نوفمبر 22. 2024

أخبار

#بانوراما_الأسبوع: مساعي حثيثة للاحتلال التركي بغية إجبار أوروبا على قبول مشروعه الأستيطاني.. وجملة وقائع لا منتهية لانتهاكات المليشيات الإسلامية في عفرين

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين 1 إلى 12 من آذار\مارس (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا غيضاً من فيض الاحتلال!).

مهجرو عفرين..

في الأول من آذار\مارس، وعقب مجزرته المرتكبة في قرية “آقيبه” التابعة لناحية شيراوا بريف إقليم عفرين الكردي المحتل، واصل جيش الاحتلال التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قصف مناطق ينتشر فيها أهالي عفرين المهجرون قسراً في شيراوا والشهباء. وفي الصدد، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن القوات المحتلة قصفت بالاسلحة الثقيلة مساء أمس السبت\التاسع والعشرين من فبراير، قرى شيخ هلال وكفرنايا ومحيط بلدة تل رفعت وديرجمال بمتاطق الشهباء، و”بينيه\أبين”، وآقيبيه التابعتين لناحية شيراوا.

في الثاني من آذار\مارس، أغلقت بعض المدارس في ناحية شيراوا أبوابها، حرصاً على سلامة وحياة الأطفال، وفق ما نقلته وكالة هاوار للأنباء، بسبب استمرار عمليات القصف التي تطال الشهباء وشيراوا من قبل الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. ويتوجد في ناحية شيراوا عشرة مدارس، موزعة على 11 قرية في الناحية، حيث تستقبل أكثر من 1800 طالب/ـة متلقين فيها تعليمهم، بالإضافة إلى طلبة مخيم العودة في قرية الزيارة، ومخيم الشهباء في قرية كشتعار. وبحسب لجنة التدريب للمجتمع الديمقراطي أنه وخوفاً على حياة الطلبة، بسبب قصف جيش الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، فقد أُغلقت المدارس.

في الثالث من آذار\مارس، جاء في تقرير لـ “عفرين بوست”: يعيش مسنان من سكان إقليم عفرين الكُردي المُحتل في مخيمات التهجير القسري بمناطق الشهباء بشدة قاسية وحدتهما، إذ لا يزالان ينتظران بفارغ الصبر خروج المحتل التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين وأنصاره من عوائلهم، من أرضهم كي يتمكنوا من العودة لديارهم. جملةٍ لا يختلف عليها اثنان، أن كل خيمةٍ تُخبئ بداخلها قصةٍ مؤثرة لعائلة عفرينية في المخيمات الواقعة بمناطق الشهباء، وحياة المسنين “خليل محمد” و”فاطمة عثمان” اللذين يبلغان من العمر أكثر من 60 عاماً وكانا قاطنين في مدينة عفرين، وهجرا منذ ما يقارب العامين لمُخيم سردم في الشهباء. ويقول العم المسن “خليل محمد” أنهم خرجوا بمأساة وصعوبة كبيرة من عفرين آثر اشتداد قصف الطائرات الحربية على المدنيين، أذ أنه قد عانى على الطرقات من قريةٍ إلى أخرى كثيراً إلى أن استطاع الوصول إلى بر الأمان في الشهباء. ويصف “خليل” المشهد ذاك قائلاً: “كنا نسعى للاحتماء من القصف العشوائي بالاختباء تحت ظل شجرة الزيتون على طريق جبل الأحلام، كنت أذهب من شجرةٍ لأخرى وفي كل مرة أنظر لفوقي أرى الطائرة مرة أخرى في السماء إلى أن ظننت أنها تلاحقني قصداً، وهذا ما جعلني اتابع رحلة خروجي من عفرين زحفٍ بين الأراضي الزراعية”. ويعاني “خليل” من أوجاع وآلام شديدة في ساقه لما واجه من مصاعب أثناء الخروج من عفرين وهو يتلقى العالج في هذه الفترة إلا أنه في ظل ضعف المواد والإمكانيات في المنطقة، لم يستفيد من العلاج بما فيه الكافية وبات عاجزاً عن الحركة والمشي براحة لوحده ويحتاج دائماً لمن يستند عليه. ويؤكد “خليل” أن لا رغبة ومطلب له بعد هذا العمر الطويل والمليئ بالمصاعب والهموم سوى العودة إلى أرضه عفرين ورؤية زيتونها وشم رائحة ترابها، عقب خروج المحتل التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر)، من أراضيهم في عفرين والخلاص من العيش داخل المخيمات التي لم يعتادوا عليها. من جانبها تقول المسنة “فاطمة عثمان” زوجة “خليل” التي وضعها ليس بأفضل من زوجها بكثير، أنهم واجهوا الكثير من الصعوبات والعوائق وهم يحاولون الفرار من الاحتلال التركي، حيث لم يكونوا على علم إلى أين يتوجهون وماذا ينتظروهم، وإلى متى سيبقون بعيدين عن وطنهم. وتابعت فاطمة أنهم في طريقهم على طريق قرية كرزيلة صادفوا إحدى السيارات التي كانت تتسع لهم، بحيث أن حينها جميع السيارات الخارجة من المنطقة كانت مكتظة بالمدنيين، وخرجوا بفضلهم إلى قرى ناحية شيراوا، ومن هناك استأجروا سيارة ليصلوا إلى منطقة تل رفعت. ومع مرور عدة أشهر، وإنشاء المخيمات في مقاطعة الشهباء، توجه المسنان من تل رفعت صوب مخيم سردم بقرية تل سوسين بمناطق الشهباء، وهما يقطنان فيه منذ ما يقارب العامان. وتؤكد فاطمة أنهما يعانيان في ظل حياة المخيمات من الكثير من المصاعب والعوائق، حيث أن الشتاء بات طويلاً عليهم لشدة برده وقسوته، كما أن الحرارة في الصيف لا ترحمهم من الأمراض والأوجاع، وتطالب أن يخرج الاحتلال التركي من أرضهم وأرض أجدادهم، ليعودوا إلى منازلهم بين ممتلكاتهم التي لم يترك الغزو التركي ومسلحو الإخوان المسلمين شيئاً منها.

في الرابع من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” أن جيش الاحتلال التركي وميليشياته قصفوا بالأسلحة قرى (كالوتية وباشمرة وكوندي مزن/الذوق الكبير) التابعة لناحية شيراوا بالاسلحة الثقيلة. موضحاً أن أربعة عدة قذائف سقطت على قرية “الذوق الكبير\كوندي مازن” وأربع قذائف أخرى على طريق قرية زيارة وديرجمال، بالقرب من محطة الأحمر للمحروقات. وأكد المراسل أن القذائف الصاروخية أصابت منزلين في “كوندي مزن”، وألحقت بهما دماراً كبيراً، مشيراً إلى أن المنزلين يعودان لكل من المواطنين  (خليل محمد عليوي وحسن محمد إبراهيم).

مخططات الاحتلال..

في الأول من آذار\مارس، أوضح مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن المسلحين الذين يحتلون بلدة بعدينا، دعوا الأهالي من سكان أصليين ومستوطنين إلى التجمع في ساحة البلدة بذريعة توزيع معونات إنسانية عليهم، إلا المسلحين قاموا بإجبارهم على ركوب الحافلات للتوجه إلى مركز ناحية راجو والمشاركة في تظاهرات نظمت من قبلهم لشكر الاحتلال التركي وتأييده. وأضاف المراسل أن عدد من تم إجبارهم من أهالي للبلدة بلغ نحو 80 شخصاً، أغلبهم من النساء، مشيراً إلى ترجيح قيام المسلحين بتنفيذ الحيلة ذاتها على قرى أخرى في الناحية. ويأتي ذلك بالتوازي مع التصعيد العسكري التركي ضد قوات النظام السوري، حيث أنتهت اليوم المهلة التي منحها رئيس الاحتلال التركي للنظام السوري بغية الانسحاب خلف ما تسمى نقاط المراقبة التركية. ويشير النظام السوري أن اتفاقات سوتشي والاستانة مؤقتة والهدف منها كان سحب السلاح من المنظمات الإرهابية، لكن الاحتلال التركي قد حولها إلى نقاط إمداد للإرهابيين بالعتاد والسلاح، ويسعى إلى تحويلها إلى وضع دائم.

في الثاني من آذار\مارس، وفي سياق الإتجار التركي باللاجئين، وعقب فتح البوابات التركية نحو أوروبا، أحتشد الآلاف متوجهين صوب اليونان، التي أعلنت سابقاً أنها لن تتهاون في التصدي للمهاجرين الغير شرعيين، ليتحول اللاجئون إلى ضحايا الابتزاز التركي لأوروبا. وفي الصدد، توفي طفل كردي صغير يبلغ من العمر 5 سنوات، في المياه أثناء العبور لليونان، ويدعى “سيدو قاسم قاسم” من قرية “كاخرة” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، بريف إقليم عفرين الكردي المحتل. وقالت المصادر لـ “عفرين بوست” إن الطفل الكردي كان مع والدته في البلم “سفينة مطاطية”، عندما لجئ حرس الحدود اليوناني لإطلاق النار على البلم وإغراقه، حيث تم فيما بعد إنقاذ جميع الركاب بإستثناء الطفل الذي توفي، فيما ترقد أمه حالياً بالمشفى. وتؤكد المصادر من المنطقة الحدودية بين تركيا واليونان، أن الأخيرة قد أغلقت حدودها بشكل كامل، وأن القرار التركي هدفه ابتزاز أوروبا لدفعها على إقرار مخططات التغيير الديموغرافي التي نفذها المحتل التركي عبر تنظيم الإخوان المسلمين ومسلحيه ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر)، وذويهم ممن تركوا أرضهم في أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب ودير الزور، بحجة معارضة النظام، وإنجروا خلف المخططات التركية الرامية لضرب السوريين ببعض.

