ديسمبر 23. 2024

في اليوم السادس والثلاثين للغزو التركي الإخواني: أتباع الإخوان في “الغوطة” يتحضرون للانتقال إلى عفرين والاستيطان فيها

عفرين بوست-خاص

تواصلت في الرابع والعشرين من فبراير العام 2018، عمليات الغزو التركي المرافق بمليشيات الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، في يومها السادس والثلاثين، على إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، بغية حرمان سكانه من حقهم المشروع في إدارة أنفسهم بأنفسهم، ضمن النظام السياسي الذي أوجدوه تحت مسمى “الإدارة الذاتية”، والذي تمكن من حمايتهم من الحرب الأهلية الطاحنة، التي دارت رحاها على مدار سبع سنوات على تخوم عفرين، دون أن يسمح أبناء الإقليم من “قوات سوريا الديمقراطية” بتسرب الإرهابيين والمتطرفين المستترين تحت مسميات (الثورة والحرية) إلى إقليمهم، بغية التخريب وهدم النسيج الاجتماعي السوري، خدمة للأطماع الاحتلالية التركية الساعية إلى استعادة العثمانية البائدة.

سياسياً..

أرجأ مجلس الأمن الدولي تصويتا على مشروع قرار لهدنة 30 يوماً في سوريا، حيث كانت تقصف طائرات موالية للنظام آخر معقل لمليشيات الإخوان المسلمين، وقال سفير الكويت لدى الأمم المتحدة منصور عياد العتيبي إن مشروع القرار الذي يهدف إلى إنهاء “المذبحة” في الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق في سوريا سيطرح للتصويت في المجلس، وجاء تأجيل التصويت 24 ساعة بعد خلافات في مفاوضات اللحظة الأخيرة على النص الذي اقترحته الكويت والسويد بعد أن اقترحت روسيا، التي تملك حق النقض (الفيتو) وحليفة النظام السوري بشار الأسد، تعديلات جديدة.

وقالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في تغريدة على تويتر ”من غير المعقول أن تعطل روسيا تصويتاً على هدنة تسمح بوصول (المساعدات) الإنسانية في سوريا“.

وقال دبلوماسيون، طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن موسكو لا تريد تحديد موعد بدء وقف إطلاق النار، ولم يتضح كيف ستصوت روسيا، حيث إحتاج اعتماد أي قرار في مجلس الأمن موافقة تسعة أصوات وعدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا للفيتو.

وقال سفير السويد لدى الأمم المتحدة أولوف سكوج للصحفيين ”لم نتمكن من سد الهوة تماما… لن نفقد الأمل… آمل أن نقر شيئا قويا ومعبرا ومؤثرا في الغد“، ولم يكن لاتفاقات وقف إطلاق النار السابقة تأثير يذكر في إنهاء المعارك على الأرض في سوريا حيث حققت قوات النظام السوري تفوقاً على مليشيات الإخوان المسلمين، عقب اتفاق ضمني بين النظام وتركيا على تبادل عفرين مقابل مناطق عدة خاضعة للنفوذ التركي في أرياف دمشق وحمص وحماه وغيرها.

بدوره، دعا مجلس سوريا الديمقراطية، في الـ23 من شباط، روسيا لإعادة النظر في سياستها تجاه ما يحصل في “عفرين”، والضغط على تركيا لإيقاف العملية العسكرية المستمرة، مشيراً إلى مقتل شخص وإصابة /12/ آخرين في القصف الذي استهدف قافلة مدنية متجهة من “الشمال السوري” إلى عفرين، مساء الخميس\الثاني والعشرين من فبراير.

وقال المجلس في بيان إلى الرأي العام: “في تاريخ 22_2_2018 تعرضت قافلة مدنية متجه من الشمال السوري نحو عفرين إلى قصف همجي من العدوان التركي ومرتزقته، حيث كان على رأس هذه القافلة الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية”، وأضاف المجلس أن القصف: “أسفر عن مقتل شخص من مدينة دير الزور الذي ذهب مع رفاقه إلى عفرين، وجرح /12/ شخصاً من المدنين من مناطق مختلفة من الشمال السوري وحرق سيارة مدنية لهم”.

وتابع: “إننا في مجلس سوريا الديمقراطية نستنكر وبشدة هذا الاعتداء الذي تعرضت له القافلة المدنية، ونخاطب المجتمع الدولي ودول التحالف لوضع حد لهمجية الدولة التركية التي ترعى وتدعم الإرهاب وتمارس القتل والتدمير بحق الشعوب وتعتدي على سيادة الدول المجاورة، متجاوزة كل الأعراف والقوانين الدولية”، ومضى بيان (مسد): “نخاطب شعبنا السوري أن يكون صفاً واحداً ضد هذا العدوان السافر وإعلان النفير العام، لأن احتلال عفرين من قبل العدوان التركي يعني تقسيم البلاد وإعادة أمجاد السلطنة العثمانية إلى بلادنا”، مطالباً: “روسيا الاتحادية أن تعيد النظر في سياستها تجاه ما يحصل في عفرين والضغط على حليفتها تركيا لوقف هذا العدوان”.

