عفرين بوست-خاص
يتكرر وصول جثث مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، إلى إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، بعد سوقهم من قبل تركيا وزجهم في المعارك الدائرة بين حكومة “الوفاق الوطني” الإخوانية بقيادة فايز السراج، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وفق ما تم رصد من قبل مراسلي “عفرين بوست” في نواحي الإقليم.
وفي السياق، دفن 4 من قتلى ميليشيا “فرقة السلطان مراد” في مقبرة كرسانه بمركز عفرين، من بينهم المسلح باسل محمد، فيما يوجد 47 جثة أخرى على الطريق من ليبيا إلى عفرين، حيث يتم جلبها على دفعات من ليبيا.
وفي الأثناء، يستكمل الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، التحضيرات لسوق 600 مُسلح من مليشيا “أحرار الشرقية” ومليشيا “لواء المعتصم”، إلا أن خلافات حول الرواتب أخرت خروج الدفعة، حيث تطالب الميليشيات تركيا تسليمهم دفعة مُسبقة من الرواتب، لكن الأتراك يرفضون تسليمهم الرواتب حتى دخول الأراضي التركية.
وكانت قد أرسلت ميليشيا “السلطان سليمان شاه”، مؤخراً كتيبة كاملة قوامها 270 مسلح، تحت مسمى كتيبة “أحفاد أرطغرل”، وكلهم من العنصر التركماني، وجرى تدريبهم في أحد المعسكرات في “شيه/ شيخ الحديد”، وذكر المرصد قبل أيام أن عديد القتلى بلغ 117 مسلحاً في صفوف مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين بفرعه السوري في ليبيا، وأغلبهم من مليشيات “السلطان مراد” و”لواء المعتصم”، وفق المرصد.
وفضح المدعو “أحمد كرمو الشهابي” المتزعم في المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المستور في التاسع عشر من يناير الماضي، عندما أقر بأنهم جنود للاحتلال ولا يمتون بأي صلة لسوريا والسوريين، على عكس الرواية الكاذبة التي حاولوا تسويقها على مدار سنوات من أنهم يسعون لمحاربة “الإنفصاليين” في إشارة إلى “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تعتبر الطرف الوحيد الساعي لبناء سوريا جديدة تجمع كل أبنائها.
وصرح “كرمو” في مقابلةٍ مع قناة Akit tv التركية، بأنهم “مستعدون للذهاب إلى الجهاد في أي مكان، ولن نتوقف”، في إشارة إلى إرسالهم كمرتزقة إلى ليبيا للقتال هناك، كما كانوا سابقاً مرتزقة وبرروا احتلال الأراضي السورية في (عفرين وكري سبي\تل أبيض وسريه كانيه\رأس العين)، وهي بلدات سورية تتميز بنسيجها الأجتماعي الخاص، وتحوي على الكُرد خاصة، حيث تقمص هؤلاء المسلحون الرواية التركية بغية تدمير نظام “الإدارة الذاتية”، ومنع مكونات شمال سوريا من استحواذ حقوقها بشكل دستوري ضمن سوريا لامركزية.
ورداً على سؤال مقدّم البرنامج “هل سترسلون مقاتلين إلى ليبيا؟” أجاب “كرمو”: “إن شاء الله، وحين نتخلص من ظلم الأسد، سنتوجه لمحاربة الظلم أينما وجد، سنكون سبّاقين في محاربته، وكما سنتخلص من قمع الأسد، سنخلّص أخوتنا التركستان من القمع” (في إشارة إلى الإيغور الصينيين).
وتقدم “كرمو” بالشكر لرئيس الاحتلال التركي أردوغان “على ما قدّمه للشعب السوري إنسانياً وعسكرياً وسياسياً”، على حد تعبيره، وأردف: “لم ينظر إلينا كسوريين، بل كأخوة، وكما قال الرئيس أردوغان: “نحن الأنصار وأنتم المهاجرون”، وهي عبارة تحمل في طياتها الكثير، إذ يبدي المتزعم استصغاراً للسوريين وكأنه ليس منهم.
وتابع “كرمو” حديثه قائلاً: “أرواحنا وأطفالنا وأجدادنا فداء للوطن، فداء للخلافة العثمانية”، وهو ما يؤكد على عمالتهم لتركيا، وسعيهم لإقتطاع الأراضي السورية وضمها إلى تركيا، وتقسيم الأراضي السورية جغرافياً، بعد أن قسموا بين السوريين مذهبياً وقومياً، رغم كل محاولات شعوب شمال سوريا من العرب والكرد والسريان والأرمن وغيرهم، على مواجهة التطلعات الإنفصالية للمليشيات الإخوانية.
وأثبت حديث “كرمو” زيف الإدعاءات التركية التي كانت تدعي محاربة “قوات سوريا الديمقراطية” بغية حماية وحدة الأراضي السورية، وبرهن بأن “قسد” كانت الطرف الأكثر حرصاً على وحدة سوريا لمواجهة التطلعات التوسعية التركية، كما يثبت حديث المتزعم كيف عرقلت تركيا الحلول السياسية الممكنة في سوريا، ومنعت السوريين من الإلتقاء، عبر منع إقامة سورية لامركزية، لا تسود فيها ملة أو طائفة على أخرى.
وسعت أنقرة لصالح طغيان تنظيم الإخوان المسلمين وتبرير احتلالها للأراضي السورية عبرهم، بحجة حماية السوريين من النظام، وهي حجة واهية، وقد أثبتتها اجتماعات هاكان فيدان مع علي مملوك منتصف يناير الماضي، في موسكو، والتي اتفقوا فيها على محاربة “قوات سوريا الديمقراطية”، باعتبار أن مشروعها في بناء سوريا ديمقراطية لامركزية، لا يصب في صالح النظام المركزي في دمشق، أو النظام التوسعي في أنقرة، حيث يعتاش الجانبان على إطالة الحرب ودماء السوريين.