في الثالث من آذار\مارس، اتهمت وزارة الدفاع الروسية للمرة الأولى، منذ احتلال إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، على لسان رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء بحري أوليغ جورافلوف، سلطات الاحتلال التركي بأنها تقوم بتوطّين التركمان في مناطق طردت منها الأكراد، مما أدى إلى تغيير جذري في التركيبة الديمغرالفيى لتلك المناطق. ولفت مركز المصالحة أن عدد المهجرين قسراً من سكان عفرين الأصليين نتيجة الغزو التركي المسمى بـ “غصن الزيتون”، قد بلغ نحو 250 ألف شخص، معظمهم أكراد، إضافة إلى تهجير أكثر من 135 ألف شخص، غالبيتهم أكراد أيضاً، نتيجة الغزو التركي المسمى بـ عملية “نبع السلام”، والتي احتلت عبرها قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، القطاع الممتد بين مدينتي سريه كانيه\رأس العين وكري سبي\تل أبيض. كما أقر البيان بأن الاحتلال التركي ينقل غالبية اهالي إدلب باتجاه عفرين بغية الاستيطان في أراضي السكان الاصليين الكرد عقب تهجيرهم، فقالت: “وفق بيانات مركز المصالحة فإن عدد سكان مناطق إدلب الخاضعة لسيطرة الجماعات الإرهابية بحلول 1 يناير عام 2020 لم يتجاوز 1,8 مليون نسمة، بينهم نحو 210 آلاف في المناطق التي سيطر عليها النظام السوري جراء عملياته العسكرية في يناير وفبراير الماضيين، وما لا يزيد عن 50 ألفاً في منطقة العمليات الواقعة جنوب الطريق M4”. وأشارت لذلك الاستيطان بالقول: “وسائل المراقبة الموضوعية، منها طائرات مسيرة، وشهادات السكان المحليين تكشف ما يلي من التنقلات السكانية في المنطقة، وهي وفق له تتم إلى:  1- إلى الأراضي التركية انتقل ما لا يزيد عن 35 ألف شخص، وهم أفراد عائلات جماعات إرهابية كـ”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة” سابقا) و”حزب الإسلام التركستاني”، و”حراس الدين”. 2- إلى ما تسمى بـ منطقة “غصن الزيتون” (عفرين) – نحو 50 ألف شخص (رغم أن العدد أقل بكثير من تقديرات أهالي عفرين ومراسلي “عفرين بوست”). 3- إلى المناطق المحاذية للحدود التركية – نحو 100 ألف شخص. 4- إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري – حوالي 50 ألف شخص. ومن المعروف بأن روسيا كان لها الدور الأبرز في عملية التنازل عن عفرين ضمن اجتماعات الاستانة مع تركيا، مقابل إخلاء مناطق بأرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب من المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ولطالما تظاهر المهجرون قسراً من عفرين في مناطق الشهباء، أمام النقاط الروسية خاصة في قرية الوحشية، مطالبين موسكو بتصحيح خطأها وإعادة عفرين إلى أهلها، والسماح لهم بحكم أنفسهم بأنفسهم ضمن سوريا لامركزية، مؤكدين أن ذلك سيضمن حياة كريمة لهم دون تسلط أحد عليهم. ويؤكد أهالي عفرين أن الهم الأول لهم حالياً، يتمثل في العودة إلى قراهم ومدنهم التي غزاها المسلحون وذووهم المستوطنون من أتباع تنظيم الإخوان المسلمين، والذين عاثوا في الإقليم فساداً لم تعهده على مدار مئات السنين. وقام المسلحون خلال فترة احتلالهم القصيرة مع الغزاة الأتراك، بخطف المدنيين الكُرد وتعذيبهم والحصول على فدى مالية منهم، والاستيلاء على أملاكهم واستيطان بيوتهم وقراهم ومنعهم من العودة إليها، والتمييز العنصري بحقهم وحرمانهم من المساعدات، وسرقة أملاكهم وبيوتهم وسياراتهم ومزارعهم ومواسم الزيتون ومختلف المواسم الزراعية التي يُعرف بها الإقليم. كما قام المسلحون وذووهم المستوطنون بانتهاك حرمات الإقليم، فدمروا المزرات المقدسة وقطعوا الأشجار المعمرة ودنسوا مزارات الشهداء، كما كانت لهم اليد الطولى في تبرير الغزو التركي للإقليم، من خلال الإفتراء والإدعاء بأن الكُرد يريدون تقسيم سوريا، لتثبت سنوات الحرب التسع وطنية الكُرد وعمالة تنظيم الإخوان المسلمين وتبعيته للمحتل التركي الساعي لاقتطاع الأراضي السورية واستعادة ما تسمى بـ “الخلافة العثمانية” البائدة. وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، قد أكد في الأول من فبراير، خلال تصريحات نقلتها صحيفة “أوزكور بوليتيكا”، أن عملية تحرير عفرين لن تستغرق وقتاً طويلاً، وتابع إن “الوقت حان لإعادة تحرير مناطق عفرين”، مشيراً إلى ذلك سيحصل “حينما يسمح الوقت والظروف”، وأن تلك المناطق ستعود لأصحابها الحقيقيين”، وأن تركيا ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين “لم يستطيعوا كسر قواتنا”، مشيراً إلى أنهم ما زالوا يشكلون “الهاجس للقوات التركية”.

في الرابع من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إن مليشيا “صلاح الدين” التابعة لما يعرف بمليشيا “الفيلق الثالث”، وينحدر أغلب مسلحيها من ريف الباب والسفيرة، قد أقاموا مظاهرة بالقرب من “شعبة التجنيد التابعة لقوات الحماية الذاتية سابقاً”، على طريق جنديرس لتأييد الغزو الرابع للاحتلال في سوريا والمسمى بـ “درع الربيع”، إضافة إلى تنظيم تظاهرة أخرى في “ساحة آزادي” في السياق ذاته. وأشار المراسل إنه قد ألقيت في جوامع عفرين يوم الجمعة الماضية، مجموعة من الخطب الدينية التي حاولت أن تتحدث عن “التآخي الكردي العربي”، مدعيةً أن الانتهاكات الحاصلة في عفرين هي أعمال فردية، كما تمت تلاوة سورة الفتح للدعاء لجيش الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر)، بالانتصار على قوات النظام في إدلب. وفي الوقت الذي حارب فيه الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المكون الكُردي في عفرين وسريه كانيه والمكونين العربي والكُردي في كري سبي\تل أبيض، بحجة أنهم “أنفصاليون”، يتبين بجلاء زيف وكذب تلك الادعاءات التركية الإخوانية، من خلال هجومهم على النظام السوري بحجة حماية المدنيين، علماً أن الاحتلال والإخوان قد هجروا بعملياتهم العسكرية أكثر من مليون إنسان في عفرين و رأس العين وتل أبيض. ويتوضح كذلك أن الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين لن يعجزا عن خلق الاتهامات والأكاذيب التي قد يبررون من خلالها غزوهم واحتلالهم لمختلف المناطق السورية، سعياً إلى ضمها للاحتلال التركي واقتطاعها من الوطن السوري. ويؤكد أهالي عفرين بأنه لا حل في سوريا، بدون طرد الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين من مختلف المناطق السورية، كونهم أثبتوا عمالتهم بإمتيازلأنقرة، وهو ما يستوجب سحب الجنسية السورية منهم، خاصة أن الكثير منهم بات يتفاجر بالجنسية التركية التي حصل عليها، ويشدد أهالي عفرين على ضرورة تكاتف مختلف السوريين في مناطق “النظام” ومناطق “الإدارة الذاتية”، لمُواجهة الغزو والعدوان التركي، لأنه لن يقف عند حدود إدلب، وقد يتوسع أكثر لاحقاً لو لم يتفق الطرفان بأسرع وقت.

في الحادي عشر من آذار\مارس، تداول ناشطون انباءاً عن مساعي روسية لنقل مهجري إقليم عفرين الكُردي المُحتل، من الشهباء الى شرق الفرات وتحديداً “الرقة”، مما أثار لغطاً وريبة حول ما قد ينتظر المهجرين ومستقبل عفرين لاحقاً، فيما لو تم إبعاد المهجرين عن مدينتهم، بدلاً من العمل على إعادتهم إليها وطرد الاحتلال ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين وذويهم من المستوطنين منها. ولأستيضاح حقيقة ذلك، تواصلت “عفرين بوست” مع السيدة “إلهام أحمد” الرئيسة التنفيذية لـ “مجلس سوريا الديمقراطية”، والتي قالت إن “ما يتداوله الناشطون من أخبار عن طلب الروس بنقل مهجري عفرين الى الرقة، يدخل ضمن إطار الحرب الخاصة التي تمارسها الدول المحتلة للاراضي السورية”. متابعةً: “عفرين لها أصحابها الحقيقيون، وهم مهجرون قسراً الآن من قبل الدولة التركية ومرتزقتها، وحتى الآن صدر العديد من التقارير التي تشير الى الاوضاع المأساوية والمعاناة الكبيرة التي يعانيها سكان عفرين، الذين لم يتركوا بيوتهم وممتلكاتهم”، (في إشارة إلى الكُرد المُتبقين في عفرين). مردفةً: “إضافة لمأساة من هجروا، ومن هم الآن مقيمون في مخيمات مُؤقتة بمدينة تل رفعت والشهباء، وقسم كبير مُقيم حالياً في حلب ومنبج وقامشلو والحسكة وكوباني والجميع ينتظر العودة الى مكانه الاصلي عفرين”. مؤكدةً: “لم يصلنا أي مَطلب من هذا القبيل من الطرف الروسي، وإن حصل فهذا يدخل ضمن إطار التطهير العرقي، مثله مثل المجازر التي أرتكبت بحق الأرمن”. وأستطردت “أحمد” لـ “عفرين بوست”: “ما أعرفه من الاتفاق الروسي التركي، إنه مُؤقت، أي هدنة لتهيئة الظروف لمعارك أخرى، فـ تركيا تحاول بشتى الوسائل لتحويل الاتفاق إلى دائم في عمق ٣٠ كم، لكن هذه المسافة توصل المخطط إلى حدود حلب، بالتالي تكون حلب قد دخلت ضمن خطة خفض التصعيد وبالتالي تحت تأثير النفوذ التركي”. منوهةً أن “تركيا تريد كل سوريا، وليس ٣٥ كم، فهي تدعي أن دمشق هي ملك للسلاطين الأتراك”، متابعةً: “لذلك أقول أن اتفاقيات خفص التصعيد لا تفيد السوريين وسوريا، إنما هي تفاهمات لعمليات تهجير وإخلاء سوريا من مواطنيها، وتحويلها إلى ساحات معارك مستمرة”.

الاستيطان في عفرين..

في الخامس من آذار\مارس، تواصل توافد المزيد من موجات الفارين من مناطق ادلب نحو الإقليم الكُردي المُحتل، حيث تم انشاء مخيم للفارين في قرية “كتخ” على طريق الواصل بين ناحية موباتا ومركز عفرين. وحسب المراصد الإخبارية والنشطاء العاملين في الإقليم المحتل، وصلت أكثر من 850 عائلة إلى ناحية بلبل، وحوالي 1850 عائلة إلى ناحية شرا/شرّان و750 عائلة إلى ناحية راجو، و652 عائلة إلى ناحية جنديرس، و357 عائلة إلى ناحية شيه\شيخ الحديد، وحوالي 470 عائلة إلى ناحية معبطلي و400 عائلة إلى ناحية شيراوا. بينما وصلت أعداد كبيرة جداً إلى مركز الإقليم، حيث يشهد اكتظاظاً غير مسبوق بالآليات والقادمين الجدد، في ظل انتشار العديد من المخيمات العشوائية في محيط حي الأشرفية والزيدية وعلى الطرقات الرئيسية خارج المركز.

كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها داخل مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، أن الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تواصل استغلال الفارين من محافظة إدلب وريف خلب الغربي، من خلال الاستيلاء على العقارات العامة والخاصة وإيجارها لهم. وأكدت المصادر أن جماعة “استقم كما أمرت” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” قامت بالاستيلاء على ساحة البازار الجديد “سوق الأربعاء” وتستثمرها من خلال السماح للفارين من إدلب وريف حلب الغربي بنصب خيام فيها مقابل مبالغ مالية، مشيرةً أن الجماعة المسلحة تتقاضى مقابل كل خيمة مبلغ عشرة آلاف شهرياً كإيجار للأرض. إلى ذلك حصلت “عفرين بوست” على صورة خاصة تؤكد تحول ساحة البازار الجديد، وكذلك أحراش حي المحمودية في المدينة إلى مخيمات، وخاصة في حرش المحمودية الذي تحول لمخيم كبير بعد أن قام مسلحو الميليشيات بالقضاء على أشجار الصنوبر بشكل واضح.

في الحادي عشر من آذار\مارس، أبلغت مصادر خاصة “عفرين بوست” أن مدير شركة المياه في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وهو المستوطن “عبد القادر الحافظ”، أقدم مؤخراً على تحريك دعوى قضائية ضد عدد من العاملين في شركة المياه، الذين تم فصلهم من العمل بذريعة تورطهم في اختلاس مالي مزعوم، رغم أن السبب الحقيقي لفصلهم هو إحلال المستوطنين بدل الموظفين من أهالي المنطقة الأصليين. وحصلت “عفرين بوست” على نسخة من الدعوى القضائية التي تقدم بها المدعو “الحافظ” ضد الموظفين المفصولين لدى محكمة الاحتلال في المدينة، حيث كان الأشخاص المفصولون يعملون في قسم الجباية بشركة مياه عفرين. وأكدت المصادر أن المستوطن “الحافظ” المُنحدر من مدينة مارع، عَيّن مُباشرة إحدى قريباته وتدعى “أسمهان جاسم”، في إدارة قسم الجباية للتغطية على فساده، علماً أن السبب الحقيقي الذي يقف وراء فصل الموظفين الكُرد هو امتلاكهم لوثائق وأدلة تدينه بتورّطه في قضايا فساد مالي وأخلاقي، وهذا ما يدفعه إلى الإصرار على إلحاق الأذية بالمفصولين الكُرد، الذين غادروا بعضهم عفرين المحتلة، بينما لا يزال عدد آخر منهم مُتواجد في الإقليم. وحسب تلك المصادر، يقوم المدعو “الحافظ ” باستيراد بضائع من تركيا عبر معبر باب السلامة، عبر كتابات خطية باسم شركة “مياه عفرين”، رغم أن تلك المواد تصب في محله الخاص الموجود في مدينة مارع الخاص ببيع الغطاسات!

قطع أشجار عفرين..

في الاول من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن ميليشيا “فرقة السلطان مراد” قامت بقطع مئة شجرة زيتون واقتلاع جذورها أيضاً، وذلك في حقل عائد للمواطن الكُردي “رؤوف مصطفى”، وهو من أهالي قرية “جوقيه/جويق”. وأكد المراسل أن صاحب الحقل تقدم بشكوى لدى ميليشيا “الشرطة العسكرية”، إلا أنها تنصلت من مسؤليتها مُدعية عدم تخصصها في الدعوى، ما دفعه إلى التوجه إلى ميليشيا “الشرطة المدنية” التي قامت بتدوين ضبط فحسب، دون أن تتخذ إجراءات التحقيق في الدعوى المقدمة.

في الخامس من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” أن مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” أقدموا مؤخراً على قطع 160 شجرة زيتون من حقل عائد للمواطن الكُردي “أكرم حج علي”، وهو من أهالي قرية “جوقيه/جويق” التابعة لمركز عفرين، مشيراً إلى أن الميليشيا باعت أحطابها في حي الأشرفية. إلى ذلك أقدم مستوطنون من مخيم مقام في محيط قرية “جومكيه” التابعة للمركز، على قطع 20 شجرة زيتون عائدة لنائب رئيس (المجلس المحلي) في مدينة عفرين، “محمد شيخ رشيد”، إلى جانب قطع 20 شجرة أخرى عائدة للمواطن “شيخ يعقوب” من أهالي قرية “جلبريه\جلبل” التابعة لناحية شيراوا. ويقع الحقلان المستهدفان في مفرق قرية “جومكيه” الكائن في المدخل الشرقي لمركز مدينة عفرين.. كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في “موباتا\معبطلي”، إن مليشيا “سمرقند” عمدت إلى قطع مئات الأشجار الحراجية، والتي يصل عمرها إلى أكثر من 50 عام، وبعد علمية القطع، عمدوا إلى نقل الأحطاب إلى تركيا لتباع هناك.

في الثامن من آذار\مارس، قالت مصادر إعلامية وحزبية كردية متقاطعة، إن غابة “بطال” الحراجية التي يبلغ طولها /1/ كم، وتقع بين قريتي “مسكة فوقاني” شرقاً و “جوبانا” غرباً في ناحية جنديرس، وتُقدر مساحتها بـ /30/ ألف م2، وكانت مُغطاة بأشجار الصنوبريات والسنديان والمعمرة منها، قد اختفت، وأضحت أثراً بعد عين! وأشار النشطاء أنه ومنذ اجتياح الإقليم وإقامة الجيش التركي لقاعدة عسكرية بالقرب منها، تم جرف قسم من الغابة، وإزالة برج وقاعدة لشبكة اتصالات “سيريتل” الخليوية منها، وكان قد تم تدمير خزان يزود ست قرى بمياه الشرب موجود فيها بالقصف، وجرف أساسات الخزان لدى توسيع الطريق المؤدي إلى جبل “حبيبا” المار بالغابة، لا سيما وأنه خلال العامين الفائتين تم استكمال قطع أشجار الغابة بالكامل.

السرقات والأتاوات في عفرين..

في الأول من آذار\مارس، أقدم مُسلح من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنيظم الإخوان المسلمين، على خطف وتشليح مسن كُردي أثناء توجهه من مدنية عفرين إلى حقل للزيتون يقع على طريق عفرين – كفرشيليه، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن المواطن الكُردي حسن ناصر\80عام، من أهالي قرية “كورزيليه/قرزيحل” كان قد توجه قبل نحو أربعة أيام، مشياً على الأقدام إلى حقله الواقع على طريق طريق عفرين – قرية كفرشيليه\كفر شيل، حيث استوقف مسلحاً يستقل دراجة نارية، طالباً منه إيصاله إلى الحقل، لكن المُسلح خطفه وساقه إلى منطقة نائية، ونهب على كل ما يقتنيه من أموال ولم يبق له حتى ساعة اليد!

في السابع من آذار\مارس، أبلغ المكتب الاقتصادي التابع لمليشيا “الفيلق الثالث”، أصحاب المحال والحرفيين في المنطقة الصناعية في مدينة عفرين، بدفع مبلغ خمسة آلاف ليرة سورية كأتاوة شهرية، في مقره الواقع مقابل مخبز “جودي”، والذي يديره المدعو “أبو صالح” المُنحدر من مدينة إعزاز، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأكد المُراسل أن ما تسمى بـ “تجمع أبناء دير الزور” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” تفرض من جهتها “أتاوة” مُماثلة، تُقدر بعشرة آلاف ليرة سورية بذريعة قيامها بتوفير الأمن والحماية للحرفيين وممتلكاتهم، فيما تتألف المنطقة الصناعية في عفرين ومن ضمنها سوق الهال، من أكثر من ألف محل صناعي وتجاري.

في التاسع من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” إن الحواجز الأمنية التابعة للميليشيات الإسلامية، تواصل منذ نحو أسبوع فرض أتاوات على المواطنين الكُرد، بحجة جمع التبرعات لصالح الفارين من إدلب وريف حلب الغربي. وأوضح المراسل أن الحواجز المقامة على مداخل مدينة عفرين من الجنوب والشرق (ترنده والقوس)، وكذلك حاجر مفرق قرية “متينا\ماتنلي”، تفرض على المواطنين الكُرد حصراً مبالغ مالية تتراوح بين 200 – 500 ليرة سورية، كأواة تحت ذريعة التبرعات.. كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إن مسلحي الاحتلال في قرية استير، اقدموا على سرقة محطة المياه التي كانت تضخ المياه إلى القناة الرئسية. ونوه المراسل أن أهمية المحطة، تكمن في كونها تغذي الأراضي الزراعية في المنطقة بمياه الري، حيث كانت تحوي المحطة مضخات مياه ضخمة، والعديد من المولدات التي كانت تقوم بعملية تشغيل المضخات، وقد أكد المراسل بإنه لم يبقى في المحطة شيء، سوى المبنى، حيث تم سلب حتى الأبواب والنوافذ.

في الثاني عشر من آذار\مارس، أصيب مواطن كُردي جراء تعرضه لإطلاق الرصاص من قبل مجموعة مسلحة ملثمة حاولت السطو المسلح على السيارة التي كان يستقلها على الطراق الواصل بين قرية “جوقيه/جويق” ومدينة عفرين، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وفي التفاصيل، كان المواطن الكُردي “إدريس محمد أحمد/37عام”، برفقة شاب آخر يدعى “جوان” في طريقهما إلى مدينة عفرين بهدف جلب مادة “الخبز” ومواد غذائية أخرى لأهالي قريتهما “جوقيه/جويق”، إلا أن مجموعة مسلحة ملثمة اعترضتهما وحاولت السطو على ما يملكانه من أموال وسيارة. متابعاً أن المواطنين الكُرديين قاوما العملية، وعمدا إلى تشغيل المركبة التي كانا يستقلانها والإنطلاق بها بشكل سريع، ما دفع بالمسلحين إلى إطلاق الرصاص على السيارة، وهو ما أدى إلى إصابة الشاب “إدريس” برصاصة في قدمه، علاوة على تلقي السيارة عدة رصاصات. وأشار المراسل أن المجموعة المسلحة التي اعترضت المواطنين الكُرديين، كانت متوقفة في منطقة قريبة من الحاجز الأمني التابع للميليشيات الإسلامية والمقام بين قريتي “جوقيه\جويق” ومدينة عفرين.

كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “أحرار الشرقية” بدأت بفرض أتاوة جديدة بالعملة الصعبة، على مَن تبقى من السكان الأصليين الكُرد في قرية بريف جنديرس. وأكدت المصادر أن الميليشيا فرضت على المزارعين الكُرد في قرية “حمام\حماميه” الحدودية التابعة لناحية جنديرس، أتاوة مالية وقدرها دولارين أمريكيين عن كل شجرة زيتون يمتلكونها، حتى إن لم يكن هناك موسم، إذ يثمر الزيتون كل عامين مرة واحدة، وأوضحت المصادر أن الاتاوة المفروضة ستطال المقيمين في القرية، ومهجريها على حد سواء. وتمكنت “عفرين بوست” عبر مصادرها، من تسجيل بعض المزارعين الكُرد الذين فرضت عليهم الاتاوة وبينهم ( حسين صبري 350 دولار – خليل قشقو 300 دولار – مصطفى قشقو 300 دولار).