عسكرياً..

طالب جيش الاحتلال التركي المدنيين المقيمين فى ناحية “راجو” قرب عفرين بمغادرة المنطقة، في إطار مساعيه لتهجير السكان الأصليين وتوطين أنصاره من أتباع تنظيم الإخوان المسلمين في الإقليم الكُردي.

ورغم إدعائهم بأنهم لن يقبلوا تسليم المناطق الخاضعة لهم في غوطة دمشق، كان مسلحو تنظيم الإخوان المسلمين وعوائلهم يعدون أحزمتهم لإجلاء المسلحين وأسرهم، كي يستقلوا “الباصات الخضراء” على غرار ما حدث في حلب الشرقية وحمص.

وادعت المليشيات الإسلامية في الغوطة ضمن رسالة لمجلس الأمن الدولي إنها ”نرفض رفضاً قاطعاً أي مبادرة تتضمن إخراج السكان من بيوتهم ونقلهم لأي مكان آخر“، حيث أثبتت الأيام عكس ذلك، إذ إرتمى هؤلاء خلف الاجندات التركية، وارتضوا ترك مناطقهم للأستيطان في عفرين محل سكانها الأصليين الكُرد.

وشهدت مُعظم خطوط الاشتباك مُواجهات عنيفة، في ظل مُحاولة قوات العدوان التقدم نحو مراكز البلدات والتضييق عليها كما هو الحال في “جنديرس” و”راجو”، وفي التطورات الميدانية، شهدت مركز مدينة عفرين تحليقاً للطيران الحربي التركي، في حين خرجت مُظاهرة في المدينة، نددت بالعدوان التركي والموقف الروسي المُتخاذل منه، شارك فيه وافدون من مقاطعات “فيدرالية شمال سوريا”.

اما في “جنديرس”، فاحتدم الصراع في محيطها مع مُحاولات قوات العدوان ومليشيات الإخوان المسلمين للتوغل في بعض النقاط، وذلك بالتزامن مع تنفيذ قصف جوي مُكثف على محيط البلدة، إضافة للقصف المدفعي، وشهدت محاور قرى (أبو كعبة، حجيلار وتل سلور) اشتباكات عنيفة، مُترافقة بقصف مدفعي، إضافة للقصف على محيط قرى (ايسكا، جلمة وكفر صفرة).

إلى ذلك، سُرب مقطع مُصور يُظهر المواطن “حسين خليل” وهو مدني من قرية “حمام” الحدودية التابعة لناحية جنديرس، حيث يقوم مسلحو المليشيات الإسلامية بتوجيه أسئلة بطريقة سوقية له، واتهام المواطن بأنه من “وحدات حماية الشعب”، وهي تهمة تُلاحق كل المواطنين الكُرد الذين يتم اختطافهم من قبل الغزاة.

وفي “راجو”، فقد كانت البلدة على موعد مع قصف بالطيران الحربي التركي إضافة للقصف المدفعي الذي طال مركزها، كما طال القصف قرى (بعدينا، دمليا، قوبيه، بربانيه، هوليليه وموقع زيارة محمد علي)، كما شهدت قرى (موسكيه، دوريش، وقرية شيخ) قصفاً مُماثلاً، في ظل تناقل مصادر أهلية عن تمكن مقاتلي “سوريا الديمقراطية” تطهير مواقع كان يسيطر عليها مسلحو الإخوان المسلمين في محاور قرى (بليلكو، علبيسكه وعداما).

وفي ناحية “موباتا\معبطلي”، طال قصف تركي قرى “عربا” و”قنطريه”، أسفر عن استشهاد الطفل “إبراهيم رشيد رشو\4 سنوات” في الأخيرة، وإصابة ثلاثة مدنيين آخرين على الأقل، كما شنت المدفعية التركية قصفاً على قرية “خازيانه”، في حين أصيب المواطنان “فائق جعفر” و”دوشراتا رشو” في قصف مدفعي تركي على طريق “كاخريه”، وهو ما تكرر في قرى (ساريا شيتانا وكوركا).

وتواصلت الاشتباكات العنيفة على محاور القتال في ناحية “شرا\شران”، حيث وصلت الاشتباكات الى محيط قرية “اومارا”، كما تجددت في قرية “عرب ويران”، في حين استهدفت قرى “بوفالون” و”جما” بالقصف التركي، واستمر مسلحو الإخوان المسلمين في عملية السلب والنهب من القرى التي يتمكنون من التوغل فيها، حيث نقل مصدر مدني من مدينة “اعزاز” خبراً عن وصول المسروقات التي استولى عليها الجهاديون في قرية “دير صوان”، شملت مواشي وآليات وجرارات.

وفي “بلبل\بلبلة”، التي لم تكن بعيدة عن المُواجهة، شهد محور قرية “قسطليه مقداد” اشتباكات شديدة، في حين شنت المدفعية التركية قصفاً على قرى (بيباكه، قره كول وقزل باش).

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons