عفرين بوست-خاص
تواصلت في الخامس من فبراير العام 2018، عمليات الغزو التركي المرافق بمليشيات الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، في يومها السابع عشر، على إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، بغية حرمان سكانه من حقهم المشروع في إدارة أنفسهم بأنفسهم، ضمن النظام السياسي الذي أوجدوه تحت مسمى “الإدارة الذاتية”، والذي تمكن من وقايتهم من الحرب الأهلية الطاحنة التي كانت قد دارت رحاها على مدار سبع سنوات على تخوم عفرين، دون أن يسمح أبناء عفرين من “قوات سوريا الديمقراطية” بتسرب الإرهابيين والمتطرفين المستترين تحت مسميات (الثورة والحرية) إلى إقليمهم، بغية التخريب وهدم النسيج الاجتماعي السوري، خدمة للأطماع الاحتلالية التركية الساعية إلى استعادة العثمانية.
سياسياً..
قالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه يتوجب على تركيا وقف عملياتها العسكرية في عفرين شمالي سوريا، داعية الخارجية التركية إلى احترام السيادة السورية وإعادة النظر في سياساتها شمالي سوريا، وذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن على تركيا وقف عملياتها العسكرية في سوريا واحترام سيادة الأراضي السورية، معتبرا أن استمرار العمليات العسكرية التركية قد يؤدي إلى عودة “الإرهابيين”.
وأضاف قاسمي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أن على أنقرة أن تعيد النظر في عملياتها، مؤكدا أن أي خطوات لها يجب أن تطرح في مؤتمر أستانا، وأن أي تدخل لها في الأراضي السورية يجب أن يكون بموافقة النظام السوري، ولفت حينها إلى وجود مفاوضات بهدف إنهاء العمليات العسكرية التركية شمالي سوريا، مبينا أن طهران ستواصل محادثاتها مع روسيا وتركيا فيما يخص العمليات العسكرية الجارية في عفرين.
عسكرياً..
قالت القوات الغازية المتشكلة من الجيش التركي الغازي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيشي الوطني السوري\الجيش الحر)، بأنهم احتلوا قرى جديدة ومرتفعات في ريف عفرين، فيما شيعت قوات سوريا الديمقراطية أكثر من عشرين مقاتل، ارتقوا في معارك الدفاع عن الإقليم الكُردي شمال سوريا.
وقالت وسائل إعلام موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بأنه تم احتلال قرية سوركي في ناحية راجو، كما تم احتلال قرية ديكمداش في ناحية شرا\شران.
ووفق إعلام الغزو التركي، كانت القوات الغازية قد تمكنت في السابع عشر من إطباق احتلالها على خمس بلدات -بما فيها مركز ناحية بلبلة\بلبل شمال عفرين- و23 قرية ومزرعة، و11 جبلاً إستراتيجياً أو تلاً، و36 نقطة كانت خاضعة لقوات سوريا الديمقراطية.
وبالتوازي مع المعارك الدائرة في عدة محاور شمال وغرب عفرين، شيع أهالي عفرين 22 مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية، إرتقوا أثناء دفاعهم عن الإقليم، في وجه القوات التركية والإخوانية الغازية لأرضهم، في حين أعلن جيش الغزو التركي عن مقتل جندي في قصف بقذائف الهاون، وإصابة دبابة بأضرار.
وبالتزامن، واصلت المدفعية التركية استهدفت مناطق ريف عفرين، فيما قال المتحدث باسم حكومة الغزو التركية المدعو بكر بوزداغ عقب اجتماع لمجلس الوزراء إن بلاده ستدمر أي أسلحة أو ذخائر يتم نقلها إلى منطقة عفرين من أي مكان في سوريا، وأضاف أن القوات الجوية التركية لا تعاني من أي مشاكل بخصوص استخدام المجال الجوي فوق منطقة عفرين.
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري “سانا” أن حصيلة الضحايا الذين وصلوا إلى مشفى عفرين منذ اليوم الأول من “العدوان” التركي المتواصل على الإقليم، بلغت 142 شهيد من المدنيين و345 جريح، وأشارت “سانا” إلى أن هؤلاء الضحايا كانوا جراء الاستهداف الممنهج الذي تتبعه القوات التركية الغازية في استهداف المدنيين والمباني والبنى التحتية لـ عفرين، ولفتت الوكالة إلى أن “قوات النظام التركي قصفت ظهر الخامس من فبراير 2018، مركز الهلال الأحمر في منطقة راجو بوابل من القذائف ما تسبب بوقوع أضرار مادية كبيرة في المركز الذي يقدم المساعدات الطبية لأهالي المنطقة وخاصة الذين يصابون بجروح جراء استهدافهم من قبل المدافع التركية”.
وبينت أن “مواطناً يبلغ من العمر 67 عاماً من أهالي المدينة أصيب اليوم بشظايا في الرأس جراء قصف الجيش التركي على عفرين عند مفرق طريق مركز منطقة جنديريس وتم نقله إلى المشفى لتلقي العلاج”، وذكرت مصادر أهلية أنه “بعد الخسائر التي تكبدتها القوات التركية ومنذ اليوم الأول لهجومها على مدينة عفرين وعجزها عن تحقيق أي من أهداف عدوانها في جميع محاور المدينة تلجأ هذه القوات مع التنظيمات الإرهابية التي تعمل تحت إمرتها إلى قصف المناطق الحيوية والخدمية في المنطقة”.
وفي السياق، قال مدير المكتب الإعلامي لـ “قسد” للميادين أن القوات التركية وحلفاؤها من جبهة النصرة فشلوا في تحقيق أية إنجازات حقيقية على أرض الميدان، ويقول إنها تقصف عفرين بشكل منظم وتستهدف الأطفال والنساء والنازحين والأماكن الأثرية.
وواصل الجيش التركيّ الغازي قصفه المدفعي والجويّ العنيف لمدينة راجو شمال غرب عفرين، ما أدّى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين وتضرّر عدد كبير من المنازل. حيث أفاد مراسل الميادين يومها بأنّ معظم قرى شمال عفرين الحدودية معَ تركيا باتت مناطق اشتباك بين الجيش التركيّ الغازي ووحدات حماية الشعب المدافعة عن الإقليم إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية.
وقال مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” إن القوات التركية وحلفاؤها من جبهة النصرة فشلوا في تحقيق أية انجازات حقيقية على أرض الميدان”، ووصف بالي في اتصال له مع الميادين حديث القوات التركية عن تقدّمها في 16 قرية حدودية بعد 16 يوماً من المعارك، “بالدعاية التركية”، مشدداً على أن تركيا “كراعية رسمية للإرهاب عاجزة عن تحقيق أي انتصار حقيقي في المعارك الدائرة في عفرين”.
وأشار إلى أن “القوات التركية تقصف عفرين بشكل منظّم وتستهدف الأطفال والنساء والنازحين والأماكن الأثرية”، مؤكداً أنها “ستكون مقبرة للمشروع الإرهابي الذي تخطط له تركيا”.