مقاومة الاحتلال ومسلحي الإخوان المسلمين..

في الثاني من آذار\مارس، أعلنت “قوات تحرير عفرين” التي تعتبر قوات المقاومة التي شكلها أبناء عفرين بغية الانتقام من مسلحي الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري” أو “الجيش الحر”، قضائها على 3 مسلحين في ناحية “شرا\شران بعفرين”، إضافة لتدمير عربة عسكرية لهم. وأصدرت القوات، بياناً للرأي العام في صدد عملياتها التي تنفذها ضد جيش الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا. وأشارت خلال بيانها إنها نفذت عملية بتاريخ الأول من مارس\آذار الجاري، المسلحين في قرية مرعناز بناحية شرا\شران مسفرةً عن مقتل 3 مسلحين وتدمير عرية عسكرية . وذكرت القوات أن جيش الاحتلال ما يزال مستمراً في قصفه على قرى ناحتي شرا\شران وشيراوا وقرى مناطق الشهباء، مستخدماً الصواريخ وقذائف الهاون.

في الثالث من آذار\مارس، أصدرت “قوات تحرير عفرين” بياناً إلى الرأي العام، أعلنت من خلاله تنفيذ عملية عسكرية ضد مليشيات المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يطلقون على أنفسهم مسميات عدة كـ(الجيش الوطني السوري، الجيش الحر، جبهة النصرة) وغيرها. وقالت القوات إنها نفذت في الاول من آذار/مارس عملية نوعية ضد تحصينات “مرتزقة الاحتلال التركي في محيط بلدة مارع، أدت إلى مقتل اثنين من المرتزقة والاستيلاء على كمية من الأسلحة والذخيرة”. وأشارت إلى الأسلحة والذخيرة التي أستولت عليها، وهي كالتالي: (عدد 1M16 سلاح + مخزن عدد 1AK- 47 سلاح، منظار مع ملحقاته، جهاز طوبوغرافي عدد 1، جهاز كاميرا عدد 1، بطاقات شخصية ومَحافِظ). ونوهت القوات أن “جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابية، مازالوا مستمرين بالقصف العشوائي الكثيف واليومي على قرى وبلدات شيراوا وشران ومقاطعة الشهباء”.

في الثامن من آذار\مارس، جاء في تقرير لـ “عفرين بوست”: ليس كالمعتاد، حين كان إقليم عفرين الكُردي محكوماً من قبل أبنائه وبناته، فقد مر الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، صامتاً دون أدنى صخب، ولم تحتفي فيه المرأة بتحررها من نير الاستبداد والإقصاء كما كانت تفعل كالمعتاد في أرضها، فقد عاد الفكر الإنكاري الذي يحمله الاحتلال التركي وعملائه من التنظيمات الراديكالية المتطرفة كتنظيم الإخوان المسلمين، ومسلحوها ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، وجرد عفرين وأهلها من مختلف الحقوق التي تمتعوا بها إبان حقبة الإدارة الذاتية. وفي السياق، تقول السيدة “أم جانيار” التي تقيم في إحدى القري القريبة من مركز مدينة عفرين، وتبلغ من العمر 45 عاما ولديها ثلاثة أولاد لـ”عفرين بوست”: “بتعرف أتغير كتير الوضع، واتقلبت 180 درجة، كل شي انقلب رأساً على عقب، من الطلعه ومن الاحتكاك بالمجتمع ومن الأمان ومن الخوف الي مزروع بقلب كل واحد مفكر عمل شي بزمان الإدارة الذاتية” (في إشارة إلى العمل ضمن مؤسساتها)”.  وتستكمل “أم جانيار”: “أما عن التعامل، الي عندو شوية إرادة ومقتنع بقضيتو رح يتقبل هالوضع بنوع من المنطق، لأنو الي أجو كانو ناس مالن صلة بالثورة ولا الحقوق ولا السلام، ناس همج.. لهيك منفضل نبتعد عنن.. ونضل محبوسين بسجن كبير متل البيت، أحسن من أنو نختلط مع همج رح يتهموك عاجلاُ أم آجلا بغرض الفدية”. وحول أوضاع النساء من السكان الأصليين في عفرين، تقول: “وضعنا لا يطاق بكل معنى الكلمه.. فقدنا الاحساس بشي اسمو حياة، أمان، رفاهية، راحة، بس من ناحيتي وما بعرف عن غيري، بستمد القوة من النظر على الجبال والسهول وزيتون عفرين.. صح هي مبتورة هلق، بس أكيد رح تداوي جرحها”. وحول نسوة المستوطنين ممن جلبهم الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين لاستبدال سكان عفرين الأصليين بهم، فتشير: “وحدة ساكنة جنبي ما بشوف منها غير عيونها.. هيئتها داعشية، حابة تفوت على بيتي، ما عم أعطيها وج.. يعني كرمالا بطلت أطلع برا البيت.. بدها من الله قلا فوتي، وإذا فاتت على البيت بدها تراقب كل شي لحتى تكتشف نقطة الضعف، وبس عرفتو رح تمسكني من الإيد ألي بتوجعني، وتعى بقى أتورط.. كلن هيك بيتورطو”. أما هيفي، ذات الـ35 عام، والتي تقيم في عفرين وكانت تعمل سابقاً معلمة، لكنها تلتزم المنزل حالياً، وترفض العمل في مؤسسات الاحتلال التربوية، فتقول لـ “عفرين بوست”: “كتيير في فرق بين قبل وهلق، والفرق فاضح وواضح بس بالظاهر طبعاً بمعنى، نحن منغير اللبس، بالنهاية شقفة قماش ونحن ما رح نطلع ونظهر حالنا، إلا لضرورة القصوى حفاظاً على قدسيتنا وبس”. متابعةً: “منتحمل ننحرم من الطبيعة، لأنه الطبيعة بقدسنا وبقدس كرديتنا، ومنعرف هاشي مؤقت تماماً وقد ما طول، فحتماً راح نرجع أقوى من قبل، وعم نحاول بشتى الوسائل نثقف ولادنا بثقافتنا، وبكل شي بخص كرديتنا وحريتنا، ألي فيزيولوجياً صارت بدمنا، حتى لو بدنا نخسر مستقبل اولادنا علمياً، بس ثقافياً متشبثين فيها لعند ربك، وأي علم بخص المحتل ما منقبله، ومنقاوم لحتى ولا فكرة من أفكارون تعشعش فينا، وقد ما طولوا”. متابعةً: “وعلى فكرة المحتل دائماً خايف ومرعوب، وعنده خوف من المرأة الكُردية أكتر من الرجل الكُردي، وهاشي بخلينا نقوى أكتر ونقاوم أكتر، لأنه شمينا ريحة الخوف منن، وهاد شي لصالح كل الأمة الكُردية، لأنه بالنهاية عندون رعب من الحرية الموجودة بتفاصيل وتفكير المرأة الكُردية”. مستطردةً: “بالإضافة لهاد الشي، الشباب والبنات بتزوجو، والهدف أنه ما رح نلتغى، وح نجيب ولاد ونربيون ترباية أهلنا وأجدادنا، ورغم أنه طقوس الزواج محرومين منها، ومحرومين من أبسط حقوقون الطبيعية بالزفة والزلاغيط والذي منه، بس ما منأجل هاشي، لأنه الهدف أكبر من أنه نوقف الإنجاب، لمجرد المحتل الفاشي والغاشم موجود حالياً، وركز على كلمة (حالياً)، لأنه عنا ثقة وإيمان قوي كتير، أنه ماله مكان بيناتنا، ولا على ترابنا، ولو بعد حين، والمحتل وخاصة التركي والعثماني هدفه واضح، ونحن منعرف هاد الشي، بنشر الفقر… منتحمل ما عنا أي مشكلة.. وتفشي الجهل.. بمنظوره الجهل يعني عدم التعلم، ونحن بغنى عن تعليمون، ألي كله تطرف وأفكار بدائية مريضة، وألي بدو يرجعنا 1400 سنة، وهاد شي من سابع المستحيلات”. وتابعت هيفي: “وتفشي الجوع.. الجوع آخر همنا والكل بيعرف هاد الشي لأننا مالنا مرتزقة، وتفشي الظلم.. ونحن واثقين أنو الظلم ما بيدوم طول ما في شاب أو بنت كُردي عم يتنفس، وقبل كل هاشي ربك ما بيرضى، وتفشي الفوضى.. منحمي حالنا بإرادتنا، وتفشي الرذيلة.. والرذيلة من شيم المُحتل، وهاد معروف بكل العالم”. أما خول اهم المشكلات التي تعاني منها المرأة الكُردية في ظل الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في إقليم عفرين المحتل، فهي وفق هيفي تكمن في “حصر الحرية، والكبت الشديد، كل شي مهضوم من ناحية المرأة هون، لسبب بسيط لأنه المحتل داخل بأفكار داعشية ومتطرفة فأبسط كلمة بتسمع للمراة ( أنتي حرمة.. أو حريمة) للاسف، وكل شي بخص المراة الموجودة هون ممنوع ومنبوذ وأنتي شقفة مرأة، يعني بيتعاملوا مع كل النساء متل ما عم ينظرو لغنمة، هي للتلقيح وبس، هي بالداخل وبالخارج عندون مجرد سلعة رخيصة، وهاد الشي بيخدش أصغر صفة موجودة هون بالمرأة الكُردية للاسف، هاد شي كله عم نشوفه ونسمعه ونلمسه ورغم هاد شي، عم نعتز بقدسية كرديتنا أكتر، وعم نفتخر بحالنا أكتر وأكتر، وعم نوعى أكتر وأكتر، ومنعرف شو يعني تتحمل شي لمجرد ما تحصل على حريتك”. مردفةً: “من أبشع وأفظع المشاكل هي نظرة كل مرتزق مُحتل الغريزية لأي إمرأة موجودة بنفس المنطقة، وانا ما بسمح حتى حط المرأة الكردية بنفس هالصف لانه كرامتها بتسوى أكبر مرتزق فيهم، وامالنا في الوقت الراهن والمستقبل نفس الطلب، ونفس الأمنية، ونفس الحلم، إنو نخلص من كل هالأوبة بلمح البصر، وبالوقت الراهن الصمود والمقاومة وقدرة التحمل يزداد عنا أكتر وأكتر، لأننا واثقين وعنا إيمان قوي كتير، إنه راح نحصل بالأخير على كل شي بخصنا وغصبن عن الكل، وغصبن عن المحتل، والمستقبل كله إلنا لانه نحن المظلومين والمنبوذين، ومو حكي أبداً، عم قول وراح نعيش وندوق الحرية لي عم نتحمل كل هاد الشي لحتى ترجعلنا مو نحصل عليها، نحن حاصلين عليها وصارت بدمنا، والمستقبل لكل إمرأة كردية، وثقافتها إلي حافظت عليها، وأخلاقها ألي ما تنازلت على ولا خصلة، وعلى تمسكها وتشبثها برأيها وأهدافها وآمالها وأمنياتها، وبالنهاية الحرية رح تكون إلها!”.

