نوفمبر 25. 2024

أخبار

حالة من الندم تسيطر على المستوطنين.. واعتذارات بالجملة من أهالي عفرين

عفرين بوست-خاص

مع تصاعد العمليات العسكرية للنظام السوري وروسيا ضد المناطق الخاضعة للاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بدأ هؤلاء بتحسس رؤوسهم، مع شعورهم بأن ساعة النهاية قد أقتربت، وأن موعد الحساب قد يحين في أي وقت.

وفي هذا السياق، رصد مراسلو “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، حالة من اليأس والندم على المستوطنين من ذوي المسلحين، الذين باتوا يعدون العدة ويغادرون المنازل التي استوطنوها على مدار عامين من إطباق الاحتلال العسكري التركي.

وذكر السيد الكُردي “أبو باهوز” لـ “عفرين بوست” أن المسلحين يقومون بإخلاء البيوت التي استولوا عليها في حيهم بمركز عفرين، مضيفاً أن بعضهم قال بأنه سوف يتوجه إلى تركيا، كونها لا زالت تستقبل المسلحين وذويهم، أقله حتى الساعة.

وأضاف على لسان المستوطنين بأنهم يشعرون بالندم كونهم ساهموا في غزو عفرين، حيث قال له بعض المستوطنين بإنه “قد قيل لهم بأن الكُرد ملاحدة وكفار ويريدون تقسيم سوريا”، (وهي الحجج التي زرعها الاحتلال التركي والاعلام الموالي لتنظيم الإخوان المسلمين في عقول متابعيهم، لحشد الضغائن على الكُرد، وجعلهم وقوداً في حربهم العنصرية عليهم).

وتابع “أبو باهوز” إن “المستوطنين وعقب تعاملهم خلال العامين الماضيين مع الكُرد، أدركوا زيف تلك الإدعاءات، وباتوا يشعرون بالندم على مساهتهم مع الاحتلال التركي في غزو عفرين وتهجير سكانها والاستيطان عوضاً عنهم، وسرقة أموالهم وأملاكهم”.

مؤكداً أنه رغم حالة الندم البادية على المسلحين وذويهم، فإن “أهالي عفرين يجمعون على أنها ليست وليدة طيب خلق منهم، بل هي نتيجة طبيعية لإحساسهم بقرب نهايتهم، مع تصاعد حدة المعارك في أرياف حلب وإدلب، وتقدم قوات النظام وسيطرتها على المدن التي كانت خاضعة لمسلحي الإخوان المسلمين”.

مشيراً إلى “أنه لولا التقدم العسكري للنظام في إدلب، والمعلومات عن تحضيراته للهجوم مناطق أخرى كريف حلب الغربي وعفرين وشمال حلب، لما كان هؤلاء المستوطنون قد أبدوا أي ندم على أفعالهم بحق السكان الأصليين الكُرد في الإقليم المحتل”.

وبالرغم من المحاولات الحثيثة من قبل الاحتلال التركي لإظهار نفسه بموقف المقاوم للتقدم الروسي مع النظام في ادلب وحلب، بيد أنه من غير المستبعد أن يكون كل ذلك في إطار التلاعب التركي بمسلحي الإخوان المسلمين، كونهم في النهاية أدواته للتوسع العثماني، مستغلاً العاطفة الدينية لدى هؤلاء.

ويبدو أن القضاء على المسلحين التابعين للإخوان المسلمين، قد بات مصلحة مشتركة للروس وتركيا، حيث يسعى الاحتلال التركي الى التخلص من عبئهم، لكن من دون الإضرار بصورته التي حاول رسمها لنفسه في عقول المغيبين بالعاطفة الدينية.

ومن المؤكد أن دعم الاحتلال التركي للمسلحين بالسلاح والذخيرة، يأتي في إطار دوره ذاك حيث يحاول إبراز نفسه كحامي للسنة، وهو في حقيقة الأمر يحرقهم بنيران سياساته التوسعية الرامية إلى اقتطاع الاراضي السورية، وإنشاء كيان تابع له في شمال سوريا، يحكمه تنظيم الإخوان.

ويبدو أن نواياه تلك قد بائت بالفشل بشكل نهائي بعد رفضها بالكامل من الجانب الروسي، وعليه بدأ مسلحو الإخوان المسلمين بفتح جبهات عديدة على قوات النظام في الباب وتادف، وريف حلب الغربي وأحياء غرب حلب، وأخيراً في إدلب، ما يرجح توسع العمليات العسكرية لتطال كل تلك المناطق، ما قد يعني خسارة الاحتلال التركي لكل المناطق المحتلة بشكل متسلسل.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons