولوا مساحة 4 كليومتر مربع بالكامل لمنطقة جرداء.
إلى جانب تنفيذ عمليات سرقة ونهب نفذها مسلحو الميليشيا بحق ممتلكات الأهالي من معدات زراعية ومستلزمات حياتية، حيث عمدوا إلى سرقة محولتين كهربائيتين في القرية، إحداها في القرية والأخرى في منطقة “كورتيه كر” الخاصة بالمياه، إذ قام المسلحون بتفكيكها لاستخراج النحاس منها ويبلغ سعر كل واحدة منها “7 ملايين ليرة سورية\أكثر من 7000 دولار”.
كما قامت الميليشيا طيلة العامين الماضيين بتنفيذ عمليات اختطاف بحق أبناء القرية للحصول على فدى مالية، كان آخرها اختطاف المسن “أحمد حيدو/72عاماً”، إذ جرى تعريضه للضرب والتعذيب، ما تسبب في فقدانه البصر في إحدى عينيه.
وفي آخر انتهاك صارخ لميليشيا “فرقة الحمزة”، تعتزم المليشيا جمع مبلغ مليوني ليرة سورية لبناء مقر أمني على سطح معصرة حج فؤاد، وذلك عبر فرض أتاوة على رؤوس الماشية، وأصحاب المنازل الذين يركبون ألواح الطاقة الشمسية، إذ من المقرر أن يتم فرض 1000 ليرة سورية على كل رأس ماشية، و4000 آلاف ليرة سورية على منزل مزوّد بألواح الطاقة الشمسية.