الاختطاف في عفرين..

في الأول من آذار\مارس، اعتقلت استخبارت الاحتلال التركي، المواطن الكردي “إسماعيل وزيرو” البالغ من العمر 65عاماً، من منزله الكائن بالقرب من “دبستانا ره ش” أو مدرسة (سليمان الحلبي)، بتهمة العمل ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية. وأشار المراسل بأنه جرى سابقاً اعتقال المسن الكُردي مرتين على يد مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، والتي ينحدر معظم مسلحيها من ريف حلب الشمالي.

في الثاني من آذار\مارس، لا زال المجهول يلف مصير ثلاثة مواطنين كُرد، كانوا اختطفوا قبل نحو عامين في ناحية راجو، من قبل الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بتهمة العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن كل من المواطنين محمد شيخو (67عاماً) ومصطفى أحمو (40عاماً) والسيدة حكمت بكو (60عاماً)، من منازلهم في قرية جقماقيه مزن/جقماق كبير)، اختطفوا قبل نحو سنة وعشرة أشهر من قبل الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري”، وذلك تهمة العمل في كومين القرية (مجلس محلي خدمي). وأكد المراسل أن المسن “محمد شيخو” كان قد أفرج عنه لفترة وجيزة، وشهد خلال فترة اختطافه التعذيب الشديد، إلا أن الميليشيات عاودت اختطافه رغم وضعه الصحي السيء. وأضاف المُراسل أن مقربين من المختطفين يرجحون تواجدهم في سجن داخل الأراضي التركية، بموجب أحكام قضائية مدتها خمسة أعوام دون التمكن من تأكيد هذه الأنباء.

في الرابع من آذار\مارس، تواصلت حملات الاختطاف التعسفية ومداهمة منازل المدنيين وطلب الفدى، حيث قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، بأنه قد تم الإفراج عن مواطن كردي يبلغ من العمر ٥٢ عاماً، عقب عملية خطف دامت أربعة أيام. وأشار المراسل أن المفرج عنه ويدعى “أبو دارا\اسم مستعار لضرورات أمنية”، قال له: “قام مسلحو الاحتلال التركي المتواجدون في جنديريس والمعرفون بمسمى العمشات (السلطان سليمان شاه) بإختطافي ثلاثة مرات تحت ذريعة التعامل مع الإدارة الذاتية”. مضيفاً: “كانوا يقومون بتعذيبي وضربي وقد تم نقلي إلى عدة سجون، منها سجن (ماراتيه\معراتي) وسجن عفرين، كما قمت بدفع الفدية عدة مرات منها ٤٠٠ ألف ليرة سورية من أجل الإفراج عني، ومن ثم ٣٠٠ ألف ليرة من أجل فك سيارتي المغلقة التي تعرف بالفان”. متابعاً أنه “في الآونة الأخير وضمن مداهمة ليلية لمنزلي، تم اعتقالي وزجي في السجن وتعذيبي لأكثر من أربعة أيام، مع العلم بأنني بت معروفاً لدى المسلحين، ويعلمون إنني أعاني من مرض القلب وإنسداد في الشرايين، ثم جرى إطلاق سراحه لاحقاً”.

كذلك، أقدمت ميليشيا “أحرار الشرقية” على اختطاف مواطن كُردي في مدينة جنديرس، بتهمة تحضيره مُفخخات وتفجيرها. وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس، أن مجموعة مسلحة من ميليشيا “أحرار الشرقية” يتزعمها المدعو “أبو حبيب”، أقدمت على اختطاف المواطن “هوري هوري”، ومن ثم سلمته لميليشيا “الشرطة العسكرية” في المدينة. وينحدر المواطن هوري البالغ من العمر 30عاماً، من قرية آشكان غربي، ويعمل في محل لتصليح الدراجات النارية.

في السابع من آذار\مارس، أقدمت مليشيا “السلطان سليمان شاه” المعروف بـ(العمشات)، على خطف ثلاثة مواطنين من أهالي قرية “كاخرة” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وهم كل من “محمد حسين عبو”، “سمير فائق” و”منان عبو”، حيث لا يزال مصيرهم مجهولاً.

كذلك، وثقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” قيام المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، باختطاف ما لا يقل عن 73 شخصاً بينهم 5 نساء وطفل في إقليم عفرين الكُردي المحتل شمال سوريا، وذلك خلال شهر شباط/فبراير 2020 بتهم وأسباب مختلفة. وذكرت المنظمة بأنه جرى الإفراج عن 38 شخصاً منهم بما فيهم 4 نساء، بعد أن قام بعضهم و/أو ذويهم بدفع مبالغ مالية على سبيل الكفالة/الفدية، وقد تراوحت تلك المبالغ ما بين 100 و400 ألف ليرة سورية عن الشخص الواحد، وتم توثيق أخذ بعض المبالغ بالليرة التركية في هذا الشهر. فيما يزال مصير 35 معتقل/ة مجهولاً بما فيهم امرأة وطفل (دون سنّ الثامنة عشر). وبحسب شهادات الأهالي ومشاهدات الباحثين الميدانين التابعيين للمنظمة، فإنّ مليشيا “الشرطة المدنية” كانت مسؤولاً عن تنفيذ العدد الأكبر من الاعتقالات، إضافة إلى جهات أخرى؛ منها مليشيات “الشرطة العسكرية” و“أحرار الشرقية” و“فيلق الشام” و“السلطان مراد” و“لواء الشمال” و“لواء السمرقند” و“فرقة الحمزة” و“مجموعة النخبة”.

في الثامن من آذار\مارس، شنت دورية مشتركة من استخبارات الاحتلال التركي وميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، حملة اعتقالات في قرية “ترنده\الظريفة”، طالت عدد من المواطنين الكُرد، بذريعة أداء واجب الدفاع الذاتي ضمن “قوات الحماية الذاتية” سابقا، وفقاً للمراسل. وأكد المراسل أن الحملة التي شنتها قوات الاحتلال التركي أسفرت عن اعتقال أربعة مواطنين كُرد، عرف منهم كل من (ناصر محمد حمكة وحنان قدو)، مشيراً إلى أنه تم الافراج عن أحدهم والاحتفاظ بالبقية.

في العاشر من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه/شيخ الحديد” أن مسلحين من ميليشيا “لواء الوقاص” التابع لتنظيم الإخوان المسلمين، أقدموا قبل نحو شهر ونيف على اختطاف القاصر الكُردي “حسن نصرو شكري” البالغ من العمر 16 عاماً، من منزله في قرية “آنقليه”، لتفرج عنه بعد أسبوع من الاختطاف، وذلك بعد تلقيها فدية مالية من ذويه، تُقدر بـ 3 ملايين ليرة سورية. وأشار المراسل أن الشاب القاصر “حسن” تعرض خلال فترة اختطافه للتعذيب الشديد، ما أدى لفقدانه البصر في إحدى عينيه، علاوة على إصابات أخرى في مختلف أنحاء جسده، ما أجبره على التزام الفراش حتى الوقت الحاضر.

كذلك، أقدمت ميليشيا “الأمن السياسي” على اختطاف الشاب “جوان جميل إيبش” على حاجزها المُقام في المدخل الشرقي لمدينة عفرين (القوس) بتهمة أداء واجب الدفاع الذاتي إبان عهد “الإدارة الذاتية” في الإقليم المحتل، حيث جرى اقتياده إلى جهة مجهولة. وونوه المراسل إن المواطن جوان يبلغ من العمر /27عاماً/، وهو من أهالي قرية “كفرجنة” التابعة لناحية شرّا\شران، بريف عفرين الشرقي. إلى ذلك، تعرض المواطن الكُردي “أبو رشيد” قبل نحو أسبوع، في منطقة “دوار كاوا” وسط مدينة عفرين، لعملية اختطاف من قبل مليشيا إسلامية، ولا يزال مصيره مجهولاً. وينحدر المواطن الكُردي أبو رشيد من قرية عمارا التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، ويعمل سائقاً على سيارة أجرة في المدينة، قبل أن يسلبها الخاطفون في العملية ذاتها.

كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن مصير الشاب الكُردي “محمد حمليكو”، من أهالي قرية “حسيه\ميركان” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، لا يزال مجهولاً رغم مرور أكثر من سنة وتسعة أشهر على اختطافه. وأكدت المصادر أن ذوي محمد بذلوا جهودا كبيرة للكشف عن مصيره، علاوة على التكاليف الكبيرة التي دفعوها للميليشيات على شكل رشاوي في رحلة البحث عنه في سجون إعزاز والباب والراعي، إلا أنهم لم يستطيعوا معرفة أب نبأ مؤكد عن أبنهم المفقود.

في الثاني عشر من آذار\مارس، كلا لا يزال مصير المواطن “حسن كالو” من قرية “كفر زيتيه\كفرزيت” مجهولاً، عقب أكثر من ستة أشهر على أختطافه من قبل مليشيا “الجبهة الشامية” وتحديداً من قبل “جماعة البيانوني”، الذين احتلوا بيته أيضاً. كذلك أوضح المراسل أنه قد تم اختطاف المواطن الكُردي “عابدين عطنة” من “قرية حبو\كوندي حبو” صباح أمس الأربعاء، من منزله في الاشرفية بمركز عفرين، وسط معلومات أولية بأن مليشيا “الشرطة العسكرية” من نفذت تلك العملية.

الاستيلاء على أملاك وبيوت العفرينيين..

في الثاني من آذار\مارس، علم مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، أن ميليشيا “أحرار الشام” أقدمت على شراء مبنيين سكنيين عائدين لسكان عفرين الأصليين الكُرد المهجرين، يقعان في القطاع الأمني لميليشيا “أحرار الشرقية”.  وأكد المراسل أن المبنيين السكنين، الذين اشترتهما ميليشيا “أحرار الشام” من ميليشيا “أحرار الشرقية” تم مقابل ثلاثة آلاف دولار لكل مبنى، حيث يقعان على الأوتوستراد الغربي في مدينة عفرين، وتحديداً في نهاية الطريق المار من أمام “مشفى آفرين”.

في الثالث من آذار\مارس، عمدت مليشيا “رجال الحرب” المنضوية ضمن مليشيا “الجبهة الشامية” إلى بيع منزل المواطن الكردي “حسن عمو” من أهالي قرية “ترنده\الظريفة” لأهالي إدلب، بمبلغ 1500 دولار بموجب عقد عقاري مُصدق من قبل المجلس المحلي التابع للاتحلال التركي، ويقع المنزل في محيط حديقة الأشرفية. كذلك، عمدت مليشيا “المنتصر بالله” التابعة لمليشيا “أحرار الشرقية” إلى طرد الشاب الكُردي (ش.ح) من أهالي قرية “ديكيه” من منزله الكائن الشارع المقابل للملعب البلدي بـ عفرين، واستولت على منزله، علاوة على محال تجاري في المنطقة ذاتها، حيث تم تأجيرها للمستوطنين، تحت طائلة التهديد بالصاق تهمة الانتماء لـ “وحدات حماية الشعب” به.

كذلك، قال المراسل إن مسلحين من مليشيا “لواء سمرقند” تجولوا، في محيط فرن الذرة بحي المحمودية بحثاً عن المنازل التي يقطنها الكُرد بالإيجار أو الرهنية. وأضاف المراسل إن المسلحين قاموا بإنذار مواطنين كُرد لإخلاء المنازل التي يقيمون فيها، عرف منهم “محمد بلال” من قرية “جيا” و”يوسف عيسى” من أهالي “جوقيه”. وأشار المراسل إن عملية الإنذار بالإخلاء رافقها اعتداء جسدي بسبب مقاومة أبداها المواطنان الكُرديان في وجه مُحاولة الاستيلاء على المنزلين اللذين يقيمان فيهما (إذ يقيم بعض العفرينيين في منازل أقارب لهم ممن هجروا من عفرين)، ما دفع بالمسلحين إلى الاعتداء عليهما بالضرب وتم تهديدهما بإخلاء المنزلين بهدف تأجيرها للفارين من إدلب مقابل مبالغ مالية تعود لمتزعمي المليشيا.

في السابع من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم إن جماعة المدعو أبو حسن الديري التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية”، قد قامت ببيع منزل في محيط البازار بحي الأشرفية، قرب “جامع بلال”، تعود ملكيته لإمرأة كُردية تنحدر من قرية “برج القاص”، تدعى “زينب”، وهي متزوجة من رجل في “شيه\شيخ الحديد”، وذلك بمبلغ 2500 دولار، حيث جرى بيعها لعائلة من قبتان الجبل. كما قامت الجماعة ذاتها ببيع شقة غير مكسية لعائلة من إدلب، تعود ملكيتها للمواطن الكردي “جلال” المنحدر من قرية “أحرص”، حيث يقع مقر المليشيا في البناء ذاته، كما قامت الجماعة ببيع محل تجاري في البناء ذاته بمبلغ 1500 دولار. وبجانب “جامع بلال” ضمن “بناء الأستاذ رشيد “ الذي كان يعمل متعهداً، تم بيع محلين تجاريين من قبل “تجمع أبناء دير الزور” التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية” بمبلغ 3 آلاف دولار، وافتتح فيها مركز لبيع معدات الطاقة الشمسية والاكسسوارات، وينحدر المشتري من سرمدا. وفي محيط مدرسة ميسلون، تم بيع منزل المواطن الكُردي المهجر في تل رفعت، “نظمي باكير” من أهالي قرى الميدانيات التابعة لناحية راجو، من قبل مليشيا “لواء المعتصم”، لمستوطنين من إدلب بمبلغ 2500 دولار. كذلك، تم بيع مركز كومين “الشهيد فراس” أسفل حديقة الأشرفية، لمستوطنين من إدلب، من قبل جماعة النعيم التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية”. وفي الأثناء، علم مراسل “عفرين بوست” أن جماعة أحمد الهاشم التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية”، تعتزم بيع بناء مكسي في المنطقة الواقعة على طريق قرية ترنده/الظريفة، تعود ملكيته لـ (حمودة سباكة) بمبلغ 14 ألف دولار، حيث يتكون البناء من 8 شقق سكنية مكسية وعائدة لمهجري عفرين.

في العاشر من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن مسلحين من جماعة “القوة 55 ” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، أقدموا على بيع منزل المواطن الكُردي “بركات بركات” الكائن في محيط حديق الأشرفية، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، موضحا أن المنزل ذاته تم بيعه في المرة الأولى بـ 7500 دولار، وفي المرة الثانية بملبغ 500 دولار، وفي المرة الثالثة بمبلغ 900 دولار.

في الحادي عشر من آذار\مارس، أقدم مسلحو الميليشيات الإسلامية على استغلال فترة غياب مواطنة كُردية عن منزلها، وقاموا بكسر باب منزلها وإسكان عائلة مستوطنة فيه، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”.  وأكد المراسل أن مسلحين من جماعة “نضال البيانوني” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، أقدموا على كسر قفل باب المنزل العائدة للمواطنة الكُردية “الماز رشيد” (أم وحيد)، أثناء فترة غيابها عن المنزل، وأسكنوا فيه عائلة مستوطنة تنحدر من بلدة البيانون بريف حلب الغربي. وأضاف المراسل أن المنزل يقع في محيط دوار القبان بحي الأشرفية، مشيراً إلى أن المواطنة “ألماز أم وحيد” كانت في رحلة علاج لأحد المشافي، وعند عودتها إلى منزلها تفاجأت باحتلاله من قبل العائلة المستوطنة. وقد قامت “جماعة البيانوني” بسرقة بطاريات البيت وعددها 2، وألواح الطاقة الشمسية، وبعد عدة محاولات من المرأة استطاعت استرجاع منزلها من الجماعة، وهناك بعض المصادر تقول أن “أم وحيد” تعرضت للضرب من قبل جماعة بيانوني.

آثار عفرين..

في الرابع من آذار\مارس، واصل المحتل التركي سرقة وتدمير المواقع الأثرية في إقليم عفرين، حيث تم توثيق أكثر من عشرين موقع أثري تم تخريبه عن طريق المحتل التركي ومسلحي الغخوان المسلمين، وهي تلال وكنائس وقلاع مثل ( تل ميدانكي – تل شيه -تل قيباريه – تل مارساوا – تل قطمة – دير بلوط – تل ديرمية- تل جنديرس – تل باسرقة – تل أرندة ـ  تل ترندة\الظريفة – تل حلوبية – تل زرافكة – تل عين دارة أو معبد عين دارة – تل ديرصوان – تل استير – تل جلمة – تل بربعوش – تل شوربة –  كما تم سرقة وتدمير آثار قرية علبسكة منها لوحات فسيفسائية). كما تم توثيق تخريب قلعة نبي هوري ومغارة دودارية وكنيسة مار مارون، وفي يوم الأربعاء\الرابع من مارس، قال مراسل “عفرين بوست” إن مسلحي الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد بدأوا بتخريب “تل عنديب” القريب قرية استير، بأربعة اليات حفر من نوع التركس والباكر، بالإضافة إلى طاقم مكون من عمال وفنيين من خبراء آثار أتراك، مزودين بأجهزة البحث عن الذهب ولازال الحفر مستمر. وبلغ عدد القطع التي تم سرقتها وتهريبها إلى تركيا من عفرين  أكثر من ١٦ ألف قطعة، منها تماثيل ونقود وأختام ورقم طينية عليها كتابات مسمارية والكثير من التحف، منها لوحات جدارية وتماثيل ضخمة وغيرها الكثر من القطع، كما تم سرقة جميع اللقى الأثرية التي تعود لمتحف معبد عين دارة التي تم إخراجها من قبل البعثات الأثرية التي عملت في موقع تل عين دارة وما حولها، كما تم اخراج صندوقين كبيرين من قلعة نبي هوري لم يتم معرفة محتواهما، وجرى نقلهما مباشرة الى تركيا. ويشير مراقبون أن الاحتلال التركي يهدف من وراء تلك الأعمال، تدمير الهوية الثقافية للإقليم الكردي، الذي تعتبر من أقدم المناطق التي استوطن فيها البشر، منذ الآلاف السنين، بعد سلسلة الهجرات التي قاموا بها من القارة السمراء بتجاه منطقة الهلال الخصيب، حيث تعتبر “مغارة دودارية” التي تم اكتشاف هيكل عظمي فيها لطفل النياندرتال الذي يرجع تاريخه الى أكثر من ٦١ ألف عام قبل الميلاد من قبل البحثة اليابانية للآثار في عام ١٩٩٤، واحداً من الأدلة على تلك الفرضية.

في الخامس من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” بأن المليشيات الإسلامية أقدمت على نبش “تل الحوبية” الواقع بين قريتي “كمروك” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي” و”ميدانكي” التابعة لناحية “شرا\شران”، بالإضافة لنبش تل قرية “كتخ” في ناحية موباتا. ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، استخدم جيش الاحتلال التركي ومسلحوه اجهزة متطورة للكشف عن الاثار والمعادن، وسبق أن أكد أهالي أن جيش الاحتلال اخرج كميات من الذهب المدفون في قرية بعرافا على الاقل، إضافة للحديث الدائم عن التنقيب في تلال عفرين الاثرية، والتي يؤكد خبراء الاثار تضمينها طبقات عدة، وبالتالي احتواء اثار من حقب مختلفة تعود لحضارات تعاقبت على المنطقة.

في العاشر من آذار\مارس، انهارت مئذنة جامع في مركز ناحية “شيه/شيخ الحديد”، مؤخراً نتيجة أعمال الحفر التي تنفذها سلطات الاحتلال التركي بآليات ثقيلة منذ نحو شهرين، بهدف البحث عن الدفائن والكنوز الأثرية في موقع الجامع. وأكد سكان محليون من داخل البلدة لـ “عفرين بوست”، أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه” المعرفة بالعمشات، كانت قد فرضت طوقاً أمنياً حول موقع الجامع منذ نحو شهرين، فيما كانت تتواصل داخل المواقع أعمال الحفر بإشراف عنصر تركي، بذريعة إجراء أعمال ترميم في الجامع، لكنها كانت تهدف للبحث عن الآثار. وأضافت المصادر أن أعمال الحفر تركزت أسفل الجامع ما أدى لانهيار مأذنته (ارتفاعها 25 م) بشكل كامل، منوهة أن تاريخ بناء الجامع في ساحة النبعة وسط البلدة، يعود لنحو 150 عاماً. وأشارت المصادر أنه تم تدمير المحال التجارية أيضاً، المقامة في أرض الجامع، والتي كانت تستثمر لصالح إمام الجامع في الفترة السابقة، وأردفت تلك المصادر أن أعمال حفر مشابهة تطال جامع “النبي هوري” أيضاً.

نشر التطرف..

في الثاني من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين، إن استخبارات الاحتلال التركي، اعتقلت 8 مستوطنين من مخيم الأشرفية القريب من (خزان المياه)، بسبب فرارهم من معارك إدلب، وهم مسلحون من “جبهة النصرة”.

في الثالث من آذار\مارس، قام مسلح تركماني متنفذ من إعزاز، بطرد فريق قناة تي ري تي 6 الحكومية من المستوصف المقام في حي الزيدية بسبب إعداد التقرير باللغة الكردية. وقال مراسل “عفرين بوست” أن المسلح يتبع لمليشيا “فرقة السلطان مراد” التي ينحدر غالبية مسلحيها من المكون التركماني.

في السابع من آذار\مارس، علمت “عفرين بوست” من مصادر في أوساط مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أن المخابرات التركية أشركت عناصر من تنظيم داعش الإرهابي، في معركة السيطرة على بلدة “الشيخ عقيل” بريف حلب الغربي مؤخراً. وأكدت المصادر أن العناصر كانوا معتقلين في سجن “ماراتي\معراتيه” وتم إخراجهم من السجن بهدف المشاركة في معارك السيطرة على قرى وبلدات ريف حلب الغربي، مُشيرةً إلى إنه بعد الانتهاء من السيطرة على البلدة، تم إعادة العناصر إلى السجن، وأن قسماً منهم لقوا حتفهم في تلك المعارك. وكانت قد عرضت “سكاي نيوز عربية” في الخامس من مارس الجاري، مقاطع فيديو لمسلحين ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي، وهم يقاتلون إلى جانب جيش الاحتلال التركي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في أحدث إشارة إلى استغلال تركيا للتنظيمات الإرهابية. وظهر المسلحون الذين يضعون أعلام داعش فوق زيهم العسكري باستعراض أمام جثة جندي من قوات النظام السوري، وكانت تقارير كثيرة أكدت أن أنقرة تعتمد على التنظيمات المصنفة إرهابية في عملياتها العسكرية وتقدم لها الدعم الجوي والبري، وهو ما تكرر خلال غزو واحتلال كل من عفرين و”سريه كانيه\رأس العين”، و”كري سبي\تل أبيض”. وبحسب مراقبين، يتخذ شكل الانصهار المباشر بين الدواعش والجيش التركي المحتل أشكالا عدة، إن كان على شكل مرتزقة في ليبيا، أو إلباس المتطرفين البزة العسكرية التركية والقتال تحت غطاء المدافع والطائرات الهجومية المسيرة، والتحرك في الآليات التي أرسلتها أنقرة لتعزيز نقاطها وعمليتها العسكرية في إدلب السورية. واتهمت موسكو تركيا صراحة بانتهاك القانون الدولي، وبأنها دمجت نقاط تمركز جنودها في إدلب مع المناطق المحصنة للتنظيمات التي يصنفها العالم إرهابية، وهي هيئة تحرير الشام والحزب التركستاني وتنظيم حراس الدين وغيرها. وباتت هذه التنظيمات ركيزة الجيش التركي المحتل في أي هجوم بري في سوريا، وقد قامت بارتكاب جرائم حرب في جميع المناطق التي حاربت فيها مع الغزو التركي إن كان ضد قوات سوريا الديمقراطية والمكون الكُردي حين نفذوا إعدامات ميدانية، أو ما يقومون به من قتل على الطريقة الداعشية لمن يقع في أيديهم من أسرى. والأخطر من كل ذلك هو تحقق المخاوف الدولية من بث الروح في جسد داعش وأمثاله على يد الجيش التركي، الذي بدد جهوداً دولية مضنية امتدت لسنوات للقضاء على أخطر التنظيمات الإرهابية في التاريخ الحديث. وأكدت وقائع عديدة وجود علاقات بين تركيا وتنظيم داعش الإرهابي منذ سنوات طويلة، على الرغم من إنكار أنقرة علناً لوجود هذه العلاقة، وفي نوفمبر 2019، قالت وزارة الخزانة الأميركية إن هناك كيانات وأشخاص يمولون تنظيم داعش الإرهابي داخل تركيا ويقدمون له الدعم اللوجستي.

في الثامن من آذار\مارس، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن مخابرات الاحتلال التركي، عمدت إلى إخراج ثلاث من المسلحين من سجن “مارتيه\معراتيه” التابع لميليشيا “الشرطة العسكرية” وأرسلتهم إلى ليبيا، رغم أنها أدانتهم في جريمة قتل مواطن كُردي قبل نحو عام. وأوضحت المصادر أن المخابرات التركية أفرجت قبل نحو أسبوعين، عن ثلاثة مسلحين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” والذين ينحدرون من محافظة حمص، وأرسلتهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الوطني الإخوانية، ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وأكدت المصادر أن المُفرج عنهم كانوا قد سجنوا من قبل ميليشيا “الشرطة العسكرية”، لإقدامهم على قتل المواطن الكُردي “عدنان رشيد أمير” في قرية ميدانكي التابعة لناحية “شرا\شران”، وذلك أثناء تصديه لعملية سرقة كان المسلحون يعتزمون القيام بها ضد محال تجارية في البلدة. إلى ذلك، أفادت مصادر خاصة من داخل مقر ميليشيا “الشرطة العسكرية” أن عدداً من السجناء الموقوفين على خلفية ارتكاب جرائم، رفعوا طلباً إلى المدعو “محمد حمادين” المكنى بـ” أبو رياض”، وهو متزعم في الميليشيا في مدينة عفرين، للإفراج عنهم للرحيل إلى ليبيا، والمشاركة في القتال هناك كمرتزقة لدى قوات الاحتلال التركي، ضد الجيش الوطني الليبي، مُشيرة إلى أن طلبهم قيد الدراسة حالياً.

في التاسع من آذار\مارس، دفن 4 من قتلى ميليشيا “فرقة السلطان مراد” في مقبرة كرسانه بمركز عفرين، من بينهم المسلح باسل محمد، فيما يوجد 47 جثة أخرى على الطريق من ليبيا إلى عفرين، حيث يتم جلبها على دفعات من ليبيا. وفي الأثناء، يستكمل الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، التحضيرات لسوق 600 مُسلح من مليشيا “أحرار الشرقية” ومليشيا “لواء المعتصم”، إلا أن خلافات حول الرواتب أخرت خروج الدفعة، حيث تطالب الميليشيات تركيا تسليمهم دفعة مُسبقة من الرواتب، لكن الأتراك يرفضون تسليمهم الرواتب حتى دخول الأراضي التركية.

كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن دفعة جديدة من المسلحين التابعين لميليشيا “فرقة السلطان مراد”، إنطلقوا من مركز إقليم عفرين، صوب معبر باب السلامة القريب من مدينة إعزاز المحتلة، في طريقها إلى ليبيا. وأكد المراسل أن ثلاث حافلات بيضاء اللون، يتسع كل منها لـ 28 راكباً، انطلقت من أمام مبنى “هيئة الزراعة” في عهد الإدارة الذاتية سابقاً، والتي تتخذه ميليشيا “السلطان مراد” مقراً لها، وتوجهت صوب معبر “باب السلامة” الحدودي، وذلك بإشراف المدعو “أبو طيار” الذي كان يستقل سيارة “سنتافيه” بيضاء اللون. وأشار المراسل أن أعداد المسلحين كان يقارب المئة مُسلح، نظراً لامتلاء الحافلات ووقوف قسم منهم بين الكراسي.

في العاشر من آذار\مارس، أكد مراسل “عفرين بوست” أن ميليشيا “جيش النخبة” المتمركزة في بلدة ميدانكي، أرسلت عشرين مسلحاً تابعاً لها إلى لبيبا، فيما ترفض أعداد أخرى إطاعة الأوامر الصادرة عن متزعميها، بضرورة الالتحاق بالمعارك في ليبيا بناء على الأوامر التركية. وأشار المراسل أن مسلحي الميليشيا في قرى (شيخوتكا وعمارا وشوربه) يرفضون الذهاب إلى ليبيا، ما دفع بمتزعميها إلى تهديدهم بالفصل وقطع الراتب في حال عدم الالتزام بالأوامر الصادرة عنهم.

في الحادي عشر من آذار\مارس، قال المراسل إن ثلاثة جثث تابعة لمسلحين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” وصلت إلى عفرين، ممن كانوا قتلوا في المعارك الدائرة في ليبيا، موضحاً أن مراسم التشييع بدأت من مقر الميليشيا في حي عفرين القديمة المعروف بـ”مقر أبو قاسم الحمصي”. كما علم المراسل بوصول 3 جثث لمسلحي ميليشيا “لواء المعتصم” إلى مدينة مارع من بينهم المدعو ” أحمد ناصر” وهو من عشيرة العميرات في مارع. كذلك، قال المراسل أن ميليشيا “السلطان محمد الفاتح ” التركمانية، دفنت، جثث أثنين من مسلحيها، في مقبرة  كرسانة جنوب مركز عفرين، ممن كانوا قد قتلوا في المعارك الدائرة في ليبيا.

مجالس الاحتلال..

في الخامس من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” إن الفساد الإداري مستشري في مجلس الاحتلال المحلي التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في عفرين، حيث يعمل موظفوه على التكسب من المساعدات المقدمة من بعض الجهات كــ قطر والمؤسسات الإغاثية التركية! وفي السياق، أوضح المراسل إن موظفاً إدلبياً يعمل في غرفة الدعم الزراعي التابعة للمجلس المحلي بـ عفرين، قام ببيع 150 كيس سماد لتاجر من “أبناء حج علي الدرعوزي” بمبلغ 9 آلاف ليرة سورية للكيس الواحد.

التفجيرات في عفرين..

في الخامس من آذار\مارس، انفجرت دراجة نارية مفخخة، وسط مدينة جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل، مسفراً عن سقوط جريحين في صفوف المستوطنين، إضافة لتحطم واجهات المحال التجارية في موقع التفجير. وقالت مصادر لـ “عفرين بوست” أن التفجير وقع بالقربة من محطة “بركات” للمحروقات والواقعة على طريق جنديرس – حمام، مُضيفةً أنه أعقب التفجير محاولة عدد من مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” سرقة محل مجوهرات يفتتحها مستوطن قادم من بلدة أطمة بريف إدلب، حيث أفشل القائمون عليه عملية السرقة. ورجحت المصادر أن يكون التفجير مُفتعلا، ويبدو أنه كان يهدف لسرقة محل المجوهرات المُفتتح في المحل التجاري العائد للمواطن الكُردي المُهجر “أبو عوني”، الذي كان يعمل صائغ ذهب أيضاً.

في الثامن من آذار\مارس، قتل خمسة مسلحين من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، جراء ثلاث عمليات تفجير تم تنفيذها بواسطة دراجات نارية مفخخة في مدينة عفرين وريفها، وفقا لمراسلي “عفرين بوست”. وأوضح المراسل في مركز عفرين، أن التفجير الأول حصل صباح يوم أمس الأحد، بواسطة دراجة نارية مُفخخة أمام مقر ميليشيا “لواء درع الحسكة” التابعة لمليشيا الفيلق الثالث، وهو كان مركز جباية الكهرباء في احدى تفرعات شارع السياسية وسط المدينة، مسفراً عن مقتل مُسلح من الميليشيا، وإصابة ستة أشخاص آخرين، بينهم مدنيان كُرديان من أهالي الإقليم. وأضاف المراسل أن التفجير الثاني وقع أمام مبنى الجمارك “مطاعم كبصو”، بواسطة دراجة نارية مُفخخة، وأسفر عن مقتل أربعة مسلحين من جماعة “كبصو” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، في حين حدث تفجير مُماثل في مركز ناحية “شرا\شران” دون أن يسفر عن سقوط قتلى من المسلحين.

اقتتال المليشيات وذويهم المستوطنين..

في العاشر من آذار\مارس، علم مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المُحتل، أن الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي تواصل الاعتداء على الفارين من إدلب وتسطو على ممتلكاتهم، علاوة على قيامها باستغلال حاجتهم للمساكن بعد فرارهم من مناطقهم الأصلية في إدلب وريف حلب الغربي، من خلال تأجيررهم منازل ومحال الكُرد المهجرين بمبالغ خيالية. وأكد المراسل أن جماعة “أبو محمد” التابعة لميليشيا “أحرار الشرقية” أقدمت على سلب 4 رؤوس أغنام من أهالي إدلب، الذين يخيمون في محيط حي الأشرفية، علاوة على التزود باللبن والحليب منهم دون أن يدفعوا لهم ثمنها، بحجة أنها أمّنت لهم المأوى ولا يحق لهم المطالبة بثمن منتوجاتهم الغذائية من ألبان وأجبان! إلى ذلك، اعتدى مسلحون من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” أمس الاثنين، على رُعاة غنم فارين من إدلب، ويقطنون حالياً في مخيمات في ناحية “شرا/ شران” بسبب تجرؤهم على المطالبة بأثمان الأجبان والألبان التي يأخذها المسلحون من هؤلاء الرُعاة. من جهة أخرى، بدأت قوافل الفارين من قرى وبلدات إدلب بالعودة إلى ديارهم عبر معبر دير بلوط، في وقت دخل فيه الاتفاق الروسي التركي حول وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد بإدلب، حيز التنفيذ.

النظام السوري..

في السادس من آذار\مارس، قالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إن لغة تناول رئيس النظام السوري، المدعو بشار الأسد، حول القضية الكردية في سوريا تتناغم مع سياسات الاحتلال التركي وتغازلها، وهذا يدل على أن النظام غير جاد بالحل الديمقراطي في البلاد، وشددت على أن مشروع الإدارة الذاتية لا يمس بقيم سوريا ووحدتها. وقلل المدعو بشار في مقابلة مع قناة روسيا ٢٤، أول أمس الخميس، من شأن الكُرد في سوريا ونفى وجود “قضية كُردية” في البلاد، فيما ردت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” في بيان، الجمعة، بالتاكيد على أن اللغة التي تناول بها “بشار” القضية الكردية التاريخية في سوريا “تتناغم مع سياسات تركيا وتغازلها” رغم كل ما تقوم بها الأخيرة من “ممارسات وانتهاكات وخرق للسيادة السورية التي لطالما يتحدث النظام عن أنه لن يسمح لأحد بخرقها”. وتابعت الإدارة الذاتية في البيان إلى أن هذا التناول” يقوض جهود الحل ويدل على أن النظام غير جاد بموضوع الحوار والانفتاح على الحلول الديمقراطية في سوريا”، حيث تعتبر الإدارة الذاتية أن القضية الكردية هي جزء مهم من الحل السوري، وحلها ضمن الإطار السوري يساهم بتحقيق التقدم والتغيير في سوريا. بحسب بيان الإدارة. واستنكر البيان تهم الانفصالية التي توجه للإدارة الذاتية، وأكد أن مناطق شمال وشرق سوريا هي الأكثر دفاعاً حتى الآن عن سوريا وتنوعها ووحدتها. وتضمن البيان أن “المقاومة التي ظهرت في عفرين لمدة /58/ يوماً ضد عدوان الطورانية التركية، وكذلك في رأس العين/ سري كانية وتل أبيض/ كري سبي، وسنوات من المقاومة ضد داعش، لم تكن إلا لمنع تحول سوريا لولاية تركية (…) في ذات الوقت الذي كان النظام السوري يلزم الصمت وكأن ما يجري في عموم هذه المناطق هو خارج الإطار السوري”. ونوه البيان، أن مشروع الإدارة الذاتية مشروع وطني سوري لا يمس بقيم سوريا ولا وحدتها، “على عكس عقلية النظام وسياساته وتجاهله للخطر التركي على وجه الخصوص”، وأن هذه المشروع أثبت أنه يحافظ على التعددية والتنوع في شمال وشرق سوريا. ولفتت الإدارة إلى أن أي استهداف بأي شكل لمناطقها هو “للنيل من هذه المكاسب الوطنية السورية، ولا تصب إلا في مصلحة من يريد الفوضى لسوريا والتناحر بين مكوناتها والتقسيم لوحدتها”. وكان قد لام النظام السوري الاحتلال التركي في الخامس من فبراير الماضي، بسبب كذبه وعدم تطبيقه اتفاقية أضنة، مما أظهر حينها أن النظام السوري لم يستفد من الدروس والعبر خلال السنوات التسعة المنصرمة، من تمويل أنقرة وتسليحها المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، حيث لا يزال  باحثاُ عن تطبيق ذلك الأتفاق المشؤوم الذي كان هدفه الأساس النيل من الشعب الكردي في سوريا، ومحاربته من قبل النظامين معاً، في سبيل منعه من استحواذ حقوقه المشروعة ضمن سوريا واحدة لا مركزية، لا تتسلط فيها فئة على أخرى. وعقب احتلال أرضهم، منع النظام السوري أهالي عفرين من التوجه الى مدينة حلب، على الرغم من أن الجميع أهالي عفرين يحملون الجنسية السورية، كما أنه معظمهم يمتلك منازل فيها. ورصد ناشطون كُرد في العام 2018، ممارسات عديدة صدرت عن أنصار النظام السوري خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي، تمثلت في تحريضها على عفرين كونها رفضت من وجهة نظرهم “دخول الدولة”، علماً أن “الإدارة الذاتية” طالبت النظام بنشر قواته على الحدود لسحب الحجة التركية التي تتحدث عن انفصاليين، لكن النظام السوري رفض ذلك مشترطاً حل “الإدارة” وعودة سلطاته المركزية وأجهزته الأمنية والمخابراتية كما سابق عهدها! كما رصد مواطنون كُرد مجموعة انتهاكات مارستها أجهزة النظام الأمنية والإدارية، وفي هذا السياق ذكرى أحد المواطنين تعرضه لإهانة من قبل أحد موالي النظام في حلب، عندما قال له: ” خرجكم الله لا يقيمكم، مو أنتو بدكم تعملوا دولة!”. ولم يسبق أن طالبت الأحزاب الكُردية أو “الإدارة الذاتية” بالانفصال عن سوريا أو تشكيل كيان مستقل، حيث يسعى الكُرد حسب مشروعهم السياسي إلى توزيع السلطات وإقامة نظام لامركزي، مؤكدين أن إعادة انتاج النظام السابق، ستعني صراع متجدد لاحقاً. وفي الثلاثين من نوفمبر العام 2018، قال المواطن (س، ع) من أهالي عفرين لـ “عفرين بوست” أن موظفاً حكومياً رفض أعطاه راتبه التقاعدي بحجة أنه يتوجب عليه الحصول على مرتبه من أمريكا (في إشارة الى تعاون الكُرد مع التحالف الدولي لمحاربة داعش)، وهو ما تسبب في تأخير حصوله على راتبه لعدة شهور، قبل أن يتمكن من إعادة الحصول عليه. وعقب احتلال إقليم عفرين، واصلت أجهزة النظام الأمنية مُلاحقة السياسيين الكُرد في حلب ضمن مناطق سيطرته، وفي هذا السياق ذكر مواطن كُردي ينتمي لإحدى الأحزاب الكُردية ويبلغ من العمر 60 عاماً، انه تعرض الى التوقيف والإهانة من قبل حاجز تابع لما يسمى “الأمن العسكري” على مدخل مدينة حلب، حيث تم اعتقاله لأكثر من 10 أيام، وجرى تعذيبه بحجة أنهم كانوا يقومون بوضع الخطط لـ “وحدات حماية الشعب”! وتمكنت كل من روسيا وتركيا من تحقيق صفقة على حساب إقليم عفرين، ومناطق في ريف دمشق وحمص، عندما جرى الموافقة من جانب روسيا على اجتاح عفرين، مقابل إخلاء تركيا لمناطق تسيطر عليها مليشيات مدعومة من قبلها في محيط دمشق، ونقلها إلى عفرين بغية تغيير ديمغرافيتها والقضاء على كُردية المنطقة. ووفرت الصفقة التركية الروسية مكسباً كبيراً للنظام من خلال إفراع (الحاضنة السنية) في محيط العاصمة دمشق، حيث تمكن رئيس النظام السوري بشار الأسد من زيارة الغوطة الشرقية يوم الثامن عشر من آذار مارس المنصرم، أي في يوم احتلال تركيا لإقليم عفرين الكُردي، وهي زيارة لم يتمكن أحد من مسؤولي النظام القيام بها خلال سنوات خلت، نتيجة سيطرة المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين عليها. ومنذ احتلال عفرين آذار\مارس العام 2018، لا يسمح النظام السوري للمواطنين الكُرد الذين تنتمي قيودهم إلى عفرين بالتوجه إلى حلب، حيث سبق وأعيد المئات من المواطنين المسنين والسيدات من على حواجزه في مشارف حلب إلى مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي أو مناطق الشهباء، في حين كان يتم اعتقال الشبان ممن هم في عمر الخدمة الاحتياطية أو الإلزامية لصالح قوات النظام.

في الحادس عشر من آذار\مارس، أصدرت جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة ومقرها في ألمانيا، بيانا حول الاشاعات المتعلقة بوجود صفقات سرية بين الرئيس الروسي بوتين ونظيره اتركي اردوغان بعد توقيع بروتوكول موسكو في الخامس من مارس\آذار الحالي. وقالت المنظمة إن الرئيس التركي يريد توطين المهجرين والنازحين من عفرين الكُردية الموجودين في شمال حلب في محافظة الرقة العربية حسب وصفها، واعتبرت المنظمة الأمر بـ “الخطير” مُؤكدة أن “أهل عفرين يريدون العودة إلى بيوتهم في عفرين وليس إلى الرقة”. وفي تصريح خاص لـ “عفرين بوست” قال رئيس قسم الشرق الأوسط في الجمعية، الدكتور “كمال سيدو”: “إن حدثت فهذه عملية تغيير ديموغرافي مزدوجة: التغيير الديموغرافي في عفرين الكردية وفي الرقة العربية”. وأضاف “سيدو” أن هذا الأمر يعد تحريضاً على صراع قومي بين العرب والكُرد، مشيراً إلى أن الإدارة الذاتية قامت بإفشال هذا الصراع، عبر إتباع سياسة مناهضة للحقد والكراهية بين المكونات القومية والدينية في سوريا. وأكد المسؤول في جمعية الشعوب المُهددة، أن لتركيا والنظام السوري مصلحة مباشرة في مثل الصراع. وتأسست جمعية الشعوب المهددة في 1968 وتتمتع بصفة مراقب في كل من الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons